كلا .. صحيح مجهول خير من خطأ شائع
التاريخ: السبت 06 تشرين الاول 2018
الموضوع: اخبار



عبدالغني علي يحيى

دأب بعضهم إن لم نقل جميعهم على إعتماد (خطأ شائع خير من صحيح مجهول) حتى لو كان الصحيح المجهول في متناول يدهم، في حين ان الخطأ مهما كان بسيطاً فهو غير مقبول يجب تصحيحه وان تقادم الزمن عليه ومن الخطأ كل الخطأ إمراره وفقاً للمقوله الشائعة (خطأ شائع...الخ) ولما كان الخطأ مداناً سواء اكان كبيراً أم بسيطاً صغيراً، فأن (الكذبة البيضاء) مدانة أيضاً بما فيها (كذبة نيسان) ومن حسن حظ الشعوب، ان كذبة نيسلن تكاد تتوارى بالمرة سيما في الأعوام الأخيرة ولم يعد إلا القلة الجاهلة تلجأ إليها في الأول من نيسان كل عامن وكلاهما الخطأ الشائع والكذبة البيضاء سيلحقان الضرر بالأمم، ويخطيء من يعتقد ان الخطأ الشائع له حضور في علوم اللغة فقط بل أنه يمتد الى العلوم الاخرى الاجتماعية بالأخص وعلى وجه الخصوص التأريخ وعلوم الدين، 


كذلك لم تسلم منه العلوم الطبيعية على أختلافها، بما فيها أرقى النظريات كالنظرية النسبية لآينشتيان إلا أنه وكما أثبتت التجارب فان تصحيح الاخطاء الشائعة في العلوم الطبيعية غالباً ما يتم بسهولة ودون أية عوائق وذلك على الضد من تصحيح الأخطاء في العلوم الأجتماعية كالتأريخ والدين مثلاً اذ ان المطالبة بتصحيحها قد تتوج بردود فعل عنيفة تصاحبها أعمال قتل وحرق أحياناً وما يهمني في هذا المقال هو تسليط الضوء على الأخطاء الشائعة في علمي التأريخ والدين بدرجة رئيسة، فالأخطاء في علوم اللغة والأبقاء عليها ربما لا تجلب بالأضرار على بني بشر بقدر ما تجلب الاخطاء في علوم التأريخ والدين إليه واذكر اني وقفت على أخطاء لغوية وقواعدية صارخة في علم اللغة وأطلعت على معجم بالأخطاء الشائعة في علم اللغة ولا أخفي اني استفدت من ذلك المعجم أيما أستفادة وقمت في ضوئه بتصحيح أخطائي اللغوية، فهل من معجم يصحح الأخطاء التأريخية والدينية واخطاء أخرى في العلوم الأجتماعية؟ ويا لكثرة الأخطاء الشائعة في العلوم الأجتماعية والتي تعد من أسباب الصراعات بين الأمم وتجذر التخلف في العديد من المجتمعات وبالأخص المجتمعات الأسلامية والعربية التي تعد من أشد المجتمعات في العالم فقراً وتخلفاً وجهلاً. ومن الأخطاء وهذا على سبيل المثال لا الحصر: 

خطأ الاحتفال بمولد السيد المسيح (ع). في 25 كانون الثاني
رغم تخطئة الاحتفال بعيد مولد السيد المسيح (ع) في 25 كانون الثاني من كل عام من قبل المؤرخين وحتى رجال الدين من مسيحيين ومسلمين، فأن العالم أجمع ما زال يحتفل بذلك اليوم 25 كانون الثاني ديسمبر بمولد السيد المسيح. يقول الأسقف (باريز): (غالباً، لا يوجد أساس للعقيدة القائلة أن يوم 25 ديسمبر كان بالفعل يوم ميلاد السيد المسيح) ويقول (بيك) وهو من علماء تفسير الكتب المقدس: (لم يكن مقات ولادة المسيح شهر ديسمبر على الأطلاق). ويستنتج من تفسير القرآن الكريم: (ان المسيح مولود في أغسطس آب وليس في 25 ديسمبر) كما أنه (لا يوجد في الأناجيل الأربعة تأريخ ميلاد المسيح) ويتفق معظم الباحثين بأن (17 من حزيران هو يوم ميلاد السيد المسيح) فضلاً عن ما ذكرت فان أكثرية الدراسات المعمقة والمختصين بالديانة المسيحية وكذلك الأسلامية، ان المسيح لم يولد في 25 كانون الثاني، ومع ذلك نجد العالم مع سبق الاصرار بحتفل في ذلك اليوم بمولد السيد المسيح.

الأحتفال بمولد النبي (محمد ص) في اليوم الخطأ
يجمع علماء الاسلام، ان اليوم الخطأ الذي يحتفل فيه المسلمون بمولد النبي محمد (ص) هو يوم وفاته، ورغم عدم جواز الاحتفال به شرعاً وإعتباره (بدعة) غير أن المسلمين يحتفلون به كل عام وفيه تتعطل الدوائر الرسمية وشبه الرسمية وتصرف اموال طائلة على المناسبة الخطأ لغرض إظهارها بمظهر لائق بالنبي وسط قول علماء الدين وبمرارة: (انهم يحتفلون به في اليوم الخطأ مستطردين) (وليتهم على الأقل احتفلوا به في اليوم الصحيح) دع جانباً من أنه بدعة لا تمت بصلة الى الدين.

هجرة رسول (ص) في ربيع الأول وليس في محرم
ورد في التأريخ ان النبي محمد (ص) عندما وصل يثرب: (المدينة المنورة) في 10/10 وجد اليهود صائمين. ويقول الأمام المالك: (أول السنة الأسلامية ربيع الأول لأنه الشهر الذي هاجر فيه الرسول) وعند الكاتب العراقي نعيم الهاشمي الخفاجي واستناداً منه الى المصادر التأريخية ان (هجرة الرسول لم تكن في ربيع الأول ولم تكن في محرم).
فتصور أمة تخالف حقائق التاريخ وتلجأ الى  الخطأ وعلى مدى القرون بحيث يوحي عنادها واصرارها على الخطأ التاريخي الشائع انه اذا عدل عن ذلك فان الاسلام كله سينهار لمجرد الانقلاب على خطأ تأريخي شائع. هنا نقف على غلبة العادات والتقاليد على الدين.

طارق بن زياد لم يحرق سفنه.
ولا القى خطبته..
ويظل المسلمون والعرب متمسكين بالخطأ التاريخي الفائل، ان  القائد الاسلامي الامازيغي طارق بن زياد عندما وصل بجيشه الى سواحل اسبانيا احرق سفنه والقى ( خطبته) الشهيرة في جنده: ( البحر من ورائكم  والعدو من امامكم) ويتفق معظم الباحثين من العرب والمسلمين ومنهم  ممدوح عدوان على أن ( طارق بن زياد لم يحرق السفن ولم يلق تلك الخطبة الجميلة العظيمة لأنه لم يكن يتقن العربية) ويجمعون على أن الرواية من أساسها ( اسطورة لا تأريخ) ولدى ( منتدى الحوار) : (ان طارق بن زياد لم يحرق السفن في فتح الاندلس) ويقول  الباحث عبدالحميدي يونس: ( احراق طارق للسفن اسطورة لا تأريخ). وفوق هذا وذاك فأن على المسلمين والعرب ان لا يتفاخروا لابطارق بن زياد ولا (بخطبته) أو احراق سفنه، لأنه ادى دور المحتل البغيض لوطن شعب مسالم الشعب الاسباني. وما على الاجيال العربية ولااسلامية في العصر لحديث الا ان يدينوا ويشجبوا غزو طارق لأسبانيا واحتلالها لها وان يسحبوا حكم الادانة والشجب على السفاحين خالد بن وليد وعمرو بن العاص وسعد بن ابي وقاص وو..الخ لانهم سبقوا طارق في انتهاك كرامة الامم فانتهكوا الحدود الاجتماعية للشعوب واحتلوا أو طانها.

وامعتصماه ( الاكذوبة التي صارت دينا)
من منا لم يجلد بحكاية ( وامعتصماه)  الزائفه) التي كانت مقررة على تلامذة المدارس في العراق؟ الجواب: جميعنا قرأ الحكاية التي كانت وما زالت زيفاً وبطلاناً وكذباً. يقول الباحث خالد السيف في حديثه عن وامعتصماه بانها ( الاكذوبة التي صارت ديناً) . فضلاً عن ذلك فان  الطبري الذي يوصف بمؤرخ العباسيين لم يذكرها في كتبه. ناهيكم عن جهل المعتصم وظلهه ومجونه الذي لايمكن أن يرتقي به الى  بطل ومحرر (فالرجل  كان امياً أو شبه امي)، سكيراً و( نشأ المعتصم مترفاً كارهاً للعلم من صغره وانتهى به الامر ان مات امياً أو شبه امي) أنظر الى ( الذهبي) خلاصة الكلام، ان اسطورة وامعتصماه ( لدى المحققين دون سند) وبحسب المؤرخين ان خبر المنادية (بوامعتصما) لما بلغ المعتصم كان في مجلس سكر وعربدة والكأس بيده. ومن جرائم هذا الظالم البشعة انه ( الهب ظهر امام السنة احمد بن حنبل حتى خلع له كتفيه).
ان شخصاً ماجناً سكيراً كالمعتصم لايمكن ان يكون بطلاً شهماً يلبي دعوات المظلومين، فألى متى شحن اذهان الاجيال بالبطولات الزائفة وتصوير الطفاه أبطالا؟

قراقوش من عادل الى ظالم
ورد في كتب التاريخ: ( أن بهاء الدين قراقوش هو شخصية تأريخية حقيقية) لا اسطورية كما توحي الحكايات عنه و( ولم يكن ظالماً بل كان من اعدل من مارس الحكم في مصر) ويمضي المؤرخون المنصفون في وصفهم له : ( أنه من اروع القادة واشجعهم قوة وحزماً في الادارة والجندية، من عاداته كل عام وفي وقت خاص، ان يتصدق بمبلغ كبير من المال على الفقراء والمحتاجين) عليه والحالة هذه، لماذا نعتوا الرجل بالطاغية والظالم واظهاره (بشر البلية ما يضحك). وما والت الشعوب سيما العربية والاسلامية تروي عنه ما نسب اليه خطأ وظلماً. ترى أو لم يحن الوقت لكي يعاد  الاعتبار اليه وينصف؟.

هل من الصحيح اقحام القرأن في علم اللغة واعتباره مرجعاً لغويا؟
 الاعتقاد من أن القرأن الكريم مرجع لغوي وقواعدي للغة العربية سار ومازال قائماً الى الان بالرغم من ان العديد من الباحثين وعلماء اللغة العربية نسفوا منذ زمن ذلك الاعتقاد وسط صمت رجال الدين الاسلامي حيال ذلك النسف، ففي الاعوام الاخيرة تجرأ العديد من اولئك العلماء علماء اللغة على الكشف عن التقاطع بين الايات القرانية وقواعد اللغة العربية ومن بينهم عالم لغوي نشر مقالاً من ( 6) حلقات أو اقسام في صحيفة الحوار المتمدن الالكترونية الراقية ضمنه – المقال- الاشارة الى عشرات الايات المخالفة لقواعد اللغة العربية ( حسب مقاله)  ولم ينبس علماء الدين الاسلامي ببنت شفه بل ولم يتجرؤا على الرد عليه. ما عزز طروحات واحكام ذلك العالم. والغريب في الامر ان علماء الدين الاسلامي ومنهم الخميني واخرون غيرهم اقاموا الدينا ولم  يقعددوها على الايات الشيطانية لسلمان رشدي، وافكار البنغلاديشية تسليمة نسرين وافتوا بهدر دمهما، في حين لاذوا بالصمت ليس على العالم اللغوي المنوه عنهم الذي صرح بوجود عشرات الاخطاء في القران الكريم. وليس سكوت علماء الدين الاسلامي على عالم اللغة المنوه فقط انما طال الصمت والسكوت العشرات من منتقدي الدين الاسلامي والقران الكريم، فصمت ليس علماء المسلمين بل علماء الدين المسيحي واليهودي كذلك على منتقدي الدين والكتب المقدسة يكاد يكون ظاهرة، فعلى سبيل المثال لم يردوا على قس امريكي خدم الكنيسة ( 22) سنة بعد ذلك انقلب عليها وعلى المقدسات الدينية كلها، فمما قاله في ندوة جمعته مع بعض القسس من على شاشة  فضائية الجزيرة القطرية: ( ان الله اكبر خرافة في التاريخ) وتوقعت ان يهب رجال الدين الاسلامي من مشارق الارض ومغاربها ويدلوا ( بخطب عصماء)  لتكذيب القس والرد عليه، لكن تبين فيما بعد ان توقعي لم يكن في محله وفيما بعد وفي السنوات الاخيرة فأن دائرة نقد الدين الاسلامي راحت تتسع بشكل صارخ وظهر مفكرون كبار ينتقدون الله والنبي محمد والانبياء والرسل اجمعين ومن هؤلاء المفكرين جامد عبدالصمد واحمد القبانجي.. الخ، وكالعادة فأن علماء الدين الاسلامي لم يعلقوا على اولئك المفكرين العلمانيين وكأنهم – علماء الدين الاسلامي صم بكم عمي لا يفقهون. وهم الذين اليوم وفي الماضي كانوا يهاجمهون الشيوعية ليل نهار بدعوى انها الحادية معادية للاسلام في حين لم تتهجم الشيوعية على المقدسات الاسلامية ابداً، بل ان وضع الدين الاسلامي ورجال الدين والجوامع في العهد  الذي سمي بالمد الاحمر أو المد الشيوعي في العراق 1958 – 1960 كان افضل بكثير من وضعهم اليوم في ظل هيمنة الاسلام السياسي على السلطة وشارع، اذ لم يفجر مسجد أو كنيسة ولم  يذبح رجل دين، بل كان ابناء الشعب من رجال دين وغيرهم معززين مكرمين ومع ذلك فان الشيوعية لم تسلم من تهجماتهم وحربهم عليها. في رأي ان السبب في تهرب رجال الدين الاسلامي يعود الى امرين لاثالث بينهما وهما: 1- اما انهم جهلة ذو ثقافة متدينة لذلك يجدون انفسهم عاجزين عن الرد على خصوم  الدين، وهذه في رأي مصيبة أو .
انهم متفقون مع منتقدي الدين ولا يؤمنون في قرارة انفسهم بالدين والقران، اذا والحالة  هذه فان المصيبة اعظم وقد يكون كلا الامرين متوفرين فيهم يتحكمان بهم.
المطلوب من رجال الدين موقف صريح وواضح من التهجم على الدين والمقدسات الدينية والا فانهم  مشاركون بالهجمة على الدين من حيث يدرون أو لا يدرون.

رقية ليست ابنة الحسين (ع)
ولها مرقد في الشام!!
لم تذكر المصادر التاريخية، بما فيها المصادر التاريخية للشيعة الامامية: ( ان هناك بنتاً للامام الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) تدعى رقية بل ذكرت اسماء 3 بنات له: سكينة وفاطمة وزينب مع 6 أولاد وللوقوف على حقيقة انه لم يكن للأمام الحسين بنت باسم رقية أحيل القارى الكريم الى المقال الرائع للكاتب والصحفي باقر مهدي ليطلع على اكثر من مصدر يفند الزعم بأيوة الحسين لفتاة تدعى رقية ومقال الكاتب هو تحت عنوان ( رقية بنت الحسين بين الحقيقة والخيال). والذي يبعث على التهكم وجود مرقد للفتاة رقية من نسج الخال!! واذكر كيف ان الناس في محافظة نينوى بالاخص دأبوا على زيارة ضريح في جامع النبي يونس (ع) على اعتقاد انه ضريح النبي يونس (ع) واذا بالحقائق تكشف ان الضريح كان يعود لقس، وعندما تبش داعش الضريح اثناء احتلاله للموصل يوم 10-6-2014 ظهرت فيه صلبان وبأحجام مختلفة.

ساعة ( الرشيد الى شارلمان)
رواية تخالف العقل والمنطق
في المرحلة الايتدائية علمونا، ان الخليفة العباسي هارون الرشيد اهدى ساعة الى شارلمان ملك الافرنج. وجاء في وصف للساعة هذه : ( ... وكان فيها 12 باباً تؤدي الى داخلها ومن كل باب يخرج فارس ويشير الى أن الساعة (1) أو (2) يشير انها الثانية واذا خرج (5) مثلاً فهي الساعة الخامسة اما عند الساعة 12 ظهراً أو ليلا فيخرج 12 فارساً مرة واحدة ويدورون دورة كاملة ثم يدخلون من الابواب فتغلق خلفهم) من يسمع هذه الرواية يحس وكأنه امام احدى القلاع العسكرية واذا كان العراق مخترع الساعات في زمن الرشيد، فأن من المنطقي وفي ضوء التجارب، ان تتقدم صناعة الساعات في العراق على الساعات السويسرية، أليس كذلك؟ هدية الرشيد الى شارلمان حكاية خيالية تتقاطع مع العقل والمنطق.

نيرون لم يحرق روما
ومن الاخطاء الشائعة في التاريخ القديم، أن نيرون أضرم النار في روما واحرقها بعد ذلك راح يعزف وأمامه روما تحترق، والى يومنا هذا فان التهمة الملصقة به هي حرقه لروما، الا ان المررخين وبعد تدقيق وتحقيق فندوا الرواية تلك وبرهنوا بالادلة والوقائع، انه حين اشتعلت النيران في روما، كان نيرون فيما يشبه في اجازة راحة واستجمام وفي مكان بعيد عن روما يبعد نحو ( 50) كيلومتراً عنها، ولما سمع بعاصمته تحترق، فأنه قفل راجعاً وبسرعة اليها. 

حصان طرواده
ومن الاخطاء التاريخية والشائعة والشهيرة أيضاً رواية حصان طروادة التي تحولت الى اكثر من فلم سينمائي، وما زال يضرب بها المثل وتذكر( كسم ممزوج بالعسل). في وقت لم تكن للرواية من صحة. فهويروس مؤلف الالياذة ( لم يتطرق في الجزء الذي يرويه من كتابة ( الالياذة) عن حصان طروادة لا من بعيد أو قريب الى اسطورة حصان طرواده، والتي هي اسطورة بحق لاتاريخ.
ان من الخطأ جداً ان لم تقل جريمه، اقرار الخطأ على تلاندة المدارس والاحرى بالاجهزة التربوية بوزارات التربية تجنب اقرار الاخطاء على التلامذة  وفي مختلف العلوم، فالشعوب لن تتقدم  الا بالعلم وليس بالاساطير والخرافات.

خرافة هزيمة هولاكو أمام اهالي اربيل
في السابق والى يومنا هذا كنا نقرأ أوما نزال في مقالات كتاب كرد قوميين متحمسين أن اربيل قهر القائد المغولي هولاكو والحقت الهزيمة به عندما اقترب منها وحاول تدميرها، الا ان مطالعتانا للتاريخ والاحتكام الى بالعقل والمنطق تبين: ان هولاكو لم يدخل اربيل اصلاً ولم يشتبك مع اهاليها بل انه مر في الشرق منها وعلى مسافة 90 كيلومتراً. عليه استغرب من اصرار بعض من الكتاب وبالاخص السياسيين والاعلاميين الكرد من ترديد المقولة الخاطئة: أن اربيل الحقت الهزيمة بهولاكو في وقت كان الاخير قد اجتاح دولاً ودمر عواصم اسلامية كبيرة وغير اسلامية ايضاً مثل دمشق وبغداد والقاهرة فهل بعقل باترى ان يتغلب عليه سكان عدد من الدور في قلعة اربيل.؟

حول زواج المسلمة بغير المسلم
قبل اكثر من 12 عاماً القى الزعيم الاسلامي السوداني حسن الترابي محاضرة في جامعة البحر الاحمر في السودان وسط جمع كبير من المسلمين استغرب في خطبته رفض زواج المسلمة بغير المسلم سيما من الميحيين واليهود ( اهل الكتاب) مشدداً انه ليس في القران ولا في الاحاديث النبوية ما يمنع ذلك وفي حينه اثارت خطبته ضجة كبيرة في العالم الاسلامي، وهنا ايضاً لم يعلق علما، الذين الاسلامي عليه لا بالقبول ولا بالرفض، وقمت أنا كاتب هذه السطور بمراجعة للقران الكريم وختمت قراءته مرتين خلال اسبوع واحد بحثاً عن أية تحرم زواج المسلمة بغير المسلم ولم تقع عيني على اية اية في القران تحرم زواج المسلمة من غير المسلم ولم اكتفي بهذا بل رحت وتوجهت الى عدد من رجال الدين الافاضل من معارفي، بل ان احداً منهم وهو من خريجي الازهر، عندما طرحت عليه السؤال ايدة والتزم جانب الترابي بيد أنه اضاف ضاحكاً لكنني اخاف من الجهر برأي علانية واسترد ارجو أن يبقى ذلك بيني وبينك سراً. انهم يجيزون زواج المسلم من الكتابيات لكنهم في الوقت عينه يحرمون زواج المسلمة من اهل الكتاب: مسيحيون، يهود، صابئة النبي داود، ليس هذا فحسب بل يقفون ضد كل الافكار السامية التي من شأنها أن توحد بين البشر وتغرس المحبة والسلام بينهم، في حين يفتون بابشع الافكار وحشية وهمجية يقول الكاتب المصري عادل نعمان في رده على الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع في جامعة عين شمس التي ترى ان انتشار الالحاد مرده ( الاخوان المسلمون) يقول عادل نعمان: 
( ثم ما قولك في المشايخ الرسميين الذين صدموا الشباب برضاعة الكبير من حملة الثدي مباشرة وجواز نكاح الرضيعة ومفا خذتها والاستمتاع بها وجواز وطء البهائم عند البعض وقتل البهيمة المنكوحة وحرقها عند البعض الاخر وتحريم خلع ملابس الزوجين اثناء المعاشرة الزوجية وجواز مضاجعة الوداع وأكل جزء من لحم المرأة حية حال الجوع القاتل بل تركها للمغتصبين مخافة الهلاك وقتل تارك الصلاة وصحة الحمل على ثلاث واربع وخمس سنوات من بعد غياب الزوج أو موته، اليس هذا يصادم العقل با دكتورة و متناقض ومتخالق معه) ويضيف: ( الالحاد ظاهرة عالمية تتزايد كلما وقف الدين ضد العلم- مأخوذ من ميدل ايست اونلاين).
الاولى بالعالم الاسلامي ان يقف بحزم وصلابة امام الافكار الوحشية الجهنمية لبعض من علماء الدين الاسلامي، هذه الافكار التي تتقزز منها النفس الابية، ولو تم الاخذ بالافكار الوحشية الجهنمية لأولئك الشبوخ لسادت شريعة الغاب في العالم الاسلامي ولتحول هذا العالم الى مبغى كبير بعد ان كاد الدين على يدهم يقترن بالجنس ثم جنس.. الخ 
لما تقدم استعراض سريع لبعض من الاخطاء الشائعة ليس في علم اللغة بل في التاريخ والاديان وعلوم اجتماعية اخرى وتكاد الاخطاء الشائعة تشكل القاعدة والصحيح المجهول استثناءً  وأرى ان اعتماد المبدأ الخطأ: خطأ شائع خير من صحيح مجهول والسير عليه عبر العقود والقرون هو من الاسباب الرئيسية لاستمرار الماسي والويلات في المجتمعات الانسانية وكل ما اتوخاه هو تأليف معجم بالاخطأء التاريخية والدينية وتأسيس تربية جديدة للاجيال الناشئة تقوم على تطهير المناهج المدرسية من الاخطاء والخرافات والبدع عملاً بقول الرسول محمد (ص): ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) ولما كانت ( البدع كلها سيئة وليس من بدعة حسنة واخرى سيئة): اقول ان كل الاخطاء سيئة سواء اكانت صغيرة بسيطة ام كبيرة ويجب التخلص منها وفي جميع العلوم وبالاخص في العلوم الاجتماعية وتحديداً علمي التاريخ والدين، وكل ما يخالف العقل والمنطق فهو خطأ ويجب عدم التساهل معه والاقدام بجرأة على قبره بدلاً من العمل به و نشره. واختتم مقالي هذا بقول للشاعر معروف الرصافي في كتابه القيم: ( كتاب الشخصية المحمدية: ( اصبحت لا اقيم للتاريخ وزناً ولا احسب له حساباً لأني رأيته بيت الكذب ومناخ الضلال ومتشجم اهواء الناس. اذا نظرت فيه كنت كأني منه في كثبان من رمال الاباطيل قد تغلغلت في ذرات ضئيلة من شذور الحقيقة).







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=24184