قندرجيات: صور من الحداثة الكردية
التاريخ: الجمعة 21 ايلول 2018
الموضوع: اخبار



 ابراهيم محمود 

خطوط عريضة :
الحداثة الكردية، وقبل كل شيء، أن تعرف ما هي تحركات جارك، في كل ما يخصه: نوع غنى وأولاداً وأهلاً وزوجة، وأنت ترصدها، لتنال من عرضه وماله واسمه عند اللزوم.
الحداثة الكردية، أن تحفظ أسماء المتنفذين من كردك، وصفة كل اسم: ولادة وعلاقات وثقافة، وتزيد معرفتك بأكثر الطرق نجاعة للانتقال من اسم لآخر سعياً إلى مصلحتك الذاتية الخاصة، عملاً بمأثرة جل المعروفين في هذا المجال في التاريخ الكردي .


الحداثة الكردية، أن تتشدق بالثقافة، ثقافة متوافرة أنى تحركت، أن تتهجى بأسماء، بالكاد يفهمها من في الجوار، من حولك أحياناً، وتلجأ إلى أكثر الأساليب تقليدية: من زيارة أولي أمر الدين، ومن لهم باع في التأثير في توجيه مشاعر الناس، وقبور ذوي الكرامات، والظهور المستمر في المناسبات الشعبية، والتقرب ممن لهم شأن في هذا المجال، وتخلط القديم المأثور بالجديد المختزل، لتضرب ضربتك وأنت مطمئن إلى النتيجة المفرحة .
الحداثة الكردية، أن تكرر اسم الكرد وكردستان عند من يتأثر بهما بنبرة خاصة، وتتستر عليهما في جهة أخرى، وتكون ماهراً ماكراً فالحاً في الشقلبة اليومية، التحزبية والمسلكية الطابع، كي تجد منافذ لك لتحقيق مصلحتك الذاتية وليس سواها .
الحداثة الكردية، أن تظهر أنيقاً ببذلتك المخيطة بإحكام، وربطة عنقك الزاهية اللون، وحذائك الذي يلمح، ووجه حليق، وتمشي على مهل بخطى واثقة، ونظرات هادئة تدل على حكمة صمتك وهيبة كلامك، لتكسب الآخرين إلى صفك، ولا بأس أن تظهر بلباس عادي، إيحاء إلى أنك رجل متواضع، ومن عامة الناس لتعميق الأثر .
الحداثة الكردية، أن تظهِر ملامح ثراء وبغددة في حياتك اليومية، وللعزائم طابعها الأكثر فاعلية في الناس، وأنت تتكلم عن الكرم ولزوم التخلي عن الأنانية والبخل، وتقوية العلاقات الاجتماعية، ودعم من له شأن هنا، وأنت المعني أولاً .
الحداثة الكردية، أن تدشن لك موقعاً اعتبارياً وتقويه باضطراد، وتبحث عمن يمكنهم الدعاية لك، وهم يلتفون حولك، ويمارسون دعاية لك، وخاصة ممن باتوا يُسمّون بالمثقفين، وهم لا يترددون في لسع أي كان دون السؤال عن حقيقة شخصيته، فقط، لأن فيه ما لا يهضَم، وبإيعاز ما منك، فتصبح قدوة مجتمع، ورمزاً سياسياً هنا وهناك .
الحداثة الكردية، أن تحيّر الناس في أمرك، وأنت تتقلب من جهة لأخرى، وبطريقة ثعلبية تغري المحيطين بك، وحولك من يبرّرون لك مسلك المتقلب هذا، باعتباره سياسة حديثة، مقتدياً بمن سبقوك، ومجتهداً في هذا المسلك .
الحداثة الكردية، أن لا تأسف على أي خطأ ارتكبته، مهما كان وقْعه الاجتماعي، معتمداً على مناورات تفيدك في إفحام من يريد بك سوءاً، من خلال عبارات معينة، وأمثلة من الواقع، كما يجري الآن، ودون أن يرف لك جفن .
الحداثة الكردية، أن تنظر دائماً إلى الأعلى، وأنت تضع في خدمة غايتك هذه، كل ما يمكنّك من بلوغ مقصدك، دون السؤال عما يمكن لألسنة الناس أن تلوكه عن الشرف والقومية والوطنية. إن بلوغك لهذا المكان العالي، هو الذي يقصيك عن هؤلاء، بمقدار ما يرغمهم على النظر إليك وأنت تعلوهم، فيحسدونك، ويتمنون أن يكونوا مثلك .
الحداثة الكردية، أن لا تراهن على قيمة معينة، ثابتة، أن تتخلى عن أي مبدأ، فالمبدأ القويم للشخصية الناجحة اليوم، وبالنسبة للكرد فيما هم عليه أولاً، هو عدم تسمية أي مبدأ، وهو الطريق المعبَّد والسليم لسلوكه والتحرك بأقصى سرعة لتحقيق مبتغاك، قبل أن يتقدمك سواك، يفكر على طريقتك، ويزاحمك دون علم منك .
الحداثة الكردية، أن لا تجهر بما لديك لأقرب المقربين إليك، إنما تقول شيئاً، وأنت تضمر خلافه، أو تقول بعض بعضاً مما يشد مجاورك، وكله فضول في معرفة التالي، وأنت تتحدث هنا بلغة الغمز واللمز، وبالطريقة هذه تبقى محل اهتمام، إنما أيضاً محل تقدير من نوع خاص، فلا شيء يفتن العام مثل هذا التصرف شبه الغامض والمقلق والرهيب أيضاً .
الحداثة الكردية، أن لا تتأثر بالمواعظ، ولا بالأغاني الوطنية والقومية، وصور الرموز فيها، لأن الواقع أغني من كل ما ذكرت، وهو الحجة الدامغة على مدى نجاحك، واستئثارك بقلوب الخاصة والعامة أيضاً .
الحداثة الكردية، أن تفكر في موتك، وما يمكن أن يقوله الناس بعد وفاتك، فسوف تجد من يهتدي بك، طالما أنك تمكنت من اكتساب نوعية من الناس للإعلاء من شأنك حتى بعد وفاتك بسنوات طوال، وليأتي فطاحل القومية والثقافة من الكرد من بعد، وليجربوا فطنتهم، وما إذا كانوا قادرين على تغيير صورتك، كما يعلّمنا التاريخ بالخط العريض !







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=24121