عفرين ... ومراحل الخطر
التاريخ: الأثنين 02 نيسان 2018
الموضوع: اخبار



صفية عمر 

ان الجيش التركي والعديد من الفصائل المحسوبة على الجيش الحر دخل الى عفرين بعد حرب دامت شهرين وبضوء أخضر روسي وأمريكي والعديد من دول العالم في سياق توزيعسوريا إلى مناطق نفوذ مختلفة ، حيث جاء الشمال السوري من حصة الدولة التركية بعد انتهاء مرحلة الحرب الساخنة والتي كانت بالوكالة في سوريا وتحولت سوريا فعلياً إلى دولة محتلةمتعددة الجنسيات وتشبه فعلياً مرحلة انتهاء الحرب العالمية الثانية ودخول العديد من دول الحلفاء إلى ألمانيا وتقسيمها وفق مناطق النفوذ ، رغم ان كل المسوغات التي أعطيت لتركيابالدخول العسكري إلى عفرين كان من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وسياساته وممارساته التي أثيرت المصالح التركية ولكن الآن منطقة عفرين وبالكامل أصبحت تحت الانتداب التركي ورفع علم الدولة التركية في عفرين وفي كامل المنطقة


 وقد عملت بعض الفصائل العسكرية المحسوبة على المعارضة السورية وللاسف الشديد بنهب ممتلكات المواطنين بشكلمرعب حيث دخلوا المنازل والمحلات والمؤسسات بدلاً ان يقوموا بحمايتها والحفاظ عليها قاموا بنهبها ولم يتركوا أي شيء حتى السيارات والجرارات والدراجات النارية كل شيء ، رغم كل النداءات التي وجهت لهم بعدم التعرض لممتلاكات الناس وإصدار العديد من البيانات بمحاسبة المجرمين والسرقة وإعادتها للمتضررين ، ورغم الوعود الكثيرة بالحد من هذه السرقاتوالنهب وتعويض المتضررين ولكن للاسف لم ينفذ اي وعد بذلك ، وهذا من كل بد تتحمل مسؤولية ما حدث الدولة التركية والتي احتلت عفرين بحجة تحرير الناس من البيدي وقمعهم ولكنللاسف ما حدث كان خطيراً جداً ، وهذا سيكون له تأثير عميق وعميق جداً على منطقة التعايش المشترك بين العرب والكرد وان هذه الفصائل العسكرية سينظر لهم كلصوص ومرتزقةوليس كمحررين ولن يثق بهم احد من المكونات لاحقاً ، وان هذه التصرفات قد أساءت كثيراً للمعارضة وللثورة السورية ولمستقبل سوريا وان هذه الممارسات استفاد منها النظام الأسديوالمنظمات المحسوبة عليه . 
ان النهب والتخريب والتدمير الذي حصل في عفرين يمكن تعويضه بهذا الشكل أو ذاك ولكن الخطر المحدق في عفرين هو التغيير الديمغرافي الكبير الذي يمكن حدوثه ، حيث ان حزبالاتحاد الديمقراطي وميلشياته وقراره بالمواجهة العسكرية رغم معرفته التامة بالتواطؤ الدولي من هذا التدخل العسكري ، لهذا هذا الحزب يتحمل مسؤولية النتائج الكارثية التي نجمت عنهذه الحرب من التهجير والتفريغ المتقصد للقرى من الناس وتجميعهم في مدينة عفرين ومن ثم دفعهم للتهجير وعدم السماح لهم بالعودة ، كل هذا يعتبر  جريمة كبيرة بحق عفرين و الشعب الكردي في عفرين والسماح للتغيير الديمغرافي  . وان حكومة التركية والمعارضة السورية تتحمل كامل المسؤولية عن كل مجريات عفرين .
والآن وبعد ان اصبحت عفرين تحت سيطرة الدولة التركية لابد من العمل بجدية وخاصة من قبل المجلس الوطني الكردي القيام بواجبه الوطني والقومي وبالصيغة الواقعية بالتواصل معالأمم المتحدة والدول ذات الشأن ومنها الحكومة التركية والمعارضة السورية للتعامل مع الواقع من خلال اعادة كل المهجرين من أبناء عفرين الى قراهم ومدنهم ومنازلهم وتعويض المتضررين من اعمال النهب والسلب الذي حصل والسماح للمنظمات الدولية والإنسانية بالدخول الى عفرين للقيام بواجبها في مجال الاغاثة والمهام الانسانية والسماح للبيشمركة السوريينبالدخول الى عفرين لحماية عفرين من كل المخاطر المحدقة ودعم كل المبادرات الصادرة من المثقفين والمستقلين والتكنوقراط الكرد للقيام بواجبهم في المرحلة الانتقالية لإدارة عفرينومناطقها وذلك بهدف تسليم عفرين لأبناءها ومن ثم التحضير لإجراء انتخابات محلية تحت إشراف المنظمات الدولية لإدارة عفرين وفق الوعود التي أعطتها الحكومة التركية والمعارضة السورية .
و في هذا المجال لابد ان يدرك الكرد في سوريا خطورة المرحلة المقبلة بعد الحرب التي جرت في عفرين والتهديدات التركية والخيارات البديلة التي يعمل عليها الأمريكان وان إنشاءحزب سوريا للمستقبل كنموذج من هذه الخيارات وان الخبر العاجل بانسحاب أمريكا من سوريا ، كل هذه التطورات تدفع بالكرد وخاصة المجلس الوطني الكردي بالبحث الجدي عنالحلول الفعلية لإنقاذ شعبنا الكردي من هذه المخاطر ولابد ان يعي المرحلة المقبلة واستحالة فك الارتباط بين حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني والنتائج الكارثية من هذاالارتباط ، وخاصة يبدو ان الحكومة التركية جادة في تنفيذ تهديداتها، وأن الحكومة العراقية أخذت هذه التهديدات على محمل الجد ومارست كل الضغوطات لانسحاب ميليشيات هذا الحزبمن شنكال . 
ان المجلس الوطني الكردي وكل القوى الكردية في سوريا مطالبون باتخاذ قرارات تاريخية وجادة وتحمل مسؤولياتها نحو المرحلة الخطيرة التي قد تتعرض لها كل المناطق الكردية في سوريا ، ان التاريخ لن يرحم المجرمين والقتلة والمقصرين أيضا".







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=23582