واقع الانظمة الشمولية
التاريخ: الأثنين 16 تموز 2007
الموضوع:



رزكار آغاالمرعي ــ ديرك

على مدى عقود من القهر وغطرسة السلطة حرثت المجتمعات العربية بإيديولوجيات طوباوية وعلمانية ومذهبية أفرزت أوهاما واحلاما واشاعت الخوف والرعب وصادرت الحريات بدعوى حق الوصاية على الشعوب مستقوية النظام الابوي أو العشائري أو الحزبي على فئات الشعب بعد ان اشاعت زورا وبهتانا أنها تحمل مشروعية هذه الوصاية بإعتبارها فوق الشبهات مبرأة من كل عيب....!


هذه الإيديولوجيات حسب زعم الانظمة العربية هي التي تحدد شكل الدولة و المجتمع وما على الافراد إلا الانضواء طوعا او كرها تحت سلطة هذه الايديولوجية او تلك ولا مجال لأحد الاعتراض او المناقشة وبذلك ارتكبت هذه الانظمة آثام الاضطهاد السياسي وممارسة القمع البوليسي(المخابراتي)على فئات واسعة من المجتمع كما سلبت من الفرد/المواطن/حقوقه المدنية واولها حق التفكير المستقل والمناقشة الحرة والاعتراض الجدي واختيار الاتجاه أو المذهب الذي يرتئيه.
إن سلب إرادة الانسان أفرز اجيالا مذعورة مترددة خائفة على مستقبلها وهذه الحالة أشاعت مناخا من العقم والخواء والخصاء الفكري الفردي الشعبي لصالح فحولة السلطة.وفي هذا المناخ السلطوي المتغول افتقد النظام العربي خطابه المقنع كما افتقد الخطاب الثقافي المنضوي تحت جناح السلطة مصداقيته لإنه خطاب إنشائي وإنفعالي ومغلق على ذاته يعاني من التبعية فأصبح شاهدا زورا, فنرى الكثيرين من المثقفين والكتاب العرب يزايدون على انفسهم وعلى المرحلة التاريخية والمضحك المبكي ان ترى هؤلاء المزايدين المدعين الطهارة والعفة يقبضون من تحت الطاولة من هذا النظام او ذاك .....!
كما مارست السلطات المتعاقبة في أغلب الانظمة العربية الشمولية السلطة(الظلم)على فئات واسعة من شعبها ودون تحقيق العدالة بين فئات الشعب وهذا الوضع رسخ بنية هذه الانطمة التي نهبت ثروات شعوبها لحسابها الخاص في المصارف والبنوك العالمية,فأصبح ذلك الحاكم العربي وعائلته هم الوطن بمن (وما)فيه الامر الذي عمق الفوارق الطبقية والظلم بل ان بعض المثقفين في هذه الانظمة المستبدة راحوا يبررون للحاكم سطوته وتجبره بإعتاره ولي الامر وطاعته من قبل الرعية واجبة.كما راح بعضهم يبررون الفوارق بين البشر أنفسهم بتأويل من القرآن الكريم
بقوله تعالى * ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا *صدق الله العظيم.
هكذا فهم منافقوا السلطة وحكام الانظمة الشمولية علاقة الشعب بعضه ببعض أو القوميات بالقوميات على اساس من الظلم والتسخير والهيمنة والتحكم ليظل نافشا ارياشه على كرسي الحكم الذي لا يدوم لأحد إلا لله.
ومن هذه الحالة الاستعلائية كرست السلطات العربية نفوذ الوجهاء وشيوخ العشائر وأصحاب المال في مجالس الشعب والبرلمانات ليكونوا واجهة زور على الديمقراطية الشكلية فهي لا تريد ان تظهر عارية ببطشها وظلمها أمام الملأ بل لتتخفى وراء واجهات مزيفة صنعتها بنفسها وعلى طريقتها وشاكلتها وبذلك وقعت السلطات العربية الظالمة في إثم غياب العدل بعد ان زيفت العدل واشترت القضاة وخلقت دمى للقانون ولعبت بها كما تشاء.
ولله ملك السموات والارض وان قدرته فوق كل شيئ وبعونه وبإرادته وإرادة الشعب الذي عاش تحت ظلم هذه الانظمة التي لا تعرف معنى الانسانية والشرعية ستكون ساعة النصر قريبة مادام هناك قلب ينبض من اجل الحرية ولسان ينطق بالعدل والديمقراطية






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=2304