عجـائب الكـوردالسـبع: العجيبـة السياسيـة
التاريخ: الخميس 12 تموز 2007
الموضوع: اخبار



ديـــار ســـليمان

 القائمـة الجـديدة لعجـائب الدنيـا السـبع إتصفـت بالقصـور وإفـتقرت الى الـدقة و الموضوعيـة كونها لم تأخـذ المأسـاة أو الملهـاة الكـوردية (لا فـرق) بعـين الأعـتبار.
 و المقصـود هنا ليس سلسلـة المصائب التي إنهالت على رؤوسـنا على مـدى تاريخنـا الطـويل و التي تـسبب فيهـا أعـدائنا، بل ما يتسبب فيه الكـثير من المحسـوبين على الثـقافة الكـوردية من خـلال تسـونامي الأسـماء الـذي  نتعـرض لهـا صـباح مسـاء و الذي يتسـبب بفوضـى و كـوارث يصعـب السيطـرة عليهـا.


 فقـد كـثرت و تنامت أسـماء لأحـزاب و جمعـيات، تيـارات و أمـواج، مسـؤولون عن وناطـقون بأسـم، و قـس على ذلك مجمـوعات و شـخصيات أتخـذت أسـماء لمنظمـات  قريبـة من الصيغـة التاليـة: منظمـة أمـناء عامـون بلا حـزب، سـياسيون بلا سيـاسة، مـثقفون بلا ثقافة،  كتـاب بلا كتب، شـعراء بلا شـعر، طـباخون بلا طبخ، و قـس على ذلك: المنشـقون إعتـباطيآ، المنقـولون مكـروفونيآ، المنسحبون كيفيـآ،  المتسلقـون، المنبطحـون ... أي أن كـل من واجهتـه مـشكلة فـردية أوعائليــة، نفسيـة أو جسـدية، مهمـا كان سـببها، و جــد الـعـلاج الشـافي و الـدواء المعافـي لمشـكلته في إيجـاد مجـال حيـوي ينفـس من خـلاله عن حالـة الكـبت أو المـرض التي يعانـي منها و ذلك باخـتراع شـخصية اعتبـارية تحمـل اسـمآ يتناغم والمـشكلة التي يعانـي منها، حيث يبـدأ الأسـم بكلمـة حـزب أو منظمة أو جمعية و يـذيل بكلمـة من ألفـاظ التفخيـم و الحـداثة زيـادة في شـرح الأسـم و للدلالــة على تعـبيرة عن عـدد كـبير من الأعـضاء يناطـح ربمـا سـكان الصـين.
هـذا الانفـلات اللاعقـلاني العجـيب الذي تعيشـه السـاحتين التقافية و السياسية الكورديتين بالاضافـة الى الانقـلاب المستمـر و الغـير مــبرر  لرفاق الأمـس ضمـن الأطـر المـذكورة أعـلاه على بعضهـم البعـض ليستحـق حقـآ أن يدخـل ضمـن عجائب الدنيـا السـبع الحديثة، و لو وجـدت مرجعيـة أو جهـة قانونيـة أو نقابـة تمنـح التراخيـص القانونية لمثـل هـذه التجمعـات أو تقيـم أعمالهـا، لفشـل أي منها في الحصـول على أي شـكل من أشـكال الترخيص للعمـل، و لكان تقديـر الأداء في حـده الأدنى لأن كل منهـا يعـزف عـزفآ منفــردآ على همـه الشـخصي من جهـة، و يمكـن جمعهـا كلهـا في حـزمة واحـدة تحـت عنـوان واحـد في هـذه المرحلـة التي لم نصـل فيهـا بعـد الى (البطـــر الديموقـراطي) من جهـة أخـرى.
 الموضـوع الآخـر الذي أود التطـرق إليـه على عجالـة و هو يدخـل هذه المـرة ضـمن عـجائب الزمـان التي تصيب المـرء السـوي بحالـة إندهـاش تـؤدي الى رؤيتـه و هـو ( فاغـرآ فـاه) تعجبـآ لـما يـراه و يسمعـه و يقـرأه، ذلك الـشيء هـو ما يصـدر عن الـكـثير من  تلك الشـخصيات الأعـتبارية أو الطبيعية من كتابات، أن مهنـة (العرضحالجـي) لتتنطبـق حقــآ على الـبعض ممـن يقـوم بتسـويد الصفـحات و هو يلـف و يـدور حـول الموضـوع دون أن يتمـكن من الأحاطـة به، لا بل يسـتمر في تشـويه نفسـه من خـلال النجـاح في إخـراج سـمومه و الفشـل في حقنهـا حـيث يـريد. فقـد قـرأت (معـروضآ أو إسـتدعاءً)  تحت عنـوان (حملـة مـسعورة من المافيـا السـياسية) يتعـرض فيـه  صـاحبه لكل من كتب بضمـير حـي  بشـتائم لا تليـق بحامـل قلـم و بإتهامـات من قبيل إنه من (العصبة المافوية السـياسية)، مـتناسـيآ بأن المافيـا تعمـل على شـكل عائــلات؟؟؟
 كما يدعـي بأن كتاباتنا ضـده قد (جـلبت بحقنا اسـتهجانآ كـبيرآ من قبل أعـضاء البارتي أنفسهم)، و كـذلك (إنتقـادات من الأوسـاط الشـعبية و المـثقفة). أن السـؤال الـذي يطـرح نفسـه هنا بقـوة هو: من هـم أعضـاء البـارتي اللذين أسـتطلع (سـماحة السـيد) آراؤهم  فعـرف بأستهجانهم، ومـتى تحـول الى (معهـد غالـوب) فأستطلـع آراء الأوسـاط الشعبية والثقافيـة و عـرف بانتقاداتها بنسبة مئـوية (100 مـدورة) كما يقـال، وهل يمكنـه أن يتكـرم علينا و ينشـر نتائج استطلاعاته مفصلـة و هو الذي لا ينفك يدعـي بأنه يتحـدث بالوثائق. نقطة أخـرى متعلقة بالموضـوع ألا وهي (فـتاوي التحـريض على البارتي و قيـادته)، التي يتضمنها المعـروض من قبيـل أن الفرصة مناسبة لضـرب الجميـع ببعضهـم و ذلك لخلـق فوضــى هدامـة لعل و عسـى أن يفــتح له ذلك ثقبــآ ما للخـروج من مـأزقـــه.
 أخــيرآ هل يمكـن أن تدخــل الحركـة الثقافيـة و السياسية الكوردية ضمـن اللائحـة المـستقبلية لعجـائب الدنيــا السـبع بأن تتجـاوز كل خـلافاتها و إنشقاقاتها دفعـة واحــدة وتسمـو على جراحاتهـا و توحـد جهـودها للخــروج من حالـة التشـرذم الذي تعيشـه؟ سـؤال برسـم كل من يحمـل القلـم إذا أمكـنه أن يضـع ضمـيره بين عينيـه و هو يخـط حروفه الأولــى.
11.07.2007







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=2288