جبهة الكردي بحجم وطنه
التاريخ: الأثنين 16 تشرين الاول 2017
الموضوع: اخبار



ابراهيم محمود

وطن الكردي حيث يقاتل ويمنع عدوه من الدخول إليه عابثاً نافثاً طغيانه وفساد روحه الإنسانية كما هو عهده به. جبهة الكردي، كما يعلِمه التاريخ حيث يجد نفسه وهو محظور لأن يُسمي نفسه كردياً، وهو ممنوع من التغني بما يسمّيه كردياً، وهو ملاحق إذ يشير إلى وطن مهدور كردياً، لا داخل للكردي، ولا خارج للكردي، ففيه يتوحد الداخل والخارج، كما تقولها حكمة الأعداء البغيضة والتي تذكّره بحقيقة هذه الحكمة وهو في بيته لابيته، وهو في مخدع الزوجية لا مخدعه، وهو يتمرأى وجهه لاوجهه، وهو في طريقه المعلوم لا طريقه، لأنه محط نظر المتربص به بوصفه كردياً.


ليست كركوك هي جرس الإنذار الأول، ولن تكون قارعة ناقوس الخطر الأولى، ليست جميلته الكردية الأولى فيما هي عليه من إغواء مرسوم بالنسبة لشبق الأعداء البهيمي، لن تكون بهيته الكردية الأخيرة في جغرافيته الكردية التي تفخَم بالبدائع والجراد  والقِراد على الحدود، ومن يتسللون إلى داخل حلمه ويقظته ارتكازاً إلى أريحية يفرشها لهم، إنما هي الآن هزة جغرافية أخرى في خاصرة الكردي أنَّى كان وليس في قلب كركوك أو في جوارها وحدها، إنما حيث تزنرها قائمة المدن والأقضية والقرى والسهول والشعاب التي تحفظ كل شاردة وواردة في سحر موقعها الكردي وعراقتها كردياً.
كركوك حرف أبجدي سليم الأول والأخير والمنتصف باسمه في ألفباء جغرافيته الكردية القويمة العالية العزيمة، تنهض وتتعثر، وتطعَن، وتبرؤ، وتحلّق بكرديتها عالياً في كل محاولة لنزع الكردية فيها.
لهذا لا غرابة أن يشدد كردي اليوم على جبهة تصحو بزاوية كاملة، بحجم وطنه كركوكياً، طالما أن عدوه ومن يبث فيه بطولة ورجولة مزيفتين أن تطويع كركوك هو تركيع الكردي، والتاريخ هو البليغ في خرافة إعلام واهم وهمي كهذا.
دهوك، في 16-10/ 2017  






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=22838