فلسطين: ويحكم كيف تحكمون على الإستفتاء؟؟
التاريخ: السبت 09 ايلول 2017
الموضوع: اخبار



يوسف بويحيى (أيت هادي المغرب)

إن تنديدات الدول العربية لتحرير فلسطين و تبنيها القضية الفلسطينية قضية وطنية من أولويات مقدسة في دساتيرها التي لم تعد تصلح حتى لتسيير شؤون أسرة واحدة من اسر الشعب ،نتيجة عدم إحداث و تجديد و إلغاء قوانين لا تتماشى مع قيم و حركة الشعوب في حين تنصب كلها في خدمة الكرسي الحاكم و السلطة المخزنية المتحكمة في الصغيرة و الكبيرة.
إن الخطاب السياسي المروج للمسألة الفلسطينية له وقع كبير أكثر على المستوى الثقافي مما هو سياسي للشعوب قصد إذابة القوميات الأصلية المضطهدة في بوتقة العروبة و الإسلام التي نهجت كٱديولوجية ٱمبريالية ٱستعمارية منذ الغزو الإسلامي إلى يومنا هذا ،لكن بطرق مختلفة اكثر سما مما يتوقعه الجميع كالمدرسة و التربية على المواطنة و الإعلام و تفريغ الدين من محتواه الحقيقي و طمس التاريخ الحقيقي و تنسيبه إلى الشعوب الحاكمة بشتى الطرق خصوصا بالإعتماد على المنابر الدينية كنقطة حساسة.


تهليل الإعلام العربي على فلسطين هو نتيجة فشل دريع لحق بجامعة الدول العربية و ٱنكسار شوكة القومية العربية بعد ٱغتيال "جمال عبد الناصر" ثم إسقاط نظام "صدام حسين" ،ليتحول ذلك الاسد العربي إلى حمل وديع لا حول له و لا قوة ،لقد تغير كل شيء بعد سنة 1993 عندما إعترفت حركة فتح بقيام دولة إسرائيل ليليها بعد ذلك سلسلات من الإخفاقات العربية التي مازال زعماء الخليج العربي يتسترون عليها خوفا من الفضيحة و حفظ ماء وجه عروبتهم و نخوتهم التي لم نراها في عالم صناعة السلاح و الذرة و التكنلوجيا و المواصلات...فقط في الكلام الكثير و البكاء على أطلال الإجرام الإسلامي في كل من المغرب الكبير و الشرق الأوسط.

لقد أرغمت جل الدول العربية بٱتخاد دولة إسرائيل حليفة لها بعد ان كانت عدوة في أيام عز العرب ،لدليل قاطع على أن العرب ينادون فلسطين كثيرا ليس لأنها لهم بل لأنهم يعلمون حق اليقين أنها من كبائر المستحيلات تحريرها ،بعد أن باعوها في بازارات المؤتمرات العالمية السرية و العلنية.

كانت عبارة شاب يهودي توضح حقيقة نكراء على حدود غزة عندما خاطب الفلسطنيين "العرب أصبحوا حلفائنا لقد خذلوكم" كافية لكي يستيقظ الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره من غفلة مصيره المحتوم ،كما أن حرب غزة سنة 2006 بين إسرائيل و حماس لم تتلقى دعما من العرب بإستثناء العراق و إيران ،مع العلم أن إيران ليست دولة عربية لكن فقط هي نقطة ٱستغلتها إيران لكسب ود زعماء حركة حماس من بعد ،الشيء الذي نعلمه جيدا حاليا بأن حركة حماس لها علاقة وطيدة بإيران خصوصا في هذه الأواخر كأكثر دولة داعمة لها اكثر من العرب أنفسهم.

لم يتسأل الفلسطيني إلى حد الآن عن موقف إيران من المسألة الفلسطينية من حيث الحيتيات و المقومات ،علما أن الفرس لن يعتبروها بالمطلق على أنها قضية وطنية نتيجة انهم ليسووا عربا ،بل فقط هي مصلحة عسكرية بالدرجة الأولى لوقف تمدد الجيش الإسرائيلي الذي يعتبر عدوا لدودا لإيران.

إن موقف حركة حماس من الإستفتاء الكوردي لن يخرج من بوتقة خطاب إيران الذي نعلم جيدا ما يكنه المجوس للكورد من حقد و كراهية و خير مثال ما يعانيه الكورد من ٱعدامات شعبية أمام العالم ،في حين هيئة حقوق الإنسان و منظمة الأمم المتحدة في نومة اهل الكهف ،ليس لشيء سوى انهم كورد.

إن الفلسطيني العربي لم يستوعب بعد خطورة الموقف و الواقع المرتقب الذي يتربصه له المستقبل ،بعد رفضه التعايش مع اليهودي فالآن هو في قبضة الفارسي ،فكيف ما كان اليهودي بالنسبة للفلسطيني فهو أقل ضررا من الفارسي المجوسي ،لذلك فإن ما تبقى من فلسطين مستقبلا ستبقى محل صراع إيراني و إسرائيلي بينما الفلسطيني سيبقى على الهامش بسبب سداجة موقفه ،و هذه هي الحقيقة التي يخفيها العرب أي أن فلسطين لم تعد نزاعا عربيا إسرائيليا بل إيرانيا إسرائيا ،لذلك إختار العرب التحالف مع إسرائيل لما لموقف إيران و مخططها الرهيب للدول الإسلامية السنية.

إن موقف رفض النظام السوري و النظام العراقي للإستفتاء ليس موقفا عربيا سنيا ،لأنه لو كان كذلك لما تردد ثانية في تأييده (السعودية و الإمارات و الأردن...) للإستفتاء خصوصا فيما طرحته الساحة السياسية و العسكرية في الوقت الراهن ،لكن الحقيقة الواقعية تكمن في أن الأنظمة المذكورة هي فقط أنظمة شكلية مبرمجة موضوعة تحت يد إيران المستعمرة و الحاكمة.

إن من يعارض ٱستفتاء كوردستان من فلسطين لأجدر له أن يناضل له عن موقفه القديم من نفسه و من القضية الفلسطينية على أنها عربية إسلامية سنية أولا ،ثم ليواصل النضال لتحرير ماتبقى من أرض فلسطين التي نسي العرب بيعها لضيق الوقت فقط ،و أتحدى الزعيم الفلسطيني و العرب جميعا (دون دعم إسرائيل و أمريكا) إن ٱستطاعوا أن يحققوا تحرير الشرط الأول على أن فلسطين عربية سنية ،أما تحريرها فيكفيهم ماقالوا عنها يوما "عفى الله عما سلف".

أما كوردستان الجميلة فلها رجالها و نساؤها و زعماؤها قادمة لا ريب فيها، و تلك أمثال الإرادة الحرة و الإصرار و الوعي و الوفاء و القوة و القناعة و الرأي  نضربها للناس و لأمثالكم لعلكم تستيقظون.






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=22639