لعبة الدومينو
التاريخ: السبت 26 اب 2017
الموضوع: اخبار



اسماعيل بيشكجي

صرَّح رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق الشيعي  السيد عمار الحكيم في كلمة له في " 16 " تموز 2017، ببغداد، قائلاً عن أنه في حال إجراء الاستفتاء في " 25 " أيلول في إقليم كوردستان، فسوف تكون هناك إدارة لعبة دومينو.
الزعيم الشيعي أشار إلى أنه في حال انفصال الكورد عن العراق، فسوف يكون هناك تسونامي التقسيم في كل مناطق العراق.
وطالب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق السيد عمار الحكيم بتأجيل قرار إجراء الاستفتاء، ومن ثم  التخلّي عنه. 


إن مواقف الرئيس الشيعي تجاه استفتاء الاستقلال  تعني التالي: عندما تطرَح مشكلة مستقبلية للكورد في الساحة، يجب أن يعطى القرار في الحالة هذه للعراق. ومن المؤكد أن هناك حقاً بخصوص إصدار القرارات لدول مثل: تركيا، إيران وسوريا أيضاً. وفي هذا النطاق لن يكون هناك حق الكلام للكورد. تُرى، وبالنسبة للكورد، ما هو الصحيح، ما هو الخاطىء، ما هو المفيد، ما هو الضار، ما هو النافع، ما هو السيء...إن الدول التي تدير شئون الكورد، هي التي تحدد ذلك للعيان. وما هو صحيح للكورد، ما هو نافع، ما هو مفيد، كل ذلك عائد إليها.
وتبعاً لها، يتردد عن أن الاستفتاء ليس صحيحاً من أجل الكورد، ولا نافعاً، ولا مفيداً، حيث إنه خارج نطاق اهتماماتنا، وليس هناك من طريق آخر للكورد.
رئيس المجلس الإسلامي الأعلى السيد عمار الحكيم، يريد أن يقول هذه مباشرة. وعندما يقولها بالمقابل، يفهَم بسهولة عن أنه يتكلم باسم إيران، تركيا وسوريا. الزعيم الشيعي عمارالحكيم، يقيّم مساعي الكورد بشأن مستقبلهم بالطريقة هذه. ومما لا ريب فيه أنه في مشكلة أخرى في الشرق الأوسط، في موضوع يخص المساعي الجارية والمتعلقة بمستقبل عرب فلسطين، ثمة كلمات تعاكس ما تقدَّم، مثل "  طبيعي، أننا نقدّر تماماً، النضال الذي يخوضه الفلسطينيون في مواجهة إسرائيل، من أجل تحديد مستقبلهم. ونحن ندعم هذه المساعي حتى النهاية ..."، هنا تبرز عنصرية العرب، تمايز العرب إلى الساحة بشكل سافر. إن كلمات الزعيم الشيعي السيد عمار الحكيم، بصدد الحديث عن وضع الكورد وكوردستان خطيرة، حيث إن هذا التصريح يأتي بمعنى تأكيد الظلم التاريخي الذي تعرَّض له الكورد .
في عام 1920، إبان ظهور عصبة الأمم، في الشرق الأدنى، استحدِثت وضعية جديدة، سوى أن هذه الوضعية لم تمنح كياناً للكورد، يقال فيها على أنها من صنع سايكس- بيكس. المستعمَرة عبارة عن كيان، والكورد وكوردستان ليسوا حتى أصحاب كيان مستعمَر كذلك. ولقد تشكلت دول كثيرة سنة 1920، في الشرق الأوسط، وثمة خصومات ومشاكل قائمة ومختلفة بين هذه الدول ، وجرت عملية تجزئة كوردستان وتقسيمها وتقاسمها، حيث إن كوردستان، وهي ما بين هذه الدول، خضعت لعملية خرسانية: كونكريتية" تصلُّب " تشد هذه الدول إلى بعضها بعضاً.
والحركة الكوردية الكوردستانية تأتي بمعنى تفتيت الأساس الذي قامت هذه العملية الخرسانية المسلحة والتي تربط ما بين هذه الدول، وتبعثرها.
والاستفتاء" الريفراندوم " يجري تقييمه من جهة هؤلاء السياسيين من هذه المنظور. إن استمرارية الوضعية هذه موضوع مهم لكل دولة من هذه الدول، للحفاظ عليها. ولهذا، فإن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمار الحكيم يريد إدامة وضعية سايكس- بيكو بكل طريقة ممكنة. وسبيلها هو أن الذي يريده لنفسه لا يريده، ولا بأي شكل، للكورد وكوردستان . ويتردد على أن وضع الكورد وكوردستان التي جزّئت وقسّمت وتقسَّمت، يجب أن يبقى بالصيغة ذاتها. ويعني لزوم ألا يصبح الكورد وكوردستان ضمن كيان سياسي مستقل...
إن الإسلام السنّي بدوره، وكذلك الشيعي منه، يفكّران بالطريقة هذه. فالإسلام السنّي في حقبة حكم صدام حسين، عرَّض الكورد لظلم كبير. ولكن ظلماً كهذا لم يقتصرعلى حقبة حكم صدام حسين حصراً، وإنما مورس فيهم على امتداد عهود الحكومات العراقية المتعاقبة جميعاً. وفي التصريحات المعادية للاستفتاء، نجد أن رموز السلطة  من الشيعة في العراق اليوم، كما الحال في المجلس الإسلامي الأعلى في العراق، والمجلس الوطني الأعلى للشيعة ، يمثّلون السلطة السياسية، واختصارهم في صيغة " سوف نمارس الظلم نفسه  ". إن الدول التي تستبد بالكورد في كلٍّ من الشرقين: الأوسط والأدنى، وهي تسعى إلى التخطيط له حتى الآن، ما زالت  الدولَ الإسلامية. إن كلاً من السلطة الإسلامية السنّية أو الشيعية، لم تتغيَّر في الموقف من الظلم هذا.
بالنسبة لصدام، كان يستخدم نسبة من عائد بترول كوردستان في شراء الأسلحة الكيمياوية، إلى جانب الطائرات الحربية، المصفحات، الغازات السامة، والألغام...الخ، وإرسالها إلى كوردستان. مثال ذلك،  في إطار تجريب " الغازات السامة "  جرى استعمال الأكثر سمّية منها . إذ ما بين سنوات 1983-1988، سواء من جهة تركيب مواد الغازات السامة، أو من جهة استعمالها، جرى تصريفها كثيرها من جهة الخبراء الذين كانوا يعملون في هذا الميدان.
فما يعرَف، هو أنه كان هناك " 72 " خبيراً " قدِموا من الاتحاد السوفيتي وهم يعملون في هذا المجال، وجرّاء هذه السياسة تعرَّضت كوردستان للحرق، والخراب، ومن المؤكد أن الكورد غدِر بهم كثيراً  إثر هذه العمليات. إلا أن سياسات الأنفال والإبادة الجماعية لم تسهِم في تقدُّم العراق أبداً،  فالعراق دولة ماتزال غارقة في المشاكل.. والصحيح، أن ليس هناك من دولة تشببهه.
وفي الكتب المذكورة أدناه، ثمة كلمات مؤثّرة ومعمقة تخص هذا الموضوع:

1-Irak’ta Soykırım, Kürdlere Karşı yürütülen, Enfal Askeri Harekatı,, Ortadoğu, İnsan Hakları İzleme Örgütü, çev. Ümit Aydoğmuş, Avesata, 2001 İstanbul
2-Kennet R. Timmerman, Ölüm Lobisi,, Batı Irak’ı Nasıl Silahlandırdı? Çev. İbrahim Bingöl, Avesta, 2002 İstanbul
3-Kenan Makiya, Vahşet ve Sessizlik, Savaş, Diktatörlük, Başkaldırı ve Arap Dünyası, Çev. Arif Karabağ,, Avesta 2002, İstanbul
4-Jonathan C. Randal,, Bunca Bilgiden Sonran Ne Bağışlaması, Çev. Faysal Nerse, Avestas, 1998, İstanbul

وساسة العراق ما زالوا يفكّرون حتى الآن في تطبيق سياسات من هذا النوع ضد الكورد. لهذا، على هؤلاء أن يفهموا عن أنهم بسياسات كهذه لن يفلحوا في تطبيقها. فثمة تقدم كبير، يمكن ملاحظته على صعيد اليقظة الكوردية وفي كوردستان أيضاً بصدد هذه الموضوعات، ومعرفة أن هذه اليقظة تزداد وتتوسع يوماً إثر يوم،  مهِمَّة جداً. لهذا فإن ليس ممكناً أن العراق من خلال الغدر بالكورد سوف يمكنه البقاء.
رئيس المجلس الإسلامي الأعلى  في العراق السيد عمار الحكيم والسياسيون الآخرون، ممن يعادون انفصال الكورد عن العراق، وإزاء إعلان دولة مستقلة تخصهم، لا يكفّون عن تكرار الحديث عن الأخوَّة الإسلامية، وأخوَّة الأمة الواحدة، وعندما يجري الحديث عن الأنفال، حلبجه، والإبادة الجماعية بالمقابل، يصرّحون قائلين " سوف نعيدها مجدداً.. " مظهِرين عداءهم للكورد. إن الطريق الوحيد في مواجهة هذه الكلمات ومنعها،  هو إبقاء هذه القذارة خارجاً،  هو إجراء الاستفتاء في يوم " 25 " أيلول 2017، وإن صوت الكورد الإيجابي " بنعم "، كفيل بقطع كل تأثير لهم عليهم، بنسبة 80- 85 بالمائة. 
في 23-8-2017 
الترجمة عن التركية: أحمد كاني. 
المصدر:
Karîgerîya Domînoyê - Rojnameya Kurdistan 
الترجمة عن الكوردية: ابراهيم محمود 
دهوك، في 26-8-2017







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=22579