كيف تصبح نجماً شعبياً كُردياً «نصائح مجانية صالحة للاستعمال إلى أجل غير مسمى»
التاريخ: الأثنين 17 تموز 2017
الموضوع: اخبار



ابراهيم محمود

لكل مكان، وفي كل زمان ثمة معايير لكسب النجومية، وكما هي نجومية السينما، وكرة القدم، هناك نجومية المجتمع " العيش تحت الأضواء وضعية نجومية "، وربما كان لدى كردنا معايير مماثلة، لكنها وفق السائد أكثر إغراء لتتبُّعها، وهذا ما أمكنني التعرُّف إليه في بنيان الكتابة التي يجري كيل المديح لها هنا وهناك. ومن خلال متابعتي لمتذوقيها ومخضرميها ومتبنّيها وطالبيها، توصلت إلى مجموعة من النقاط التي تمثّل مخاطبة للراغب في نجومية كهذه :
تعرَّفْ على الوسط العام، وخذ بما هو سائد، فتلك هي الخطوة الأولى للدخول إلى المجتمع العريض بأنشطته ووجوهه.


لا تتردد في التقرب إلى من تعتقدهم فاعلين في المجتمع، يمتلكون مفاتيح كثيرة، لفتح أدق الأبواب سرّية، دون السؤال عن الكِلف، بما أن نيل المطلوب هو المرغوب .
اسع ما استطعت إلى ذلك سبيلاً من التزلف إلى من تعتبرهم أصحاب المقامات العالية، طالما أنك تمتلك موهبة القدرة على الكلام أو الكتابة المطلوبة بأسمائهم أو عبر إشارة معينة إليهم، فهم ملتقطوها سريعاً.
الأٌقوى هو صاحب الحق، وهو دليلك إلى السعادة المنشودة، وليس من ضير في أن تتمسح به، أو تلوي عنقك أمامه، تكلمه وطرفاك في الأسفل، اعترافاً بمقامه الرفيع، ولا شيء كالمواظبة على هذا السلوك للبرهنة على أنك مسلّم إمرك إليه.
كن أول المبادرين إلى تقديم ولاء الطاعة والمسكنة وكيل المديح لمن يأتي بعده، واحرص جيداً على أن تذكّره أنك كنت أول من كان يدعو إليه بالنهاية الوخيمة، وينتظر الفرج، ولو كان ذلك على حساب كرديتك، على شخصيتك، فالحياة هكذا تعلّم .
توددْ إلى من ترى فيه رأس خيط يقودك إلى حيث مبتغاك ومرتجاك، واعمل جيداً على أن تشعِره بأنك تكنُّ له كامل الود والتقدير، ليطمئن إليك، ويشرح لك صدرك،وقد شرحت له صدره بالسر الذي أمكنه من بلوغ مشتهاه ومنتهى مبتغاه، إذ لا بد أن يكون هناك من سبقك إلى مثال هذه النجوميك زلفى واستعمال حيلة واعتماد كلام معسول، والإطراء أول الكلام هنا.
انشر ما بدا لك أنه بذلك يلفت الأنظار إليك، فأنت تعمل في سوق، وتعرض خدماتك، وأجد من يكون الأنسب إلى طموحك الخاص، ومارس دعاية لك بوجود أناس يهمهم أن يتصرفوا مثلك لتكبر دائرة المعنيين بهذا الطلب الغريب: النجومية، وق ِ تقدمك على كل ما عداك ، فالناس يتأثرون كثيراً بما يشاع، ويروجون كثيراً لما يشاع، وهنا أسس لنقطة قوتك الموعودة .
لا تتوان عن التزلف لهؤلاء، وفي فمك كلام يطريهم ويغريهم باحتضانك واعتبارك المقرَّب منهم: كاتبهم الرئيس، فهو، وفي زمن قصير جداً، سيعلمون أوساطهم أن هناك من يشير إليهم، وهو ما يحتاجونه ليكونوا وجوه مجتمع حقيقية، وتلك هي المصلحة المشتركة الكبرى .
بمقدار ما تشعِرهم أنكم تعمل لمصلحتهم، وطوع بنانهم، وأنت تقدم لهم بطرق شتى ما يقنعهم بذلك، بمقدار ما تجد نفسه تحت الأضواء، إنهم سيطرونك بالمقابل، ويغمرونك بما تحب، ويتبنونك، ويشعِرونك بفيض كرمهم.
جالس كلاً منهم بمفرده، وخاطبه بأسلوبه لتحسسه أنه مهم، وجِد دائماً من يعنى بأمرك، وأنت أيضاً تبحث عن موقع لك، وأبعد الخجل عن نفسك وأنت تعلِم هذا أو ذاك بأنك مدحتهم، وهو حقهم عموماً، حينها، سيكرمك كل منهم على طريقته، وأنت مزكَّى من قبلهم كافتهم، وتسهيل أمورك، وترداد اسمك كلما حان وقت ذلك " سأذكّر بمثال يخص نجم كتابة شعبياً كردياً، كما يشاع عنه، وله تجربة طويلة في المقام، وفي قامشلو يقيم، تصوروا مدى جرأته، أنه ذات يوم أعلم أحد هؤلاء ممن اعتقد أنهم مهم، بأنه ذكر اسمه في موضوع يعلي شأنه، فما كان منه إلا أن ابتسم مخاطباً إياه وبلغة السؤال: وما رأيك أن تكتب عن...ي، ألا يكون ذلك جميلاً أيضاً ؟ طبعاً كان ذلك مثار فرحه، وتلك قمة رباطة الجأش، وإرادة التصميم والرغبة في البروز، وهو يكتب كل ما شأنه لفت الأضواء إليه دون أن يزعج أحداً، إلا إذا أريد منه ذلك، ليكتبها على طريقته، كونه سخَّر نفسه في هذه " المهنة " الشاقة، وقد وضع نصب عينه عامل النجاح هذا .
احرص كل احرص على أن تبحث عن مقومات جديدة، كل يوم، ليكون لك شأن، وتسعِد هؤلاء الذين ترى أنهم وجهاء حقاً، فتبحث عمن يصاحبك، ويسلك طريقك، وأنت تعلّمه بالكيفية التي يصبح فيها صاحب نجومية مثلك. وتأكد تماماً أن ليس من فرح يعادل فرح هؤلاء الذين يرون أنك تتحرك في ظلهم، أفضل من تعب لا يسفر إلى عن مزيد من التعب، كما هو حال المعتّرين ممن يعرّفون بأنفسهم كتاباً ذوي أنفة، ويتجنبون أجواء كهذه، فهم لا يفهمون من الكردية شيئاً غالباً.
واظب على ما بدأت به، ووسّع طريقك، وصِل المزيد من هؤلاء أصحاب المراتب العالية، وكل من له نفوذ، إثباتاً من أن القلم بالمقابل يمكنه أن يكسِب صاحبه الكثير، وأن يشق له طريقاً غير مسلوك سابقاً، ويمنحه عزاً غير محلوم به، وتأمين حياة رغيدة لا يعود فيها بحاجة إلى أي كان، شأن الكثير ممن يشكون حياة، وينشرون ألسنتهم في حق هذا أو ذاك، لأن الحياة فرص، وللكردي أيضاً فرصه، ومن حقه أن يهنأ بفرصه، كما هو حال الذين يعرَفون في أوساطهم الكردية أصحاب دعوات، ويشار إليهم بالبنان، أي بوصفهم يلبون طلب الوجهاء في مجالات مختلفة، ويتجاوبون مع مطالبهم.
تجاهل كل ما تعامَل به من إساءة بحركة ما أو كلمة مزعجة، حتى لو ضربت على قفاك أحياناً، تصنّع ابتسامة عريضة، وأشعِر الضارب على قفاك، أو من آذاك بحركة أو كلمة، أنه 
 بيمون عليه "، حينها سيشعر لكم أنت مطيع وتستحق بالمقابل، وعلاوة على المدفوع بداية.
إنما ما يجب أن تتنبه إليه، هو أن الذي تصبحه لا فيما عرِفت به  لا ترتقي عالياً، بل تكون مُر..تز..قاً !
فمع أي خيار تكون في نهاية هذه النصائح الخاصة جداً ؟
دهوك







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=22423