أردوغان والأحلام الغابرة
التاريخ: الجمعة 14 تموز 2017
الموضوع: اخبار



عبدالعزيز مشو

عندما نمعن النظر في السياسة الخارجية لتركيا في المنطقة سواء في سوريا أو العراق أو في خارج هذين الدولتين كمصر و ليبيا وغيرهما من الدول العربية أو حتى مع الدول الأوربية سيدرك حينها ما يريده أردوغان وقيادته من العودة بالخلافة العثمانية مجدداً وفرض الهيمنة لسابق عهودها هذه الخلافة التي امتدت لأربعة قرون تميزت بالفساد والجهل والتخلف وفرض الجزية والاتاوات وأثرت سلباً على مستقبل تلك البلاد وتسببت في تراجعها وتخلفها أسوة بأقرانها الأوربيين والأسيويين فكان سقوط الحكم العثماني نهاية عصر الانحطاط وبداية جديدة لهذه الدول أما في تركيا فقد برزت فئة شابة يقودها كمال أتاتورك استطاعت تقلّد السلطة وتمكن بذكائه وحنكته من ممارسة الخديعة على الآخرين وأنشأ الدولة التركية لكن الآثار الاستعمارية الموروثة من السلطنة العثمانية بقيت واضحة تماماً حتى بعد نهاية أتاتورك وتسلم أخرين للسلطة 


لكنهم جميعاً انتهوا تحت حكم العسكر وخضعوا أذلاء لهم خائفين ومشتتي الأفكار حتى مجيء أردوغان وتسلمه لمقاليد الحكم ليضع قبضته على قبة البرلمان ففتح أبواب العمل والتجارة في كافة المجالات الاقتصادية والزراعية لتتحسن العملة بشكل ملحوظ فنال محبة واحترام فئة كبيرة جداً من الشعب التركي فارضاً في الوقت ذاته سياساته على المعارضين واستطاع تشتيتهم بعد ذلك متوجهاً بتركيا نحو العالم الإسلامي وبعض الدول الاوربية والاسيوية والافريقية وخصوصاً في علاقاتها وتجارتها فبرزت تركيا كقوة عظمى في المنطقة واستطاع بذكائه من تقليص دور العسكر عبر أقرانه الأوربيين ليبقى الرجل في منصبه لأخر دوراته لكن أطماع أردوغان الواضحة والعلنية سرعان ما تكشفت عبر تسلمه الرئاسة التركية والذي استطاع وعبر البرلمان المهمش من وضع يديه على مقاليد الحكم وبأيدي حديدية وعبر مسرحيات هزلية وشعارات رنانة لكنه لم يتمكن من كبح أطماعه في عودة أمجاد العثمانيين فكان التدخل في سياسات الكثيرين من الدول كسوريا والعراق ومصر وليبيا وتونس وأخيراً قطر عبر الأزمة الخليجية لكن تدخلها كان ولايزال سافراً في سوريا فلعبت دور الأم للمعارضة السورية والتي بقيت بدورها أسيرة للقرارات الصادرة من أروغان وقيادته وقامت وعبر طرق ملتوية بتقديم كافة أشكال الدعم للإرهابيين في المنطقة لكن تغير وتبدل المصالح الدولية والإقليمية  في سوريا والعراق عجلت من ضرب الإرهاب والإرهابيين فكانت الضربات الأمريكية الأوربية المباشرة لمعاقل هؤلاء في تلك المناطق أو عبر قوات مساندة لها على الأرض كالبيشمركة في العراق و قوات سوريا الديمقراطية في سوريا هذه القوات التي برهنت على قدراتها القتالية العالية ونالت احترام الأمريكان والأوربيين وكسبت المزيد من الأراضي في هاتين الدولتين ليقع خيار الأمريكان في سوريا على قوات سوريا الديمقراطية لضرب معاقل الإرهابين في مدينة الرقة مما عجل بأردوغان وقيادته بالتدخل المباشر في سوريا رغم تدخلها سابقاً لبعض المناطق في حلب أو الرقة وبحجج واهية كحماية الحدود التركية ومساعدة المعارضة لكن الانتصارات المتلاحقة التي حققها القوات الكردية سواء في سوريا أو العراق وتحديد موعد الاستفتاء في كردستان العراق لم يكن إلا إنذاراً موجهاً لتركيا ورئيسها أردوغان والتي قامت بتوجيه عدة ضربات للمواقع و القوات الكردية وفي الدولتين معاً حيث قامت مؤخراً بحشد كم كبير من قواتها على طول حدود عفرين موجهاً إنذاراً مباشراً للكورد و الأمريكيين في التدخل في العمق السوري وضرب المصالح والقواعد الكردية والأمريكية في هذه المناطق .
فهل سيتخلى الأمريكان مجدداً عن الكورد ويتركون لأردوغان حرية الحركة كما يحلو له في المنطقة لضرب المصالح الأمريكية والكردية أم على أردوغان أن يدرك بأن ما جرى ويجري في سوريا والعراق وغيرها من الدول ستصاب به تركيا في المستقبل القريب جداً لتنتهي معها أحلام أردوغان من عودة أمجاد الخلافة العثمانية وتنصيب نفسه سلطاناً للمسلمين فإلى متى يدرك أردوغان وأمثاله أن المنطقة مقبلة على تغيرات مهمة وهي بكل تأكيد ليست من صالح أردوغان وأمثاله وقد حان الوقت المناسب لنرى دولاً جديدة ولمٙ لا فقد يكون الحلم هذه المرة كردياً  . 







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=22408