سعود الملا: «ب ي د» يخدم أجندات النظام السوري
التاريخ: الثلاثاء 22 تشرين الثاني 2016
الموضوع: اخبار



قال سعود الملا سكرتير الحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا في حديث خاص لصحيفة" كوردستان" نرفض مبدئياً اعتقال السياسيين في أي بلدٍ كان وخاصة هنا على الساحة الكوردية في سوريا فـ «ب ي د» باعتقاله أبناء شعبنا الكوردي وزجهم في سجونه الخاصة, يخدم بذلك أجندات النظام السوري ساعياً من وراء ذلك بتثبيت مفاهيمه الحزبية عن طريق قوة السلاح وبالتالي تقليص دور الأحزاب الوطنية الأخرى, فرفاقنا اليوم معتقلون في سجونهم دون أي مبرر سوى أنهم شاركوا في تشييع الشهيد البيشمركة الذي استشهد في معركةٍ ضد داعش الإرهابي, لذلك عندما نرفض وندين بشدة الاعتقال السياسي في كوردستان سوريا ندينه في تركيا أيضاً.
حول هذا المواضيع ومواضيع تخص PDK-S الحزب والمجلس الكردي وواقع العمل السياسي في كوردستان سوريا، كان هذا الحوار مع السيد الملا


مضى على المؤتمر التوحيدي ما يقارب ثلاثة أعوام والكثير من المهتمين بالشأن الكوردي يؤكدون أن الحزب بحاجة لخطوات نوعية كيف تقرؤون ذلك؟ 

في البداية نشكر الرئيس مسعود البارزاني الذي استضاف المؤتمر التوحيدي تحت رعايته في هولير, استطعنا إنجاز الوحدة بين أربعة أحزاب, فكان خطوة إيجابية, وحتى هذه اللحظة الحزب متماسك في وحدته, حيث أنهينا كونفرانساتنا ودمجنا هيئاتنا، ونسعى لوضع خطط هامة لنعمل بشكل مؤسساتي ونرسخ  المفاهيم المؤسساتية ضمن التنظيم, سنحاول قدر الإمكان أن نصبح حزباً مؤسساتياً في المؤتمر القادم, فيخضع الحزب لأصعب تجربة وهو بناء حزب على أساسٍ مؤسساتي ليثبت نفسه بين شعبه ويرسخ تلك المفاهيم, ليكون بإمكاننا أن ننتهي من المفهوم الحزبي الضيق والتفرد في اتخاذ القرارات, فتمر سوريا بظروف صعبة تجتاح آثار الحرب طول البلاد وعرضها، وتتكالب عليها مجموعات متطرفة وكتائب مسلحة مختلفة؛ بالإضافة للعراقيل التي تضعها «ب ي د» أمام الكورد من ممارساتٍ قمعية مختلفة، كالاعتقالات والتضييق على الحياة العامة، والتجنيد الإجباري، التي أدت إلى إفراغ المنطقة من الكورد وهجَّرتهم إلى الخارج وماتزال الهجرة مستمرة حتى اليوم نتيجة هذه الظروف الصعبة. 

رغم الإرث النضالي للحزب وجماهيريته، لم تتوضح رؤيته ببناء مؤسسات حقيقية, رغم وعوده في البيانات.  فإلى ماذا يعود السبب؟ 

الخطوة الأولى كانت الوحدة، وسنعمل حتى يصبح الحزب مؤسساتياً, فالمؤسساتية ليست قراراً، إنما علينا في البداية أن نبني عقلاً يقبل المؤسساتية, وكذلك علينا أن ننتخب قيادة ناضجة من شخصيات ونخب سياسية مثقفة وتخويلها بالقرار لترسيخ مفاهيم الديمقراطية والمؤسساتية وتعمل بشكل استراتيجي في المنطقة.

هل ستقبلون بحصة حزب واحد في المؤتمر القادم  للمجلس الكردي، أم سيطالب بعدد المقاعد بحسب التمثيل النسبي لكل حزب؟ 

هذا السؤال حساسٌ للغاية لكنه في الوقت نفسه مهمٌ وقيّمٌ جداً, ناقشنا مطولاً هذا الموضوع لكن للأسف عقلية الحركة الكوردية في سوريا لا تزال عقلية انشقاقية تشرذمية, أمس، حزبٌ كرديٌ انشقّ على نفسه، المجلس يتقبَّله بحزبين أي بمقعدين أما أربعة أحزاب تتوحد لا يقبله إلا بحصة واحدة، (مقعد واحد) وحرصاً منا على المجلس والحفاظ عليه، لم نكن عائقاً أمام ذلك, وتقبلناها بروح الأخوّة, في الحقيقة نحظى باحترامٍ ومكانة كبيرة من كل أحزاب المجلس وقرارتنا تُؤخَذ بعين الاعتبار, لذلك سنبقى بصوتٍ واحد لكي يستمر المجلس في تقدمه.

المجلس الوطني الكوردي على أبواب مؤتمره الرابع, هل هو على مستوى تحديات المرحلة المصيرية في تاريخ شعبنا في كوردستان سوريا؟ 

بكل تأكيد المجلس الوطني الكوردي منذ تأسيسه له دور مميز داخل المعارضة والثورة السورية والحركة الكوردية وحتى على المستوى الإقليمي والدولي, واستطاع أن ينجز أعمالاً هامة له دورٌ سياسيٌ في المحافل الدولية وله دورٌ في المفاوضات من أجل بناء المستقبل الديمقراطي لسوريا, ولم يمارس المجلس دوره في الإطار العسكري لأننا نرى أن الحل السياسي هو الأمثل للوصول إلى سوريا ديمقراطية.

المرحلة القادمة حساسة بالنسبة للشعب الكوردي, هل سيرسم المجلس خريطةً جديدة لعمله على الصعيد الكوردي والإقليمي والدولي؟

 رؤية المجلس من الناحية السياسية واضحة وهي حصول الشعب الكوردي على حقوقه المشروعة والإصرار على مطالبتها وفق العهود والمواثيق الدولية, رغم أننا نسمع تصريحات بعض أعضاء المعارضة المناقضة للاتفاقيات الموقعة بيننا إلا أننا سنبقى مصرين على أهدافنا, ونرى أن تلك الاتفاقيات صالحة للبناء عليها للوصول إلى سوريا ديمقراطية اتحادية «فيدرالية».

المؤشرات التي تنشرها بيانات المجلس تدل على ارتباط «ب ي د» مع النظام السوري وفي البيانات نفسها تدعون إلى وحدة الصف الكوردي, ما السر في هذا التناقض؟ 

مهما يكن فإن «ب ي د» جزء من الشعب الكوردي, رؤيته وأفكاره  ومواقفه السياسية مختلفة عن سياساتنا, وإننا نرفض أساليبه من اعتقالاتٍ عشوائية وخطف خاصة بحق السياسيين الكورد, نحن نرى أن الحركة الكوردية وجدت طريقها مع الثورة السورية وليس مع النظام, لأنه إذا بقي النظام حاكماً سيتمادى في سياساته العنصرية ووجودنا كطرف من المعارضة السورية يعارض عليه «ب ي د» كونه يقف مع الطرف المقابل «النظام السوري» ولكن في النهاية نحن الكورد بحاجة إلى وحدة الصف واتخاذ قرارات موحدة ورؤية واحدة لمواجهة تحديات المرحلة.

قوات البيشمركة الأبطال تحقق انتصارات في معاركها مع أعتى تنظيم والرئيس مسعود البارزاني معهم خطوة بخطوة وقوات بيشمركة روج تشارك في هذ الانتصارات؟ ماذا قدمتم لهذه القوات من دعم كونكم تقولون أنهم تابعون لكم؟ 

بكل شفافية نقول بأن المجلس وبيشمركة روج يتلقون الدعم والمساندة من قيادة الإقليم, فاستطاع مسعود البارزاني رئيس الإقليم احتواء الشباب الكورد، وقدم لهم مساعدات على كافة الأصعدة, ولم يفرق بين بيشمركة روج و بيشمركة كوردستان, ويفتخر بهم كثيراً ويستشهد بشجاعتهم في المعارك, كما أن الرئيس مسعود البارزاني يقدم لهم الدعم سياسياً وعسكرياً ليعودوا في الظروف المناسبة إلى كوردستان سوريا.

قام المجلس الوطني الكوردي بزيارات إلى الدول الأوروبية لتوثيق علاقاته مع حكوماتها وتعتقل اليوم سلطة «ب ي د» العديد من قيادات وكوادر المجلس، فما هي الخطوات التي قام بها المجلس في المحافل الدولية من أجل الإفراج عن المعتقلين؟ 

كل ما قمنا به في الدول الأوربية لم يكن لأجل المعتقلين, الهدف كان لأجل أن نعرّف الدول الأوربية بمكوننا الكوردي وحقوقه وإمكانياته ودوره في سوريا, وتمت كل اللقاءات والحوارات لأجل أن يكون للكورد دور في سوريا المستقبل, أما بالنسبة للمعتقلين, فقد وثّقنا أسماءهم وتمت مناقشة أمورهم أيضاً, فمثلا المعتقل نشأت ظاظا يملك الجنسية الألمانية ولكن عندما طالبنا الحكومة الألمانية بالنظر إلى وضع اعتقاله, فإنها ردّت بأنها لا علاقة لها بتنظيم «ب ي د», لأنه ليس تنظيماً معترفاً به, ولم يقصر المجلس بواجبه تجاه المعتقلين على الصعيد الإقليمي والدولي من اعتصاماتٍ وتظاهراتٍ وإضرابٍ عن الطعام وحتى من خلال المحاضرات والندوات والبيانات والتصريحات, ولكن مع الأسف لم يؤثر كل ذلك على «ب ي د» لأنه يتعامل بعقلية إقصائية ويريد أن يفرض نظاماً ديكتاتورياً, وكما هو معلوم أن النظام الدكتاتوري لا يبني أي أمة ديمقراطية, ولا يخدم أهداف الشعوب.

 المعارضة السورية تؤجل دوماً البحث في وضع الكورد إلى ما بعد إسقاط النظام, لكنها لا تؤجل هجومها الشرس إعلامياً على الكورد, كيف يمكن تدارك هذا الأمر؟

 المعارضة السورية مختلطة, ليست متوحدة في آرائها, فيها تيارات مختلفة, فمنهم إسلاميون وقومجيون وشوفينيون, والكثير منهم تشربوا بالثقافة الاستلابية, فعلاقاتنا كانت مع المعارضة المعتدلة الديمقراطية ذات التطلعات الليبرالية التي تؤمن بسوريا ديمقراطية برلمانية تعددية, وتوصلنا معهم إلى اتفاقيات موثقة سيتم تأسيس سوريا الديمقراطية، كانت هناك نقطة خلاف واحدة بيننا وهي الفدرالية, فهي ترو أن الحل الأمثل لسوريا الديمقراطية هي »اللامركزية الإدارية», ونحن نرى أن الدولة الاتحادية «الفيدرالية» هي الحل, من أجل إنجاز الاتفاقية بحثنا في المشتركات مع تأجيل الاختلافات وانطلاقاً من هذا احتفظ كلٌ منّا برؤيته للحل في سوريا, والذين يريدون تأجيل الوضع الكوردي أمثال الزعبي وغيره كالتيارات الإسلامية فهم لازالوا يعتقدون بأن سوريا جزء من الأمة العربية والوطن العربي, وأن سوريا هي صاحبة القرار, ولكن مع الأسف وهم يعلمون أن القرار السوري مُصادَر من القوى الدولية, وأصبح على صفيح التجاذبات الأمريكية الروسية, وأعتقد أن اليوم  سوريا المنشودة ستبنى وسينال الشعب الكوردي حقوقه بأكملها, أما الذين يتهجمون هم خريجو مدرسة البعث  لا يؤمنون بوجود الآخر ولهم خلفيات شوفينية, ونحن أصحاب أهداف وحقوق مشروعة واضحة ولن نتخلى عن مطالبنا.

لا يظهر أي انقشاع للحروب الدائرة في سوريا والشعب السوري لا يملك قرار الحرب والسلم, ماذا يمكن القيام به في هذا الوضع؟

 في الحقيقة كنا نعتقد أن الثورة السورية لن يطول أمدها أكثر من أشهر, وسيسقط النظام إلا أن النظام السوري استطاع أن يحول الثورة السلمية إلى ثورة مسلحة, حيث مارس القتل والدمار كما شاء وطالت المعارك كل بلدةٍ ومدينة, مما أفسح المجال للتدخلات السياسية والعسكرية إقلييمية ودولية, فأصبحت سوريا اليوم بشكل عام بؤرة لكل أمراض العصر السياسية والدينية ونتيجةً لذلك فقدت الثورة دورها في اتخاذ القرار, وأصبحت المجموعات الإرهابية هي التي تتحكم في المنطقة عن طريق المرتزقة وتجار الحروب وغيرهم, ومن الصعب أن تعود سوريا لطبيعتها بسهولة, وإذا ما تمّ إيجاد حل سياسي في سوريا من خلال المفاوضات فسيستغرق وقتاً طويلاً للقضاء على المسلحين والإرهابيين وغيرهم, فتحارب اليوم كل القوى لتحرير المناطق من داعش لكنها لن تُحرّر بشكلٍ تام وستبقى داعش في المنطقة, وللأسف إلى هذا اليوم لم تُحرّر المناطق بعد من القاعدة وأخواتها كما نرى اليوم في أفغانستان وباكستان, فكل هذه التنظيمات المتطرفة تشرّبت من منبعٍ واحد وتمويلهم من جهة معينة, لذلك ستعاني سورية الكثير من الصعوبات والمعاناة حتى يتم تجفيف مشارب فكرهم وتمويلهم.

اعتقلت تركيا العديد من القيادات السياسية والنواب, هل يدل هذا على عودة تركيا إلى العهد الأتاتوركي السابق؟ 

في الواقع نرفض مبدئياً اعتقال السياسيين في أي بلدٍ كان, وندين اعتقالات السلطات التركية لداميرتاش ورفاقه وإحالتهم للمحاكمة, فهذا شيء مرفوض, وتعيق بذلك تركيا العملية السلمية بحل المسألة الكوردية, وبنفس الوقت ندين الاعتقالات السياسية في كل مكان وخاصة هنا على الساحة الكوردية في سوريا فـ «ب ي د» باعتقاله أبناء شعبنا الكوردي وزجهم في سجوه الخاصة, يخدم بذلك أجندات النظام السوري ساعياً من وراء ذلك بتثبيت مفاهيمه الحزبية عن طريق قوة السلاح وبالتالي تقليص دور الأحزاب الوطنية الأخرى, فرفاقنا اليوم معتقلون في سجونهم دون أي مبرر سوى أنهم شاركوا في تشييع الشهيد البيشمركة الذي استشهد في معركةٍ ضد داعش الإرهابي, لذلك عندما نرفض وندين بشدة الاعتقال السياسي في كوردستان سوريا ندينه في تركيا أيضاً. 

تدخلت إيران في شؤون دول المنطقة كلها سياسياً وعسكرياً ولا تتوقف عن إعداماتٍ جماعية للكورد وغيرهم حتى بات مشهداً مقلقاً, ما رأيكم في هذا الدور؟

 تتحكم إيران بشؤون المنطقة منذ أمدٍ بعيد تحت ستارٍ طائفي «شيعي» وتتحكم في أمور المنطقة العربية ومناطق أخرى, فإنها تلعب الدور الأساسي في سوريا  واليمن ولبنان والعراق, وتمد أصابعها إلى داخل النسيج الاجتماعي في الخليج لزعزعته, فتريد الإمبراطورية الفارسية أن تسترجع دورها تحت الشعارات المذهبية، أما بالنسبة للشعب الكوردي فمن بداية  ثورة الخميني لم تفِ بوعودها على مشاركة الكورد في الحياة السياسية في إيران بل سرعان ما بدأ الخميني بالإعدامات بحق الكورد وأبناء الشعوب الأخرى في إيران ولازالت الاغتيالات والاعتقالات والإعدامات مستمرة, في محاولةٍ لإخضاع المنطقة تحت نفوذها, لن تقف محاولاتها عند هذا الحد بل طالت في كوردستان العراق, وكذلك في تركيا, ويحزّ في نفسنا أن هناك أطراف كوردية تبنيى علاقاتها مع إيران من منطلقٍ مذهبي.

الحرب على داعش لم تعد محصورة في بقعة جغرافية ضيقة بل أصبحت حرباً شاملة سواءً من حيث المساحة الجغرافية أو من حيث المشاركين فيها كيف تقيم الدور الكوردي فيها؟ 

يرى داعش نفسه الوريث الشرعي للنبي محمد في الإسلام, وأن زعيم داعش أبو بكر البغدادي هو الخليفة الخامس بعد الخلفاء الراشدين, ويعتقد داعش أن استرجاع الخلافة الإسلامية واجبٌ ديني, مما يجعله يصطدم مع المجتمع البشري الحديث ومنه المجتمع الإسلامي, يعتقد الناس أن عصر الخلافة كان مرحلة تاريخية انتهى ولن يعود, داعش ينظر إلى الكورد كعدو له لأن الكورد يختلفون معه في سلوكهم اليومي دينياً وسياسياً, معظم الكورد مسلمون لكن يتسم إسلامهم بالاعتدال ويرفضون داعش وسلوكه الإجرامي ومحاربة هذا التنظيم المتطرف واجبٌ أخلاقيٌ لشعوب المنطقة كلها وهذا ما يقوم به الكورد الآن, كما يتوجّب على دول المنطقة والعالم تقديم الدعم السياسي والعسكري للشعب الكوري الذي يضحي بنفسه ويحارب الإرهاب نيابةً عن العالم المتحضر.
مكتب الإعلام قامشلو: صحيفة كوردستان / العدد ( 548)







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=21524