اليوبيل الذهبي... وضرورات إخراج حركتنا الكوردية في سوريا من إحتباسها في المربع الأول...!!؟.
التاريخ: الأحد 17 حزيران 2007
الموضوع: اخبار



  نـوري بـريـمـو

بعد مرور خمسين عاماً من النضال المتواصل لحركتنا الكوردية في سوريا دفاعاً عن قضيتنا القومية العادلة...، ليس بالوسع سوى أن نتقدّم بتحية إجلال وإكبار لرعيلنا الأول المؤسس ونبارك أنفسنا ونشد على أيدي كافة مناضلينا ونهنئ بنات وأبناء شعبنا التواق لرؤية الجانب السياسي الكوردي ناهضاً ومنسجماً مع متغيرات هكذا ظرفٍ سياسي محتاج لقراءة جديدة ولحراك دبلوماسي من طراز متطور.


ورغم أنني أفتخر بإنتمائي لهذه الحركة وأعتز بإلتزامي التنظيمي والسياسي بالحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) الذي هو إمتداد طبيعي لذلك التنظيم الذي تم الإعلان عن تأسيسه في (14 ـ 6 ـ 1957) والذي أدّى ويؤدي دوراً محورياً في مسعى الدفاع المشرّف عن حقوقنا المشروعة عبر التصدي لطغيان البعث ومن خلال نشر الوعي القومي الديموقراطي وسط مجتعنا الكوردي الذي تعرّض ولايزال للصهر والتنكر والتهويل ولسياسة شوفينية عنوانها الأبرز هو التعريب وتجريد الكورد من خصوصيتهم القومية التي تخص حاضر ومستقبل ثلاثة ملايين إنسان...!؟.
وما دمنا اليوم بصدد إحياء اليوبيل الذهبي لحركتنا الجديرة بفائق الإحترام والتقدير..، فإنّ من حقنا الطبيعي المكاشفة ببعض الملاحظات البناءة حول أدائها الذي يشوبه سلبيات ونواقص كثيرة فرضت عليها البقاء حبيسة المربع السياسي الأول الذي إنطلقت منه وكافحت تحت سقف مناخاته الضاغطة التي رافقت تأسيسها قبل نصف قرن من الزمن...!؟، فهي لا تزال أسيرة لنمطية الخوف من توسيع دائرة نشاطها السياسي الذي بات محصور بحدود ممارسة الممكن والمتاح به في الداخل السوري المأسور بحالة الطوارئ اللاغية حاضراً لكل الإستحقاقات التي كانت شبه ميسورة ماضياً أي قبل إنقضاض الدوائر البعثية على مكونات البلد القومية منها والدينية...، وللعلم فإنَ نمطية المأسورية هذه لم تعد تنسجم مع روحية المشهد السياسي الدولي الرحب والذاخر بمختلف الممكنات والمتاحات التي باتت أقرب ما تكون لمتناول يدنا فيما إذا أحسننا إستحواذها لصالحنا القومي الديموقراطي دون التجني على مصالح الآخرين أصدقاء كانوا أم أعداء...!؟.
وما دام الجانب العربي من المعارضة السورية (بغالبية أطيافها) قد أمسى رغم ضعفه المجتمعي يتأهب للخروج من المربع الأول عبر تحسين أدائه وتوزيع أدواره ورفع مستوى شعاراته من مجرّد المطالبة الحذرة بالإصلاح والمصالحة والتغيير السلمي إلى حديّة طرح البعض لشعار الإتيان بالبديل الديموقراطي عبر البحث عن أجندة فاعلة لإنهاء النظام الإستبدادي...!؟، فما الذي يمنع الجانب الكوردي المتجذر جماهيرياً في مناطقه مِنْ أنْ يحذو حذو شريكه الآخر عبر تطوير مستوى أدائه وتوسيع نطاق سعيه ورفع سوية خطابه لتفعيل عمله السياسي...؟!، وهل يُعقَل أنْ نبقى مكبّلين في المربع الأول في الوقت الذي قارب الآخرين وصولهم إلى خط نهاية الجري أو بمعنى أدق خط بداية التغيير الفعلي والبحث عن البديل...؟!، أوَ ليس من الخطأ الفادح لا بل التقصير والعبَث بعينه أنْ تكتفي معظم أحزبنا في بياناتها وتصريحاتها التي أصدرتها بمناسبة يوبيلها الذهبي بمطالبة البعث بإجراء إصلاحات في الوقت الذي فقد فيه الأخير لمصداقيته في الداخل ولدى الجوار والخارج...؟!.
ثم ألمْ يحِنْ الوقت كي يبادر مسؤولي حركتنا لإجراء جرد لحساباتهم توليفاً مع مستجدات هذه التحويلة الحرجة في هذا الراهن المداهم لسوريا بعيداً عن الترهل والقدامة في التفكير والممارسة...!؟، لكي يصبح بمقدورها الأخذ بالخيار الديموقراطي الصائب الذي قد يوفر عوامل القوة الذاتية وأجندة تفعيل حالتنا عبر الأخذ بأولوياتنا القومية...، خاصة وأننا نواجه نظاماً لايهمه سوى البقاء في كرسي الحكم ومن أجل ذلك قد بات يتمادى ويبيح لنفسه ملسكية تحدي الأسرة الدولية والتحرش بدواخل الجوار والدوس على ألف باء حرية مختلف أطياف البلد...، أليس في سلوكية النظام المتهورة هذه ما يسهّل مهمتنا النضالية للبحث عن أي مخرج يسهِم في إنهاء مسلسل إضطهاد شعبنا ويمكننا من تلبية طموحاته التي لطالما حلم ويحلم برؤية بصيص أمل الإنعتاق...!؟، طبعاً البحث عن أي مخرج ليس من قبيل الإصطياد في الماء العكر وإنما بقصد الإستفادة من الفرص التي يبدو أنها باتت أكثر وِفرةً مما سبق في الوقت الذي نقف فيه أما مسؤولية تاريخية.
وفي الختام...، بما أنّ تأسيس (البارتي الديمقراطي الكردستاني – سوريا) يُعتبَر أحد أبرز الأحداث التي شهدتها ساحة كوردستان سوريا في القرن الماضي...، فإنّه ينبغي أن نستذكر المناسية بالتأكيد على أنّ الرأي العام الكوردي قد أضحى يطالب ويتطلّع إلى دور أكبر لحركته التي إستحوذت بفضل نضالها الخمسيني على ثقل سياسي واسع في شارعنا وفي الساحة السورية...، وبالتالي يُفترَض بها أن تسهر على ترتيب بيتها عبر تأسيس مرجعية كوردية تعمل على ترتيب أمورنا وتوسيع دائرة أصدقائنا والأستفادة من تجارب وأمكانيات الجهات الصديقة لشعبنا وتتواصل عبر عقد سياسي موثق مع المعارضة السورية بشكل توافقي مبني على الشراكة الحقيقية التي من شأنها إخراج مكونات سوريا من أزمتها الخانق هذه التي ينبغي أن لا تبقى مستديمة وعالقة.







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=2149