الجزيرة الكوردية ضحية الإحصاءات
التاريخ: الخميس 29 ايلول 2016
الموضوع: اخبار



أحمد حسن
Ahmed.hesen.714@gmail.com

انطلقت الثورة السورية (ثورة الحرية والكرامة) كنتيجة طبيعية للمظالم والغبن والاضطهاد التي تعرض لها الشعب السوري عموما والكوردي على وجه الخصوص خلال الحقبة الزمنية التي تحكم فيها حزب البعث وما قبلها من العقلية الشوفينية والديكتاتورية بالعباد والبلاد فأوصلت سوريا والشعب السوري الى مراتب متدنية (سياسيا – اقتصاديا – اجتماعيا – ثقافيا -.......) فبات المواطن السوري بلا حرية ولا كرامة في ظل الدولة الديكتاتورية والقبضة الأمنية لكن الشعب السوري انتفض في وجه أعتى الديكتاتوريات في العالم في (15/3/2011 ) لينفض عنه غبار عقود من الزمن فهز أركان النظام بل الأنظمة المتحالفة معه عبر محور الشر. 


إلا أن تآمر الأنظمة الإقليمية والدولية على ثورة الشعب السوري أنتجت نسخا فوتوكوبية وسلطات بالوكالة أبشع من النظام ذاته وجعلتها تتحكم في رقاب العباد والبلاد سواء أكانت باسم الدين أو العرق أو المذهب فأوصلت سوريا الى مراحل لا يحمد عقباه وبات الشعب في ظل كل سلطة من سلطات الوكالة كرة يلعبون بها مثلما يشاؤون برعاية النظام وبتواطؤ من الأنظمة الإقليمية والدولية وما الإحصاء الذي قامت به سلطة الوكالة في (19/9/2016 ) في الجزيرة إلا ترجمة واضحة وصريحة لمآرب النظام ومحوره الشرير .
فالجزيرة منطقة كوردستانية حتى لو لم يبقى فيها كوردي واحد فبطون الكتب تحدثنا عن (واشو كاني – أوركيش) عاصمتا الدولتين الميتانية والهورية الكورديتين قبل آلاف السنين من الميلاد ( لا ننكر وجود مكونات أخرى عربية وكلدو آشورية ....) متعايشة في سلام ووئام منذ مئات من السنوات لكن هذه الجزيرة الكوردية تقع ضحية الأحابيل والمؤامرات والإحصاءات السيئة الصيت. فما الإحصاء وما هي الإحصاءات التي تعرض لها الجزيرة بداية:
الإحصاء عملية منهجية موحدة تشمل جمع البيانات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية التي تطبق في فترة زمنية محدودة على كافة الأشخاص في بلد ما أو جزء محدد منه، وتجميع هذه البيانات وتحليلها ونشرها، وهو عملية دورية يتم خلالها عد السكان رسمياً. ويشير هذا المصطلح عادةً إلى تعدادات السكان في كل دولة، والتي تجرى وفق توصيات مرة كل 10 سنوات. وهو مَسْح عام تقوم به حكومة وطنية بهدف جمع معلومات حول المجتمع الذي تحكمه. ويُستخدم هذا التعبير عادة للإشارة إلى التعداد السكاني. ويحدد الإحصاء السكاني عدد السكان إضافة إلى معلومات أخرى كالسن والعمالة والدخل والعِرْق والجنس. وتجري حوالي 90% من دول العالم إحصاءات سكانية لمواطنيها.
الإحصاءات التي تمت في الجزيرة:
1)    إحصاء 5/10/1962 :

تم هذا الإحصاء بصدور مرسوم جمهوري في عهد رئيس الجمهورية ناظم القدسي ورئيس مجلس الوزراء بشير العظمة والمتضمن قرارا سياسيا بإجراء الإحصاء الاستثنائي للسكان الأكراد في منطقة الجزيرة لتحديد هوية المواطن   وتصحيح السجلات المدنية. وجرى الإحصاء في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1962 ونجم عنه انقسام الأكراد في سوريا إلى:
- أكراد متمتعين بالجنسية السورية. 
- أكراد مجردين من الجنسية ومسجلين في القيود الرسمية على أنهم أجانب. 
- أكراد مجّردين من الجنسية غير مقيدين في سجلات الأحوال المدنية الرسمية، وأطلق عليهم وصف مكتوم القيد وهو مصطلح إداري سوري يشير إلى عدم وجود الشخص المعني في السجلات الرسمية. 
ويشمل المكتوم بالإضافة إلى الفئة السابقة كلا من: 
-من ولد لأب أجنبي وأم مواطنة. 
-من ولد لأب أجنبي وأم مكتومة القيد.
-من ولد لأبوين مكتومي القيد.
وحينها تم تجريد حوالي ( 150 000 ) مئة وخمسون ألف مواطن كوردي من الجنسية السورية حيث وصل العدد الآن الى أكثر من 300 ألف كوردي محرومين من الجنسية السورية نتيجة الإحصاء الرجعي في محافظة الحسكة في 5/10/1962ويعانون الكثير من المصاعب ( سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعلميا .................)
2)    إحصاء الـ PYD ( 19/9/2016 ) :

 أعلنت ما تُسمى الهيئة التنظيمية لمشروع "فيدرالية روج آفا" (شمال سوريا)، وبالتعاون مع "مجلس سوريا الديمقراطي" التابعيين لسلطة الوكالة إجراء تعداد سكاني في ( 19/9/2016 ) لإحصاء أعداد سكان المناطق التي تسيطر عليها شمال سوريا. وقالت تلك الهيئة إن "النقاط التي سيدرسها مشروع الإحصاء هي: ((إحصاء عدد السكان الكامل، الفئة العمرية التي يحق لها الانتخاب، الوضع الاجتماعي والعائلي، التحصيل العلمي، مستوى البطالة، حالات الإعاقة الكاملة، حالة النزوح واللجوء إلى مناطق سيطرتها الهجرة منها)).
عيوب ومآرب ودلالات إحصاء سلطة الوكالة (19/9/2016 ) :
1)    الإحصاء لم يجري من قبل حكومة وطنية منتخبة انتخابا ديمقراطيا تعبر عن طموحات ومصالح الشعب والوطن.

2)    الإحصاء أتى بعد أن شرد وهجر نصف سكان الكورد الموجودين في كوردستان سوريا من قبل النظام والداعش وسلطة الوكالة.

3)    الإحصاء جرى في ظروف استثنائية حيث الحرب والتهجير والتشريد والاعتقالات والاغتيالات.

4)    الإحصاء لم يجري بإشراف مؤسسات وكوادر متخصصة وبرعاية من المنظمات الدولية والإنسانية.

5)    الإحصاء أتى برغبة وايحاء من النظام ومحوره الشرير بغية تغيير الحقائق كما يلتقي مع فلسفة أوجلان التي يهتدي بها سلطة الوكالة حيث قال في عام 1996 أنه لا يوجد مناطق كوردية في سوريا بعد أبحاثه ودراساته العبقرية.

6)    الإحصاء يرضي النظام والشوفينيين من المعارضة التي تشوه النسبة الحقيقية للشعب الكوردي والتي تفوق 15% من عموم الشعب السوري.

7)    الإحصاء أتى بعد التغيير الديمغرافي الذي يجري في كوردستان سوريا عموما نتيجة تشريد وتهجير السكان الأصليين واستقبال مكونات أخرى بدلا منهم وفق سياسة لئيمة وممنهجة من النظام وأدواته.

8)    الإحصاءات تجرى في ظروف السلام والاستقرار لوضع الخطط والبرامج المستقبلية من أجل البناء والتنمية والتطوير والارتقاء بالوطن والمواطن.

وفي كل الأحوال فإن هذه الإحصاءات لا ولن تغير من الحقائق شيئا فأوركيش وواشوكاني ومشتى نور وقلعة النبي هوري ومغارة ( دو داري ) وأشجار الزيتون وسنابل القمح تروي حكايات التاريخ .. والنظام وأعوانه وقوى الظلام وسلطات الوكالة .. ذاهبون لا محال ويبقى الشعب الكوردي وتبقى كوردستان .






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=21289