ماذا قدم العروبيون 2/2
التاريخ: الأثنين 26 ايلول 2016
الموضوع: اخبار



د. محمود عباس
 
    ...كما وتقوم بتوظيف العديد من المتثاقفين العروبيين وأشباه الكتاب، خدم البلاط، شريطة أن لا يكونوا معروفين، وغير متخصصين، مهمتهم النشاط ضمن الشبكات الاجتماعية، لكتابة التعليقات السلبية، والردود الشاذة، على المقالات المنشورة في وسائل الإعلام، الخاصة بالكرد وقضيتهم. لإلهاء المثقف الكردي وكتابهم وسياسييهم، إما بردودهم العنصرية، أو عن طريق نشر فبركة ساذجة عن تاريخ الكرد، وبدونية مقصودة معظمها لا تمت إلى سوياتهم المعرفية، ويطرحون أفكار متقاربة بل ومتشابهة، تبين أن جميعها تنبع من مصدر واحد، ومتقصدة وبسوية منحطة.


2.  كما وقد وظفوا شخصيات سياسية عربية معروفة، لإطلاق تصاريح سفيهة بحق الكرد، لا تتلاءم وماضيهم السياسي، ومن بينهم مجموعة من المعارضة العربية السورية الافتراضية، أمثال هيثم المالح، وميشيل كيلو، وأسعد الزعبي وما يطرحونه من معلومات تاريخية أو سياسية عن الكرد لا ترقى إلى سوية خلفياتهم المعرفية ولا إلى نضالهم السابق، ولا دلالة على مواقفهم هذه سوى أنه هناك قوى تدفع بهم  بطريقة ما إلى التعمد في اتخاذ مثل هذه المواقف الدونية، وتبيان الذات بخلفية معرفية ضحلة وساذجة، وغاية تلك القوى خلق زوبعة إعلامية بين الكرد، وجلب انتباههم، وجعل المطروح قضية كبرى بحيث تثير انتباه القوى الكبرى حولها، وكأنه صراع تاريخي قديم، وحقائق كانوا  ساكتون عليها! وهذا ما يحصل فعلاً، ويربحون حتى اللحظة!

3.  من الغايات الأهم التي تصبوا إليها القوى الإقليمية، في توظيف هذه الشرائح، ونشر هذه التفاهات التاريخية، وتكثيف هجماتها وبسوية دونية استفزازية، إلهاء الحركتين الثقافية والسياسية الكردية وبالتالي الشارع الكردي بقضايا جانبية، وتصريف طاقاتهم الفكرية والسياسية في مسائل غير مجدية، لتصفو لهم الأجواء فيما يبتغونه ضمن المحافل الدولية، أو لتقنع تلك القوى التي كانت تسايرهم في بشائعهم، ولخلفية أطماعهم ومصالحهم، بأنهم لم يكونوا ملفقين بل أنها كانت حقائق وهي الآن تثار من جديد، وهذا هو الواقع والتاريخ الكردي، وهنا سيحتاج الكرد إلى جهود ضخمة لتصحيح هذه الصور الساذجة المركبة في أذهان القوى المتأثرة بالسلطات العروبية.
 
4.  ومن جهة أخرى، الاهتمام الدولي بالكرد وبقضيتهم أفقد العروبيين، إلى درجة كبيرة، عقولهم وبدأوا يتخبطون في مؤامراتهم، ولا يدرون ماذا يفعلون.
 
5.  كما وأن الفوبيا الكردية تثير حافظتهم إلى أبعد الحدود، لكونهم يلاحظون رجحان الموازين لصالح القضية الكردية، وإحساسهم بفقدان سيادتهم، بل حلولهم، مستقبلا، محل الكرد واعتلاء الكرد مكانهم أي انعكاس الآية، لذا يصبون جام غضبهم على الكرد بشكل منقطع النظير. وما يحصل معهم الآن نتيجة طبيعية تعود إلى الطبيعة البشرية. سادوا بالإسلام العالم، وحتى في الأوقات التي كان الحكم لغير العرب، وعندما عادوا إلى الانتساب لعرب الوأد واستبضاع الزوجات([1])، والمخادنة، والبدل([2])، والمضامدة([3])، والرهط([4])، وأصحاب الرايات الحمراء. والحالة هذه، هل للعروبيين أن يثبتوا أنهم ليسوا سليل ما أوردناه آنفا علاوة على أزواج الآباء، فعرب الإسلام قديما وحديثا لا ينتمون إلى هذا الصنف، بل هم شرفاء وأطهار، حملوا نور الإسلام إلى بقاع الأرض، وصنعوا مجدا فريدا في التاريخ.
فأمثال بشار الأسد وصدام حسين وناصر ليسوا عرب الإسلام، بل هم قادة العروبيين فاشتاقوا ويشتاقون إلى إحياء تلك العادة المقيتة، التي منعهم النبي (ص) بأمر من الله، سبحانه وتعالى، ومن تبعه إلى أن ظفروا (العروبيون)، في العقد الثاني من القرن الفائت، من انتزاع الراية من هؤلاء الأطهار، عرب الرسول (ص). واليوم وبعد أفول نجمهم إثر الإخفاقات المتتالية والكوارث التي أحلوها بالعرب قاطبة، بدأوا يدركون خطأهم الجسيم. لم يعد يجدي إدراكهم هذا نفعا؛ حيث باشرت المفاهيم الحضارية، تحجمهم عند حدودهم، فأصبحوا يتخبطون في علاقاتهم، ويتعاملون كالساقط من عليائه، وهم متيقنون بأنها نهايتهم، لذلك يقومون بكل هذه البشائع. ومن غير المتوقع تلافيهم للوضع القائم، وتراجعهم عن نهجهم هذا الذي جبلوا عليه، مع ذلك لا بد من تذكيرهم، بأنه في حال عدم التراجع عن غيهم هذا، فمحاسبتهم، لا محالة ستكون وخيمة.
 
6.  وهنا ومن المستحسن تنبيه أو تذكير الشريحة الثقافية العربية الواعية، التدخل لوضع حدً لهؤلاء الفاقدين عقولهم، قبل فوات الأوان.
 
7.  ومن الجدير ذكره، ألا يستفز الكرد بما يصدر عن هؤلاء سليل الاستبضاع، لأنهم متيقنون أن مستقبلا باهراً ينتظر الكرد، وهذه حقيقة، لأن الماضي الذي غيب الكرد قد ولى وبلا رجعة، ونحن في بداية المشوار.
------------------------------
الولايات المتحدة الأمريكية
mamokurda@gmail.com
17/9/2016م

______________
(1) الاستبضاع: أن يدفع الرجل بزوجته إلى رجل آخر من علية القوم، كشاعر أو فارس أو ذي حسب ونسب فيناكح الرجل الغريب المرأة، وحين يقع حملها تعود إلى زوجها.
(2) البدل: أن يُبَدِّل رجلان زوجتيهما، بغية التمتع والتغيير، دون إعلان طلاق أو تبديل عقد. يُروى عن أبي هريرة (رض) قوله: إن البدل في الجاهلية، أن يقول الرجل للرجل انزل لي عن امرأتك، وانزل لك عن امرأتي وأزيدك.
(3) المضامدة: اتخاذ المرأة زوجا إضافيا أو اثنين، غير زوجها.
(4) الرهط: أن يجتمع عشرة من الرجال وينكحون امرأة واحدة، وإذا حملت أرسلت إليهم جميعا، ثم تختار من بينهم من يكون والد الجنين الذي في بطنها، ولا يستطيع أحد الامتناع عن الاعتراف به.










أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=21281