آراء سياسية للراحل «اسماعيل حمه» حول بعض القضايا التي طرحت للنقاش...
التاريخ: الأثنين 29 اب 2016
الموضوع: اخبار



إعداد : حسين أحمد

من الملفات السياسية الساخنة - كردياً - و التي طرحتها في اوقات متفاوتة زمنياً على الشخصيات وخاصة أصحاب الشأن في المشهد الكردي وعبر اسئلة متعددة الجوانب.. وقد شارك في اغلب هذه الملفات السياسي الكردي وسكرتير اليكيتي سابقاً إسماعيل حمه, وحيث انني وجدت من المفيد واستذكاراً لمسيرته السياسية ولمواقفه الجديرة بالتقدير ان اجمع اغلب مشاركاته التي تناولناها سوياً عبر هذه الحوارات وهذه اللقاءات السياسية ...


ما رأيك بمفهوم الامة الديمقراطية التي طرحها منظومة ب ك ك وفيما بعد ب ي د عبر الادارة الذاتية في سوريا ... 

إسماعيل حمه : الامة الديمقراطية : مفهوم هلامي لا أساس معرفي له في علم الاجتماع والعلوم السياسة ....
إسماعيل حمه : مفهوم الأمة الديمقراطية : مصطلح ومفهوم اجتماعي وسياسي وقانوني ويتفق معظم الدارسين للمصطلح والباحثين عنه أن الأمة صفة تطلق على جماعة بشرية تقطن منطقة جغرافية تشترك في اللغة والثقافة والعرق والمصالح الاقتصادية والأهداف وغيرها ولم يسبق لأحد أن صنف الأمم على أساس امم ديمقراطية أو غير ديمقراطية فهذه الصفة أطلقت على النظم السياسية في الدول. لذلك فإن مفهوم الأمة الديمقراطية هو مفهوم هلامي لا أساس معرفي له في علم الاجتماع والعلوم السياسة وهو يشبه مصطلح الأمة الإسلامية التي يثار حوله الكثير من الجدل لأنه يأخذ الدين الإسلامي او الجماعة التي تشترك في الدين أو العقيدة الاسلامة كأساس في إطلاق هذا المصطلح أو المفهوم بيدا أن الكثيرين من الباحثين في مصطلح الأمة يعارضون وبشدة تعريف الأمة على هذا الأساس. أما مفهوم الأمة الديمقراطية الذي تبناها الحزب العمال الكردستاني التنظيمات المرتبطة به جاء كمحاولة للتهرب من استحقاقات المشروع القومي الكردي في لحظة تاريخية وجد الحزب نفسه في مأزق أمام استحقاقات هذا المشروع ولذلك جاء مصطلح الأمة الديمقراطية مشروع هلامي غامض ليس له محددات او ضوابط وهو بالتأكيد على النقيض من المشروع القومي الكردي الذي يسعى في المحصلة إلى إقامة الدولة الكردية بينما مشروع الأمة الديمقراطية يطرح في مواجهة الدولة ويعتقد أصحابه أن الدولة وأيا كانت هذه الدولة هي حالة استبدادية ينبغي تجاوزها وبهذا المعنى فان مفهوم الأمة الديمقراطية جاء أساسا في مواجهة مشروع الدولة على الاطلاق كمفهوم سياسي وقانوني. ولذلك فهو لا يصلح حتى أن يكون مشروعا سياسيا مرحليا لا نو على تضاد مع المشروع القومي جملة وتفصيلا.

ان التدخل العسكري في سوريا بات وشيكاً من قبل التحالف الإسلامي السني بقيادة" السعودية " لكن هل سيكون لهذا التدخل انعكاساته الايجابية على القضية الكردية في سوريا أم سلبية , في ظل سيطرة محور " إيران " على مساحات واسعة من الاراضي السورية ..؟؟؟

إسماعيل حمه : داعش باتت شماعة لكل من يريد التدخل في الأزمة السورية وله أجندة خاصة يريد تحقيقها ....
تدخل التحالف الإسلامي ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش- قد يحدث خلال الفترة القادمة ولكن لا يمكن التكهن بتداعياتها على الوضع السوري بشكل عام وعلى الوضع الكردي فلكل دولة من دول هذا التحالف وخاصة الدول الاقليمية أجندة خاصة إلى جانب الهدف المعلن أي محاربة داعش، ولذلك لا يمكن التكهن بالنوايا المضمرة لكل طرف من أطراف التحالف فمثلا تركيا في كل تحركاتها وتحالفاتها تأخذ من هدف ضرب ال ب.ي.د  ووحدات حماية الشعب وإضعافها هدفا أساسيا ويؤكد على أن ضرورة تزامن ضرب داعش مع ضرب وحدات حماية الشعب فكلاهما سيان من وجهة النظر التركية التي ترعبها تحركات وحدات الحماية الشعب ومسألة توحيد إقليم غربي كردستان أكثر من داعش وبالتالي ثمة هواجس ومخاوف أن يصبح التحالف الإسلامي ضد داعش غطاء لتحقيق أجندات أخرى خاصة تسعى هذه الدول تحقيقها في سوريا تحت عنوان محاربة داعش وأن يضيف الأمر تعقيدات أخرى للأزمة السورية المعقدة بما فيها الكفاية وان تصبح الساحة السورية ساحة مواجهات مباشرة بين القوى الإقليمية والدولية المتصارعة وتتسع رقعة الحرب للتحول إلى حرب إقليمية ودولية واسعة تأكل الأخضر واليابس فداعش باتت شماعة لكل من يريد التدخل في الأزمة السورية وله أجندة خاصة يريد تحقيقها فهذا التحالف الإسلامي ضد داعش بالتأكيد في جانب أساسي منه هو الحد من النفوذ والسيطرة الإيرانية في سوريا وتأتي في سياق الدعم القوى السنية المعارضة للنظام السوري ..

إسماعيل حمه : توغل تركي بري في الأراضي السورية يأتي ترجمة للاتفاق التركي الأمريكي.....
أن اشتباك الجيش التركي على الحدود مع تنظيم داعش يوم أمس والحديث عن توغل تركي بري في الأراضي السورية يأتي ترجمة للاتفاق التركي الأمريكي التي سمحت تركيا بموجبه للجيش الأمريكي استخدام قاعدة انجرليك والقواعد التركية الأخرى في الحرب ضد تنظيم داعش ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو إلى أي مدى تجاوبت امريكا مع الشروط التركية في هذا الاتفاق هذا ليس واضحا بعد. .كانت هناك شروط تركية واضحة ومحددة للجانب الأمريكي منها موضوع إقامة منطقة عازلة طبعا هذه المنطقة العازلة كانت موجهة بالدرجة الأساس لمواجهة ما تسميه بالتهديد الكردي وخطر إقامة كيان كردي على الحدود الجنوبية لتركيا وقد أطلقت في الآونة جملة من التهديدات بعد سيطرة قوات حماية الشعب على مدينة تل ابيض الحدودية ودفعت إلى الواجهة مجددا ما تسميه بالخطر الكردي وخطر إقامة دولة كردية في الشمال السوري فهل يشكل مواجهة ما تسميه تركيا الخطر الكردي جزء من الصفقة لاسيما أننا نشهد في الآونة الأخيرة بدايات انهيار الهدنة العسكرية بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية .؟؟ هذا هو برأي الجانب الغامض من الاتفاق حتى الآن وإذا كانت امريكا قد خضعت للابتزاز التركي في هذا الصدد فنحن سنكون أمام تحول خطير جدا قد يستجر معه عواقب خطيرة على غرب كردستان لا سيما شهدنا تناغما ايرانيا تركيا في الآونة الأخيرة بهذا الصدد كان الشرط الإيراني فيه هو تخلي تركيا عن هدف الإطاحة بنظام الأسد مقابل القبول بالتدخل التركي في سوريا لمواجهة ..
عموما هذا الاتفاق التركي الأمريكي المفاجئ بعد الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب يثير المزيد من التساؤلات حول تداعياته على سوريا وغرب كردستان بل تثير مخاوف من تحولات جوهرية في السياسة الامريكية إزاء الملف الكردي على وجه الخصوص.

ما الذي تتأمله من المؤتمر الثالث المجلس الوطني الكردي في سوريا والقادم خلال ايام ..؟؟؟؟ 

إسماعيل حمه : لا أعتقد أن المجلس الوطني القادم سيكون أفضل حالا من المجلس السابق: 
 ان المؤتمر الوطني الكردي لم يكن بمستوى التوقعات والتحديات للأسف ولم يخرج بأية قرارات يمكن الإشادة بها، بل يمكن اعتباره أكثر مؤتمرات المجلس الوطني الكردي سلبية قياسا بحجم التحديات التي نواجهها في سوريا وغرب كردستان والدور الذي ينتظر منه..فقد تم ترحيل الإجابة على كل الأسئلة المطروحة عليه إلى اجتماع المجلس الوطني وهذا بحد ذاته محاولة هروب من الاستحقاقات الذي ظل الشعب الكردي ينتظره منه ولا أعتقد أن المجلس الوطني القادم سيكون أفضل حالا من المجلس السابق الذي عانى من العطالة وفشل في إنجاز الحد الأدنى من المهام التي كانت منوطة به إنجازها . 

  ما تأثير الفوز الذي أحرزه حزب الشعوب الديمقراطي في تركيا على الواقع القومي للشعب الكوردي في سوريا.

إسماعيل حمه : HDP هو تحول كبير في تاريخ الحركة الكردية و تاريخ الدولة التركية المعاصرة ....
 نجاح حزب الشعوب الديمقراطي وتجاوزه لنسبة عشرة بالمائة ودخوله البرلمان التركي وتحوله إلى حزب رسمي هو تحول كبير في تاريخ الحركة الكردية هناك وفي تاريخ الدولة التركية المعاصرة وهو يسجل على أنه إنجاز غير مسبوق للشعب الكردي وحركته السياسية في هذا البلد الذي عرفت عن حكوماته على مدى تاريخها الطويل بعداءها للكرد ولقضيتهم القومية واتباعها مختلف سياسات الإنكار والتطهير العرقي بحقهم بهدف إنهاء وجودهم بالإضافة إلى ذلك فإن النتائج التي فرضتها هذه الانتخابات ستدخل تركيا في مرحلة جديدة ستعيد من خلالها صياغة سياستها الإقليمية والدولية على نحو جديد ومختلف وبما يتلاءم مع المعادلة الجديدة التي اصبحوا فيها الكرد لاعبا أساسيا وبما يعزز الدور الكردي كلاعب على صعيد الإقليم والمنطقة برمتها. 
لعل من أولى نتائج هذه النجاح الباهر للكرد في تركيا سيكون على صعيد مسيرة السلام في تركيا التي من المتوقع لها ان تدخل مرحلة الاستحقاقات الكبيرة لحل القضية الكردية وإنهاء الحرب
بالمقابل يفرض هذا الفوز لحزب الشعوب الديمقراطي تحديات جديدة وكبيرة أهمها أن هذا الحزب سيكون بعد الآن حزبا شريكا في رسم السياسات التركية العامة باعتباره مرشحا ان يكون شريكا في الحكومة المقبلة وهذا ما يستدعي وجود مشاريع واضحة إزاء مجمل القضايا التي تواجهها تركيا على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي وفي مقدمتها مشروع واضح الملامح لحل القضية الكردية وتحدي التنمية الاجتماعية والاقتصادية في كردستان

 برؤية جدلية هل تتأملون بان جدار الصمت الذي كنّا نصطدم به في شرقنا الصعب...قد ينهار من كيانه, وان قادمات الأيام ستبرهن..بأنّ بلوغ الحلم سوف يتحقق وان انهار الدم سيجف وان الهدف المبتغى لتجسيد الإنسانية بات قاب قوسين أوأدني من تحقيقه ..؟؟؟؟

إسماعيل حمه : أننا في خضم زلزال قوي جدا سيغير كل معالم شرقنا وتضاريسه السياسية
 كل المؤشرات تؤكد أننا في خضم زلزال قوي جدا سيغير كل معالم شرقنا وتضاريسه السياسية والجيوسياسية والجغرافية وخصوصا في الشرق ألأوسط ستترك خلفها الكثير من المعاناة والعذابات، قد تستمر الهزات الارتدادية لهذا الزلال عقد من الزمن، ولكنني متفائل بأن سيل الدماء سيتوقف، وسيتحقق الحلم في بناء الدولة الكردية المستقلة وسيتحقق حلم جميع شعوب المنطقة في الاستقرار والأمن، وتحقيق التنمية، و سنكون امام مرحلة جدبدة وعصر جدبد يتجسد فيها القيم الإنسانية النبيلة على نحو الذي نتمناه ..







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=21106