صانع الشيطان
التاريخ: الأربعاء 24 شباط 2016
الموضوع: اخبار



م.عاصم عمر

 ترعرع في ظلال جوبيتر ثم ورث عنه الألوهية. هكذا بنى سوريا الحديثة "الجحيم" عدم ايمان الأسد بالديمقراطية دفعه لإنشاء نظام حكم خفي (مؤسسة مخابراته الرهيبة) لأجل خنق هذه الثقافة نظريا وعمليا , ولدى اكتشاف اللعبة اخترع "داعش" لتأمين استمراريته كآخر القلاع في الدفاع عن امبراطوريته.
تناول الحكمة الاغريقية القديمة "فرق تسد" الذي أسسها له جوبيتر, وحللها على ضوء الموشور, و من ثم بدأ بتثبيت زوايا الهرم السوري من الأعلى الى القاعدة. معتمدا على التطرف القومي العلني , والخفي الطائفي.


وقام بتقسيمها أولا الى طبقات , حيث توج قمة الهرم بالطائفة العلوية مزركشا اياها بأسماء من طوائف أخرى بعد ان قام بترويضها أمنيا والطبقة الثانية مباشرة كان الجهاز الأمني السرطاني الذي يتوزع على جميع انسجة الجسم له قلب منسوخ من جوبيتر قبل موته.... وتحقيقا لمخططه وضع الكرد في الدرك الأسفل من الهرم وجعل منه قاعدة عامة متخذا من القومية العربية النقية حصان السباق الى غاياته. وخطط لتعميدهم بكل انواع طيف البؤس والشقاء انتقاما لما فعله صلاح الدين " الفاطميين ودولة بني حمدان..و..." و وصمهم بالخطر الدائم على الأمن القومي العربي وأمن الدولة , حيث كان الكرد الضحية الأولى لسياساته القومية والطائفية الاستقصائية. الى ان حان الدور على الثور الأسود.
جرد ثلث المجتمع الكردي في الجزيرة السورية من الحقوق المدنية وبذلك حرم عليهم السفر , حق التملك, البناء, تسجيل زوجته وأولاده باسمه, النوم في الفنادق, متابعة الدراسة, حرمانه من حق نيل الشهادات الأكاديمية اذا ما نجح في تحقيقها, امتلاك سيارة, شهادة السواقة, أما البقية الباقية من الكرد فجردوا بالقرارات الخفية والعلنية من حق الترشيح , الانتخاب, العمل لدى دوائر الدولة , تشكيل الجمعيات من أي نوع كانت , أغتصب اراضيهم الزراعية وحقولهم , استقدم المغمورين من الداخل السوري ووزع اراضي الاكراد عليهم ضمن مستعمرات والتي لا تزال قائمة ومزدهرة في ظل وحماية  PYDالمساندة للنظام سلطة الأمر الواقع  "مستعمرات المغمورين" , حظر الأسدان على الكرد ليس ثقافتهم وتاريخهم فحسب بل حتى أسماء أولادهم , عرب أسماء قراهم ووديانهم وشوارع بلداتهم , منع عليهم التكلم بلغتهم خارج الدار , منع القاء دعاء الصلاة في مساجدهم بلغتهم الكردية بحجة تمكين اللغة العربية, كما منع نشر أغانيهم لدى محلات بيع الأشرطة, منع الوان علمهم, روج للعشائر الكردية الخروج من القومية الكردية وأقام لذلك حفلات ومراسم "الشيخ رفعت صبري", أعطى اليد الطولى للعمل الاستخباراتي للعمل فيهم واذلالهم بالسماح للمخابرات بتعديل ما يمكن غض النظر عنه في القوانين الاستثنائية المطبقة وذلك عن طريق الرشاوى وبذلك اصبحت المنطقة الكردية في الشمال السوري واد للذئاب المتنافسة القادمة من ريف القرداحة وبذلك صار 90% من جميع سكان الجزيرة الأكراد عمال بناء , مطاعم, فنادق,...ويعملون دون تأمين.
.! أفقر المجتمع الكردي الى درجة الاذلال حتى بات الكردي يخجل من ذكر نسبه.
كنا في عهد الأسود محرومون من : كنتيجة للقوانين الخفية التي كانت تحتفظ بها دوائر المخابرات فقط والسادة المحافظين وأمناء فروع حزب البعث. والتي بموجبها حرم على الكرد جميع المناصب السيادية في الدولة, اذ أنه لا يجوز للكردي تسلم المناصب السيادية في دولة سوريا العربية : الحقائب الوزارية ونوابهم, المحافظون ونوابهم , أمناء فروع الحزب , والشعب الحزبية لحزب البعث , أمناء السلك الديبلوماسي وما يتعلق به وكل ما يتعلق بالسفارات وأعمالها, المدراء العامون لجميع مؤسسات الدولة , الوكالات الاعلامية والجرائد والصحف والاذاعة والتلفزيون, تعتيم كامل على وجودهم وظروف معيشتهم, نائب عام في محاكم الدولة, قضاة المحاكم , رئاسة اللجان الأمنية والاقتصادية, رؤساء البلديات , في المناطق الكردية كانت حصتهم منها للأخوة المسيحيين , مدراء المدارس لمن لم يتنازل عن قوميته ويعلن عروبته وذلك بعد ان يقدم لهم الأضحية من بني قومه, ضباط الجيش, سلك المخابرات, ضباط الشرطة, مدراء المناطق , مدراء النواحي , رؤساء المخافر , أمن الحدود ورؤساء مخافرها , أمناء سجلات النفوس, الهجرة والجوازات , أمناء الجمارك , حق نقل سجل النفوس , امتلاك الأراضي الزراعية, حرم الكرد من أية منافع من حقول النفط بل أصبح وبالا عليه يكتوي بسرطاناته ولا يدفأ على نارها شتاءا, وفرص عمله صارت مزايا لريف القرداحة والداخل السوري... الا ان اختصاص مفتي الجمهورية كان من حصة الكرد” كفتارو", ومن ثم مستشار حافظ الاسد للشؤون الدينية و ذلك بعد ان أعلن المستشار أنه يضع  نسبه تحت قدمه. "البوطي".
وآخرهن مجلس الشعب حيث كنا محرومون منها بالقرارات الخفية من دوائر المخابرات*, اضافة الى تشجيع وتأليب المكونات الأخرى لاضطهاد الكرد وكراهيتهم واذلالهم في معيشتهم, كما حدث عام 2004 والتي سميت بثورة العبيد وذلك لتحطيم العلاقات التاريخية التي تجمع بين العرب والكرد. حيث اللب الشعب العربي السوري بكامله ضد الاكراد وقتلت الأجهزة الأمنية خلا لها 43 شخصا وأربعة آلاف جريح وستة آلاف سجين, وقتل البعض من الذين قاموا بأعمال الاسعاف تعذيبا في أقبية المخابرات وعوقبت المشافي التي قامت بمعالجة الجرحى, وكان قد سبقها سجن الحسكة المركزي  يوم 23/3/  1993حيث أحرق فيها 63 كرديا واعدم اربعة في مجزرة لم يتجرأ احد التكلم عن تفاصيلها حتى اليوم, اذ انه كان يكفي لاتهام أي كردي بانتمائه لحزب كردي حتى تقوم القيامة على وجوده  ويفصل* من عمله في الدولة على قلتها. جروح متقيحة قد لا تنتهي حتى بانتهاء الأسد.. لأنه خلف ثقافة وسلوكا استقصائيا غرسها في المجتمع السوري حيث نعاني منه حتى على مستوى قيادات المعارضة المنضوية في الائتلاف الوطني و يتجلى في سلوك وثقافة العديد من قياداته, وكأن الثورة السورية انما أتت لتبديل الأسد فقط وليس فكرا وممارسة وعلى ضوء ذلك سوف لن يكون هناك وفاق قريب في المجتمع السوري وكما انه لايبدو انه سيكون هناك معالجة للمظالم التي حدثت في عهد الأسد. وعلى ضوء ذلك فالتطلعات السياسية مخيبة للآمال والأفق السوري مظلم والطليعة السياسية المعارضة للأسد لم تستوعب الواقع ...قسما لو ان المآسي التي نتجت عن هذ السلوك اللا انساني من قبل الأسود ضد الشعب الكردي في سوريا  كتبت بتفاصيلها الاجرائية أو عمق مآسيها فانها كانت ستعادل ما كتب عن السيد المسيح من يوم ولادته حتى اليوم , مأساة سارت بصمت مطلق مدة 60 عاما من حكم الاسود ولا تزال... طالما استمر الأسود في حكم سوريا.؟. أتساءل هل هناك من وجه للمقارنة بما فعلته اسرائيل خلال خمسين عاما وبما فعله آل الأسد خلال خمسة سنين... فربما لن يتجاوز ما فعلته اسرائيل ال 1% مما فعله آل الأسد من دمار ووحشية ضد الشعب السوري, عداك عما فعله بأكراده , انه راكب التطرف القومي العربي والطائفي. (التطرف ارهاب سواء كان دينيا, قوميا, مذهبيا, معيشة, فكرا أو سلوكا....)
.تمهل ..أكتبها لكم بايجاز... كي لا تملوا.
..يتبع..."الشبكة الأفعوانية داخل الهرم متعددة الطبقات ومعقدة للغاية انه البديل عن الشيطان..!"
* -يستثنى منها دورة واحدة 1990 حيث أوصل ثلاثة من الكرد الى البرلمان.
*-"ابراهيم برو,طاهر حصاف" فقط كنموذج.
 







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=20323