تركيا بقيت وحيدة ..
التاريخ: الأحد 21 شباط 2016
الموضوع: اخبار



أديب سيف الدين

لا أستبعد بوجود إتفاق مبطن بين تريكا وروسيا لإن الحرب في سوريا فاقت كل التوقعات والتكهنات.. فالتناقضات والإتهامات والتوتر البادي ماهو إلا تضليل وخداع .. فسخونة التصريحات المعلنة بينهم والتي توحي بإعلان حرب وشيكة ليس إلا للإستهلاك المحلي, تركيا  تقصف عفرين واخواتها وروسيا تقصف سوريا واكبادها, فالإختلاف في سياستهم لاتفسد مصالحهم وهو بمثابة القاسم المشترك الذي  يجمعهم, تركيا مصلحتها في تدمير الشعب الكوردي  في كوردستان سوريا المتمسك بقوميته إلى درجة يرخص لها الروح ومتاثر بالتجربة الكوردستانية في أقليم كوردستان العراق ومدرك لحقيقة الأوضاع الإقليمية والدولية المساعدة لإقامة دولته الكوردية. 


وهذا ما يميزه عن الشعب الكوردي في كوردستان تركيا وهو في نشوة السبات الأبدي , تركيا تدرك إن تقسيم سوريا مسألة وقتْ, وهي ترى ما تنوي إليها روسيا في الساحل السوري, لذلك هي تريد أن تجعل المناطق السنية بعد التقسيم ملحقاً لولياتها العثمانية عن طريق حلفائها المتشددين من الاخوان المسلمين والعلمانيين العنصريين الذين ضوجونا بتصريحاتهم العدائية للشعب الكوردي ليل ونهار.؟
الحل العسكري وهمٌ لنْ يجدْ لهُ مكان في الحرب الدائرة في سوريا, والتدخل العسكري البري السعودي والتركي لايمكن أنْ يتمْ لإنهم لن يغامروا ولن يتجرؤوا ولن يسمح لهم من الراعيين في إستمرار الحرب, واللعبة أصبحت أكبر منهم التي تدار من قبل امريكا والتي أدارت ظهرها للسوريين..؟
كان سيكون أهون ومقبول ومردود, لو تم هذا التدخل الثنائي في بدايات الحرب الهوجاء.. قبل أن يصل العدد 400 الف قتيل و12 مليون مهاجر داخلياً وخارجياً.. إلا إذا وافقتْ امريكا وهذا مستحيل لإن دورها كانت سلبية, وإلا لما وصل الوضع إلى هذا الهول والدمار المرعب الذي نراه ..
المواجهة بين تركيا وروسيا مستبعدة جداً بل مستحيلة.. فلا أظن إن غباء وحماقة أردوغان وصل إلى حد المغامرة  بطموحاته الأبدية بتحويل النظام البرلماني إلى نظام رئاسي وعثماني .. وبسبب الفرق  والتفاوت العسكري والسلاح  بينهم ..وخاصة روسيا غير متضررة من الحرب لإتها مدفوعة الثمن والتكاليف من قبل ايران, ومباركة من امريكا .. باعتقادي إن حلف الناتو لن يقف مع تركيا لإن أهداف تركيا أصبحت مكشوفة ومجنونة لتدمير القضية الكوردية في الداخل والمضي في ترسيخ أستبداده في القرارات التي يتخذها, فهذه النوايا المبيتة تختلف كلياً عن أهداف الحلف الذي يدعم الديمقراطية (حسب ميثاقهم) ولن تورط نفسها في حرب يقتل ويدفن فيها دماء من غير دمائها .. طلبات تركيا من التحالف الدولي وعلى رأسها امريكا قوبلت بالرفض كالمنطقة الآمنة في الداخل السوري وعدم تلبية دعوتها بوضع قوات حماية الشعب الكوردية في قائمة الإرهاب .. تركيا جنتْ على نفسها بعلاقاتها مع تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ومازالت غامضة ومترددة في مواقفها, تقول بإنها مع الإستراتيجية السياسية الغربية لكنها عملياً  ضد هذه الاستراتيجية وإلا
لِما هددتْ أوروبا بفتح أبواب الهجرة المليونية منها وإليها..؟
 







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=20307