ضد و مع الهجرة
التاريخ: الخميس 08 تشرين الاول 2015
الموضوع: اخبار



 دجوار حسن

في هول الأحداث التي جرت في منطقة الشرق الأوسط من ثورات مناهضة لحكم الدكتاتوريات ، و منها في سورية التي كانت و لاتزال  من أخطرها ، بسبب تشابك مصالح الدول الإقليمية و العالمية فيها ، و التي جاءت من سياسة ذكية للنظام السوري منذ أربعين عاما  و إلى الآن ، و نحن كشعب كوردي الذي يُقدر تعداده الغير مؤكد إلى أربعة ملايين في الشمال و الشمال الشرقي من سوريا ، حيث أننا عانينا كثيرا من دول المنطقة و غيرها  من قمع و ظلم و مسح الهوية الكوردية و غيرها  عبر التاريخ ، و إذ بواحدة أقوى من غيرها و هي ظاهرة الهجرة التي تحدث الآن .


يتساءل الإنسان الكوردي نفسه هل الهجرة صحيحة أم لا ؟
من منطلق الجانب الكوردي بخصوصية تامة ، يتفكر المرء أي اتجاه يسلك و أية مركزية و عقيدة يتمسك بها !! ، يرد عليك كوردي بلا أمل  بعد انتظار ثلاثة سنين أو أكثر ، و لماذا أبقى ؟ و من أنتظر ؟ و هل هناك سياسة ناجحة ؟ و هل أخدم وطنا لا أعلم متى التوافق ؟هل هناك مستقبل قريب ؟ هل هناك رزق لي ؟هل أطفالي باقون بلا تعليم ؟ و هل حياتي في أمان ؟
تتنفس عميقاً دون رد ، بل و تتألم معه ، و ترى من حقه و ليس بذنبه ما آلت إليه الأمور ، و تضيف منتهيا بحديثك أتمنى الخير لك في وجهتك ، يبدو أوروبا هو الحل مؤقتاً إذا لم تكن دائما ، لأن الحرب لا تعطي حقوقاً ، و لا ينتظر التعليم و الرزق السياسة أو حتى تنتهي الحرب بأصح العبارة .
يرد عليك آخر بعد انتظار فرصة لم تكن في حسبانه أن تأتي بعجالة هكذا لإثبات وجوده ، و ما أراده و حَلم به من سنين ، و يحصل على أرضه و حقوقه و يدير نفسه بنفسه ، و يمارس كورديته المقموعة من مئات السنين في كل أوجهه و نواحيه التعليمية و الاقتصادية و العسكرية  .. إلخ ، ينادي غيره لا للهجرة ، و اثبتوا في أرضكم و قاتلوا ، إنها أرضكم و عرضكم ، و نحن بحاجة إليكم و خاصة الشباب لحمل السلاح و الدفاع عنها و إحقاق الحق عسكريا سواء كان من البيشمركة أو YPG  بعيدا عن ذكرالسياسات القيادية الفاشلة  من المجلس الوطني الكوردي المنتخب من قبل أحزابه ، أو من الإدارة اللاديمقراطية أو بالأحرى حزب PYD  المصطنع الذي يقع عليه المسؤولية الأكبر لإفراغ المناطق الكوردية في سوريا مأمورة من أعداء الشعب الكوردي ، و بأكثرية من نواحي كالخدمة الإلزامية و التعليم الحزبوي الواحد الفاشل و الغير مرغوب من معظم الشعب الكوردي ، و سياسة عدم تقبل الأخر .
يتراءى أمام ناظري الحل مثالا لهذه الكارثة و الظاهرة القاسية المحيرة ، أنه يجب على كل من يقاتل من الطرفين البقاء ثابتين ، و إن عليهم مسؤولية كبيرة يجب تحملها ريثما تتفاهم الأزمة اقليميا و دوليا ، و تظهر معالم النهاية ، و تأتي خواتم الأمور ، فالوطن بهم يبنى و بدمهم ترسم الخرائط ، و لو كان الخلاف سياسة طويلا ، اجعلوها متحدة عسكرة كما كان في كوباني ، أما من هاجر و الذين غالبيتهم شباب و الذين أسبابهم كانت مؤقتة متمنيا أن لا تصبح أبدية ، و تذهب طاقاتهم هدرا لبلدان أخرى ، فلو تفكر كل منهم مستقبلا بكوردستان سوريا أوحتى العراق ، و عاد إلى وطنه ناجحا و مستثمرا و متعلما و خادما وطنه بوسائل أخرى بعد نهاية الحرب و إحقاق الحق ، و إدارة الكورد أنفسهم بنهج و مسار صحيح  .
نحن مع هجرة كل من ذهب لتأمين نفسه و من حقه راجين عودته ناجحا لبناء وطنه و تطويريه في كافة النواحي ، و من جهة أخرى نحن مع الذبن يقاتلون و باقون في أرضهم و شاكرين لهم  ، و مستغلين الفرصة لتكوين كيان كوردي في ظل تفاهمات تعيد بالفائدة على الشعب الكوردي . أما في كف الترجيح أكثر هو البقاء و التحمل و التضحية و السعي وراء الهدف و إلا نحن كشعب كوردي باقون هكذا بلا شيء إلى الأبد . 
 






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=19756