تقرير توثيقي لحريق مستوصف ميسلون بالقامشلي
التاريخ: الجمعة 10 تموز 2015
الموضوع: اخبار



 مقدمة :
مستوصف ميسلون أو المركز الصحي في حي ميسلون يقع في المنطقة الشرقية من مدينة القامشلي يبعد عن مركز المدينة حوالي 2 كم ، يتبع موظفو المركز إدارياً إلى الحكومة السورية وجميع الموظفين لا يزالون يقبضون مستحقاتهم المالية من ميزانية الدولة السورية ، كما أن الأدوية ومستلزمات المستوصف تخصص من قبل الحكومة السورية وإداراتها ويخدم المستوصف الأحياء الشرقية من المدينة والريف الشرقي للمدينة ويعمل في المستوصف حوالي 40 موظف وموظفة بعد أن تم نقل موظفي مستوصف تل معرف إلى المستوصف بعد أن تم هدم المستوصف بعد اقتحام القرية من قبل تنظيم داعش في الفترة القصيرة الماضية . 


الصّدمة المفاجأة:
كان القدر ينتظر الساعة الحادية عشر صباح يوم الأحد 31/5/2015م لينفثّ حريقه الهائل في مستوصفٍ «طاله الإهمالُ» يقبعُ في حي ميسلون شرق مدينة قامشلي، يقدّم خدماته الصّحية للأحياء (ميسلون، جرنك، عنترية، قناة السويس الغربي) 
يخدم في المستوصف اثنان وأربعون كادراً طبياً، منهم موظفون دائمون، وموظفون (فرز) قادمون من المناطق الساخنة في سوريا كحلب ودمشق وريف قامشلي (تل معروف) فعدد الموظفين أكثر من العدد الطبيعي المطلوب، ورغم الكثافة السكانية للمنطقة لا يستطيع هذا المركز الصحي تقديم خدماته لعدم توفر المواد الطبية اللازمة، كباقي المراكز الصّحية في المدينة.
صدى دويّ انفجارٍ مجهول في داخل المستوصف سمعه السكان المحليون في الجوار، ثم يعقبه حريق يلتهم غرف وبوابة المركز، يرتفع دخان منبعث، يهرع الأهالي إلى الموقع.
الصّدمة أكبر من أن يستوعبه الإنسان، خلال دقائق تقضي النارُ بلا رحمة على خمسة وعشرين شخصاً، من موظفين ومُراجعين، بينهم أطفالٌ ونساء.
تحقيقات المنظمة الكردية:
تطوّعت المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (DAD) لتقصّي الحقائق، فالتقت بعدد كبير من الشّهود، ومن موظفين لم يكونوا بالمركز، ومع ممرضتين ناجيتين، واستمعت إلى إفاداتهم، لمعرفة حقيقة ما جرى في المركز الصّحي ضحية اللّغز الغامض.
شهود حضروا أثناء الحدث:
الشّاهد الأول: محمود سليمان – العمر حوالي سبعين سنة، من سكان حي جرنك مقابل المستوصف قال في وصف ما شاهده: 
وبينما كنا جالسين بجانب محل سمانة يعود للسيد أحمد محمد خالد سمعنا صوت انفجار قبل الحريق، أتينا الى المركز لكن الحريق قد اندلع كان هناك ممرضة كانت قد أتت من سوق الأحد اسمها زيني ولكنها شاهدت الحريق وهربت بعدها بدقيقتين سمعنا انفجاراً ثانياً.
كان صوت التفجير الثاني قويا جدا, حدث التفجير الأول حوالي الساعة 11او 11:05 تقريبا بعد حوالي دقيقتين حدث التفجير الثاني.
انتهت الشهادة
الشّاهد الثاني: علي محمد أمين العمر 18سنة العنوان: يسكن مع عمه زاهد حسن حي جرنكة جانب محول الكهرباء جنوب المستوصف.
يقول إنه في صباح يوم حريق المستوصف، قام أحدهم بإحراق الاعشاب في حديقة المستوصف وقام الممرضون بإغلاق النوافذ والباب لكي لا يدخل الدخان الى الداخل, وكان الحريق مشتعلا في الجانب الشرقي من حديقة المركز قلنا إنها أخشاب وحيث كنا نلعب في المدرسة القريبة من المركز، وحدث بعدها احتراق مفاجئ للمستوصف أعتقد أن سببه انفجار قنينة غاز في الغرفة اليمينية عند دخول المركز وقد كان باب المركز مشتعلا ولم يستطع أحد الخروج منه والنوافذ كلها مسلحة بالحديد، وأضاف: شاهدت ممرضة تخرج وكانت تحترق لكنها شلحت قميصها وكانت محجبة ولابسة قميص أبيض وبنطال أسود لحقها بنت تانية لكنها توفيت، ثم جاء بعدها رجلان كذلك توفيا.
أضاف: دخلت من شباك غرفة اللقاح بعد أن كسرنا الشباك من الطرف الغربي كان العناصر قد اقفلوا الشبابيك لكي لا يأتي حريق الحوش الى داخل المركز، وكان فيها أطفال مختنقون وفتحت باب غرفة اللقاح وكان هناك عربة لطفل قد احترق بالكامل، وعندما فتحنا غرفة التلقيح شاهدت طفلة على حضن أمها وتناديها لكن الأم كانت قد اختنقت تماماً، أخرجت الطفلة من الشباك, وكان الحريق مندلعا بأرضية المركز والحيطان, أول ما دخلت الغرفة الشرقية من الشباك رأيت قنينة الاوكسجين وقلت أنها ستنفجر وأكمل قائلاً انفجر الخزان وسال المازوت الى الخارج وقد كان الحريق مندلعا فيه.  وبعدها أغمي علي ولم أسمع شيئا حيث تم إسعافي من قبل بعض الشباب.
   انتهت الشهادة
الشّاهد الثالث: 
الاسم : ريبر طاهر بن موسى تولد 1968 أمين سر مدرسة التجارة في القامشلي، يسكن في حي جرنكي القريب من مستوصف ميسلون - القامشلي. 
أفاد ريبر أنه في يوم الأحد 31 / 5 / 2015 وفي حوالي الساعة 11 صباحاً وبعد ذهاب زوجتي زيني إبراهيم إلى العمل في مستوصف ميسلون, شاهدت دخاناً يتصاعد في المكان وعند سؤالي أخبرني أحد الجيران باحتراق المستوصف، فذهبت مسرعاً وعند وصولي شاهدت دخاناً أسود يتصاعد من المستوصف.
وأكّد السيد ريبر: وقد شاهدت الدخان وكان كثيفاً جداً وكان من الأسفل بلون أزرق ومن الأعلى بلون أسود وكان هناك رائحة قوية في المكان كما شاهدت أسطوانة الغاز ولم تكن قد انفجرت وقد شاهدت احدى أسطوانات الأوكسجين قد انفجرت.
وبعد إطفاء الحريق شاركت مع الناس في إخراج الضحايا من الداخل، وشاهدت براد الماء وكان قد وقع على الأرض وكان محركه قد انفجر وقد شاهدت خزان المازوت ولا أتذكر أنه كان قد انفجر إلا إذا كان الانفجار في أسفل الخزان أو في أعلاه إلا أنني لم ألاحظ انفجاره أبداً.
  انتهت الشهادة 
الشّاهد الرابع: أحمد محمد خالد من جرنك مقابل مركز ميسلون – صاحب محل سمانة 
قال: إنه وحوالي الساعة 11 صباحاً تقريباً عندما كنا جالسين في رأس الزاوية أنا وثلاثة أشخاص، كان الناس يتوافدون الى المركز، ولكن فجأة سمعنا صوت الممرضة تصرخ وتهرب، كان باب المركز مفتوحا ولكن كان الحريق قد اندلع، حسب ملاحظتي أنه كان من خزان المازوت، لو كان حدث انفجار كان هناك أثر له، كان هناك أسطوانة غاز قد انفجرت، قسمت البراد الى قسمين كان في غرفة المعالجة لا يوجد أحد في الغرفة الثانية.
وأكد صاحب المحل: شاهدت ممرضة خرجت من المستوصف كانت لا تستطيع التكلم، الفترة بين الحريق وريثما حضرت الإطفائية حوالي 20 دقيقة تقريبا، كان الأسايش قد تأخروا، أخبرتهم لماذا تأخرتم؟ قالوا : الإطفائية الخاصة بنا معطلة، وريثما اتصلنا مع إطفائية الدولة تأخرنا.
وإضاف : وجدنا ثلاثة أشخاص فارقوا الحياة كان جو الغرفة كلها غاز، كان هناك امرأة تحاول الهرب ولكن لا أحد سمعها ولم نستطع عمل أي شيء، دخلنا الغرفة من الشباك كان هناك حريق في الداخل والناس تحترق ولم نستطع فعل أي شيء  لهم .
انتهت الشهادة 
الشّاهد الخامس: 
زيني محمد إبراهيم تولد 1969 مقيمة في حي جرنكي – القامشلي ممرضة تعمل في مستوصف ميسلون منذ عام 1991 م متزوجة وأم لطفلين.
تقول السيدة زيني لم نلاحظ أي تغيير في المستوصف بشكل عام ولم نلحظ أي أمر مريب أو نشك بأي شخص أو مُراجِع، بالنسبة لي آخر يوم دوام كان لي هو يوم الأربعاء حيث لم أداوم يوم الخميس ويومي الجمعة والسبت كانا عطلة نهاية الأسبوع، حيث وقعت الحادثة يوم الأحد، حيث كنا قد وزعنا العمل فيما بيننا نحن الممرضات بشكل اتفاقي بحسب ساعات الدوام حيث كنت سأداوم اعتبارا من الساعة 11 صباحاً، وفي يوم الحادثة يوم الأحد 31 / 5 / 2015 غادرت منزلي باتجاه المستوصف قاصدة الدوام وكانت الساعة حوالي 11 صباحاً برفقة ابنتي ذات الـ 9 سنوات وعند اقترابي من المستوصف شاهدت دخانا أسود يتصاعد من المستوصف وشاهدت نساء من الحي أخبروني باحتراق المستوصف وكان الدخان كثيفاً جداً وشاهدت الناس وهي ترش المياه على النار بأدوات المطبخ بسبب عدم وصول الإطفائية.
علمت لاحقاً أن كلا من منتهى وروبين قد نجتا من الحادثة وكذلك كانت كل من نورا وفاطمة كانا قد غادرا المستوصف في وقت سابق من وقت الحادثة وبالتالي حالفهما الحظ للنجاة من المأساة.
كما أعلمكم أن الذين قضوا في الحادثة هم كل من : 
1-     أميرة خضر.2-أورفان محي الدين  طفلة وهي أبنة سناء أبراهيم .3-جوهرة حسين 
4-     جيهان خلو . 5- جيهان عمر – عازبة . 6-حسين رياض – طفل أبن ياسمين حسين 
7-     زوزان سينو – كانت حامل. 8-سناء إبراهيم . 9- شاميران – قابلة .
10-   غفران طبيبة إسنان من دمشق .11-كلزار محمد علي .12-مريم شكيب طفلة أبنة أميرة خضر 
13-   نهاد ( مخبري ). 14-هيفي محمد سعيد شيخي .15-ياسمين حسين 
 كذلك قضى في الحادث العديد من المراجعين للمستوصف من أجل حملة التلقيح التي كانت قد بدئها المركز . كما أعلم أن السيدة ميديا فاروق عباس كانت إجازة رسمية.
كما أعلم أن كلا من: هيهان علي وسميرة وزهرة محمد كنا مشاركات في حملة التقيح بشكل ميداني في الأحياء لتلقيح الأطفال. 
انتهت الشهادة 
شهادة الناجيتين من الحداثة :
الناجية الأولى: منتهى نايف المحمد العمر 25 سنة خريجة المعهد الصحي – قسم الصيدلة
العنوان : بشيرية – جانب مدرسة فارس الخوري.
أفادت منتهى بأن الحادثة جرت بتاريخ 31/5/2015في تمام الساعة: 11.00 صباحا تقريبا، ذهبت الى المستوصف كأي يوم عادي حيث بداية ذهبت الى الإدارة كي أسجل حضوري ومن ثم ذهبت الى غرفتي الصيدلية لإجراء تقريري الشهري وكان هناك حملة لقاح. قام الموظفين بإحراق حشيش فناء المستوصف، قالت لي زميلتي أغلقي النافذة ولكني لم أرضَ لأن الجو كان حارا جدا ولكن باقي زملائي كانوا قد أغلقوا نوافذ المستوصف، كنا أنا وزميلتي كلزار من عناصر الصيدلية مداومين أما باقي عناصر الغرفة سوزان بنت أخ منتهى وهي موظفة أيضا في الصيد لية لم تكن مداومة لان لها أوراق في المحكمة.
تقول منتهى: سمعت صوات انفجار لم يكن قويا، لكن برز وهج الحريق، كان الجميع مجتمعين في الإدارة لشرب الشاي، كان زملائي طلبوا مني أن نذهب لنعمل الشاي ولكني لم أذهب، وعند سماع صوت الانفجار انكسر الشبابيك لم يكن الصوت قويا كثيراً، وسمعت صراخ زملائي وأصوات الأطفال، ولاحقاً قاضي الأسايش أخبرني أن قنينة الغاز سليمة، لا يوجد أي تفجير من الغاز بحسب ما أخبرني به القاضي.
بعد الانفجار وسماع صوت زملائي درت الى الوراء كان الحريق كبيرا كان قد وصل الى زاوية الصيدلية، كان الحريق يمشي في الأرض بسرعة، توقعت أن يخرج زملائي في غرفة السنية، ولكنهم لم يخرجوا ولا أعرف لماذا لم يخرجوا علماً أن غرفة السنية أقرب من غرفتي إلى الباب الخارجي، كذلك لم يخرج أحد من زملائي من الإدارة أيضا.
وإضافة منتهى : وأنا في الصيدلية شاهدت خلال ثوان احترق المركز بالكامل، كانت روبين في غرفة النسائية قالت لي أول سماع الصوت من غرفة الأطفال خرجت مباشرة كانت مثل الافلام، الحريق يمشي في الأرض، منذ اسبوعين لم نشطف المركز ولم يصدف ولو لأي شيء أن رش أي مادة على الأرض.
أضافت: كان مثل الحلم بالنسبة لي، كيف خرجت من المستوصف؟ رأيت الأطفال في غرفة اللقاح والأطفال خائفون رأيت النيران تمشي بين الغرف، لأن المازوت كان بالأرض كان خزان المازوت بين غرفة النسائية وغرفة الكاتبة، مقابل باب المركز، ويوجد مكيف في الجانب وقنينة الغاز، وبسؤال الشاهدة فيما إذا كان قد وضع المازوت في أي إناء آخر؟ تقول : لم يكن المازوت موجوداً في أي شيء ثان، كان فقط في خزان المازوت الذي تم تعبئته في أواخر الشتاء أواخر شهر شباط وكان للمازوت رائحة كريهة.
وبسؤالنا للشاهدة فيما إذا لاحظت رش أي مادة على أرضية المستوصف ؟ اجابت لم ألاحظ اي شيء اي مادة على أرضية المركز كما أنني لم يسبق أن لاحظت إن غسلوا المستوصف بأي مادة عادة، لا الكلور ولا غير ذلك. لم يكن يوجد اي اهتمام في المركز، المركز غير نظيف والمستخدم عبد الخالق لم يكن موجودا، كان يأتي مرة في الأسبوع وكان قد أخذ إجازة لمدة شهر. وأضافت :كان بريق الانفجار لونه برتقالي، وله ضغط كبير، كان الحريق يجري من الإدارة الى باقي الغرف. منذ الصباح وأنا في الغرفة لم يأت الى الغرفة أي أحد، بعد خروجي من المستوصف ارتفع دخان أسود غامق بشكل غريب ، وبسؤالنا للشاهدة في إذا لاحظت وجود أي شخص غريب أو اشتبهت فيه ؟ أجابت: لم ألاحظ أي شخص بلباس عسكري أو أي شخص غريب في المستوصف كانت الأمور عادية مثل أي يوم آخر إلا أنني أتذكر أنه كان هناك شاب يلبس قميص أحمر خرج من بعدي.
انتهت الشهادة 
الناجية الثانية: 
روبين فهد علي، والدتها عائشة (مواليد1986 عازبة) تسكن في جرنك، شارع جامع سلمان الفارسي، تعمل قابلة. 
أفادت روبين: قبل الحادثة لم ألاحظ أي شيء غريب أو أي شيء آخر كان يوم الأحد 31/5/2015حملة لقاح وطنية وأنا موظفة جديدة في المركز، كان يوماً عادياً جدا، ذهبت الى الدوام ومن ثم وقعتُ حضوري في غرفة الإدارة، وذهبت الى غرفة النسائية، حركة المراجعين كبيرة لأنه كان يوم لقاح روتيني (الحملة) كان جميع المراجعين من أهل المنطقة، لا يوجد أي توافد لباقي المناطق، حوالي الساعة التاسعة ذهب طفلان لحرق الحشائش في باحة المستوصف، ولكن انتهى الحريق في الساعة 10 صباحا .
ثم تابعت: سمعت صوت دويّ قوياً، بعدها اشتعل حريق، كان الصوت من نوع الفتاشات، يشبه صوت المفرقعات لكن أقوى بكثير، ليس عاديا، كان له صدى، صرخ عناصر المستوصف والأطفال، خرجت من الغرفة، كان هناك امرأة مراجعة أمام باب الغرفة، خرجت قبلي، خرجتُ من بوابة المبنى وقبل ان أخرج من الباب الثاني للمستوصف، باب السور الخارجي، تذكرت بأن عناصر المركز لديهم أطفال مازالوا في المستوصف، رجعتُ إلى الوراء، على الفور لأساعد الأطفال، لكن الحريق اشتعل بشكل كبير، النيران سدّت بوابة المبنى تماماً ولم أستطع الدخول .
عندما خرجت كان هناك أمام باب الإدارة دخان اسود باتجاه الغاز كل هذا في بداية الحريق،  جيهان كانت في غرفة السنية رجعت جيهان الى الشباك تطلب المساعدة من الخارج ولكن كان يوجد سور حديد للنوافذ ولم يستطع احد مساعدتها للأسف.
أضافت روبين : كنت العب بالموبايل عندما سمعت الصوت، نظرت أمامي شاهدت النار وصراخ زملائي كتلة من النار مرت أمام عيني كان اتجاهها من الإدارة باتجاه التواليت كانت مثل قماش مشتعل توقعت ان تكون خرطوم الغاز كان حريق ودخان أسود عندما خرجت لم يكن هناك دخان أسود إلا قرب غرفة الإدارة، كتلة من النار ملفوفة عليها شيء، كتلة ملتهبة من النار وخرج منها دخان أسود بعدها صرخ زملائي واشتعل الحريق بأرضية المركز قبل الانفجار الثاني.
 حسبما شاهدت عندما نظرت الى الوراء كان حريق برتقالي يمشي على البلاط، العناصر كانوا خلف الحريق لم يتمكنوا من الخروج، الكتلة خرجت من منطقة الادارة الى التواليت.
كما أعلمكم أن حقيبتي كانت بغرفة النسائية بالخزانة وهي كما هي لم يحدث لها اي شيء كذلك اضابيرغرفة النسائية كلها سليمة لم يلحق بهم أي مكروه، كما أعلمكم أننا عندما خرجت انا ومنتهى من الباب شاهدت شخصين وصلا الى الباب ولكن لم يستطيعا الخروج بسبب النار واحترقا أمام الباب ووقعا أرضاً وكنت أنظر أليهم وهم يحترقون كانت أجسامهم كتلة من النار كان المنظر يشبه تلك المناظر في أفلام الرعب أشخاص وكأنهم كتل من النار لم أكن أستطيع تمييز ملامحهم فقط كنت أعرف أن هناك أشخاص وهم يحترقون بالكامل أنه كان منظراً مرعباً ومؤلماً كما أعلمكم أن باب المستوصف الخارجي كان مفتوحا.
وبسؤالنا عن مستخدم المستوصف؟ أفادت: المستخدم كان في إجازة ولم يكن يحضر الى المركز إلا قليلاً.
انتهت الشهادة 
أسماء ضحايا مستوصف ميسلون
كان هناك بعض المراجعين من الريف لم نتمكن من توثيق بياناتهم، كما كانت هناك جثة لطفل لم يتعرف عليه أحد (وفق شهود حضروا المشفى) أسماء الضحايا الذين تم توثيقهم: 
1       - أميرة خضر 
2-   أولفان محي الدين شمدين (سنتان)
3- ثناء إبراهيم ياسين (28 سنة)
4       - وضحة محمد نزير حسين (معروفة باسم جوهرة، قابلة) تل معروف
5       - جيهان عمر (ممرضة شابة)
6-   جيهان يوسف خلو (كاتبة، متزوجة)
7-   حسين رياض ( طفل سليمان ابن ياسمين سليمان 8 سنوات)
8-   زوزان أحمد سينو
9-   شاميران  أمين حسين
10 -  صباح : (كانت في مشفى فرمان)
11- غفران مولد مغربي (طبيبة أسنان مناوبة وهي من دمشق)
12 - فيان عبد الغني سليمان (23سنة أم سفكين) كانت بمشفى الوطني
13 - كانيوار رشو (سنة واحدة، ابن فيان سليمان) 
14 - سفكين رشو (سنتان، ابن فيان) 
15 - كليزر محمد علي عكو(صيدلية) عضو في مكتب اتحاد الطلبة
16 - مريم شكيب عثمان (ابنة أميرة)
17 - مهدي (طفل)
18 - نهاد عبدو (25 سنة، فني مخبري) من تل معروف
19- هيفي محمد سعيد سليمان (موظفة) كانت بمشفى الوطني
20 - ياسمين محمود سليمان (إدارية) مع ابنها.
النتائج : من خلال قراءة متأنية لإفادات الشهود والناجيتين لم نلاحظ أي إشارة إلى وجود فعلٍ مقصود، ولا إلى أي دليل مُقنع بوجود استهدافٍ إرهابي، فالناجيتان وكذلك موظفو المركز يؤكدون على أن الأمور كانت طبيعية، وليس هناك ما يشير إلى شيء مُريب، أو لافت للنّظر إلا أنه هناك ملاحظتين تم ملاحظتها أثناء مراقبة مكان الحادثة أولهما تزامن حرق المستوصف مع أحراق الحشيش في فناء المستوصف والثانية وجود آثار لرش مادة على بلاط المستوصف ( وفق ما هو واضح من الصور المرفقة مع التقرير ) ولكن لم نتوصل إلى أية أدلة على انها ربما تكون رش مادة قابلة للاشتعال على أرضية المبنى .
    انعدام أدلة توضّح لنا أن الحريق سيبقى لغزاً محيّراً، ولا يمكن الاستنتاج سوى الإهمال الذي طال كلّ         
   شيء، كإدخال خزان الوقود إلى الممر، وعدم وجود إطفائيات صغيرة ولا تدريب الموظفين عليها، وقد    
   يكون وجود قنينة الغاز أو أسطوانات الأوكسجين أمراً مخالفاً في المراكز الصّحية.
توصيات
1 – تشكيل لجنة تحقيق وتقصي الحقائق للوقوف على أسباب حدوث الحريق وكشف ملابساته تشارك فيها منظمات حقوقية وقضاة ومحامون والطب الشرعي وتوثيق كامل أسماء الضحايا وتحديد الجهة المسؤولة عن سلامة موظفي المستوصف وتعويض ذويهم عن المصيبة الكبيرة التي ألمت بهم .
2 – التوجه إلى السلطات التي تدير المنطقة للتدقيق والتأكد من شروط السلامة والأمان في كل الدوائر وخاصة تلك التي تحتاج إلى عناية خاصة لتفادي تكرار مثل هذه الحادثة مستقبلاً ومنع وضع خزان المحروقات أو أسطوانات الغاز إلا بعد التأكد من أنها توضع في أماكن تحمي الموظفين والمراجعين من أخطارها .
3 – تأمين أدوات الإطفاء الخاصة في كل المراكز والدوائر وكذلك تجهيز آليات الإطفاء العامة لتفادي خطر الحرائق خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة وتزايد الأخطار التي تواجه الناس .
شكر وتنويه : تتقدم المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا ( DAD ) بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم في إنجاز هذا التقرير وتتقدم بشكر خاص إلى الشهود الذين كان لشهادهم الدور الأبرز في إنجاز هذا التقرير.
كما أن المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا ( DAD ) ترحب بأي شهادة أو معلومات عن الحادث أو أية انتهاكات أخرى على البريد التالي : dadorg1@gmail.com   وستكون اي معلومة التي يتم تزويدنا بها محل تقدير واحترام  وستكون بيانات الشهود الشخصية محل سرية تامة .
القامشلي في 8 / 7 / 2015 
المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا ( DAD )
صور من الحادثة


















أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=19409