فدرلة الدول المركبة هي الحل
التاريخ: الخميس 21 ايار 2015
الموضوع: اخبار



توفيق عبد المجيد

تحت عنوان " عراق فيدرالي ... لم لا ؟ " نشر الأستاذ " عريب الرنتاوي " مقالة قيمة حسب وجهة نطري المتواضعة تجاه الأحداث التي تعصف بمعظم دول المنطقة ، وترشحها لشتى الاحتمالات لعل التقسيم غير بعيد عنها ، ويركّز على نظام " الفيدرالية " كحل مقبول وبالتراضي ضمن الدولة المركزية ، دولة المكون الواحد والقومية الواحدة التي ألغت غيرها من القوميات والمكونات ، رغم أن هذا الحل قد يكون آنياً إسعافياً إن لم تبادر هذه الأنظمة إليه فالتقسيم واقع لا محالة .


يستهل الكاتب رؤيته للأحداث وقراءته لجزئيات المشهد الميداني على الأرض ، والمآلات التي قد تبلغها في النهاية بعبارة " ربما " متوجساً خيفة من أن تكون النتيجة المتوقعة والمأمولة لنظرته قد خلفتها الأحداث وراءها وتجاوزتها " ربما تكون الفيدرالية في العراق شعاراً توحيدياً لا تفتيتياً كما يجادل كثيرون من خصوم هذه الأطروحة في بلد يعيش حالة اغتراب واحتراب بين مكوناته "
ولكي يعزّز الكاتب مقالته بأمثلة طبقت من جانب المكون المعني ، ولم تحظ بالقبول المطلوب من جانب النظام في الدولة المركزية رغم تثبيتها في الدستور ، يستشهد بالحالة العراقية التي حصل فيها إقليم كوردستان على نظام فيدرالي ، لكنه نسي المعوقات الكثيرة التي خلقها المركز للإقليم ليطمح إلى المزيد من الاستقلالية عنه " شمال العراق ... استكمل مقومات الدولة المستقلة التي لم يعد ينقصها إلا الإعلان الرسمي عن ولادتها " ولا نبوح بسر إذا قلنا إن الدولة الكوردية القادمة تحظى الآن بالمقبولية لدى الكثير من الدول ، حتى إن الولايات المتحدة " باتت تجادل في توقيت الاستقلال وليس في الاستقلال نفسه " ثم يجزم ويؤكد أن " ليست هناك قوة قادرة على منع استقلال الإقليم، حتى تركيا، الأكثر تحسساَ من هذا الموضوع، باتت تتعامل مع كردستان كدولة مستقلة "
في نهاية المقالة يظن الكاتب إن النظام الفيدرالي يترسخ بالجهود الصادقة التي تبذل من المعنيين بالأمر في المركز " لإقناع المكونات السائرة على طريق الانفصال والاستقلال بجدواها وجديته " ويبدي خشيته من أولئك الرافضين للفيدرالية ، لكنهم بذلك يشرعنون التقسيم ومن حيث لا يدرون ، ولا يعلمون أن الدولة المركزية قد قاربت شمسها على الغروب " لقد انتهى زمن الدولة المركزية الواحدة ... والفيدرالية إن لم تصبح واقعاً معاشاً بالتراضي ... ستتحول إلى حلم بعيد المنال " ثم لا يخفي الكاتب توقعه من أن تكون " الفيدرالية مرحلة انتقالية على طريق التقسيم والانفصال التام والنهائي ، فتلكم هي المآلات الطبيعية لصراعات تحكمها الغرائز والعصبيات المذهبية والدينية والقبلية "
باختصار أقول : إن هذه الكيانات المركبة أصلا من أراض تعود لقوميات وشعوب أخرى ، لابد أن تتقسم إن عاجلاً أم آجلاً ، لتعود الأرض والحقوق المسلوبة إلى أصحابها الشرعيين .
21/5/2015







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=19179