اسقاط نظام الملالي ... يعني قتل عشرة عصافير بحجر
التاريخ: الأربعاء 13 ايار 2015
الموضوع: اخبار



د. محمد محمود

   ان الثورة الايرانية بجميع مكوناتها القومية و الدينية ضد نظام الشاه بدء بالعنف والاحتجاجات بعد حريق سينما ريكس في عبدان الذي راح ضحيتها اكثر من 400 شخصا، على الرغم ان دور العرض السينمائي كانت هدفا مستمرا للمتظاهرين الاسلاميين فقد بلغ انعدام ثقة الجماهير بنظام الشاه و بلغت فعالية المعارضة في العمل و التواصل حدا جعل الجماهير ترى ان السافاك كان وراء الحادث في محاولة لتطويق المعارضة، و في اليوم التالي من الحادثة تجمع اكثر من 10 آلاف من ىقارب القتلى و المتعاطفين لتشييع جماعي ومظاهرة تنادي (ليحترق الشاه) و (الشاه هو المذنب) . 


و بعد انتصار الثورة و الاطاحة بالشاه استولى الخميني على الحكم بطرق ملتوية و خان جميع المعارضة من الليبراليين و اليساريين و الديمقراطيين و القوميين ، وان الثورة الايرانية انقسمت الى مرحلتين : المرحلة الاولى دامت تقريبا من منتصف 1977 الى منتصف 1979 ، وشهدت تحالفا بين الليبراليين و اليساريين و القوميين و الديمقراطيين و الجماعات الدينية لاسقاط الشاه . والمرحلة الثانية . غالبا ما تسمى ((الثورة الخمينية)) شهدت بروز آية الله الخميني و تعزيز السلطة و القمع و تطهير زعماء الجماعات و الاحزاب المعارضة للسلطة الدينية بما فيها الثورة الثقافية الخمينية في الجامعات الايرانية ، وتعزيز المذهب الشيعي و بادرت قيادة ثورة الخميني بعد تعزيز سلطته الى اعدام كبار الجنرالات من عهد الشاه و بعد شهرين اعدم اكثر من 200 من كبار مسؤولي الشاه المدنيين بهدف ازالة خطر أي انقلاب وكانت هناك محاكمات صورية يمنع المتهمين الفرصة للدفاع عن انفسهم و بعد ذلك بدء باغتيال واعتقال العديد من الشخصيات الوطنية و الديمقراطية في الداخل والخارج وملاحقتهم في العواصم العالمية امثال رئيس الوزراء الاسبق شابور بختيار وعبدالرحمن قاسملو زعيم حزب الديمقراطي الكوردستاني و الاخرين و خان العهد الذي كان قد وعد بها من خلال كتابة دستور ديمقراطي لايران تحفظ حقوق جميع المكونات القومية و الدينية . وحرفت الثورة من خلال استغلال الايديولوجية القائمة على القيادة الثيوقراطية و التي تعني ولاية الفقيه التي تمثل حجر الاساس للدولة الاسلامية الايرانية الجديدة و الثورة الايرانية ، فمفهوم ولاية الفقيه نشأ على يد الخميني ابو الثورة الاسلامية الايرانية التي اندلعت عام 1979 ، ((كتب في هذا الشان الخبير في الشؤون الايرانية نيكولاس بلانفور: لقد منحت نظرية ولاية الفقيه الامام الخميني السلطة المطلقة على كل الامور الدينية و السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لشخصية دينية بارزة واحدة ، يتم اختيارها كقائد اعلى للثورة، و ينظر بعض المسلمين الشيعة الى القائد الاعلى على انه مصدر معصوم من المنافسة و المحاكماة . كان الخميني هو الاول وخلفه خامنئي، و ينظر الى ايديولوجية ولاية الفقيه على انها اجراء مؤقت بانتظار عودة الامام المهدي – وهو الامام الاخير في سلسلة الائمة ال 12 في المذهب الشيعي، وكما يعتقد  العديد من الشيعة الورعين فان عودته سوف تمثل الدخول في عصر من العدالة المثالية والحكومة الاسلامية العالمية)) .
 و من خلال هذا المبدأ بدء حكومة الملالي بتصدير ثورتها للخارج للتغطية على ما كانت و ما زالت تمارسها في الداخل من القمع و الاضطهاد والظلم بحق الشعوب و الاقليات و الطوائف القومية و الدينية من خلال نظرة التفوق العرقي و الطائفي والاقليمي لدى المحافظين الحاكمين في ايران فمنها ما هو ايديولوجي مثل عقيدة ((عودة المهدي)) وولاية الفقيه و التقية ومذهب اثني عشري والسعي لنشر المذهب الشيعي في المنطقة تحت مبدأ ((تصدير الثورة الاسلامية)) و منها ما هو عرقي يتعلق بأفضلية العرق الفارسي و استعادة امجاد الامبراطورية الفارسية القديمة ، و منها ايضا ما يتعلق بمشاكل التعدد العرقي و المذهبي في ايران وهو ما يتمثل في وجود قوميات كبيرة غير فارسية و غير شيعية (الكورد – العرب – الاذر – البلوش ..). و كذلك المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية التي تواجع ايران و خاصة بعد العقوبات من قبل دول الاوروبية و امريكا ، وتراجع مؤيدي نظام الحكم الملالي في اوساط الشعب الايراني والتخبط في السياسة الخارجية ، فان النظام الملالي رفع شعارات غوغائية ضد الغرب، وتوسع في المنطقة من خلال زرع الخلايا النائمة و انشأت الحوزات العلمية والحسينيات و شراء الذمم من خلال البترودولار واحتلال الجزر الاماراتية الثلاث والتدخل في شؤون الدول الخليجية واعلان ان بغداد محافظة ايرانية و التدخل الفظ في قتل اللبنانيين والسوريين واليمنيين ، بالاضافة الى التوجه التوسعي في تطوير البرنامج النووي باتجاه الطابع العسكري . على الرغم ان خطر تدخل الملالي في المنطقة اخطر من الاسلحة النووية بمائة مرات لان تصدير التطرف من قبل هذا النظام الى المنطقة و العالم اخطر من الاسلحة النووية، لذا علينا التركيز على النظام الملالي بصفتي ألد اعداء الانسانية و المصدر الاول للقتل و المجازر و تصدير الارهاب و التطرف الى المنطقة و العالم . وان الثورة الايرانية هي المسؤولة عن بدء حقبة الاصولية الخمينية من حزب الله الى تنظيم القاعدة الى الجماعات الجهادية و التكفيرية المتنوعة .
 و تتحمل نظام الملالي في ايران و خاصة المتمثلة بمؤسسة ((الحرس الثوري)) المسؤولية اللانسانية و اللاخلاقية التي تحصل في البلاد بشقيها المدني والجنائي و السياسي عن جرائمها المرتكبة بحق الشعوب الايرانية من الكورد والعرب والفرس والاذر و البلوش .. منذ انقلابها الاول 1979 ، و سيطرتها الفعلية على كل مرافق الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و الدينية، و خاصة ما ارتكب و مازال يرتكب خلال الانتفاضة الاولى للشعب والانتفاضة الثانية المخملية التي شاهدتها البلاد ابان الانتخابات الرئيسية من عدوانية و همجية غير مسبوق لها بحق الاصوات المعارضة و المنددة للتزوير الانتخابي و التي كان أخرها الاعدامات الاخيرة للمعارضين و اعدام الشباب والبنات بشكل يومي ، لقد مارست نظام الملالي بشخص الحرس الثوري كافة الجرائم ضد الانسانية، و جرائم الابادة الجماعية في ايران و العراق و سوريا ولبنان و اليمن. 
 و الانتفاضة الثالثة بدءت من مدينة مهاباد الكوردية يوم الخميس 7 -5 – 2015 ، التي فجرت الغضب  لكسر قيود الذل والحرمان بعد ان بث الخبر حول جريمة عناصر المخابرات و سرعان ما اضرم الشباب الغاضبون النار في الطبقات السفلية من فندق (تارا) و اقتحموا دائرة مخابرات حكومة الملالي و اشعلوا النار في عدد من السيارات و الدراجات النارية الحكومية، كما اشعل الشباب المهاباديون الكورد النار في صور الخامنئي و الخميني المنبوذين في مستوى غالية الشعوب الايرانية كمان حصلت في السنة الماضة الغضب العارم في الاحواز ، و اطلق عناصر القمع في الاشتباكات غازات مسيلة للدموع و الرصاص الحي مما اوقع حوالي 50 مواطنا بين القتيل و الجريح ، وناشد المواطنون المنتفضون في مدينة مهاباد و سننداج على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان ((نحن كلنا فريناز)) للتظاهر في عموم مدن كوردستان وباقي المدن الايرانية ، والاجواء ملتهبة تسود عموم المدن الكوردية و هناك اصابات و مئات الاعتقالات . 
و في هذه الاجواء هناك تكتم اعلامي رهيب على ما تشهده كوردستان ايران من انتفاضة عارمة و الحصار القمعي م قبل النظام الملالي الرجعي المفروض على الشعوب الايرانية و سطوة منظومة الملالي التي حولت المنطقة برمتها الى منابع للارهاب و سيطرتها على المقدرات بما فيها فرض القيود على الارادة الشعبية الناهضة ووأد التطلعات الثورية وسط استمرار مسلسل الاعدامات. 
 لذا نناشد المجتمع الدولي و الاقليمي  للوقوف مع الشعب الايراني للتخلص من هذه العقلية المتعفة و عند القضاء على هذا النظام الارهابي فان شعوب المنطقة برمتها سيتحررون من منابع الارهاب من النظام المالكي و الاسدي وحزب الله و الحوثيين و الداعشيين ....             






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=19134