من الذاكرة
التاريخ: الأحد 10 ايار 2015
الموضوع: اخبار



سمير أحمد  

قبل حوالي أكثرمن  عقدين من الزمن وفي ربيع عام 1993 وإذا لم تخونني الذاكرة  نهاية شهر اذار حيث كنت في زيارة خاصة لكردستان العراق مع أحد الرفاق من الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا (البارتي) حيث إلتقينا ببعض من مسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاني العراق وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وكان من بينهم الدكتور فؤاد معصوم الذي كان أنذاك رئيساً لحكومة إقليم كردستان العراق وكان اللقاء في مقره برئاسة الوزراء بمدينة هولير العاصمة حيث سهل هذا الرجل الخلوق والمتواضع مهمتنا بالذهاب الى قنديل للقاء بقادة القنديل من خلال تزويدنا برسالة للمكتب السياسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني لأن هذا الحزب كان تربطة علاقة جيد مع حزب العمال الكردستاني كما هي اليوم لِأسباب معروفة للجميع على الرغم من تدخلات العمال الكردستاني السلبية بالشأن الكردي العراقي أنذاك


 وللحقيقة نصحنا السيد فؤاد معصوم بعدم الذهاب الى قنديل لأن الذهاب الى تلك المنطقة فيها الكثير من المخاطرة وخاصة لكل من ينتمي الى خط سياسي قريب وحليف للحزب الديمقراطي الكردستاني العراق وتحدث السيد فؤاد معصوم عن بعض من الانتهاكات التي وقعت في منطقة تواجد حزب العمال على أيدي مقاتله بحق أبناء المنطقة وحتى بعض من الزائرين لم يسلموا من تلك الاساءات والاهانات. وفعلاً توجهنا الى المكتب السياسي ومن ثم الى مكتب العلاقات داخل المكتب السياسي ومن ثم توجهنا الى مدينة عينكاوا حيث كان هناك مكتب للعلاقات تابعة لحزب العمال الكردستاني كان يديرها المرحوم (المغدور) نايف حسن حاجو رحمه الله كان شاباً مهذباً وخلوقاً ومستمعاً جيداً سهل مهمتنا بالذهاب لقنديل وفي اليوم الثاني من وجودنا في قنديل إلتقينا بإوصمان (فرهاد) اوجلان المسؤول العسكري والقيادي في حزب العمال الكردستاني. وكان من بين الحضور سعاد دياربكري عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني الذي كان حاقداً على كل ماهو كردي سوري من خلال حديثه والاساءة الى الكثير من رفاقه من الكرد السوريين والاستهزاء بهم وذكرهم بالاسماء دون خجل أو حياء. اثناء اللقاء وبعد السلام تحدث اوجلان بكل عنجهية قال أنتما من جماعة ق د ب (حزب الديمقراطي الكردستاني العراق) هذه التسمية كانت تطلق على كل موالي لخط الديمقراطي الكردستاني العراق قلنا نعم نحن من جماعة ق د ب سوريا وتبادلنا الحديث وأصبح يسألنا كيف يفكر الناس وكان يقصد الكرد السوريين في سوريا عن حزبه وعن المعارك الاخيرة التي جرت بين مقاتله وبين بيشمركة (ب دك) العراق وكان يقصد المعارك التي حدثت بين العمال الكرستاني والتي دامت حوالي شهر والتي بدأت من منتصف تشرين الاول وحتى منتصف تشرين الثاني  من عام 1992 والذي راح ضحيتها مئات من كوادر ومقاتلي هذا الحزب في معركة ليست بمعركتهم ولكن تلك المعركة الظالمة  التي فرضت على الديمقراطي الكردستاني وعلى القرويين اللذين ضاقوا ذرعاً من ممارسات هذا الحزب(ب ك ك) في مناطقهم حيث عاثوا فساداً وإفساداً. قلت له أن الاقتتال الكردي الكردي لامصلحة لنا به نحن كشعب كردي لابل  ذلك الصراع يخدم أعداء الكرد والانظمة الغاصبة لكردستان . حيث ألقى هذا الرجل (اوصمان) اوجلان الكثير من التهم وتهجم على التيار الذي يمثل المشروع القومي الكردي  الا وهو الحزب  الديمقراطي الكردستاني العراق ونعته باسوء الصفات حتى إتهامه بالخيانة وأتهامه لحزب (ب د ك) العراق بأنه العائق وراء تحرير كركوك ولولاه لقمنا بتحرير كركوك وبقية المناطق الكردستانية أثناءها لم أتمالك نفسي قلت له هفال اوصمان أن كردستان تركيا بإنتظاركم عليكم بتحرير كردستان تركيا وإتركوا كردستان العراق لحركته وقواه السياسية فإنفجر هذا الرجل غضباً وفقد توازنه واثناءها تذكرت نصيحة السيد فؤاد معصوم بعدم الذهاب الى تلك المنطقة وخاصة في تلك الظروف الحساسة لقد حاول  هذا الرجل (اوصمان) أن يخفي الهزيمة التي مني بها هو وقواته في معركة تم فرضها من قبل حزبه حزب العمال الكردستاني بتخطيط من قبل الانظمة الغاصبة لكردستان وبتواطء من قبل بعض القوى الكردية كما يحصل اليوم على شعب كردستان العراق وحكومة ألاقليم  التي تشكل نتيجة الانتخابات التي جرت بتاريخ 19.05.1992 بعد الهجرة المليونية بتاريخ 31.03.1991  تلك الهجرة التي كانت نتيجة الغدر الذي لحقت بالشعوب  العراقية من قبل دول التحالف وتركهم تلك الشعوب(العرب والكرد...) التي إنتفضت بتاريخ 01.03.1991   ضد النظام صدام حسين الفاشي بعد حرب الخليج الثانية وتحرير الكويت من النظام النظام العراق بتاريخ 26.02.1991 بعد إحتلالها بتاريخ 04.08.1990 فريسة سهلة لتلك القطعان من وحدات الجيش العراقي.
في مثل هذه الظروف الحساسة والتاريخية التي كانت تمر بها  المنطقة والمخاض العسير لولادة إقليم كردي في كردستان العراق وبعد أن أدرك العالم ودول التحالف ومعهم جميع الاحرار بأن هناك جريمة يرتكب بحق الشعوب العراقية لهذا عملت وسارعت تلك القوى على إقامة مناطق حظر جوي بتاريخ 05.04.1991 لتكفر عن الجريمة التي إرتكبتها بحق شعبنا الكردي وبقية الشعوب العراقية بعد أن أصبحت تلك الهجرة المليونية كابوساً على الدول الاقليمية ودول التحالف الغربي.نعم مازال أصحاب هذا النهج (العمال الكردستاني ) ومن معهم سواء الدول الاقليمية ومعهم بعض القوى الكردية التي إرتبطت مصالحهم بمصالح أعداء الكرد ومعهم أيتام البعث العنصري يتآمرون حتى  يومنا هذا تحت حجج ومسميات وشعارات مختلفة هدفهم الوحيد هو القضاء على التجربة الديمقراطية في كردستان العراق ومحاربة المشروع القومي الكردي الذي يمثله الحزب الديمقراطي الكردستاني العراق ومعه غالبية أبناء شعبنا الكردي بقيادة الرئيس البارزاني ومعه الكثير من دول العالم أصحاب القرار الدولي لهذا نرى تكالب الاعداء للقضاء على هذا الحضن الدافيء الذي أصبح قبلة لكل الاحرار والمهجرين سواء الكرد منهم أو من بقية الشعوب والطوائف الاخرى التي ترى في هذا الاقليم الامن والامان وبشهادة العالم المتحضر .لهذا ترى الانظمة والحكومات التي تعادي هذا الاقليم الفتي تستنفر جميع قواها وعملائها وخلاياها النائمة في الداخل والخارج  من الكرد وغيرهم للتآمر على هذه التجربة الرائدة في المنطقة من خلال أقلامهم الصفراء وإعلامهم البائس في تشويه الحقائق وعمليات التحريض وإشغال هذا الاقليم بمعارك جانبيه هدفه إستنزاف إقتصاده الصاعد وإجهاض نجاحاته السياسية على الساحة الدولية حيث أصبح هذا الاقليم رقماً لايمكن تجاوزه في المعادلة الدولية التي تتشكل الان في الوقت الذي لم تتمكن تلك القوى إنجاز أي شيء يذكر للشعب الكردي سوى وعود كاذبة وشعارات فضفاضة لاقيمة لها على أرض الواقع .نعم بالامس كان اوصمان واليوم بايك وكالكان وغداً سيكون غيرهم تحت أسماء ويافطات اخرى سيتآمرون ولكنني اقول لهم لن تحصدوا سوى الريح فالمشروع القومي الكردي لاخوف عليه لأنها بِأيادي أمينة ونظيفة وسيتحقق أماني شعبنا في تحقيق طموحاته القومية في الشكل الذي يريده عاجلاً أم آجلاً واقول لكل هؤلاء المتآمرين بأنه مهما تجمعت النفايات وجميع قاذورات العالم لن ولن تستطيع سد مجرى النهر فالنهر سيجرف تلك النفايات ولن يصح الا الصحيح في النهاية والبقاء للأمثل وهذه هي سنة الحياة.  






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=19112