أضواء على بعض قضايا الساعة
التاريخ: الأربعاء 25 اذار 2015
الموضوع: اخبار



صلاح بدرالدين

علم الكرد
على سيرة العلم : في عام 1958 وكنت في الثالثة عشر من عمري قصدت أحد الأيام مضافة قريتي – جمعاية – القريبة من دارنا حاملا بجيبي علبة من الأقلام الزيتية الملونة وبدون أي تفكير بالعواقب بدأت برسم العلم الكردي على الجدار الداخلي المغطى بالأبيض كاتبا بأسفله بالكردية ( ala kurda  ) ظل الأمر طبيعيا حيث لم يعرف أحد من رواد المضافة ماهو هذا الشيء الملون الا أن كشف الأمر أحد الضيوف وكان متعلما وموظفا حكوميا حيث أبلغ نسيبه  المختار عن ذلك الحدث الخطير ! والذي هدد بدوره بمعاقبة الفاعل واكتفى بعد معرفته من دون أن يسأل بأنني من رسم من دون غاية مبيتة لايذاء أحد بامحاء معالم العلم الملون وكان شفيعي في النجاة بسلام هو والدي الذي كان له مكانة اجتماعية مرموقة إضافة الى الصداقة المتينة والمعايشة الطويلة التي كانت تربط عائلتنا بعائلة المختار ( عن كتاب مذكراتي ) .


المأزق الفكري – السياسي للآبوجيين
أكدت الأسابيع الأخيرة عمق المأزق الفكري – السياسي – الثقافي للسائرين على خطى – ب ك ك – والارتباك الواضح في شرح بنود اتفاق(  أوجلان – فيدان  ) والعجز في تسويق بدعة " الأمة الديموقراطية " بدلا من مبدأ حق تقرير مصير الشعوب السامي والإصرار في إحلال علم حزبهم بديلا عن علم مجموع الشعب وقبل أن نتناول قريبا جوانب نهجهم الانقسامي المدمر نقول بعجالة : هذا الحزب خرج من رحم نظام الأسد واستمر بدعم المنظومات الأمنية الحاكمة المقسمة للشعب الكردي وبنيته التنظيمية المستندة الى مراكز قوى تدار من عواصم الإقليم لن ولن يخرج على تعاليمهم ولن يقدم على أمر مخالف لما هو مرسوم خاصة بما يتعلق بمصير الكرد وحقوقهم ومستقبلهم والحركة الديموقراطية الثورية في تلك البلدان .

نوروز دام آخر
ماحصل في الحسكة ليست المرة الأولى التي يدمى فيها – نوروز – فقد كان الشرف في سبق الجريمة لنظام الأسدين الأب والابن منذ استشهاد سليمان آدي أمام قصر الاستبداد الجمهوري بدمشق قبل عقود وكل عام حتى اليوم واذا كنا نترحم على شهدائنا ونعزي ذويهم وندعو الى المزيد من الصمود ووحدة الصف بين الكرد والعرب وكل المكونات تجاه العدو بكل أصنافه الداعشية والنظامية فاننا نتساءل مجددا من يحكم المناطق الكردية والمختلطة ؟ ومن المسؤول عن تردي الأمن وفقدان الأمان ؟ هل هي سلطة الأمر الواقع المسلحة من جماعات ب ك ك ؟ أم سلطتها المشتركة مع أجهزة نظام الاستبداد ؟ أم ما تسمى بالمرجعية السياسية ؟

   النص الكامل للأجوبة على أسئلة – الكردية نت - 
ج 1 – لم تقم المرجعية السياسية الكردية حتى تنتهي فكما أرى أن الوضع المأساوي المشتت  للكرد السوريين أحوج مايكون اليوم الى من يمثلهم سياسيا من صلب حركتهم الوطنية والسبيل الى ذلك يمر وبالضرورة عبر سلسلة من الخطوات أولها إعادة تعريف الحركة الكردية للتخلص من النظرة التقليدية السابقة التي تقتصر فقط على الأحزاب ولاترى شيئا غيرها وكما أرى فانها تتشكل من مكونات واسعة في القلب منها الحراك الشبابي الذي تصدر التظاهرات الاحتجاجية في مختلف مناطق التواجد الكردي في البلاد منذ بداية اندلاع الانتفاضة الثورية السورية وبتنسيق واضح مع مثيلاته السورية وكذلك الوطنييون المستقلون وبينهم فئات مثقفة ومبدعون واعلامييون ومنظمات المجتمع المدني الموزعة بين حركات النساء والمهنيين والتجمعات الجماهيرية والكتاب هذه المكونات إضافة الى الغالبية الصامتة  ومجموعات من أنصار الأحزاب تزيد عن أكثر من 90% من القوى الفاعلة الشابة المنتجة في المجتمع الكردي وهي طاقات مهملة ومنسية لأسباب عدة واذا أمكن تنظيمها والعناية بها وتفعيلها وقدرتها على فرز من يمثلها سياسيا وتنظيميا ونضاليا حينها يمكن القول أن للكرد مرجعية ولحركتهم الوطنية ممثلون منتخبون ديموقراطيا وثانيها وضع البرنامج السياسي كدليل عمل لممثلي الكرد السوريين يعبر عن أهدافهم وطموحاتهم وخصوصيتهم القومية ضمن الوطن السوري ولاشك أن المصلحة القومية الكردية الخاصة في هذه المرحلة ترتبط عضويا بمصالح غالبية السوريين التي تتطلب انتصار الثورة وتحقيق أهدافها وشعاراتها وأولها اسقاط الاستبداد وإعادة بناء سوريا الجديدة التعددية .
 ج 2 – كماذكرت أعلاه فان الشعب الكردي السوري وفي ظروف الثورة موحد وله مصلحة مشتركة وكل التناقضات الاجتماعية بين طبقاته وفئاته تخضع للتناقض الرئيسي بين الشعب السوري من جهة ونظام الاستبداد وإرهاب الدولة وإرهاب جماعات الإسلام السياسي من الجهة الأخرى واذا كنتم تقصدون " بالأطراف الكردية " الأحزاب فوحدتها أو اختلافها قد لاتحسم المصير الوطني الكردي لأن كل حزب لايرى أبعد من الأنف ولاينطلق من مصلحة المجموع خاصة اذا كانت تلك الأحزاب كما هي في الحالة الكردية إضافة الى أن أوانها قد فات فانها تحمل أجندات غير وطنية سورية ولها مرجعيات آيديولوجية خارج حدود الحقوق الكردية والثورة السورية وجماعات – ب ك ك – السورية خير نموذج في هذا المجال .
 ج 3 – أسباب الفشل متعددة ذاتية وموضوعية داخلية وخارجية قومية ووطنية وأبرزها اعتبار الأحزاب ممثلة عن الشعب ووصية عليه وهي بدورها لاتتناسب مع الموقع الذي يراد لها ولكن بكل أسف هناك إرادة إقليمية  وحتى دولية لفرض من يتناسب مع مصالحها ويتجاوب مع رغباتها وتكون بمثابة حجارة شطرنج بأيديها ومازاد في الطين بلة ظهور ارهابيي – داعش – حيث يتطلب الأمر مواجهتهم وهي من أولويات الإرادة الدولية على حساب تأجيل اسقاط نظام الأسد التي تحتاج الى قوى على الآرض تتناسب مع استراتيجيتها من دون توضيح مابعد – داعش – وبالنسبة لجماعة – ب ك ك – السورية فانها تشعر بأن الظرف مناسب لها لأنها آخر من تفكر بالحقوق الكردية وبالثورة السورية وتبحث لها عن موقع ودور وشهادات حسن السلوك لأن مجالات عملها كانت ومازالت ضمن صراعات الأنظمة الإقليمية .
 ج 4 – لايمكن فصل الحالة الكردية السورية عن الوضع الوطني العام فهناك وضع استثنائي غير مسبوق وارتباك عام نتيجة المداخلات المتعددة الأشكال في الشأن السوري ليس من أنظمة وحكومات فحسب بل من منظمات وجماعات من اكثر من ثلاثين دولة والنظام الإيراني يتحكم بكل مقاليد النظام السوري بما فيها أمن رأس النظام وحمايته بالإضافة الى خطايا – المعارضات – تجاه الثورة السورية وفشلها المدوي والحاقها الأذى بالقضية السورية لذلك أرى أن كل الوضع بمافي ذلك الحالة الكردية الاستثنائية انتقالي ومؤقت وقابل للتبدل في كل لحظة ولكن ذلك لن يتم  بشكل سليم الا بالعمل الجاد المنظم والتفاني وتوفير الشروط الإيجابية المساعدة .







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=18901