أيهما أخطر الداعش الشيعية أم داعش السنية؟؟
التاريخ: الأحد 15 اذار 2015
الموضوع: اخبار



بيار روباري

أرى إن التوقف عند هذا السؤال ضروري ومهم، لفهم ما يجري في المنطقة حاليآ في ظل تعقد المشهد بشكل كبير، ومدى تأثير هذا الوضع على الشعب الكردي وقضيته. من دون فهم ذلك، لا يمكن لنا التنبؤ بما ينتظر المنطقة في المستقبل، على ضوء تطور الأحداث التي تشهدها المنطقة وفي قلبها سوريا والعراق، وتورط الدول الإقليمية في الأحداث الجارية في هذين البلدين، بشكل مباشر ودموي.


فمنذ سنوات والحديث يدور عن التنظيمات السنية الدواعشية وخطرها وإرهابها وفظائعها، وكاد العالم أن ينسى إجرام ووحشية التنظيمات الشيعية الدواعشية اللبنانية كحزب الله اللبناني والعراقية كعصائب أهل الحق ولواء أبو الفضل العباس، بالإضافة إلى حزب الله العراقي وكتائب سيد الشهداء والتيار الصدري ومنظمة بدر بقيادة هادي العامري، وأخيرآ ما سمي الحشد الشعبي الشيعي، والإيرانية كالحرس الثوري بقيادة الجنرال قاسم سليماني، وإلى جانب هؤلاء الشبيحة العلويين التابعين للنظام السوري القاتل.   
في رأي إن خطر الدواعش الشيعة أكبر من الدواعش السنة على المدى البعيد، على المنطقة بشكل عام والكرد بشكل خاص. وفي الأسطر القادمة سوف أشرح كيف ذلك ولماذا.
إن من يعود الى أرشيف الثورة التي ستدخل عامها الخامس بعد أيام وتقارير المنظمات
الدولية المهتمة بحقوق الإنسان، سيجد الدليل القاطع إن التنظيمات الشيعية الطائفية لاتقل وحشية وإجرامآ من التنظيمات السنية الإرهابية. وما قتله النظام السوري الطائفي ومعه المليشيات الشيعية المختلفة، من السوريين يفوق عدد ضحايا التنظيمات السنية الإرهابية الداعشية، مئات الأضعاف ولا ننسى أكثر من سنتين من عمر الثورة لم يكن هناك وجود لما يسمى بجبهة النصرة وداعش. وأنا متأكد من أن جبهة النصرة وداعش، ليسوا سوى إنتاج مخابراتي سوري وإيراني وتركي على وجه التحديد.
وفي العراق الدولة المجاورة لسوريا، إن كم الجرائم التي إرتكتبها المليشيات الشيعية الطائفية بدعم وغطاء من حكام العراق الشيعة الجدد، تفوق عشرات المرات جرائم التنظيمات الإرهابية السنية العراقية. وأخر بدع نوري المالكي قبل رحليه كانت إنشاء تنظيم شيعي طائفي جديد سمي بالحشد الشعبي لمحاربة تنظيم داعش. وهذا الحشد يضم ميليشبات شيعية مشهود لها بالجرائم الطائفية ونهب ممتلكات العرب السنة والمسيحيين والشبك، ولاسيما ميليشيا بدر، التي تتولى إدارة وزارة  الداخلية، وميليشيا العصائب الخزعلية.
وكل التقارير والصور والأفلام المصورة، الواردة من مناطق المعارك وخاصة التي دخلها أفراد هذا الحشد الطائفي، تؤكد مدى همجية ووحشية أفراده، وتبين الهدف الحقيقي الذي شكل من أجله، ليس كما يدعون لدحر داعش، وإنما هو التغير الديمغرافي لبعض المناطق السنية، والسعي لدخول مدينة كركوك الكردية الغنية بالنفط، وفتح ممر بري يمتد من الحدود الإيرانية العراقية إلى الحدود السورية العراقية، بعدما رفضت قيادة إقليم جنوب كردستان منح الإيرانيين ذلك الممر، رغم كل الضغوط التي مارستها طهران على السيد مسعود البرازني. لأن البرزاني يعي مدى خطورة تلك الخطوة ... ورفض تركيا والغرب لمثل هذا المشروع. ولهذا نزلت إيران أخيرآ، بقواتها البرية إلى المعركة بشكل مباشر، وتأمل من ذلك فتح هذا الممر، وعلى أن يكون تحت سيطرتها المباشرة هي، وبذلك تضع فكرة الهلال الشيعي موضع التنفيذ العملاني الجغرافي وعدم الإكتفاء بالهلال الشيعي السياسي.
هذا المخطط الجهنمي ليس وليد اليوم وإنما يخطط له منذ أمدٍ بعيد، من قبل ملالي الفرس الخبثاء، الذين يسعون إلى إعادة أمجاد الإمبراطورة الفارسية، هذه المرة في ظل العمامة السوداء مثل قلوبهم، وهذا المسعى من قبل الأنظمة الطائفية الأربعة، الحاكمة في كل من العراق وسوريا وإيران ولبنان، جدي ويعملون عليه ليلا نهار، وهو خطر على القضية الكردية كما هو خطر على كل المنطقة دون شك. 
رأينا مما ورد مدى وحشية التنظيمات الشيعية الطائفية، والجهات التي تقف خلفها كالنظام السوري والإيراني والعراقي. والأن علينا نلقي نظرة على الجانب من المعضلة لنعرف أيهما أخطر على الكرد وقضيتهم اليوم وفي المسقبل.
كلنا يعلم إن أكثرية أعضاء تنظيم داعش هم من الوافدين الأجانب إلى سوريا والعراق، وهؤلاء لا يمكن لهم أن يحتفظوا بالأرض والمدن لأن سكان هذه المناطق لن يقبلوا بذلك وسوف يقاومون هؤلاء الغرباء وإن بعد فترة. والسبب في عدم تصديهم لتنظيم داعش ومحاربته، هو الإجرام الذي مارسه كل من النظام السوري والعراقي بحق أهل السنة. وأنا واثق إن الأكثرية الساحقة من سكان تلك المناطق السنية يرفضون نموذج القاعدة وداعش في الحياة والإدارة، وسوف يتمردون عليه عن أجلآ أم عاجلآ. وأهل المنطقة هم الوحيدين القادرين على هزيمة تلك التنظيمات الجهادية السنية المتطرفة إن توفت لهم السلاح وتم ضمان حقوقهم ورفع الظلم عنهم.  
ولكن لو سيطرت المليشيات الشيعية المختلفة على تلك المناطق، مثل تكريت وكركوك وخانقين ومخمور وشيخان وشنكال، كما سيطرت المليشيات العلوية على مدينة حمص، لن يستطيع أحد إخراجها من هذه المناطق، وسكانها لما إستطاعوا العودة إليها مرة إخرى. و برأي إن وجود مليشيات الحشد الشعبي على حدود إقليم جنوب كردستان  
مع جنود الفرس، ألف مرة أخطر من وجو داعش على تخوم كردستان. ومنذ عدة أيام قليلة سمعنا جميعآ قادة الحشد الشعبي الشيعي الطائفي، يهددون الكرد وقادتهم، بأنهم سوف يدخلون مدينة كركوك رغمآ عنهم.
وحسب قناعتي، إن إيران تسعى لجعل مليشيات الحشد الشعبي، أقوى عسكريآ من الجيش «العراقي» النظامي، على غرار ما فعلته في لبنان مع حزب الله، أي خلق دولة داخل الدولة تؤتمر بامرتها وتكون مرتبطة بها بشكل مباشر ولا تخضع لرقابة الدولة، وبذلك تكون قد وضعت يدها على العراق بشكل كامل. ولهذ رأينا كيف تم هذه المليشية بالأسلحة النوعية والثقيلة، وتحاول تضخيم دورها وشأنها إعلاميآ. إيران تعتبر داعش هدية أتتها من السماء، ويجب الحفاظ عليها كما حافظ النظام السوري على هذا التنظيم الإرهابي خلال السنوات الماضية وإلى الأن.
وفي الختام أدعو الإخوة في قيادة إقليم جنوب كردستان، الحذر الشديد من المشاريع السياسية التي تسعى طهران إلى تمريرها في العراق، وعدم السماح للمليشيات الشيعية الإرهابية، التي تسمى بالحشد الشعبي من الوصول لحدود الإقليم، وخاصة في المناطق التي كانت تسمى فيما مضى بالمناطق المتنازع عليها،  لأنها هدفها النهائي السيطرة على تلك المناطق والبقاء فيها وتحديدآ مدينة كركوك. 






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=18852