توفيق عبد المجيد
تحت هذا العنوان ، نشر الكاتب
أحمد حسن العطية مقالة له في موقع " الحوار المتمدن " استهلها بالآتي :
" السادة
أصحاب القرار في العراق ، أقيموا علاقات مع إسرائيل وإلا غادركم التاريخ
"
هل هي الصحوة المتأخرة بعد شعارات
رفعت على مدى عقود ، وبعد حروب عديدة خاضتها جيوش عربية لتحرير فلسطين ، وخرجت منها
كلها مهزومة، لتلقي اللوم على أنظمتها وحكوماتها ، اللهم إلا ما سمي" نصرا " في
حرب أسموها " تشرين التحريرية " وكان الطريق مفتوحا للقوات الإسرائيلية لتدخل
العاصمة السورية ، لولا بسالة الجيش العراقي ، الذي تمكن من صد العدوان .
وبعد تلقينات للأجيال على تشرب تلك الشعارات ، لتتربى وتتأسس على ثقافة أثبتت
الوقائع ارتجاليتها وانفعاليتها ومن ثم خطأها ، وهي تضخ وتحقن بها هذه الأجيال
ابتداء من المراحل الدراسية الأولى ، وانتهاء بالدراسات الجامعية ، مع مشاركة
الإعلام الرسمي في نشر هذه المغالطات : من مثل " تحرير فلسطين من البحر إلى النهر"
، " والقضاء على دويلة إسرائيل ، ومحوها من الخارطة ، وجعل اليهود طعاماً للأسماك "
، وصرفت ترليونات الدولارات من ميزانيات الدول العربية على التسليح والمجهود الحربي
في وقت كانت الشعوب العربية أحوج ما تكون إلى هذه الأموال ، لتدرك تلك الشعوب أن
العداء مع إسرائيل لم يكن سوى كذبة كبرى ، وقناع زائف تسترت خلفه تلك الأنظمة التي
كانت تعقد الصفقات ، وتجري الحوارات في الخفاء وبعيداً عن الأعين ، لتخدع شعوبها
التي وعت على الحقيقة أخيراً واكتشفت الخديعة الكبرى .
أما قادة الجمهورية
الإسلامية الإيرانية فقد حملوا راية تحرير فلسطين ليسلكوا نفس المنحى الذي سلكته
الأنظمة العربية المخادعة لشعوبها ، ويتبرعوا بالنيابة عن غيرهم ، ويستمروا في
مسرحية خداع الشعب العربي ، ومن بعده شعوبهم ، فأقول لهم ولبطلهم " الأسطوري "
الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق " تحرير القدس " لقد اقتربتم من حدود إسرائيل وصرتم
على تماس مباشر معها عبر البوابة الجولانية " أليس من حق إسرائيل لكي تحمي كيانها
من أطماعكم وتهديداتكم أن تصل حدودكم .
أعود للمقال الذي يقول فيه صاحبه "
تخيلوا سادتي أن لإسرائيل مصالح في الموصل والانبار وصلاح الدين ,هل تتصورون أن
داعش يستطيع أن يقترب من حدود هذه المحافظات حينئذ ؟ وما قام به التحالف الدولي في
التصدي لداعش عند اقترابه من حدود إقليم كردستان إلا دليل على متانة العلاقة بين
الإقليم وإسرائيل والغرب وبإمكانكم الرجوع إلى مجلة( إسرائيل –كرد ) الشهرية
والصادرة في كردستان والتي تنشر مقالات ولقاءات موثقة مع عناصر ومسؤؤلين إسرائيليين
يتحدثون عن العلاقات الإسرائيلية الكردية ودعمهم المستمر للحركة
الكردية " .
ثم يمضي الكاتب ناصحاً : نصيحتي لكم بكل بساطة – ويقصد الحكام
العرب - " أقيموا علاقات مع إسرائيل ، وعلنية ، وعلى الملأ ، وبدون خوف أو وجل " ،
ويتابع الكاتب " وهنا يجب الإقرار بان دولة إسرائيل هي حقيقة ثابتة لا يمكن تجاوزها
، ويجب الابتعاد عن المهاترات والعنتريات الفارغة التي (لاتودي ولا تجيب ) والتي لا
قيمة لها " ويمضي الكاتب في مقالته ذاكراً نظرية المؤامرة التي نسجت خيوطها العقول
المريضة ، ثم تابع سياسيو العرب تنفيذها قائلاً :
" لنبتعد سادتي أصحاب القرار
عن نظرية المؤامرة التي حاكتها عقول العرب المريضة ، ونفذها سياسيو البلدان العربية
, ولنبتعد عن تعليق أخطائنا بشماعة إسرائيل ، فالأنظمة العربية على الإطلاق فاسدة
"
رأي جريء جاء في مرحلة حساسة ، والمنطقة برمتها تشهد حروبا وفوضى وتدخلات
دولية واقليمية ، فهل أصاب الكاتب في تحليله لهذه الحوادث ، ووضع يده على الجرح ،
وشخّص العدو والصديق ، وأوصل الجميع إلى بوابة الخلاص ، أم إنه فتح على نفسه أبواب
جهنم لتتسرب منها إليه رياح السموم وشتى التهم ؟
مقال أطرحه للمناقشة الموضوعية
، العقلانية ، الهادئة ، بعيدأ عن تهم التخوين والعمالة
1/3/2015