مرجعية كوردية ( سياسية ) ولكن ..؟؟!
التاريخ: السبت 20 كانون الأول 2014
الموضوع: اخبار



المحامي حسن برو  - سري كانييه

إذا أردنا أن نتكلم ونتفهم المرجعية السياسية الكوردية التي اتفق عليها في دهوك بين المجلس الوطني الكوردي وحركة المجتمع الديمقراطيTEV-DEM بتاريخ 22/10/2014 ، علينا الرجوع إلى المقدمات لنفهم كيف وصلنا إلى حالة التوافق المعلنة عنها اليوم  ، بعد أن دام الاجتماع  لمدة ثماني ساعات لاختيار ست ممثلين عن المستقلين من أصل 96 شخصاً تقدموا بطلباتهم لمدة أسبوع ، ليقوم الأعضاء المعينون من قبل المجلسين أو (المجلس الكوردي وحركة TEV-DeM  ) بالتصويت عليهم....  أي يجب أن يحصل كل شخص على أكثر من نصف الأصوات المقسمة بين الكتلتين (12/12)  أي على طرف أن يخترق الطرف الأخر ليحصل من تم تزكيتهم على( 13 أو 14أو 15 صوت) .


وهنا بدأت المشكلة حيث تبين بأن صف حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM   متماسك أكثر من صف المجلس الوطني الكوردي الذي بدا بشكل مخلخل في أكثر من جانب  .
الأسئلة التي تطرح نفسها  ؟  محمد موسى سكرتير الحزب اليساري وصالح كدو وزير خارجية كانتون الجزيرة وسكرتير اليساري الديمقراطي ومحمد جمال باقي سكرتير حزب الديمقراطي الكوردي السورية  من قبل TEV-DEM حالة قانونية وصحيحة ، ليفوزوا على حساب المستقلين ؟؟
وكيف حصلوا على أصوات أعضاء المجلس الوطني الكوردي ...؟؟ فهل كان هناك اتفاق بين الكتلتين أن يتم اختيار هؤلاء باعتبارهم أحزاباً لها تاريخ ، أم إنها فرضت فرضاً من قبل TEV-DEV-DEM...؟؟
هل كان هناك اتفاق مسبق بين الكتلتين 12/12 على ذلك ؟  ولماذا لم يطبق ذلك على المستقلين الآخرين المحسوبين على المجلس وإنما حصلوا فقط على  12صوت فقط  العائد للمجلس فقط ؟ 
المقدمات : كان هناك اتفاقاً مسبق بين المجلس الوطني الكوردي ومجلس غربي كوردستان الذي تحول فيما بعد إلى حركة المجتمع الديمقراطي  في اتفاقيتي هولير 1 و2 فشلت تلك الاتفاقيتين ، بشكله العام بطئ وبيروقراطية  المجلس الوطني الكوردي والخلافات البينية بين مجمل أحزابها المؤتلفة وحتى شخصياتها المستقلة ، بينما تحول المجلس الأخر إلى حكومة وكانتونات تفرض نفسها بقوة على الأرض من خلال تشكيلات ( عسكرية سياسية إدارية )  ، تقوم بالتضييق على قيادات الأحزاب الكوردية وتنفيها وتتهمها  بالخيانة والعمالة كما حصل مع بشار أمين ممثل حزب الديمقراطي الكوردستاني الآن في المرجعية المعلنة ...
لذلك وجدت TEV-DEM نفسها الوصي والحامي والقادر على تنفيذ كل شيء على الأرض لتتحول مجمل أحزاب المجلس الوطني وشخصياتها في بعض الأماكن إلى معارضة " شبه سرية "  تتغاضى عنها إدارة الكانتونات أحياناً وتعاقبها من خلال منطق القوة التي تمتلكها .
ومن هنا بدأت المشكلة تتفاقم في كل المناطق الكوردية بين أحزاب المجلس الوطني الكوردي وحركة المجتمع الديمقراطي ، والتي طرحت عدة قوانين للحد من نشاط الأحزاب الكوردية  ومنها( قانون ترخيص الأحزاب ،وفرض التجنيد الإجباري ، وضرورة حصول المكاتب الحزبية على الترخيص لفتحها والحصول على موافقة الأسايش في حال التظاهر ) ...وهو ما جعل من اتفاقيتي هولير 1و2 حبر على ورق ليس إلا .
هل تختلف دهوك عن هولير 1و2؟
-         من حيث المكان والظروف وتغير السياسي تختلف دهوك عن هولير  فمن حيث المبدأ  فان التغييرات السياسية والعسكرية على الأرض السورية تختلف عن فترة انعقاد هولير1و2 ووضع النظام في المنطقة كوردية يختلف  الآن رغم وجوده  في القامشلي مركز الثقل السياسي الكوردي ،ولكن قوات النظام وبعد أكثر من ثلاث سنوات في الحرب الدائرة فيها ، فهو يضع مركز ثقله العسكري والسياسي  في المركز (العاصمة دمشق)  ومركز الطائفة العلوية ( اللاذقية وطرطوس) ، فالقامشلي والمناطق الكوردية تأتي في إطار الحماية أو ابتعاد خطوط التماس عن المراكز التي يريد النظام الحفاظ عليها من جهة ...... ومن جهة أخرى يهدد بها الجارة تركية من خلال إعلان إدارة كوردية ذاتية مقربة من حزب العمال الكوردستاني ، المعادي للحكومة التركية ،وزحزحة استقرارها كلما زاد الدعم التركي للمجموعات المسلحة ذات التوجه الإسلامي في سوريا .
-         مهاجمة داعش لإقليم كوردستان العراق وشنكال وترويع وقتل الايزيديين وسبي نسائهم  والسيطرة على الموصل ومنطقة سهل نينوى وطرد المسيحيين منها ، كل ذلك دفع بالمجتمع الدولي للبحث عن حلفاء حقيقيين لها على الأرض ،ومن منطلق المصلحة مع اقليم كوردستان حصل الدعم الغربي الأمريكي لإقليم كوردستان وقوات البيشمركة التي تختلف عن جميع القوى والمليشيات العراقية والتوجه السياسي الديمقراطي لحكومة الإقليم ، وعدم مغامرة دول التحالف بجنودها فتح المجال لأن تكون حكومة الإقليم حالة إنسانية وديمقراطية مقبولة من كل الأطراف إضافة إلى الجارة تركية التي تنظر إلى حكومة الإقليم كجزء من التحالف الدولي في المنطقة . 
-         كوباني وبعد مأساة شنكال قررت في لحظة وبأوامر ربما إقليمية أن تهاجم باتجاه مدينة كوباني بثلاث اتجاهات في الشهر التاسع لتقع حالة النزوح الجماعي في جميع قراها /382/ والتي لم تقاوم وحدات حماية الشعب في جميعها باستثناءات قليليه..... قيل فيها الكثير ومنها لربما تحصل تلك القوات أو الإدارة الذاتية التابعة للـPYD على الاعتراف أو الدعم السياسي والعسكرية بالمقارنة مع إقليم كوردستان العراق  ، إلا أن الذي حصل في كوردستان العرق لم يتكرر مع ( الإدارة الذاتية المعلنة )  لأسباب كثيرة ومنها إدارة" إقليم كوردستان"  معترف به وبشكل دستوري ،وضمن أطرها القانونية في هيئات الأمم المتحدة  وباعتراف جميع الدول بأن العراق هي دولة فيدرالية ،و إقليم كوردستان العرق وهو الإقليم المعترف له بالفيدرالية .
-         على الأرض وبعد أن حصلت "مأساة كوباني " تنادت مجمل الأحزاب الكوردية المتفقة والمختلفة مع YPGبضرورة مؤازرتهم ، لأن داعش بات يهدد الوجود الكوردي وخاصة أن منطقة كوباني محاطة من كل الجهات بالمسلمين السنة والتي تتلقى بمجملها الدعم من تركيا التي تنكر وتكره الحالة الكوردية الموجودة على حدودها ، والمحيط السني  يشكل الأرضية الخصبة لنموا داعش والتنظيمات الإسلامية الردايكالية  وهو ما دفع الكورد على أن تكون الأولوية للحالة الكوردية قبل حالة التحزب المقيت الذي كرهه الكورد ،وماترك من أثار في كوباني وغيرها .
لذلك تم تسليم الملف الكوردي بمجمله لرئيس اقليم كوردستان وبتشجيع من الأحزاب الكوردستانية في كلاً من العراق وتركيا وايران وبمباركة من عبد الله أوجلان من معتقله في ايمرالي.
كل ماذكر كان سبباً مباشراً في عقد مؤتمر دهوك 22/10/2014ومحاولة لأن تجد الحركة الكوردية بمجملها ( المجلس الوطني الكوردي وحركة المجتمع الديمقراطي )  القبول من لدن الدول سواء أكانت " اقليمية أو غربية "...........يتبع






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=18454