العدو الحقيقي للشعب الكُردي
التاريخ: الثلاثاء 01 تموز 2014
الموضوع: اخبار



حسين جلبي

ليس غريباً مناهضة الآبوجيين الصغار، و تحت شعارات غبية لا يفهمها رافعيها لمشروع الدولة القومية الكُردية، فقد سبق لقائد حزب العُمال الكُردستاني أوجلان و قبل عشرات السنين أن اعتبر وجود كيان كُردي حتى و ان كان بدرجة أقل من دولة خنجراً في خاصرة الأُمم الأُخرى، وقد دخل في حروب عبثية مع اقليم كُردستان في سبيل افشال تجريته التحررية، كلفت الكُرد وقتها دماءً و دماراً.
أوجلان و حزب العمال الكُردستاني قتلوا و كذلك تسببوا بقتل عشرات آلاف الشبان الكُرد في ظروفٍ غامضة، منهم ألوف الكُرد السوريين الذين دُفعوا بتشجيعٍ من النظام السوري لحتفهم في الجبال أو من خلال عمليات اغتيال جسدية و معنوية نفذها الحزب بشراسة لم يستعملها مع أعدائهُ المفترضين،


 كما دمر أنصار الحزب البنية الاجتماعية و الاقتصادية للمناطق الكُردية تحت شعار اقامة كُردستان الموحدة و المحررة، و قد خوّنوا حتى قبل سنين قليلة كل من طالب بما دون ذلك الشعار، أما اليوم فقد أصبحت إقامة الدولة الكُردية أو المطالبة بأي شكل من أشكال الحقوق القومية الكُردية حتى و ان كانت مُجرد إنصاف الكُرد من المظالم العنصرية التي الحقتها بهم الأنظمة التي حكمت بلادهم تهمة يلاحق هو و جماعته الكُرد بها و يعملون تصفيتهم، و هكذا تغير شعار الحزب من اقامة دولة قومية كُردية موحدة و محررة الى محاربتها في كل مكان حتى و ان كان ذلك في افريقيا كما كانت تقول تركيا يوماً، و أصبح تلميع أتاتورك و الدفاع عن وحدة تركيا و سلامة أراضيها في وجه "داعش" هي الهدف و المبتغى لأشاوس الحزب.

يُعادي آبوجيو اليوم الدولة الكُردية بالقول مرةً بأن الوقت غير مناسب لإعلانها و أُخرى بأن أوانها قد فات، و يتحدثون عن أخوة الشعوب التي يمكن أن تخلق الدولة الوليدة الفتنة بينها و تدفعها للتحارب، في حين تذهب الحماقة ببعضهم الى حد القول بأن الدولة مشروع امريكي ـ انكليزي ـ تركي لمحاربة حزب العمال الكُردستاني، و من يستمع لهؤلاء يظن بأنهم يحكمون امبراطوريةً قومية بحيثُ أنهم باتوا يعافون الدولة و أصبحوا يبحثون عن شكل أكثر تقدماً، في حين أنهم لم يبنوا سوى امبراطورية من الأكاذيب و لم يثبتوا سوى معاداتهم للكُرد، و إلا لماذا ستكون دولة الكُرد مصدر فتنة و تحارب في حين أن دول الآخرين هي مصادر للتحابب و التقارب.
في المناطق الكُردية السورية لم يسبق ان قُتل الكُرد بهذه الكمية الكبيرة منذُ تأسيس الدولة السورية حتى في عملياتٍ عسكرية، و اذا ما قارنا بين من قُتلوا على أيدي الأنظمة المتعاقبة على حكم البلاد و من قُتلوا بأيادي الآبوجيين، و معظمهم من المدنيين سيرجح ميزان الدم لصالح الأيادي الآبوجية، هذا ناهيك عن الآلاف الذين أوقعهم الحزب في فخٍ نُصب باحكامٍ في الجبال، و كثير من الشهداء هناك ذهبوا غدراً بطعنةٍ في الظهر أو بعد محاكماتٍ ميدانية صورية أجراها جهلة الحزب و قتلته.
لم يشهد تاريخ كُرد سوريا مثل كل تلك الدماء التي أسالها الآبوجيون و لم تعرف الأمهات الكُرديات السوريات الدموع إلا بسبب هذا الحزب و بعد دخول مسؤوليه الى البلاد، و المعروف أن الأم الكُردية لا تبكي لاستشهاد ابنها و لكن طعنة الغدر في ظهرٍ انسانٍ برئ تبكي حتى الحجر، لأن الأمر يصل الى حد الجريمة الموصوفة ضد الانسانية.
ذهبت أجيال كُردية كثيرة و هي تحلم برؤية العلم الكُردي الذي سقته دماء الشهداء مرفرفاً بين أعلام باقي الدول، و اليوم عندما يقترب الحلم من أن يصبح حقيقةً على أيدي بشمركة كوردستان نجد أن أول من يعمل على عدم تحقيقه و يعاديه هو حزب العمال الكُردستاني الذي يهيأ نفسه ليكون أول من ينقض عليه، لذلك استحق هذه الحزب و أنصاره لقب أعداء الشعب الكُردي.







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=17663