الكورد بين مطرقة الانتخابات وسندان المقاطعة
التاريخ: الأحد 18 اذار 2007
الموضوع: اخبار



دومام آشتي
domam11@hotmail.com

لعلنا نستطيع أن نلق الضوء بعض الشيء على قادمات الأيام وما ستؤول اليه الأوضاع في ظل تراكم الأحداث القادمة ولعلنا نسلط الضوء قليلا على الواقع الكوردي من خلال موقفه من المحطات القادمة والتي ستكون نقطة تحول جذرية في حياة الأمة الكوردية علما أن الأحداث القادمة هي (الانتخابات  بشقيها البرلماني والرئاسي)


أولا دعونا نتحدث عن الانتخابات البرلمانية القادمة (مجلس الشعب) لكن قبل ذلك لابد من التعرج على ما حدث في الدورة التشريعية الماضية فقد تمت المقاطعة من قبل الكورد بذرائع وأوهام وتبريرات باطلة وكان السبب الحقيقي وراء ذلك هو عدم الاتفاق على المرشحين للانتخابات حيث كان كل مسؤول أو سكرتير أو أو كان يرى في نفسه انه خير من يمثل الأمة الكوردية في البرلمان على أمل أن يكون كرسي البرلمان شبيها بكرسي الحزب (وفهمكم كفاية) , طبعا كل واحد من هؤلاء كان يتحدث عن الأولوية لنفسه من منطلق المصلحة الوطنية وأن الكورد بحاجة له وأنه دون غيره من يمثل رغبة الشارع الكوردي وأنه خير ممن يدافع عنهم حتى أنني ظننت بوجود خيرة رجال العالم بين الكورد بدأن من (باتمان و سبا يدر مان و القناع والرجل الخفي والنمر المقنع) وهنا اعتذر من القراء الكرام على هذه التشابيه الصغيرة لكن؟
يراعيًً غلب عقلي هذه المرة وأصر على كتابة الحقيقة بطابع السخرية وليس بقصد السخرية من أشخاص معروفين بل من واقعهم ومنطقهم الأعوج فكل واحد منهم أصر على ترشيح نفسه وكان شعاره الحاسم هو الوحدة الوطنية والمصلحة الكوردية وكأن المصلحة العليا هي المصلحة الحزبية الضيقة ثم أي مصلحة هذه والكل يريد الكرسي ولا نملك سوى أربعة كراسي (تحولوا إلى ثلاثة  بسبب......) هذا أن نجحنا في حجز المقاعد كلها مع وجود العرب والمسيحيين ناهيك عن عمليات التزوير.
على العموم لم نتجاوز خلافاتنا ومصالحنا الضيقة في الدورة الماضية بل على العكس لجأنا إلى المقاطعة علما أن اغلب المستقلين كانوا يرفضون المشاركة في الانتخابات لإفساح المجال للأحزاب الكوردية التي لاتكل ولا تمل عن توجيه التهم والشتائم إلى اغلب المستقلين السياسيين وخاصة للذين من العائلات والعشائر الكبيرة في المنطقة.
المهم تمت المقاطعة ولم ينتهي الحد هنا عند مقاطعة الترشيح بل تجاوز ذلك إلى مقاطعة الانتخابات و الامتناع عن الاقتراع من أساسه
أي هنا علينا التساؤل ؟ أذا كنا كأحزاب لم نتفق على هوية المرشحين نتيجة صراعاتنا ومصالحنا الشخصية فلما نرمي الآخرين بحجارتنا ورواسب مخلفاتنا البالية.
هل ياترى أذا كان احدى  القادة والمسؤولين الكورد قد رشحوا أنفسهم للانتخابات هل سيكون من حق الآخرين مقاطعة الانتخابات أيضا أم  يجوز للبعض ما لا يجوز للآخرين, وهل سنصف كل من يريد ترشيح نفسه بالخائن كما فعلنا ذلك ضمنيا في المرة السابقة فما الذي نسميه اذا ((مقاطعة)) كل ما يتعلق بالانتخابات.
 فلما يا ترى لم نركز على شخصيات معينة من المستقلين من اللذين رشحوا أنفسهم بعد انسحاب الأحزاب ولما لم يكن هناك توجيه إلى انتخابهم ليمثلوا الكورد في البرلمان فهل يعقل أن يكون الشعار الدائم للانتخابات هو أما أن يترشح الحزبي (الكوردي) وأما المرشح المستقل خائن وقائمة ضدية وعكسية, فهل يعقل وبسبب مقاطعة الأحزاب الكوردية للانتخابات وعدم  تواجدها أن نتهم كل من يرشح نفسه بأنه ضد الحركة الكوردية وضد الأحزاب الكوردية بل تعدى الأمر في ذلك إلى نعتهم بأنهم قائمة ظل كوردية ضد الأحزاب متناسين بأنهم بفعلتهم تلك (المقاطعة) أفسحوا المجال أمام السلطة لان تكون الانتخابات حرة وبدون قائمة ظل.
 والان ونحن على أبواب مرحلة جديدة من الانتخابات وعلى بعد اقل من ثلاثة أشهر من الانتخابات ما الذي يجب فعله , وما الذي يجب أن يكون , وها هي بعض الأحزاب قد سارعت إلى إصدار بيانات تؤكد مقاطعتها للانتخابات تحت بند عدم صدور قانون ينظم الأحزاب والانتخابات وتخشى من ظهور قائمة ظل كوردية.
اذا تمت مقاطعة الانتخابات من هو المستفيد هنا ؟
وهل ستكون المقاطعة على حزبين وثلاثة فقط؟
أم أن المقاطعة ستكون بالاجماع من قبل أحزابنا أل {مشاء الله} المائة وثلاثون حزبا ومنظمة كوملة وجمعية وتنظيم و....؟؟؟!!
وهل سيكون هناك مشاركة في هذه المقاطعة من قبل الأحزاب العربية والمسيحية والاثورية الأخرى أم ستقتصر المقاطعة على الأحزاب الكوردية فقط ؟
وما مدى تأثير هذه المقاطعة على الساحة الكوردية في حال اقتصرت المقاطعة على الأحزاب الكوردية فقط؟
 علما أنني واثق من انه سيكون هناك اتفاق كورديا على عدم الاتفاق وسيكون هناك من يرشح نفسه ومن يقاطع ومن يشتم ومن يصمت ومن.. ومن... ومن
إذا تمت المقاطعة الجماعية فربما سيكون هناك مرشحين مستقلين وإذا كانت المقاطعة مقتصرة على بعض الأحزاب سيكون ذلك وبالا على الكورد بسبب ضعف الحركة الكوردية أصلا  وهشاشة الموقف ثانيا وقلة المقترعين ثالثا
وإذا تمت المقاطعة الجماعية للانتخابات وتم ترشيح احد المستقلين ولنقل انه من المثقفين المعروفين أو من الرجال المعروفين بوطنيتهم وحبهم لوطنهم وقضيتهم فهل يكون خائنا وهل يكون بمثابة قائمة الظل للحركة الكوردية ولما لا يتذكر هؤلاء اللذين يطلقون على العشائر الكوردية وينعتونهم بقائمة الظل  يجدر بهم أن يتذكروا أنهم من خلقوا هذه القائمة أصلا وهم من دفعوا الحكومة إلى إصدار مثل هكذا قائمة ثم لا تنسوا أن الانشقاقات التي حدثت وما تزال تحدث هي الأخرى بمثابة قوائم ظل لبعضها البعض وهي قوائم خلقت ضمن البيت الكوردي ومن اجل (ضد) البيت الكوردي, والى متى سنشتم العشائر والشخصيات الوطنية بأنهم قوائم ظل آلا يتذكر الجميع الثورات والبطولات التي قامت في هذه المنطقة , وإذا اعترض احدهم وقال أن تلك الثورات ضد الظلم والطغيان هي من صنع الفلاح والطبقة العاملة فأنني سأذكرهم بأن ما من احد يستطيع القيام بالثورة ما لم تكن أوامره مطاعة وما لم يكن يتمتع بسلطة ونفوذ وجاه ومال فأين الفلاح من كل هذا ؟! ويكفينا أن نذكر اوصمان صبري هل كان هو الأخر من الفلاحين والفقراء ولكم نترك الحكم ؟؟!!
وبالعودة إلى موضوع المقاطعة فأنني كغيري من الغيورين على المصلحة الوطنية العليا نرى انه قد يكون جزء من الحل في ما يلي
1- عقد اجتماع فوري وطارئ لجميع القوى والأحزاب و العشائر الكوردية لان مصير القضية لا يخص الأحزاب وحدهم علما انه في حال إلغاء النظام العشائري هنا فأننا لا نملك البديل  الذي هو المجتمع المدني القائم على حرية الرأي من جهة  ومن جهة أخرى لا نملك ما يسد الفراغ الناشئ  , فلا أحزابنا الموقرة قوية كفاية ولا هم على خطاب واحد سائرون
2- الاتفاق بالإجماع أو الأكثرية على الترشيح أو المقاطعة الجماعية
3 في حال حدوث الاجتماع (اشك في عقده) يجب احترام خصوصية إمكانية ترشيح المستقلين في حال مقاطعة الأحزاب أو الاتفاق على مقاطعة الجميع مستقلين وأحزاب وإمكانية ترشيح المستقلين والأحزاب معا وفي صف واحد
4- الحل الأخر في حال الإصرار على المقاطعة لما لا نتجه نحو التركيز على مستقلين أو ثلاثة أو أربعة من الكورد ولا ضير ممن التحالف مع قوائم وجهات وطنية غير كوردية علما إننا بحاجة ماسة إلى حل سريع ألان أفضل من بعد قليل نظرا لأننا سوف أكيد نختلف ونتجادل ونتبادل التهم
5-  يجدر بنا جميع الاستفادة ممن التجربة الكوردية في العراق  فما القوى التي توصلنا إليها في العراق وما عدد النواب والمناصب الرفيعة التي حصلنا عليها إلا بسبب الوحدة والاجتماع الذي حصل بين الأحزاب والقوى الكورديةهناك
6- لو كنا نملك المرجعية لما كنا ألان نضرب أخماسنا في أسداسنا وما كنا نتجادل ونتناحر أو نكيل الشتائم والمسبات لبعضنا البعض ولعل كل شخص منا يدرك أهمية المرجعية وبوجودها لكنا كالبنيان المرصوص ولما كنا ثلاثة عشر حزبا.








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=1747