عامودا.. الاستثناء..
التاريخ: الأثنين 24 اذار 2014
الموضوع: اخبار



  ريزان أدم

بت أهجر الكلمات والقراءة والمجالس, ولو استطعت لهجرت النفس ولا أدري إلى أين ؟؟  لم تعد الديار تتسع لي  ضاقت عليّ المدينة التي كانت تضج فرحا ومرحاً وتطرح على البساط  كل التناقضات بين السخط والرضي, بين الرثّ والسمين , بين الجدّ والهزل. انتفضت الأرواح على (العسكر) فإذا بالساحات تتزين للعسكر من جديد !!  بلون جديد، هل هذه هي عامودا ؟؟ وألف من العفاريت تهب شرورها وقباحتها في عينيك لحظة تذكر اسم عامودا, ولكن سيف الذكرى يقطع سيول تفكري برهة، ليدلي بخارطة فرنسية إبان احتلالها بلاد الشام, بعد سقوط الخلافة العثمانية


 حيث كانت اسم عامودا تخط بدائرة حمراء نسبة إلى مشاكساتها وانتفاضها ضد أي وجود عسكري أو تحكم في إرادتها المجتمعية حتى انتهى الأمر بقصف مدفعي للمدينة عام 1937 م, وهل نزوح 20 % من أبنائها إلى أغلب بقاع العالم داخليا وخارجيا القريبة منها والبعيدة نتيجة ضغوطات الحكومات الفاشية السورية وإهمالها هذه المدينة الثائرة دائما وابدأ في وجه كل من يلوّث هوائها ومائها ، إلا تعبيرا عن ما ألت إليه الأمور وتغييرا لأوضاعها حتى كادت تفقد سمة من سماتها, فباتت خانقة, لكنها هي ذاتها عامودا الاختلافات عامودا المخاض والثورة, ما زلت أسترسل في التذكر يوم التظاهر احتجاجا على سوء توزيع المواد التموينية وسوء ممارسات الشرطة ضد المواطنين, حينها قبضوا على شخص من اّل قرنو وكان الاستنفار الأمني في كل المحافظة لأن الأهالي في عامودا قد اخرقوا القاعدة التي نسجوها من الاستبداد الأمني والتدخل المباشر في تفاصيل حياة المواطنين الذين سلموا بالأمر الواقع والرضي بالهيمنة الأمنية والبعثية ولكنهم لم يدركوا إن عامودا هي الاستثناء فبدأ التظاهر وكان نتيجتها نقل مدير الناحية عام1986 م.. وكذلك يوم التقت الجماهير على نداء حزب شبابي اّلمهم ذكرى قصف مدينة حلبة الكردستانية  بالكيماوي , وكانت مناسبة للتظاهر والخروج من عباءة ووصاية الأحزاب الكردية الكبرى في الأجزاء الأخرى من كردستان والتأكيد على وجود هذا الجزء الكردستاني الملحق بسوريا وضرورة التعبير عن ذاتهم أهمية المطالبة بحقوقهم وحل قضيتهم في الإطار السوري بدل الاتكاء على تلك الأحزاب أو التبعية المباشرة لهم كما كانت إرادتهم شرخ جدار الصمت والخوف ضد السياسة البعثية الشوفينية والممارسات القمعية  وقد ونجحوا في الانطلاق بتظاهرة نوعية وبمشاركة نسائية  _18 _3 – 1990 م اجتمعوا أمام المقبرة في الجهة الجنوبية من عامودا وساروا باتجاه الجامع الكبير ابتدأت بإلقاء كلمة تبين أسباب تظاهرهم كما انتهت بكلمة تؤكد على أهمية التظاهر والعمل الثوري والسلمي من أجل مطالبهم القومية وحل القضية الكردية حلا عادلا بحسب المواثيق الدولية أنها كانت المظاهرة الأولى ربما في كل الإقليم الكردي وعلى مستوى سوريا أيضا وكانت بمثابة الشرارة الاولى لتتالي الإعمال الاحتجاجية وتغير في سلوك وأساليب الحركة السياسية الكردية في هذا الجزء الملحق بسوريا وكم كان الاختلاف كبيرا ونوعيا لو توفر في تلك الفترة من الزمن مما يتوفر ألان من أدوات ووسائل إعلامية (انترنيت وموبايل والقنوات الفضائية الخ..) على أثرها زادت الحكومة من مفارزها الأمنية في عامودا. أما يوم الكبرياء يوم الوفاء للكردايتي, حيث تم الإساءة إلى الرموز الكردية وقتل أبرياء في ملعب قامشلو نتيجة فتنة أشعلها المخابرات السورية أثناء مباراة لكرة القدم بين فريقيّ دير الزور وقامشلو حيث استشهد 28 شابا كرديا وفي صباح 12 آذار عام 2004 م , أكثر الشباب الكردي في عامودا لم تذق عيونهم النوم في أمسهم فخرج كل كردي في عامودا في انتفاضة عارمة أشعل النيران في المفارز الأمنية واسقطوا صنم الديكتاتورية عام 2004 م -  فتلاها كل المدن الكردية تلبي نداء الحرية هذه الانتفاضة التي نعتبرها  بحق بداية الثورة السورية لولا الظلامية البعثية وعدم سماحها للوسائل الإعلامية الحديثة من_ انترنت وموبايل وقنوات فضائية وحرية الإعلام الخ_ و لولا تخاذل الأخوة العرب في محافظاتهم العديدة لما كان النظام السوري قائما إلى يوم 15 -3 - 2011 م لإعلان الثورة في سوريا ضمن الربيع العربي والى يومنا هذا والقتل والتشريد والدمار يحيط بكل الشعب السوري على يد هذا النظام المجرم 0فالثورة سورية أما الطابع الكردي في الإقليم الكردي خيوطها متعلقة كلها  بعامودا الرمز  لذلك القلق مشروع وكثرة الاتجاهات لا تضر-  إلا حين تمزق أوصال المدينة عامودا ويكرس فيها الانقسام على مبدأ ( دودة الخل منه وفيه) ففي يوم الخميس الأسود 27  -6    -2013 م تقابلت الديوك المراد لها للسير إلى مصارعة لا تخصها  و غير متكافئة وأبت إلا أن تهرق الدماء , لتغرق بيوتا كانت أمنة , النجوم الستة هوت , الشهداء الستة باتت ذكراهم فاصلا بين أبناء المدينة ، غيمة همّ وحزن *. جلبها العسكر *. اهترءت عباءة الأخوة لتبعثر أبناء المدينة طوابيراً  إلى الشرق والى الشمال تدفعهم دفعا وكأن عامودا  تقيأت  تلفظ أبناءها بعيدا ,  بعد أن رأت الدماء ورائحة البارود . اّه من العسكر... اليوم - غدا أو بعده, لا أدري إلى أي منقلب نحن منقلبون . رغم أنه نداء الضمير نداء العقل , يقول في نهاية كل عاصفة لا بد من عودة حميدة إلى الاستقرار. والبدء من جديد اّخذين بالعبرة و الإفادة من التجربة المريرة ,  نلتزم الأفق الذي يلزمنا جميعا لبناء المدينة والمدنية ؟ و أما الواقع ..... مع كل  ذلك قد أهجر ولا أدري إلى أين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=17193