كلمة حزب يكيتي الكردي في سوريا في الذكرى الثالثة لانتفاضة آذار المجيدة
التاريخ: الأثنين 12 اذار 2007
الموضوع: اخبار



ننشر فيما يلي كلمة حزب يكيتي الكردي في سوريا التي ألقاها الأستاذ فؤاد عليكو سكرتير الحزب في الحفل التأبيني الذي أقيم على أضرحة الشهداء في مقبرة قدوربك:

الأخوة والأخوات أسر الشهداء الكرام
الأخوة ممثلو الأحزاب الوطنية والقومية
 الأخوة الأعزاء جماهير شعبا الكردي
نقف اليوم أمام لوحة تراجيدية من لوحات الترجيديا الكردية المستمرة منذ قرن من الزمن


ولقد شاء القدر والظرف أن أكون شاهد عيان على هذه اللوحة منذ البداية , شاهدت المحافظ سليم كبول وهو يترجل من السيارة  ويسحب مسدسه ويطلق الطلقة الأولى ثم تتالى بعد ذلك أزير الرصاص من كل حدب وصوب من قبل قوات الآمن والشرطة   بشكل هستيري موجهين فوهات بنادقهم الرشاشة  وبأعصاب باردة إلى صدور الشباب الكرد العزل من كل شيء إلا من الصرخات وانين الجرحى كما شاهدت هؤلاء الشباب كيف يخلعون قمصانهم  ويلفونها على بطونهم ليملؤها بالحجارة  ليواجهوا الرصاص بالحجر , شاهدت كيف سقط غيفارا واحمد على بعد أمتار قليلة مني  ويحملهم  عشرات  الشباب الكرد على الأكتاف إلى مشفى فرمان , لم أكن أتخيل إن هناك أناسا يحملون كل هذا الحقد على الكرد  وبنفس الوقت لم أكن أتصور أن هناك  شباباً  كرداً يملكون كل هذه الجرأة والشجاعة ويواجهون كل هذا الرصاص بصدور عارية . ثم كان اليوم الثاني ويخرج جماهير شعبنا في مدينة قامشلو عن بكرة أبيها  للمشاركة في وداع شهدائها الخمسة وتتكرر والمأساة والحقد العنصري ويسقط مرة أخرى العديد من القتلى والجرحى ثم ينتفض أهلنا في عامودا وتتلقى الصدى في ديريك ثم درباسية  وتربسبي وسري كانية والحسكة وتل تمر ويمتد لهيب الانتفاضة غلى حي زور افا في دمشق ثم كوباني وحلب وعفرين ورصاص الأمن في حضور مستمر ويسقط الشهداء  ثم جاء التضامن الكردستاني الكبير من كردستان تركيا  وإيران والعراق دفاعاً عن أهلهم  في كردستان سوريا وقد دفعهم  إلى ذلك اختزال ذاكرتهم لمثل هذه الجرائم التي حلت بهم في محطات عدة .حقيقة أنها لوحة تراجيدية كردية نادرة تثير الذهول لكل من رآها , بعد ذلك تكتشف خيوط المؤامرة شيئاً فشيئاً وان الموضوع تتجاوز حالة الشغب في الملاعب ليدخل في صلب حاجة النظام  إلى مثل هذه المؤامرة حيث ازدادت الضغوط على النظام من التيار الديمقراطي العربي الناهض  مطالبين إياه بالانفتاح وإلغاء الأحكام العرفية وانتفاء مبرر وجودها وقد تعدت هذه المطالبة  البيانات إلى النزول إلى الشارع وبتضامن كردي ضاغط  ومؤثر إحياء ً لليوم العالمي لحقوق الإنسان في 10/12/2003 ثم كانت مظاهرة القامشلي في شباط 2004استقبالاً للرفيقين  حسن صالح ومروان عثمان ثم كانت خيمة الاستقبال الرائعة ولمدة 3 ايام , لذلك وبدلا من إن يلجأ النظام إلى لغة الحوار ومراجعة سياسته الالغائية للحريات بدأا بالتخطيط لهذه المؤامرة لاستمرار الأحكام العرفية والقبضة الأمنية ودق إسفين الشقاق بين الكرد والعرب مستغلاً حالة التعاطف الشعبي الكردي مع طموحات شعبنا في كردستان العراق في الفدرالية والحرية .
مقابل شعور عربي رافض لما حصل ويحصل في العراق من تدخل أمريكي وإسقاط النظام  .
إذاً كان التوقيت ملائماً لتمرير المؤامرة واختيار مدينة قامشلو كان مثالياً لأنها تمثل المركز الرئيسي للحركة السياسية الكردية ولا يهمه والحالة هذه ان يقتل بعض الأكراد ويجرح البعض منهم ويسجن البعض الأخر لكن كل ما يهمه أظهار الحركة الكردية كحركة انفصالية وتأليب العرب على الكرد وبالتالي خلق حالة عداء بين الشعبين الكردي والعربي وعندها يتعذر التفاهم   بين القوى السياسية الكردية والعربية ومن ثم استخدام الكرد ذريعة تهديد الآمن الداخلي من قبل الكرد مبرراً لاستمرار الأحكام العرفية  والسيطرة الأمنية المطبقة منذ مجئ النظام الى السلطة 1963 وحتى اليوم . إلا أن انتفاضة شعبنا والتضامن الكردستاني الرائع وكذلك تضامن القوى  الديمقراطية العربية  مع شعبنا من خلال قدوم رموزها من مختلف المحافظات إلى الجزيرة  ليعلنوا صراحة (بان القضية الكردية في سوريا قضية وطنية بامتياز وان حلها يعتبر مدخلاً للإصلاح الديمقراطي في سوريا) افشلت المؤامرة فما كان  من النظام الا اللجوء الى القمع  العاري  بدافع الانتقام وزج الآلاف من الشباب الكرد في السجون وتعريضهم لتعذيب قاس جداً من قبل  الأجهزة الأمنية  والشهداء فرهاد صبري وحسين ابو جودي  وخيري برجس وغيرهم ... وأخرهم شيخ الشهداء الشيخ محمد معشوق الخز نوي لكسر ارادة الكرد ومع كل ذلك لم ينالوا شيئاً من ارادة  وصمود شبابنا الذين صمدوا صمود الأبطال بل ازداد اصراراً وعناداً دفاعاً عن كرامتهم وحقوقهم وحريتهم .
 واليوم ونحن نحيي الذكرى الثالثة  للانتفاضة نستطيع القول بان النظام لم يتمكن بعد من استخلاص الدروس والعبر من تللك التجربة فبدلاً من الإيفاء بوعوده والقيام  بحوار جدي  مع الحركة الكردية من اجل معالجة القضية من جميع جوانبها فلا يزال يمارس نفس السياسة القديمة – الجديدة من ممارسته للعنف واستخدام القبضة الامنية والمحاكم الاستثنائية اسلوباً مفضلاً لديه في التعامل مع الشباب الكرد فقد حكم على الشاب رمزي حسن من كوباني /18/ عاماً سجن بتهمة قتله  لاحد رجال الامن ولا يزال الحدث طارق العمري من عامودا سجينا ً ويواجه المصير نفسه كما حكم على شابيين من الدرباسية  بغرامة 77000000 مليون بتهمة احراق ممتلكات عامة ولا يزال اكثر من 60 شاباً رهن المحاكمات بتهم  مماثلة .
اما ان يسقط 31 شهيداً  كردياً ويجرح المئات منهم جراح بعضهم بليغة /شلل/ وينهب المئات  من المحلات التجارية  في الحسكة  وسري كاني وقامشلو فهذه مسألة فيها نظر ولا يستحق لا التحقيق ولا التعويض ولا المعالجة ولا هم يحزنون . فالكردي في هذا الوطن عليه واجبات يجب ان يؤديها على اكمل وجه اما ان يطالب بالحقوق فهذه جريمة يجب ان يحاسب عليها فيحق للنظام ان يقتل من يشاء  ويفصل من يشاء من الوظائف ويعين من يشاء ويجرد من الجنسية من يشاء وينتزع الارض ممن يشاء  ليوزعها على مستوطنين عرب جاؤو بهم من محافظات اخرى. ويعرب المدن والبلدات والقرى الكردية كما يحلو لهم من التسميات فلدينا الآن في الجزيرة قنيطرة  وقلقيلة والقدس وغزة و ...... الخ. ولا يحق للكرد المطالبة بتصحيح الوضع والغاء السياسة العنصرية وعندما تزداد وتيرة المطالبة حول موضوع معين تتشكل لجان للبحث والدراسة  والتمحيص وتتقادم اللجان مع الزمن وتموت بالتقادم  ثم يطوى الملف وتتشكل لجان جديدة دون معالجة وهكذا  تتكرر اللعبة  بحق الكرد دون ان يرف لهم جفن  وتتحمل الحركة السياسية الكردية  ككل جزءاً كبيراً من المسؤولية وان  بدرجات متفاوته من هذه المعاناة وما آل اليه وضع شعبنا وحالة الشباب امام المحاكم لانها لم تقم بواجبها  كما يجب في مواجهة هذه السياسة  العنصرية .  فبدلاً من توحيد صفوفها وتوحيد طاقات جماهيرها لجات الى خلق  الصراعات الجانبية  الهامشية ومعارضة كل توجه جدي بهدف الى احراج النظام بإيجاه المطالبة  بالحقوق القومية  للشعب الكردي تحت ذريعة العقلانية  والموضوعية وقد عان حزبنا واحزاب مماثلة وحليفة لنا من هذا التوجه وكم كان يسعدنا اليوم ان نجدهم  بيننا على اضرحة شهداءنا لكن.......!!
أننا اليوم  نحيي ذكرى الثالثة للانتفاضة  وكلنا إصرار على ان نعاهد شعبنا بأننا سوف نبقى أوفياء  لدمائهم  ولن ندخر جهداً  في مواجهة سياسة النظام العنصرية  مهما ازدادوا في قمهم واضطهادهم ولن  يرهبنا قط سياطهم  وسجونهم  فنحن أصحاب  قضية عادلة قضية شعب يستحق ان نضحي من اجل حريته وكرامته وتحت الرماد الكردي جمرات احتقان مخزون منذ نصف قرن من المعاناة والقهر والظلم  فحذا ري  من تحريك هذا الرماد .
كما أن يدنا ممدودة  دائماً إلى الرفاقٍ في الحركة الكردية  والقوى الديمقراطية السورية لنعمل معاً من اجل سوريا ديمقراطية وبجميع  مكوناته كرداًوعرباً واشورين و.... وطن تحقق فيه العدالة والمساواة والمحبة بدلاً من القمع والاستبداد .
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار .

 قامشلو 12/3/2007 

 وشكراً

 







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=1691