رجل واشنطن القوي وصديق السوريين ينفذ سياسة اوباما لجنيف بالتفاهم مع روسيا
التاريخ: الجمعة 03 كانون الثاني 2014
الموضوع: اخبار



 روبرت فورد:
*نصيحتي اذهبوا الى جنيف – 2 لأن فيه اعتراف النظام بكم وأن صراعه مع الشعب! 
*لاءات واشنطن : لا تدخل عسكرياً ولا قرار لمجلس الامن ولا أسلحة متطورة, ولا لإيران.. ولا دور للأسد أبداً!
*أنا حاورت وسأحاور جميع الثوار الاسلاميين باستثناء المرتبطين بالقاعدة 
*نحن نقدم دعماً تسليحياً مهماً للثوار وندعم استمرارهم في القتال أثناء المفاوضات
*تناحر الدول العربية على أرض سورية يمزق وحدة الثوار ويضعفهم 
*نحن متفاهمون مع موسكو على سورية جديدة من دون الاسد 
*معلوماتنا تؤكد فقدان النظام السيطرة على طريق حمص.. وانهيار اجهزة الدولة 


بقلم: محمد خليفة

اسمه الكامل: روبرت ستيفان فورد .
منصبه الرسمي كان آخر سفير لبلاده في دمشق من كانون الاول/ ديسمبر 2010 إلى أواخر 2011 عندما سحبته واشنطن احتجاجاً على قمع السلطات السورية للاحتجاجات الشعبية السلمية، وكلفته بمهمة متابعة القضية السورية من خلال الاتصال والعمل مع المعارضة السورية في الخارج ممثلة بالمجلس الوطني ثم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة .
رجل في منتصف الخمسينيات من عمره (مولود عام 1958) متوسط الحجم, يميل الى القصر, شعره بين الرمادي والفضي, وجهه يحمل القليل من ملامح السحنة الأميركية التقليدية, مع ان عائلته تتصل بإحدى أشهر العائلات الأميركية الاقتصادية والسياسية. ملامحه أقرب للمتوسطيين تحسبه يونانياً أو ايطالياً أو تركياً. يتمتع بذكاء حاد, يتحدث العربية بطلاقة بلكنة مشرقية, تمرس على استعمالها أثناء خدمته في البحرين والعراق والجزائر فضلاً عن سورية، ويجيد ايضاً الانكليزية والتركية والفرنسية والالمانية. وهو مرشح ليكون سفير بلاده القادم لدى مصر .
ومن أهم مزايا خبرته إحاطته بفكر جماعات الاسلام السياسي وأنشطتها, ما مكنه من محاورتها وبناء علاقات معها وهو الآن يحاورهم أو يدعوهم للحوار بلا استثناء, سوى المجموعات المرتبطة بالقاعدة بسبب فيتو حكومي يحظر الاتصال بهم .
لطيف دمث, متواضع, لين, يجيد الحوار والاستماع كمثقف ودبلوماسي, يلـمّ بالاوضاع في سورية إلماماً دقيقاً, كان على صلة يومية ومباشرة بكثير من الناشطين والمعارضين في دمشق خلال الشهور الثمانية الأولى من الثورة، واشتهر بزيارته الجريئة الى مدينة حماه في ذروة انتفاضتها وتحيته لجماهيرها في شهر تموز/ يوليو 2011, بدون رضا السلطات السورية, ومشاركاته في مجالس عزاء شهداء الثورة في العاصمة. وعندما انتقل للخارج صار يطير ويحل حيث تجتمع وتتنقل طواقم المعارضة, نسج علاقات فردية وجماعية مع الغالبية الساحقة منها. يعاملهم كصديق ومتعاطف مع ثورتهم, لا كمسؤول اجنبـي, لا فرق لديه بين الاخوان المسلمين والشيوعيين والليبراليين, ولا يحشر أنفه في خلافاتهم, وإن كان يعتقد أن تركيبة المعارضة المؤسسية يتعين ان يغلب عليها الطابع الوطني – الليبرالي .
يقال عنه إنه عين ولسان الرئيس أوباما وإدارته في الازمة السورية, كلمته نافذة في واشنطن, يملك تفويضاً واسعاً منها، ويستطيع تجاوزه قليلاً, يحظى باحترام الكونغرس, وهو مطلع على خفايا تفكير الادارة الحالية وتوجهاتها في الشرق الأوسط.. ربما أكثر من وزير الخارجية جون كيري!! لذلك فمن البديهي القول إنه أدى دوراً مهماً في توجيه المعارضة السورية حالياً، وتطلق عليه أوصاف كثيرة, فمنهم من يعتبره سفيراً فوق العادة, ومنهم من يصفه بالثعلب البارع, والبعض يقارنه ببرايمر العراق, أو المندوب السامي.. إلخ! وهو الآن أحد أبرز ثلاثة مهندسين دوليين لجنيف – 2 المزمع عقده مع كل من بوغدانوف الروسي والأخضر الابراهيمي.
في الاجتماعين الأخيرين اللذين عقدتهما الهيئة السياسية للائتلاف الوطني في اسطنبول ( 16 – 17 كانون الاول/ ديسمبر و21 – 22 منه) لاتخاذ قرار نهائي من المؤتمر كان فورد موجوداً كالعادة ومؤثراً أكثر من أي مرة سابقة, وتحدث مطولاً للمعارضة في اجتماعين مفتوحين الاول مع الائتلاف ككل, والثاني خص به كتلة المجلس الوطني لأنها – كما قال – أكثر الأطراف الرافضة لجنيف – 2. الاجتماع الأول دام اربع ساعات والثاني ساعتين, وخلال ست ساعات من الحوار المفتوح أجاب على عشرات الأسئلة في اجتماع مغلق اجابات تتسم بالوضوح والشفافية, الأمر الذي أكسبها أهمية استثنائية وسمح بعرض شامل للسياسة الأميركية من الأزمة السورية, وبعض قضايا المنطقة. ومن هنا تنبع اهمية العرض الوافي التالي لأقوال هذا السفير المميز في لقاءاته بالمعارضة السورية الاسبوع الماضي, فهي الأشمل والأوضح حتى الآن في عرض رؤية ومواقف ادارة أوباما من الأزمة السورية في مرحلة حاسمة قبيل جنيف – 2. وقد رأينا ترتيبها بحسب أهمية وأولوية موضوعاتها, لا بحسب التسلسل الذي جاءت فيه.
أولاً- أربع لاءات: يمكن استنتاج أن هناك أربع لاءات جازمة للسياسة الأميركية من مشاكل المنطقة وسورية: أولها مسألة التدخل العسكري في سورية, حيث أكد فورد انه غير وارد مطلقاً بسبب اعتبارات داخلية وخارجية, وعلى المعارضة السورية ألا تنتظره. وقال بالحرف ((عليكم أن تفهموا جيداً انه لن يحصل تدخل عسكري في عهد الادارة الحالية)). وثانيها عدم إمكانية صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بموجب الفصل السابع ضد نظام الاسد, بسبب الاعتراض الروسي – الصيني. وثالثها استحالة تسليح الثوار بأسلحة فتاكة خوفاً من وصولها للجماعات المتطرفة. ورابعها ((لا)) واضحة وقاطعة لبقاء الأسد في الحكم لا في المرحلة الانتقالية ولا بعدها بطبيعة الحال.
ثانياً: الموقف من مؤتمر جنيف2: أوضح فورد أن هناك أربعة أشخاص في العالم مصرون على عقد المؤتمر في الموعد المحدد, هم أوباما وكيري وبوتين ولافروف، وعليه فالمؤتمر لا بد أن يعقد وفق الترتيبات التي يتفق عليها بين موسكو وواشنطن. وعندما سئل عن إمكانية تأجيله بسبب عدم نضج عوامل نجاحه، أكد حتمية انعقاده بقرار من الرئيسين أوباما وبوتين, وسئل عن البديل في حال فشل المؤتمر أكد ثانية أنه لن يفشل لأن هناك إرادة دولية لإنجاحه. وقيل له ما هو رد الفعل على رفض الائتلاف حضوره فقال: سيعقد المؤتمر وتبقون خارج العملية وحيدين مع السعودية التي تعارضه بقوة أيضاً. وعن توقعاته بشأن المؤتمر قال إنه يتوقع أن يستغرق نحو سنة حسب تقديره، وسيفضي لتشكيل (جسم سياسي) بديل للنظام يقود عملية انتقال سورية الى عهد جديد, ويحافظ على بنية الدولة والسلم الاهلي, وقال إنه حال إنجاز ذلك سينتقل الجميع لمواجهة القوى المتطرفة التي تخشى أميركا والدول الأوروبية وروسيا من آثار تناميها على أمنها ومصالحها. وقال هذه النقطة تحديداً هي الأرضية التي وحدت رؤيتي واشنطن وموسكو ومكنتهما للعمل معاً. وعندما عبر أعضاء الائتلاف عن رأيهم بعدم جدوى المشاركة لفت انتباههم إلى أن المؤتمر سيكون منبراً دولياً مهماً يظهر الصراع على حقيقته بين شعب ونظام، هذا بعد أن عمل الأسد على إخفائها مدعياً ان صراعه مع جماعات إرهابية وتكفيرية, وقال إن حضور الائتلاف وجلوسه أمام وفد النظام سينطوي على اعتراف النظام بشرعية المعارضة التي رفضها حتى الآن. ونصح فورد الائتلاف بالذهاب متسلحاً بثقته بنفسه وبدعم الاصدقاء, وأكد حقه بالانسحاب في أي وقت! وحق بل حتمية أن يستمر الجيش الحر بالقتال أثناء المفاوضات. وعن مشاركة ايران في جنيف2 قال فورد إننا لا نرحب بحضورها وسنكون أكثر تشدداً إذا أصريتم على رفضكم لها. وأضاف انه ذاهب إلى سويسرا للمشاركة مع بوغدانوف والابراهيمي في وضع اللمسات النهائية ( 20 ك2/ديسمبر) على ترتيبات المؤتمر، سأتبنى توصيتكم بهذا الصدد.
ثالثاً: عن الموقف من الأسد وبقائه في السلطة. كانت هذه النقطة مدار أسئلة كثيرة عبرت عن خوف من ان يكون جنيف2 محاولة لإعادة تعويم الاسد وتجديد شرعيته, وتقزيم مطالب الشعب السوري من إسقاط النظام الى إشراك المعارضة في حكومة برئاسة الأسد, وطالب المتسائلون بتوضيح موقف واشنطن من الأسد فأجاب: موقفنا واضح وشرحناه للروس وقلنا إن الأسد فاقد للشرعية ولا مكان له مستقبلاً أو في المرحلة الانتقالية. وأضاف: لقد قلنا للروس أنه إذا أجرى الأسد العام المقبل انتخابات ورشح نفسه فيها فلن نعترف بها ولا بنتائجها, ونؤكد أن عليه أن يرحل.
رابعاً: عن الموقف الروسي: أبدى السفير الأميركي تفهمه لكثير من وجهات نظر موسكو, فهي تريد ضمان مصالحها في سورية مستقبلاً وتريد بقاءها دولة موحدة، ولا تريد أن يسيطر على الحكم المتطرفون. وقال فورد حرفياً: إن بقاء الأسد في السلطة ليس ضمن العوامل التي تحرك السياسة الروسية, وهم قريبون منا في رؤيتهم لمستقبل سورية بدون الأسد. إلا أنهم يريدون أن يتبلور بديل مقنع, يمكنه الامساك بقيادة البلد لكيلا تنهار الدولة. وعليه فهم يطرحون فكرة تشكيل (مجلس عسكري انتقالي) لقيادة الدولة في المرحلة الانتقالية, وعلق فورد على هذه الفكرة بأنها قابلة للبحث والنقاش.
خامساً: عن مواقف إيران وحزب الله, شرح فورد سياسة وسلوك إدارة أوباما فنفى أن يكون الاتفاق مع طهران حول برنامجها النووي على صلة بالمسألة السورية أو على حساب الشعب السوري, وكان فورد تعرض لانتقادات بسبب التراجع عن الضربة العسكرية والسكوت عن تورط حزب الله في القتال, وقال نحن عبرنا عن رفضنا لتدخل حزب الله في القتال, ولم نساوم على حق الشعب السوري مع ايران, والاتفاق بشأن البرنامج النووي شأن آخر. وذكر فورد أصدقاءه السوريين بأن السياسة الأميركية ليست ايديولوجية, بل مصلحية, نعم لنا قيم نتمسك بها ولكن الاولوية للواقع. وقال نعارض التدخل الايراني والعراقي واللبناني الشيعي في سورية ونؤيد نضال الشعب السوري وثورته.
سادساً: عن علاقاته وحواره الذي فشل بعد أن كان مقرراً أن يجري مع الجبهة الاسلامية (الاسبوع الماضي) في أنقرة.. اعترف فورد بأنه كان هناك موعد سري للحوار مع الجبهة الاسلامية التي تضم فصائل إسلامية متعددة ومتباينة من حيث التطرف والاعتدال, بينها حركة أحرار الشام (حاشا) التي صنفتها واشنطن كفرع للقاعدة, ولكن الحركة أعلنت عدم ارتباطها بالقاعدة. وقال إن الموعد تحدد بناء على طلب من الجبهة لا منا وطلبوا ان يكون سرياً, ووافقت عليه، وأرسلت اثنين من مساعدي إلى أنقرة للالتقاء بهم, لكنهم في اللحظة الأخيرة تراجعوا لأن الحوار انكشف, وتعرضوا لحملة تشكيك من ((داعش)) اتهمتهم بأنهم يؤدون دور الصحوات العراقية.
وكشف فورد عن أن الحوار مع جماعات الجبهة الاسلامية التي تشكلت مؤخراً كان قائماً منذ شهور, ولكنهم بعد أن اتحدوا صاروا يخافون من الحوار معنا! وكشف أيضاً أنه ذهب بعيداً في حواره معهم حتى أنه التقى بوفد من (حاشا) وتجاوز فيتو واشنطن عليها بعد أن أعلنت استقلالها عن القاعدة وشجعتهم على الاعتدال. وطلب فورد نصيحة أعضاء الائتلاف فأشاروا عليه باستمرار الحوار معهم وأعربوا عن رغبتهم بالتوسط بينه وبين الجبهة الاسلامية ورحب بالمسعى. وعندما انتقد أعضاء الائتلاف قرار واشنطن وقف المعونات للجيش الحر رداً على هجوم الجبهة الاسلامية على مخازن سلاح الجيش الحر, أوضح فورد أن القرار الذي أوصى هو به اتخذ رداً على اقتحام مستودعات السلاح التابعة للأركان واستيلاء المهاجمين على أجهزة اتصال متطورة جداً يخشى وصولها للمتطرفين. وأضاف فورد إن القرار لا يعني إيقاف المساعدات بل يعني تجميد تسليمها ريثما يتم تأمين طرق وصولها وتخزينها فقط.
وشرح بالتفصيل حجم وأهمية المعونات اللوجستية المقدمة من أميركا للثوار, وقال إنها مستمرة عبر الجبهة الجنوبية أي من الاردن, ولها دور كبير في انتصارات ثوار درعا ودمشق.
سابعاً: الوضع الميداني العسكري في الداخل السوري: أثار فورد دهشة أعضاء الائتلاف بكمية المعلومات التي تتوافر لديه عن دقائق الوضع الداخلي في سورية الميداني والعسكري, وقال مثلاً إن الجبهة الشمالية مفككة ويسيطر عليها مقاتلو القاعدة, بينما الجبهة الجنوبية موحدة ومتماسكة يسيطر عليها معتدلون.
وجدد ثقة بلاده بالجيش الحر وقيادة اللواء سليم ادريس, وطالب جميع الفصائل بالالتزام بالوحدة. وعزا الانقسامات لتناحر الدول العربية بين مؤيدة لهذا الفصيل وأخرى مؤيدة لذاك الفصيل, وسمى دولة عربية تدعم فصائل الشمال ودولة ثانية تدعم فصائل الجنوب وحذر من نتائج هذا التناحر. وأشاد فورد بأداء ثوار دمشق ودرعا وقال إن المعلومات المتوافرة لدى أميركا تفيد بقوة وتقدم الثوار هنا وأكد تلقيهم معونات مهمة من بلاده. وقال إنه يؤيد فكرة إعادة ترميم وتنظيم هيئة الاركان بشكل يسمح بتلافي بعض جوانب القصور السابقة ويسمح بانضمام فصائل اسلامية معتدلة.
كما كشف السفير فورد عن أن النظام يتراجع على طريق دمشق – حمص, ويفقد السيطرة. وذكر أن المعلومات تشير الى انهيار اقتصادي وإداري متزايد في بنية الدولة, وضرب مثلاً اضطرار الحكومة لإغلاق عشرات المؤسسات سراً في جميع أنحاء البلاد, بسبب نقص الموارد المالية والمواد الضرورية, وخصوصاً النفط وارتفاع أسعاره سبع مرات خلال فترة الثورة
مجلة الشراع









أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=16782