لماذا اختار الأسد دخول التاريخ من الأبواب الخلفية ؟؟؟؟
التاريخ: السبت 02 تشرين الثاني 2013
الموضوع: اخبار



المحامي مصطفى ابراهيم
 
سؤال مثر للجدل و الحيرة أن يختار الأسد مصير من سبقوه من الطغاة رغم الكثير من الفرص التي تسنت له كي يدخل التاريخ من أوسع أبوابه فيما لو استمع و استجاب لصوت العقل ومشورة أصدقاءه و حلفاءه و مطاليب شعبه المتواضعه الذين أرادوا صادقين إنقاذه و سوريا وطنا و شعبا من هذه الكوارث و المحن التي حلت بها و لكن بغروره و غباءه أدخل البلاد في نفق مظلم و مستقبل مجهول باتت معها سوريا و الصومال و أفغانستان في مرتبة واحدة إن لم نقل أكثر منها مأساوية و تخلفا على جميع الاصعدة.


فلئن عدنا إلى بداية الأحداث و لا على سبيل الذكرى التي تنفع العقلاء ثاقبي البصر و البصيرة  بأن بضعة أطفال في مدينة درعا سطَروا على الجدران عبارات بريئة يناشدون رئيسهم بهامش بسيط من الحرية و التي لم تزلزل أركان الدولة أو تزعزع أمنها القومي أكثر منها تعبيرا و صرخة و شجبا لما آلت إيها أوضاع البلاد و العباد من بؤس و احتقان نتيجة الممارسات اللإنسانية و اللأخلاقية لأجهزته الأمنية المجرمة الفاسدة التي تحصى أنفاس المواطنين و تدخلهم السافر في شؤونهم اليومية و تقاسمهم مداخيلهم المحدودة جدا وقد حصل ما حصل و الجميع علم و شاهد رد فعل إبن خالته عاطف نجيب بحق أولئك الصبية و آباءهم و ذويهم بعبارات مخله للشرف و الأخلاق و القيم الإنسانية و الشهامه العربيه في بيئة لازالت لتلك القيم و الأعراف مكانتها و قدسيتها تتساوى أحيانا مع القيم القومية و الوطنية و حتى الدينية.
فماذا لو تصرف الأسد بحكم موقعه و مسؤولياته كرئيس و أب و أخ لجميع السوريين بمختلف مكوناتهم و مذاهبهم و ليس فقط (أمينا عاما) لمجموعة من اللصوص و الانتهازيين لحزبه العروبي و ذهب إلى تلك المدينة المجروحة بكبريائها و المطعونة بشرف حرائرها و ماجداتها و أنين أطفالها و احتضن كأب حنون أولئك الصبية "حتى و إن كانوا مذنبين جدلا " وأهدى كل منهم ولو دراجة هوائية أو طبع قبلة أبوية على خدودهم و أبدى أسفه و استنكاره لتصرفات إبن خالته المشينة ألم يكن أجدى و أنجح ألف مرة من أن يقف خطيبا في مجلس المهرجين و يضحك ملء شدقيه لهتافات و قصائد المديح السخيفة و جدارته بأن بحكم العالم بقاراته الخمسة على حد تعبير أحد صعاليك مجلسه؟؟؟؟
و حينما أطيح بالرئيسين بن علي و مبارك و نصحه الحكماء و العقلاء في الداخل و الخارج بأن عاصفة التغيير قوية و هوجاء و ستطال سوريا و أعمدة و أركان نظامه إنبرت آلته الإعلامية الخشبية الغبية و تنافس المنافقون و شعراء البلاط على الفضائيات كالبابغوات مرددين بأن سوريا ليست تونس و مصر و الأسد ليس بن علي و مبارك فهو قائد استثنائي يحمل جينات العظماء لم تنجب الأمة العربية طول تاريخها القديم و المعاصر قرينا أو مثيلا له قاد بلاده من نصر إلى نصر على رأس دولة ( مقاومة و ممانعة)  أحبط بعبقريته قيادته الحكيمة جميع مخططات الإمبريالية و الصهيونية متجاهلا بغباء بأن تلك المفردات باتت إسطوانة مشروخة في نظر جميع السوريين بمن فيهم أنصار النظام و كذبة كبرى في تاريخ سوريا و على الصعيدين الإقليمي و الدولي و دخلت في خانة النكات و الطرائف يتداولها السوريون فيما بينهم في السر و العلن.
فأية مقاومة و ممانعة و قد مضى على احتلال الجولان ستة و أربعون عاما و لم يطلق جيشه العقائدي و حماة دياره طلقة واحدة على إسرائيل ناهيكم عن سكوته المخزي و المهين على تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق غرفة نومه في عرينه بالقرداحة و تدمير موقع الكبر في دير الزور و لازال الشعب السوري ينتظر الزمان و المكان المناسبين للرد على الاعتداءات الإسرائيلية السابقة و اللاحقة مع يقينه بأنها لن تأتي أبدا.  لازال الأسد يحلم بأنه سوف ينتصر على شعبه الثائر كأمل إبليس في الجنة كما يقول المثل الشعبي دون أن يدري بأن انتصار أي دكتاتور على شعبه هي الهزيمة بكل معانيها و أبعادها الساسية و الوطنية و لطخة عار ووصمة شنار على جبينه تلاحقه إلى يوم الدين لأنه سيحكم بلدا مدمرا و شعبا تمزق نسيجه الوطني و الاجتماعي و تجذرت في أعماقه ثقافة الحقد و الانتقام و فوق هذا و ذاك بات نصفه من الأرامل و الثكالى و اليتامى و ضاقت بالأحياء منهم بلادهم فيهيمون على وجوههم في مخيمات دول الجوار أو البراري حفاة عراة خاوية البطون.
فلماذا لا يطالب الحكماء و العقلاء من أحفاد الثائر الشيخ صالح العلي ولو في الوقت البدل الضائع ربما قد تكون الفرحة الأخيرة و المنعطف التاريخي لمصيرهم و مصير أبناءهم و أحفادهم من هذا الجنرال الذي أدخلهم في هذا النفق المظلم و يقودهم إلى مصير كارثي بلجمه أو حتى الحجر القانوني عليه أو الإطاحة به و جعله قربانا لأكثر من مليونين من أبناء الطائفة العلوية الكريمة .
قد يعذر البعض أو يبرر عدم دراية هذا الجنرال بمسارات التاريخ بحكم اختصاصه العلمي في مجال طب العيون حصرا و لكنه عاش و عايش مصير الطاغية صدام حسين حينما عثر عليه في حفرة مزرية و هو يفتح فمه للجندي الأمريكي كالثور العجوز في سوق البهائم أو مصير ملك ملوك أفريقيا المعتوه محشورا في مجرور القاذورات.
فمع طبور الحرب و قرقعة السلاح ووصول البوارج الحربية إلى قرب المياه الإقليمية لسوريا فلن يكون مصيره بأفضل من الاثنين طالما بقي أصما و أبكما ومصاب بعمى البصر و البصيرة و سيدخل التاريخ من نفس الأبواب التي دخلها جميع الطغاة عملا بقول الله عز و جل  ( و بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين) أو كما قالت العرب قديما: 
     ومن لم يصانع في أمور كثيرة       يضرس  بأنياب و يوطأ بمنسمِ
كوردستان ..... مصيف صلاح الدين  
سياسي كوردي سوري
26/10/2013







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=16448