اعلان هام بخصوص توقف برنامجي صدى المواطنة ومسبر الصحافة:
التاريخ: الأثنين 09 ايلول 2013
الموضوع: اخبار



  أسامة الطويل

وصلتني كثير من الرسائل الرائعة والتي أشكر مرسليها من كل قلبي لتسألني عن سبب توقف برنامج صدى المواطنة وبرنامج مسبر الصحافة اللذين كنت اقدمهما على قناة روناهي الفضائية، فكنت أجيب الجميع، ونظرا لعدم انقطاع هذه الرسائل فقد فضلت أن أكتب ذلك في بوست منفصل ليقرأه الجميع.
الحقيقة ومنذ أن بدأت برامجي في قناة روناهي الفضائية كانت لي استقلالية تامة في الاعداد والتقديم، وهذا حق يجب الاعتراف به للإدارة السابقة والتي كانت تعي معنى كلمة حوار وتشاور، وقبل كل شيء كانت تعي في كثير من الأحيان ضرورة وجود الرأي والرأي الآخر لتصل الحقيقة للجميع،


 وأنا هنا بكل صراحة لا أستطيع أن أجزم إن كان ذلك آنيا فقط لخدمة مرحلة سياسية ما أم كان تبعا لاستراتيجية اعلامية ذكية تقوم على الاعتدال والبحث عن الحقيقة التي يحتاج معرفتها الناس.

وربما من تابع برامجي كان يستشف أنني كنت أحاول جاهدا الاعتدال وتنويع الأصوات والضيوف بدون بطاقات حمراء ، بل إن عدم مشاركة الكثير من الأطراف لم يكن من قبلي بل لأنهم هم من رفض المشاركة خصوصا في برنامج صدى المواطنة.
لسوء حظي وحظ القناة وحظ المشاهدين من كرد وعرب قُدر للادارة أن تتغير، وللأسف الشديد أعطيت لمن لا يفقه شيئا لا بالاعلام ولا بالصحافة، بل والأنكى من ذلك أنه غير مؤهل علميا حتى بأدنى الدرجات، وهذا طبعا باعتقادي الشخصي لا ينقص من قيمة الشخص لا انسانيا ولا نضاليا، فالأمثلة على نوابغ لم تحصل على فرصة التعلم كثيرة في التاريخ البشري، إلا أنها في حالتنا للأسف في قناة روناهي كانت سلبية جدا وإلى أبعد الحدود، فكانت سياسة التعامل لا ترقى لمستوى أن الاعلام منتج فكري حضاري ومن هذا المنطلق يجب التعامل مع العاملين فيه، بل كانت سياسة أقرب إلى الرعي بالابل وما قاله جدي وابن الجيران ، وعند الخطأ يجب العقاب أمام الجميع كعملية شد أذن لتربية الباقي، والمشكلة الكبيرة أن الجهل بنوعية الناس ومقدراتها الفكرية وشخصنة الأمور يجعل الجاهل حقيقة يعتقد أنه قادر على اخضاع من يريد بهذه الطريقة، خصوصا إذا لم يمارس طيلة حياته إلا العيش في الجبال كمقاتل.
إلى هنا ويأتي قرار فصلي من القناة وأنا في إجازة من العمل لأبلغ بعد عودتي بهذا القرار، لكنه لم يحدث أمام الجميع في الاجتماع اليومي خشية ردي وحجتي أمام الآخرين فتنعكس عملية شد الأذن التي يريدونها عليهم ، لهذا تم الاجتماع بي على جانب وبرر الأمر كالتالي: ”عدم التقيد بالخط الاعلامي لقناة روناهي الفضائية وتوجهات الحزب.” وأتى هذا القرار طبعا كملحق لقرار تعسفي ومجحف آخر اتخذ بحق زميلتنا الاعلامية ومقدمة الأخبار ديلان حسين حيث أنها حاولت اشراك ممثل عن الجيش الحر في احدى نشراتها الاخبارية، فكان ذنبها ما ارتأته بأنه بات تقليدا في الادارة القديمة من اشراك لجميع الأصوات، وكان ذنبي أنا أنني أعطيتها رقم الهاتف للشخص المذكور ، والجدير بالذكر أن الزميلة أيضا تلقت تنبيها سابقا بعد الغاء مقابلة كانت تحضر لها مع الأستاذ ابراهيم كابان.
إن كل متابع لقناة روناهي بالتأكيد شاهد من بين ضيوفي وضيوف زملائي في قسم الأخبار من يمثلون الجيش الحر وغيره في المعمعة السورية المأساوية، إلا أن الإدارة الجديدة ارتأت أن ذلك مناف “لمباديء الحزب وسياسة القناة” بل شككت في نيتنا كأشخاص لم يكن في ضميرنا إلا خدمة الوطن ككل وتقديم أفضل ما يمكن لإضفاء القدر الأكبر من المصداقية لهذه القناة، بل واتخذت الادارة قرار فصل زميلتنا ديلان حسين بعد رفضها الاعتذار عن “الجريمة النكراء بحق الشعب” بالرغم من أنه لم تصدر عن إدارة القناة أي توجيهات جديدة تفرض خطوطا حمراء لا يجب تجاوزها وخرجنا عنها كعاملين في القناة، وكأننا نحن من وقّع مع جبهة النصرة والجيش الحر اتفاقات وسهلنا تحركاتهم أو أبرمنا هدن معينة في مراحل مختلفة بينما كانوا يعيثون فسادا في مناطق أخرى من سورية ثم انقلبوا علينا، كما فعل بالضبط الحزب الذي يحاسبنا الآن على محاولة الحوار من أجل الجميع لمعرفة الحقيقة واضفاء مصداقية للقناة التي نعمل بها.

وأنا هنا طبعا أود فقط مشاركة القاريء ببعض نقاط لتحليل ما حدث إذ برأيي أن ذلك لم يكن إلا حجة سخيفة كان غرضها اخراج من “يفكر” من طاقم العمل لأنه من وجهة نظرهم يؤثر على ما هو ضمن منطلقهم الفكري مجرد “قطيع” يوهمونه بالحوار إلا أن القرار يبقى ضمن أروقة خاصة وفي الكواليس لأغراض أيضا غامضة ومبهمة، يعتقدون أنه “قطيع” إلا أن الحاجة هي التي تضطر الكثير من العاملين في روناهي بالاستمرار وليس الاقتناع، فالغالبية في ظروف صعبة تتعلق بالاقامة وضيق الحال، والفرصة أن يكون أحدهم مُخرجا أو تقني مونتاج مثلا بدلا من عامل عادي لا تفوّت حتى ولو كان لا يفقه شيئا بالمهنة لا تقنيا ولا فنيا، إلا أن ذلك بالنسبة للادارة يعتبر “انجازا” ضخما كونهم قادرين على “الاستمرار” دون الالتفات ولو لوهلة إلى نوعية الخدمة المقدمة، فسياسة الادارة هي “الترقيع الرديء جدا” لكنه بنظرتهم “الثاقبة” يعتبر انجازا ضخما.
ما أبعد المبدأ الديموقراطي والتشدق بالرقي في التعامل ضمن الاجتماعات اليومية وبين حقيقة ما يحدث وما يقرر بالخفاء، وهذا حرفيا ما تم ابلاغي به من أحد “الكوادر” هناك في إحدى المرات اذ قال لي بالحرف: “القرار اتخذ ولا نقاش فيه” ، يعني رفض المبدأ الذي اعتقدنا أننا كنا نخدمه وهو الحوار الحضاري الديموقراطي.

وأنا أتساءل معكم الآن وبصوت عال:
ـ ما الفرق بين استضافة جورج صبرا مثلا وبين ممثلين عن الجيش الحر؟ أليس الائتلاف من يدعم الجيش الحر؟ لماذا هذا نعم وذاك لا ؟ مع أن الأول برأيي يتحمل المسؤولية الأكبر لأنه من يوفر الدعم المالي والسياسي والعسكري.
ـ مؤخرا وقبل فصلنا انضم المجلس الكردي للائتلاف، وبقي أيضا ضمن الهيئة الكردية العليا، فمن يدعم الجيش الحر وخصوصا الفصائل الارهابية فيه كجبهة النصرة وغيرها هو الائتلاف ، ومن يذهب إلى الائتلاف يعني أنه ضمنا يعتبر داعما للجيش الحر وغيره، فهل يجوز استضافة أولئك وترك من يدعمونهم مثلا؟
 ـ أنا شخصيا وفي آخر حلقة قدمتها بامكانكم مشاهدتها على صفحة البرنامج صدى المواطنة استضفت هيثم السباهي ممثلا عن النظام ، فلماذا لم يحتج أحد على مشاركة هيثم السباهي الذي يمثل النظام المجرم بينما فُصلنا لأننا كدنا أن نستضيف أحدا من الجيش الحر هاتفيا ؟ وهل فاق اجرام الجيش الحر اجرام النظام؟ ربما في بعض الحالات نعم ، وأنا أقر بذلك خصوصا فيما يتعلق بجبهة النصرة وغيرها من الجماعات الارهابية، وهل فعل الارهابيون بالكرد وغيرهم بأكثر مما فعل النظام بالكرد وغيرهم أيضا؟؟
 ـ ألا يحق لنا والحالة هذه أن نتساءل اذن: إذا كان صدى المواطنة الذي شاهده الجميع ومسبر الصحافة لا يعبران عن وجهة القناة والحزب الاعلامية ، فهل لأحد من إدارة القناة أن يشرح لنا وللناس ما هي الوجهة الاعلامية الجديدة للقناة والحزب وإلى ماذا تهدف ومن تخدم؟

 أوردت ما سبق من أسئلة فقط لتبيان أن حجة الادارة السخيفة والغبية والواهية ليست إلا ذريعة، أما السبب الحقيقي فيجب علينا جميعا أن نتساءل عنه، فهل هناك شيء ما مبيت يتم التجهيز له اعلاميا ولهذا يجب ابعاد الأصوات الواعية كي لا تشوش على المسار الذي سوف يتبع أو على باقي الاعلاميين المتملقين التابعين؟ خصوصا أنهم يعلمون جيدا أن الاعلامي صاحب المبدأ لن يقبل بأن يكون بوقا أو ضمن القطيع أو منفذا أعمى بدون رأي.

أعتقد جازما أن هذا هو السبب الرئيسي وراء فصلي وزميلتي ديلان حسين والتي كانت من أفضل مقدمات الأخبار في روناهي بل الأكثرهن جدية وثقافة واخلاصا، ولو كان هناك مجرد اهتمام أو جدية ما أو عدم اتفاق مسبق بين “الكوادر العليا” للحزب على هذا، لكانوا على الأقل طلبوا تحقيقا ما في الأمر وربما لاكتشفوا أسبابا أخرى سوف أترفع أنا ها هنا عن ذكرها لأنها حقيقة أكثر من صادمة.

ما يجب على الجميع معرفته أن قرار الفصل لم يكن مفاجأة لي بتاتا، والجميع في روناهي يعلمون ذلك لأنني كنت أنتظره، بل أنا أعتبره وسام شرف حصلت عليه، لكن الطريقة التي تم بها حقيقة هي التي لم أكن أتوقعها من “كوادر” تدعي النضال من أجل الديموقراطية وحرية وأخوة الشعوب وعدم التسلط والاستغلال، ولا يسعني إلا أن أصفها بأنها غير حضارية وغير أخلاقية بل إنها تعدت ذلك لتصل إلى النية في الحاق أكبر ضرر بي مع سبق اصرار وترصد، وأشعر أنه تم استخدامي طيلة هذه الفترة لنوايا غامضة، ولهذا يؤسفني أن أقول أنني أحتفظ لنفسي بحق الرد قضائيا على ما تم وسوف أفعل.

كانت تجربتي في روناهي لمدة سنة قصيرة في مدتها لكنها غنية بكل شيء وخصوصا بزملاء كرد عرفتهم وأحببتهم وتعلمنا من بعضنا الكثير، ولن أنساهم ما حييت ، وكثير منهم راسلني وأعرب لي عن تضامنه معي بالرغم من عدم قدرتهم على المجاهرة بذلك ، اذ أن العقاب على هذا سيكون جاهزا باعتقادي.

بكل أسف أقول أن الشعارات كثيرة، والمباديء على قفا من يشيل ، لكن من يعتقد بها وينفذها حقيقة هم قلة في كل زمان ومكان، باعتقادي الشخصي أن من يوقن أنه على حق ولا ينسج أمورا في الظلام لا يخاف من أحد لا رأيا ولا تصرفا، لا اعلاميا ولا سياسيا ولا حياتيا، إلا أنني أجزم أيضا أن البعث على مدى 50 عاما بات يعشش فينا عرب وكرد ، استنساخ البعث قائم على قدم وساق وللأسف الشديد، وربما لا تكفينا ثورة واحدة لانتزاعه من فكر المتسلطين قدامى وجدد، ها هي روناهي تتحول لنسخة سيئة جدا من قناة الدنيا، وهناك فعلا بين الكرد من يطلق عليها اسم “دنياهي”، على الأقل في قناة الدنيا بالتأكيد هناك إدارة تعي فعلا ماذا تفعل.

آسف على الإطالة وأتمنى أن أستطيع أن أخدم الثورة والوطن ككل بطريقة مغايرة
أسامة الطويل.







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=16168