في مصر ثورة على «الثورة»
التاريخ: الخميس 04 تموز 2013
الموضوع: اخبار



صلاح بدرالدين

    مايحدث الآن في مصر لن يكون عابرا ولن يهدأ ذلك الغليان الشعبي أو الانتفاضة الثورية السلمية بتبديل رئيس أو تغييرحكومة او اقالة محافظين أو اطلاق سلسلة متكررة من الوعود المعسولة فمايجري أعمق من كل ذلك بكثير ولكن لماذا ؟
  أولا – وبما أن مصر الدولة الأكبر في بلدان الربيع العربي وذات الدور العربي المؤثر قديما وحديثا فان لأحداثه الأخيرة الداخلية مغزى يفوق المسائل المصرية الخاصة ليشمل مصائر ثورات الربيع التي انتهت بخطوات محدودة لم تكتمل أهدافها القريبة والبعيدة أو التي مازالت قيد الانجاز مثل الثورة السورية وما ستتمخض عنه الأحداث المصرية من نتائج ستنعكس على مستقبل شعوب ربيع الثورات وقضاياها المصيرية .


  ثانيا – من الملاحظ أن معظم قادة الحركات الثورية الشبابية والتنسيقيات الذين قادوا الثورة المصرية ماعدا قلة قليلة غابت عن المشهد يقفون الآن وراء الانتفاضة الشعبية الملتهبة بمصر وهم أكثر خبرة ووعيا ولن يرضخوا في هذه المرة لألاعيب الأحزاب التقليدية التي دخلت على خط الثورة وركبوا قطارها طمعا في مناصب وتحقيقا لمصالح خاصة ومارست سياسات خاطئة انتهت الى صفقات – الحلول الوسط – وأنصاف الحلول والتورط في دعم الاسلام السياسي بذريعة مواجهة – الفلول - .

  ثالثا – مايجري في مصر بمثابة ثورة متجددة مستمرة لاستكمال الخطوة الأولى قبل عامين ونصف والتي اقتصرت على اسقاط الرئيس الحاكم الفرد من دون المساس بنظام الاستبداد أو انجاز عملية تفكيك سلطته القمعية وقاعدته الاقتصادية والاجتماعية وثقافته السائدة وخطابه الموروث منذ عقود .
رابعا – المشهد المصري يطرح الأجوبة على أرض الواقع على كل تساؤلات المشككين حول أهداف ثورات الربيع على الصعيد الوطني من اسقاط الاستبداد وتحقيق الحرية والكرامة واشاعة الديموقراطية وبشكل أخص على اتهامات بقايا الأنظمة المستبدة والمعادين لحركات التغيير والاصلاح وأعوان النظام السوري من الممانعين المتاجرين بالمبادىءوادعاءاتهم الباطلة تارة باعتبار ثورات الربيع مؤامرة خارجية وحركات اسلامية راديكالية ومنظمات قاعدية ارهابية ومجموعات طائفية الى آخر المعزوفة فالانتفاضة المصرية الراهنة نجحت الآن أم بعد حين قامت من أجل تصحيح مسار الثورة واسقاط حكم الاسلام الساسي ورأس حربته – الاخوان المسلمون – الذين تسللوا وتسلطوا وحاولوا تحقيق حلمهم في أسلمة وأخونة الدولة والمجتمع تماما كما فعل الوجه – القومي - من الأحزاب الشمولية التوأم للشمولية الاسلامية وتحديدا حزب البعث العراقي والسوري الذي ثبت بالدستور " قيادة البعث للدولة والمجتمع " أي تبعيث الدولة والمجتمع .
   انعكاس الحدث المصري على الثورة السورية
  لاشك أن أي نجاح يحققه الثوار المصرييون في مجال اعادة الاعتبار لثورات الربيع واستمرارية الثورة لتحقيق أهدافها المؤجلة أو المغيبة قسرا واضافة الى دورها في تفعيل ثورات الربيع في كل مكان فانها بمثابة دعم مباشر لثورتنا الوطنية الأطول عمرا والفريدة من نوعها  والمستمرة حتى تحقيق كل أهدافها وفي المقدمة اسقاط نظام الاستبداد بكل رموزه وقواعده ومرتكزاته الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والحزبية وتفكيك سلطته الجائرة وعدم رضوخها للاغراءات والضغوطات الداخلية والخارجية كما أن انتصارها سيشكل زادا فكريا وسياسيا لثوار سوريا الذين وقفوا منذ اليوم الأول ضد هيمنة وتسلط – الاخوان المسلمين – السوريين على – المعارضات – ومحاولات الامساك بخيوط التموين والتسليح والاغاثة للتحكم بالثورة ومسارها وكنت من أوائل الذين نصحوا قادة الاخوان السوريين وسائر جماعات الاسلام السياسي بالكف عن محاولات الظهور كقيادة للمعارضة والثورة لأن ذلك سيلحق الأذية والضرر بكل القضية السورية وأوضحنا لهم أن ثورة الربيع الشبابية الوطنية بريئة من أجندتهم وحجمهم لايسمح بتصدرهم المشهد اضافة الى أن غالبية السوريين الساحقة لأسباب قومية وعقائدية ليست مع حكم الاسلام والاخوان ولكنهم ركبوا رؤوسهم وتسببوا في مضاعفة الضحايا وربط الثورة بالأجندة الاخوانجية الخارجية ووضع الذرائع بأيدي العدوين الداخلي والخارجي والآن وبعد مرور حوالي العامين ونصف العام نقرأ لأحد منظري الاخوان مايعتبر تراجعا ونقدا ذاتيا ولكن بعد فوات الأوان .







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=15869