الخطاب الكوردي المبتور 2/2
التاريخ: الأحد 24 اذار 2013
الموضوع: اخبار



شفان إبراهيم

أعتقدَ وتمنى كل متابع للشأن الكوردي في سوريا أن يُشكل الكورد المعارضة الأبرز والأكثر تنظيماً, نتيجة الحراك السياسي الذي استمر زهاء نصف قرن, لكن ما أن وضعت أغلب التنظيمات الكوردية على أول محك يعم سوريا قاطبة حتى برز فشل هذه المقولة, على الأقل من ناحية التطبيق العملي والفعلي للعقل المقصي للحالة الحزبية لحساب حالة الكوردايتي, ومن جهة إبراز الجانب الجمعي على الجانب الحزبي الضيق, ولعل أحداث 2004 كانت نقطة التحول الأولى التي أثبتت أن الشعب أصبح يتقدم على الحركة بعد أن كانت الحركة الكوردية السياسية تمتاز بقيادتها للمجتمع وعلى مقدار طاقتها والظروف الميدانية - ولأكن منصفاً فإن القلة القلية من الأحزاب تكابد مجاهدة لقيادة المرحلة-


 لكن رغبة الشارع  الكوردي في احترام القيادات الكوردية وفي احترام سنين طويلة أمضاها السياسيون الكورد في المعتقلات وخلف القطبان, طغت من جديد وخاصة بعد اعتقال الشيخ معشوق واغتياله وبعد استشهاد المحمدون الثلاث عشية النوروز, وغيرها من الأحداث التي رافقت عملية تأريق كاهل وتثقيل العبئ على الحركة الكورية, ورغبة من قسم لا بأس به من شرائح المجتمع الكوردي التقرب من الحركة السياسية الكوردية أكثر لتخفيف الضغط عليها, لكن ما أن بدأت الثورة السورية, وحينها كانت مفاهيم التغيير والتعددية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات...ألخ وسواها من بين ابرز المواضيع التي كانت تطرح في الشارع الكوردي وتتداول في أروقة السياسة الكوردية, وبشكل خاص الشباب الكوردي, وما أن أعلن البوعزيزي بدء شرارة الثورة حتى تيقن الشارع الكوردي وأيضا بصفة خاصة الشباب, بأن سورية ستكون قلب الحدث, وأثبتت بدايات الثورة أيضا أن أغلب الأحزاب الكوردية غير جاهزة للثورة بعد – دون أن نعلم متى ستكون جاهزة إن كانت ستجهز- ومن جديد تقدم الشباب على اغلب الأحزاب الكوردية, ومن جديد رغب الشباب ورغب الشارع الكوردي في تقديم القيادات الكوردية والحركة الكوردية إلى الصفوف الأمامية, لكن الجبن السياسي الذي يمتاز به (البعض) من السياسيين الكورد, وعدم امتلاكهم للعناصر الشابة الفعالة إضافة إلى عدم تيقنهم أو قناعتهم بان الشباب لا يرغبون في العيش كما عاشوا هم, كل ذلك دفع بالعديد من الأحزاب الكوردية إلى تبني حالة ألا مفهوميه ...أو ألا موقف من الثورة السورية سوى عبر البيانات, مع ذلك ومن جديد وكغيرها من المرات, رغب الشارع أن يقدم الحركة الكوردية على نفسه, ورغب الشباب أن تقوم الحركة بأستلام دفة القيادة, لكنها من جديد خيبت أمل الشارع الكوردي...ولعل ما عانى منه ويعاني وسيعاني المجلس الوطني الكوردي, سوى خير دليل على ذلك, هذا المجلس الذي يعاني اليوم دولياً بنفس المقدار الذي حاز عليه من اعتراف وشعبية كبيرة دولياً ومحلياً وإقليميا, وهو يمتاز باجتماع (15) حزب كوردي, أكثر من نصفهم منشق من بعضهم البعض, يحملون الأسماء نفسها, والبرنامج السياسي نفسه, والأهداف نفسها, وال....نفسها, ومع ذلك مختلفين في كل شيء, هذا المجلس الذي تشكل بغية ترتيب البيت الكوردي, وبغية الانضمام كرجل واحد لأطر المعارضة, وهو-المجلس- يمتاز بوجود مجموعة تساهم بتصرفاتها وتعنتها, بتقديم هداية مجانية –ربما غير مقصودة- تخدم مواقف البعض الرافض للحقوق الكوردية من أقطاب المعارضة السورية, ناهيك عن الأزمة الكبيرة التي يعاني منها المجلس, فمن حق تقرير المصير, الفدرالية, الحكم الذاتي, الإدارة الذاتية, المواطنة, إلى إقرار الفدرالية كحل امثل لسورية الغد, ولا ارغب في إخفاء احد المواقف المضحكة التي حصلت في المجلس.." حين رفض احد القياديين الكورد كلمة الفدرالية, لكنه قبل باسم سورية تعددية اتحادية" هؤلاء هم قادة الكورد..؟؟؟ قسم منهم لا يتقن حتى اللغة الكوردية ناهيك عن جهله بأبسط العلوم والتقنيات والنظريات السياسية الحديثة, والسؤال الأبرز هل يتقن هؤلاء –المقصودين هنا- التكنولوجيا, التي بسببها تعقدت الحالة الاقتصادية أكثر وأصبح شرحها وفهمها يقتصر على الأكاديميين فقط, فهل يستطيع من يعجز عن شرح مصطلح اقتصادي من إدارة البلد, وفوق هذا وذاك, فإن الحالة السياسية تعاني من تصدعات في معظمها هي نتيجة تفضيل المصحة الحزبية الضيقة على المصلحة الكوردية العليا, كما أن فرز الكورد عبر محورين, ووقوف احد المحاور إلى جانب مجلس غربي كوردستان يضع الكثير من إشارات الاستفهام, لماذا لا تنضم تلك الأحزاب إلى مجلس غربي كوردستان, لطالما هي مقتنعة بها وبعملها وبنهجها أكثر من قناعتها بآلية وأسلوب وطريقة تعاطي المجلس مع القضايا العامة والثورة السورية والحقوق الكوردية, وهل سنستمر في هذه الدوامة العنيفة والضبابية التي وضعتنا بها الخلافات الحزبية, أم أن أزمة الثقة وأزمة التفضل الشخصي على التثقيف الشعبي ستستمران, هلا شعر هؤلاء أن الشارع الكوردي قد مل منهم ومن مطمطتهم للقضايا الكوردية العالقة, هل يعلم هؤلاء أن الشباب الكوردي الذي استطاع أن يكسر حاجز الخوف بمقدوره أن يتجاوزهم أيضا, ربما ستنتهي الثورة السورية ولما نزل نخوض معاركنا الدونكيشوتية, ونعيش في حالة الرتم القائم على التضاد من جهة, ومن جهة أخرى الخنوع لقرقعة السلاح كخنوع المتعبد لمتصوفه, في حالة دروشة ومسكنة مقيتة, مسكين هذا الشعب, يدين بترف حياته لشخصيات تمزق بشذع نعلها ابسط أحلامهم, فيزرعون القرف عوض عن التفاؤل, ويرسمون التشاؤم عوضاً عن التخطيط, والخنوع والاستسلام بدلاً من المكابرة والمثابرة والاستمرارية... يتلاعبون بمصير شعب آمن بهم على حياتهم وإعراضهم ومستقبل أبنائهم, تميعت تفعيل اللجان وخاصة التخصصية منها, وما أن تشكلت المكاتب, حتى سعى البعض لتوقيف عجلة دوران المجلس, دون أن يتذكر أنه هو من يستلم مهمة الصياح في المظاهرات قائلاً: المجلس الوطني الكوردي يمثّلني...هل بات المجلس الوطني الكوردي لا يمثله....








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=15294