إلى محمد أمين محمد : ألم تصبر ليكتمل الحلم
التاريخ: الثلاثاء 13 شباط 2007
الموضوع: اخبار



صالح جعفر

لم أكن أعرف بأن ذالك اليوم القامشلوكي الخريفي سيكون الشاهد الأخير للقائنا, كعادتك تحركت و أتصلت على عجل بالرفاق و الأصدقاء لكي تضفي على أستضافتك لي بتلك الوجوه الحالمة كحلمك بالوطن بإحقاق الحق و إنهاء الباطل.
هكذا كنت تفعل دائما حينما يحل أحد الرفاق القادمين من حلب أو كوباني أو عفرين  ضيفا عليك.


تبدأ حواراتنا دائما ً بإبتسماتك, كنا نتحاور و كأننا لسنا أبناء مدرسة واحدة, كنا ننتقد مدرستنا أكثر من أي طرف آخر,  كنا نعجب بالجيد الآخر دون أنانية أو تردد, هكذا كنت المبادر دائما ً, كنت تلامس المقدسات دون حرج أو خجل, المقدس الوحيد الذي كنا نتفق معك عليه, كان الوطن,  هو الوحيد الذي كنا نتفق بأن لا نتجاوزه.
جئت لأودعك و أستعيد صورة إبتسمتك الجميلة التي لم تغب عني, فلم تستطع  قساوة زتزانتي أن تنسني كل إبتسامات رفاقنا حيث كانت هي مصدر مقاومتي و صبري.
و دعتك, و رحلت و رحلت من بعدي, و عندما سمعت بأنك تعيش في الجزء المححق من الحلم, جال في مخيلتي مئات من الأسئلة التي كنت أتمنى أن تلتقي و أسألك أياها في ليلة خريفية كردستانية حقيقية , كنت تعرف ما سأسئله أياك و من ثم نتحدث عن كيفية تحقيق الجزء المتبقي من الحلم, و لاكن كعادتك لم تصبر ليكتمل الحلم.
رغم أنني أكره الوداع و الرحيل و رغم ذالك رحلت و رحلت أنت أيضا ً و لكننا كنا نعمل من أجل تحقيق الحلم ومن ثم نكف عن الرحيل, و لاكنك و على غير عادتك أخلفت بالوعد و رحلت إلى الأبد و تركت عبء تحقيق الحلم لرفاق دربك الطويل.
و لاكن عهدا ًلإبتسامتك و لكل الإبتسامات المضحية و عهدا لدموع أم كاوا و لحرقة قلوبنا,  سنكمل المشوار يا أبا كاوا.

12.02.2007    
     







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=1527