وقائع اليوم الثاني لعزاء الفقيد محمد أمين محمد
التاريخ: الأثنين 12 شباط 2007
الموضوع: اخبار



إعداد توفيق عبد المجيد

شهد اليوم الثاني للعزاء إقبالاً منقطع النظير حيث تعدى عدد المعزين الآلاف ، وشارك في العزاء مختلف الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والمهنية ، ومن مختلف القوميات والأديان الكردية والعربية والآشورية ، الإسلام والمسيحية ، لتتحول خيمة العزاء (خيمة البارتي) إلى خيمة التعايش والتآخي والمحبة والوئام بين مختلف مكونات الشعب السوري وأطيافه السياسية الفكرية ، ولتتحول إلى خيمة محبة وتوحيد بين مختلف الفصائل الكردية حيث حضرت جميع الفصائل الكردية في اليوم الثاني إلى خيمة العزاء .



كما تلقت قيادة الحزب العشرات من برقيات التعزية من الداخل والخارج ، وألقيت تحت خيمة العزاء العديد من الكلمات باللغة الكردية وجميعها كانت ارتجالية ، نذكر في ما يلي مضمونها باللغة العربية :
آ- كلمة الأستاذ عبد الغفار عز الدين شيخموس وهو مدرس الشريعة الإسلامية حيث تطرق الأستاذ الكريم في كلمته إلى مفهوم التسامح في الإسلام والتعايش والمحبة والوئام ، وحارب التطرف بكل أشكاله وألوانه وخاصة من أولئك الذين يسعون إلى ممارسة الإرهاب بالتستر وراء الإسلام ، كما أكد بناء على الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وبهذا المعنى فإن من واجب الإسلام الدفاع عن المسلمين المظلومين ، وباعتبار الشعب الكردي مظلوم ومحروم من حقوقه فإن من واجب الإسلام الدفاع عنه وإنصافه ، وكانت كلمته موضع ترحيب من قبل جميع الشرائح الاجتماعية والثقافية ، كما دعا إلى التعايش بين الأديان والتآخي بين الشعوب ، ودعا أيضاً إلى تحقيق العدالة في سوريا ورفع الظلم والاضطهاد عن كاهل مواطنيها والتعامل مع الجميع على أساس المساواة والعدل والحق .
ب- كما ألقى الرفيق نصر الدين برهك (ابو علاء) عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردي في سوريا – البارتي) كلمة قيمة جداً باللغة الكردية ، وفيما يلي مضمونها
رحب أبو علاء بالضيوف فرداً فرداً وبالجماعات والمنظمات السياسية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني ، كما شكر أهل الجزيرة الكرام بمختلف أطيافهم على مساهمتهم مع البارتي في تشييع جنازة الفقيد ، واعتبر أن ما جرى يكرس واقع التعايش والتآخي بين مختلف مكونات مجتمعنا في الجزيرة ومدعاة أيضاً إلى وحدة الصف الكردي ، حيث جمعتنا المصيبة وبما أن الهدف يجمعنا (وهو هدف الدفاع عن الشعب الكردي وقضيته القومية) لذا يجب أن نتوحد حول الهدف لأنه في وحدتنا تكمن قوتنا وفي وحدتنا صيانة لكرامتنا وقوة على الدفاع عن قضايانا .
لقد عدد الرفيق أبو علاء مناقب الفقيد الشخصية من سعة الأفق ورحابة الصدر ودماثة الخلق والتواضع والاندفاع في خدمة الكرد واعتبره أحد سفرائنا في الخارج ، ثم اعتبر أبو علاء الرحيل المبكر للرفيق وهو في قمة عطائه ونشاطه وحيويته خسارة للبارتي ولأهل الفقيد ثم أردف قائلاً , لكن البارتي هو مصنع الرجال ، مصنع الرجال المخلصين الأوفياء لأنهم ينهلون من نهج البارزاني الخالد ومن نبعه الذي لا ينضب ، لذا فإن البارتي سينجب آلاف آلاف أمثال الرفيق الشهيد أبو كاوا رغم سجاياه الرفيعة وخصاله الحميدة ، فالبارتي الذي ولد من رحم المعاناة الكردية سيبقى قوياً شامخاً معطاء وسيعطي المزيد من الشباب الأوفياء والذين هم على قدر كبير من الثقافة والوعي والإرادة القوية للدفاع عن قضايا شعبهم وقضايا سوريا الوطنية والديمقراطية والإنسانية .
ثم تحدث الرفيق أبو علاء بكل وضوح عن معاناة الشعب الكردي السياسية والاقتصادية وسلط الضوء على حجم الممارسات الشوفينية التي تمارس بحق شعبنا داعياً الحركة الكردية إلى توحيد الصفوف وتصعيد النضال للدفاع عن الشعب الكردي وحقوقه القومية هذا الشعب الذي يستحق منا كل تضحية وكل فداء وقد أثبت تفانيه أمس في مسيرة التشييع واليوم في خيمة العزاء وفي الثاني عشر من آذار حيث قدم العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى واعتبر أن الرفيق محمد أمين هو أحد هؤلاء الشهداء مؤكداً على أن حزبنا قيادة وقواعد سيواصل العمل من أجل وحدة الصف الكردي بكل جدية وإخلاص وسيواصل النضال الدؤوب للدفاع عن قضايا الشعب الكردي مهما بلغ حجم التضحيات
وفي الختام أكد الرفيق أبو علاء (إننا ماضون في السير على نهج البارزاني الخالد الذي جسده رفيقنا في سلوكه وسنورثه لأجيالنا القادمة ، إنها مدرسة الكردايتي النقية السامية) ثم كرر شكره لجميع الحضور وجميع الذين ساهموا في مسيرة التشييع .
ج- ثم ألقى السيد حسن صالح سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا كلمة عدد فيها سجايا الفقيد وخصاله وإخلاصه وتفانيه في خدمة شعبه وقضيته وفي خدمة القضايا الديمقراطية والإنسانية مؤكداً أن هذه الصفات ليست بغريبة على إنسان يسير على نهج البارزاني الخالد (هذا النهج وتلك المدرسة النضالية) الذي أثبت أنه الأفضل والأصلح والأقدر على الدفاع عن الشعب الكردي وقضيته ، ثم استطرد قائلاً : لقد وضع البارزاني الخالد أسس مدرسة قومية سليمة النهج والاستراتيجية وهي مبعث فخر واعتزاز لدى كل كردي مخلص ، وأن ما تحقق في كردستان العراق ورغم جهود قادته إلا أنه يستند في الأساس إلى نضالات البارزاني الخالد الذي وضع الأساس السليم للنضال الكردي هناك ، ثم تحدث عن مسيرة التشييع قائلاً : إن مئات السيارات والآلاف من الشخصيات التي رافقت جنازته وهذا الحشد الهائل تحت خيمة العزاء كلها دلالات على وفاء شعبنا للمناضلين والمخلصين من أبنائه وإن هذا العزاء يدعونا من جديد إلى وحدة الكلمة والموقف لتحقيق قوة سياسية فاعلة لها وزنها في المعادلات الوطنية ، ثم تحدث عن معاناة الشعب الكردي وممارسات السلطة بحقه وعن انتفاضة الثاني عشر من آذار واعتبر أن جغرافية الانتفاضة هي التي حددت جغرافية الشعب الكردي مؤكداً أن الشعب الكردي موحد ومستعد للتضحية والفداء بكل شيء في سبيل قضيته وهو يدعونا باستمرار إلى وحدة الصف ولكن التقصير يكمن فينا نحن قادة الحركة ، وقد دعا في كلمته جميع الفصائل الكردية إلى العمل الجدي لتوحيد الصفوف قائلاً إن تعدد الآراء يعتبر حالة صحية ولكن عدم القدرة على التواصل والاتفاق يعتبر حالة مرضية نتحمل جميعاً مسؤوليتها
د- ثم ألقى الأستاذ عبد الكريم (من أهل الفقيد) وهو مدرس شريعة كلمة قيمة دعا فيها إلى التسامح والتآخي والتعايش بين مختلف مكونات الشعب السوري ومختلف أديانه وطوائفه مؤكداً أن خيمة العزاء هذه التي تجمعنا يتوجب أن تجمعنا أيضاً الآمال والآلام والطموحات إلى تحقيق العدالة والمساواة وإنصاف المظلوم وإحقاق الحق وقد حارب بشدة نزعة التطرف وخاصة من قبل بعض رجال الدين ومن قبل بعض المسلمين الذين يتسترون وراء الإسلام ويزرعون الفتنة ويمارسون الإرهاب باسم الدين والدين منهم براء مؤكداً أن الذين يدعون الشهادة !! بقتل أنفسهم لن يدخلوا الجنة مستشهداً بذلك بأحد الأحاديث النبوية الشريفة ، ثم أبرز في معرض حديثه خصوصيته القومية ككردي إلى جانب دينه الإسلامي واعتز بالاثنين مؤكداً أن من حق الأكراد على المسلمين الدفاع عنهم وعن قضاياهم باعتبارها قضايا عادلة واعتبر أن البارزاني الخالد يجسد مدرسة حقيقية تجمع بين القومية الكردية المخلصة والدين الإسلامي بمفهومه الحقيقي .
ه ـ قد شهد اليوم الثاني للعزاء حشداً جماهيرياً منقطع النظير وتحولت الخيمة إلى خيمة للتآخي والتعايش وإلى ندوة عامة ومستمرة حيث تضمنت الكلمات ما يلي :
1-   الدعوة إلى التآخي والتعايش بين مختلف مكونات المجتمع السوري
2-   نبذ العنف والإرهاب والتعصب بجميع أشكاله وخاصة الإرهاب الذي يمارس باسم الإسلام
3-   الدعوة إلى إنصاف الشعب الكردي وتمكينه من ممارسة خصوصيته (هذه الدعوة جاءت من رجال الدين)
4- الدعوة إلى وحدة الصف الكردي والعمل من أجله للدفاع عن قضايا الشعب الكردي والحصول على حقوقه القومية المشروعة
5- كان هذا اليوم هو بمثابة استفتاء لتجديد البيعة والولاء لنهج البارزاني الخالد حيث أجمعت جميع الكلمات من الساسة والمثقفين ورجال الدين على الاعتزاز والافتخار بهذا النهج والذي يجب أن يكون مبعث فخر واعتزاز لكل كردي مخلص .  
في 12- 2- 2007

 







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=1524