مخيم دوميز ..... معاناة و دروس وعبر وأمل
التاريخ: الأربعاء 16 كانون الثاني 2013
الموضوع: اخبار



نزار عيسى

منذ ان فتحت حكومة اقليم كوردستان ابوابها وأحضانها لاستقبال اللاجئين السوريين في آواخر آذار من العام المنصرم توافدت أعداد كبيرة من اللاجئين الكورد إلى الإقليم
فباشرت الحكومة ببناء المخيم في دوميز والتي تبعد عن دهوك قرابة ثلاث عشرة كيلو متراً وافتتحت المخيم رسميا لاستقبال طليعة اللاجئين في الأول من نيسان من العام ذاته وكانوا عبارة عن بعض العوائل إضافة إلى مجموعة من الشبان المطلوبين للخدمة العسكرية الإلزامية والعسكريين الفارين من الخدمة في جيش النظام  الذين رفضوا أن يشاركوا في قتل أخوتهم السوريين


ومع مرور الأيام بدأ توافد العوائل الكوردية السورية إلى المخيم وخاصة تلك العوائل التي كانت تقطن دمشق وريفها بحكم عملها وقد تهدمت بيوتهم نتيجة قصف قوات النظام لتلك المناطق الشعبية والفقيرة, هذه العوائل التي اضطرت منذ سنوات إلى ترك مناطقها الكوردية نتيجة سياسات النظام البعثي الهادفة إلى إفقار أبناء هذه المناطق وعدم السماح أو الترخيص بإقامة أية مشاريع أو معامل في تلك المناطق الغنية بالذهب الأسود والأبيض والأصفر وبالتالي دفع أهلها وسكانها إلى الهجرة سواء هجرة داخلية إلى المحافظات الأخرى بقصد البحث عن العمل ومورد رزق لعيالها أو من خلال بيع كل ما تملك للهجرة إلى الدول الأوربية وهو ما يسعى النظام إلى تحققه بقصد إفراغ المناطق الكوردية من سكانها الأصليين وإجراء تغيير ديمغرافي للمناطق الكوردية وهذه السياسة الممنهجة والشوفينية التي سعى النظام إلى تحقيقها من خلال تجويعهم ومنع وصول المؤن والاحتياجات الأساسية إليهم حيث موطنهم الأصلي في الجزيرة وكذلك قصف مناطق سكناهم في الريف الدمشقي وتدمير البيوت فوق رؤوسهم وكل هذه  الامورمجتمعة دفعت المزيد والمزيد من تلك  الأسر والعوائل إلى البحث عن مكان آمن يلتجؤون إليه فوجدوا ضالتهم في اقليم كوردستان التي رحبت بهم واستقبلتهم بالمحبة واسكنتهم في مخيم دوميز قرب دهوك إلا أن تدفق تلك الأعداد الكبيرة غير المتوقعة والتي لم يكن مرتب لها بالشكل المطلوب والمتوقع أربكت حكومة كوردستان والمنظمات الدولية  العاملة هناك ودفعتهم إلى التعجيل بشكل طارئ  لتأمين المستلزمات الضرورية الآنية لكل هؤلاء اللاجئين السوريين خاصة والشتاء بات على الأبواب والنوافذ ولا ننسى الجهود الجبارة  للجان التي شكلها الكورد السوريون داخل المخيم عبر إيصال الليل بالنهار والبحث عن مأوى لكل تلك العوائل التي كان فراشها وجه الأرض وغطاؤها بطن السماء والتي لم تكن لتجد شيء لولا جهود هؤلاء الشباب المتطوعين من اللجان ورؤساء القواطع السوريين إلى أن قامت إدارة المخيم بتأمين البعض من أحتياجاتهم الضرورية كل هذه الأمور لم تمنع من حصول بعض الخلل و التقصير في طريقة توزيع الاحتياجات وبالتالي معاناة كبيرة وأوضاع صعبة مر بها هؤلاء لكنهم تحملوا وتقبلوا كل ذلك بدافع من احساسهم وعاطفتهم بوجودهم بين أهلهم وأخوتهم من دمهم وأنهم على الأرض المباركة التي طالما حلموا برؤيتها , إلى أن كانت اللحظة التاريخية التي تفاجئ فيها اللاجئون السوريون حينما فتحوا أعينهم فإذا بالرئيس مسعود البارزاني بينهم يسلم عليهم يصافحهم يتفقد أحوالهم يستمع إلى أوجاعهم ومعاناتهم وهتافاتهم التي صدحت بها حناجر تلك الجماهير المحتشدة والفرحة لوجوده بينهم ثم قام الرئيس باستقبال وفد عن المخيم من اللاجئين السوريين في استراحته في دهوك واستمع منهم إلى كل ما يعانون منه وإلى التقصير الحاصل في تلبية احتياجاتهم والذي وعد حينها بتذليل كل تلك الصعوبات و ذكرجنابه وبكل تقدير بالفضل الكبير للكورد السوريين على كورد العراق حينما هجرهم طاغية العراق آنذاك من ديارهم على مر الانتفاضات الكوردية في كوردستان
وظهرت بوادر تحسن الأوضاع داخل المخيم بعد الزيارة ولقاء الوفد مباشرة الأمر الذي دفع الكثير من الكورد السوريين إلى المجيء إلى المخيم وخاصة بعد تردي الأوضاع المعيشية في المناطق الكوردية في سوريا ووقوف قيادات الأحزاب الكوردية مكتوفة الأيدي غير قادرة على إيجاد حل للأوضاع التي ساءت يوم بعد يوم
 فمنذ انطلاق الثورة السورية والذي كان الكوردي شريكاً وجزءاً أصيلاً فيها ولو على مستوى الحراك الشبابي لم يتفطن سياسيو وقيادات الكورد إلى صيرورة الأوضاع التي بدأت تتأزم في المناطق الكوردية والسعي الحثيث والجاد إلى إيجاد حلول وبدائل للمواد الحياتية اليومية التي بدأت تختفي من حياة الناس
 فدفعت الناس البسطاء مكرهة إلى ترك موطنها وبيوتها واللجوء إلى مخيم دوميز بحيث باتت إدارة المخيم القليلة بكوادرها عاجزة عن تأمين كل هؤلاء دون أن ينتظر اللاجئون الجدد أيام عديدة عند أقاربهم ومعارفهم حتى يحصلوا على مأوى خاص بهم وينالوا مستحقاتهم وحاجياتهم الضرورية وبانتظار تجهيز جسر الأمل لإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى المناطق الكوردية المنكوبة في سوريا وبعث الحياة والدفء  فيها من جديد وعدم اضطرار من تبقى منهم إلى ترك ديارهم وكذلك تشجيع اللاجئين في اقليم كوردستان على العودة والذين يقدر عددهم بأكثر من خمس وخمسون ألف لاجئ , والذين  ينتظرون اللحظة التي تتحسن فيها الأوضاع المعيشية في بلادهم على أمل العودة السريعة إلى كل ما تركوه ورائهم من مال وأهل وأحبة وأصدقاء وذكريات على كل موطئ قدم وفي كل بيت وزاوية وحارة أمضوا فيها على بساطتها  أجمل سني  حياتهم ....   







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=14834