يوميات الحصار(4) أولمر قِرْشِكْ
التاريخ: الأربعاء 26 كانون الأول 2012
الموضوع: اخبار



صبري رسول

لم يترك النّاسُ حديقة عامة أو منزلية إلا اعتدوا عليها، ولم يتركوا شجرة إلى نحروا جذعاً منها، قبل الأوان، فموعد تقليم وتهذيب الأشجار في الرّبيع، فكلٌّ يحملُ حزمةً، أو جذعاً، أو غصناً يجرّه إلى بيته. وفي الطرقات البعيدة(كطريق قامشلي تل براك، وتل حميس، وبلدات أخرى، اختفت عشرات الأعمدة الخاصة بالهواتف السلكية، تمّ اقتلاعها، أو نشرها من الأسفل، لتكون طعماً للنّار. 
وأنا لا شجرة في شقتي، ولا عمود هاتفٍ في طريقي، فقد قررْتُ جعلَ خشبَ السَّرير الصَّيفي (الخاص بسطح المنزل) حطباً


طلبتُ من صغيري مرافقتي في المهمّة، فالموجود الآن يُصبحُ نادراً غداً، فأنا أولى من غيري لاحتطاب أخشاب سريري الصّيفي.
فمَنْ ينجو هذا الشّتاء لن يموتَ أبداً، فلنجعل هذا الحطب يكفيّنا خمسة عشر يوماً، جعلتُ القسم الأول (الدرفة الأولى بمصطلح النّجارة) حزمةً مكسّرة قصيرة تتناسب وحجم المدفأة. 
قبل أنْ أبدأ بالثاني جاءني جاري (السّاكن في الطابق الأسفل) قائلاً: لقد زرعتَ الرّعب في قلوبنا يا جاري! قلت له: ولمَ يا عزيزي؟ أضاف: ظننتُ أنْ قصفاً قد حصل عندنا، لأنّ البناية تهتزّ من عملك هذا.
توجهنا إلى السّوق لشراء مدفأة الحطب، لأن مدفأة المازوت غير عملية في إحراق الحطب، المفاجأة كانت كبيرة عندما وجدنا سعر (أولمر طَبِكْ) بـ10000 ل.س و(أولمر قِرْشِك) بـ 12000 و(أولمر تَخْتِك) بـ 13000 ل.س. تركتُ المشروعَ كلَّه فاندسَّت العائلة تحت الأغطية بحثاً عن دفءٍ غائب.


أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=14731