رسالة مفتوحة إلى السيد الرئيس مسعود البرزاني
التاريخ: الأربعاء 12 ايلول 2012
الموضوع: اخبار



جناب الرئيس مسعود البرزاني
السلام عليكم
أما بعد
ليست الغاية من هذه الرسالة التي أخطها لجنابك، أيها الأخ السروك تقديم المواعظ، أو وضع خطط العمل لكم، معاذ الله، و لكنها كلمات أُحاول من خلالها السير على درب الراعي الكُردي (حمو) الذي قيل بأن زعيمنا الكبير مصطفى البرزاني صادفه يوماً أثناء تجواله و صحبه البشمركة في سهول كُردستان، فأحب الزعيم أن يحادث (حمو) حيث قال له بعد السلام عليه: (إن البرزاني قد وقع مع صدام إتفاقاً يحصل الكُرد بموجبه على الحكم الذاتي على أن يتنازلوا عن كركوك)، و هنا إحتد راعينا الذي لم يكن يعرف مُحدثه، و الذي لم يكن عالمه أوسع من ذلك السهل الذي يرعى فيه غنماته، فقال: (و هل كركوك هي ملك البرزاني حتى يتنازل عنها، إذا كان هو قد قبل بالإتفاق فأنا أرفضه).


 فهل لك أن تقرأ رسالة الراعي الكُردي السوري (حمو) أيها الأخ مسعود، و الذي عالمه هو الآخر ليس أوسع من حدود كُردستان.
فقد كنتُ قد كتبت قبل مدة طويلة مقالاً قيمتُ فيه إيجابياً توجه الكُرد السوريين السياسي إلى كُردستان بعنوان (التوجه إلى إقليم كُردستان: الدوافع و الآمال) لإنني كنتُ أعتقد بأنك من ينتظرهم هناك، و أخوة آخرين يشبهونك، ثم أتبعته بمقالٍ آخر دعوتُ فيه للإستفادة من الشباب الكُردي السوري اللاجئ إلى إقليم كُردستان، و تهيأتهم لحماية أهلهم، و ذلك بعنوان: (نحو تشكيل قوة عسكرية كُردية سورية)، لإنني ظننت أيضاً بأنك من سيقوم على رعاية هؤلاء، و تدريبهم، و السهر على راحتهم، إضافةً إلى أخوة آخرين يشبهوك، فكل كُردي في إقليم كُردستان هو بالنسبة لي، في أخلاقه و وطنيته و روحه القومية، نسخة عن البشمركة الأول البرزاني.
لكن وجود الكُرد السوريين، و بعضهم منذُ سنين طويلة في مخيماتٍ في إقليمنا الحبيب، و إنضمام اللاجئين الجدد إليهم، و من ثم حادثة البشمركة الشهيد (سليم) جعلني كل ذلك أعيد النظر في بعض تلك المُسلمات، و أشعر كذلك بالمسؤولية عما خطته يدي. أُذكِّر جنابكم هنا بأنه قبل عدة سنوات أُضطر أهلنا إلى ترك مناطقهم و اللجوء إلى العاصمة السورية دمشق و المدن السورية الأُخرى، و ذلك بسبب ضغوط النظام السوري و تشريعاته العنصرية، و كذلك الجفاف الذي ضرب الإقليم الكُردي في سوريا، و بسبب ضعف إمكاناتهم، و عدم وجود مساعدة من أحد، أُضطروا إلى الإقامة في خيمٍ بائسة على أطراف تلك المدن، و مع إستنكارنا لجريمة النظام في التهجير، و من ثم عدم قيامه بتوفير ظروف إقامة إنسانية للنازحين الكُرد، و عجزنا عن فعل أي شئ، إلا أنه يمكننا تفهم الأمر، بإعتباره صادراً عن نظام معادي لشعبنا، فما حصل لنا كان بتدبيرٍ منه أولاً، لكن ما يستعصي على الفهم هو أن يقيم الكُرد، و ليس غيرهم، في خيمٍ على أطراف مُدن كُردستان المُحررة، حيث تقع لهم فيها حوادث مؤسفة، و يسقطون ضحايا، مثل غرق تلك الطفلة ذات الثماني أعوام، قبل أيامٍ قليلة، في مجرورٍ مفتوح للمياه الآسنة في أحد المُخيمات.
أما حادثة إستشهاد سليم فقد أخرجتني كليةً عن طوري، فصرخت من الألم رغم عدم وجود معرفة شخصية بيننا، مثل عدم وجود أقارب شخصيين لنا ـ ربما ـ في تلك المُخيمات، و لكنه الواجب القومي و الإنساني الذي تعلمناه من البرزاني الكبير، حيث نحاول في كل أعمالنا السير على دربه. أعتذر هنا عن إستعمالي بعض العبارات الجارحة في مقالي المعنون بـ (غوانتانامو كُردي)، لكنني عندما رأيتك تزور مخيماً لأهلك بعد الحادثة تساءلت فيما إذا كانت صرختي مُجدية، أم هي دماء سليم، كانت من الغزارة، بحيث أنها هدمت جدار التغييب الذي بناه للأسف (بعضنا) من فكره المترهل، ليحول دون متابعتك للوقائع أولاً بأول، لتتراكم بسبب ذلك كل السلبيات، و تنفجر فيما بعد دفعةً واحدة على شكل حوادث مؤسفة، و هنا أتساءل مستغرباً في ظل ذلك الصمت المطبق: أليس من الغريب أن أكون الوحيد الذي كتب عن تلك الجريمة الموصوفة، و التي أتمنى رغم بشاعتها أن تكون حادثة فردية؟ ليس ذلك فحسب، بل أن هناك من بدأ بالتمهيد لإخفاء معالمها و إغتيال الشهيد معنوياً، و ذلك بنشر الشائعات من قبيل أن الجنود الكُرد في المعسكر الذي وقع فيه الحادث يتعاطون الخمر، و أن على أجساد بعضهم وشوم و رسومات تدل على أنهم يتعاطون الحبوب المخدرة، و غير ذلك من الأكاذيب، جرياً على ما شهدناه من إتهام الدكتاتوريات لشعوبها الثائرة، ظناً من هؤلاء أنهم يساعدونكم بذلك في مهمتكم، و هم لا يعلمون إنهم بذلك يثقلون كاهلكم، في حين إنهم في الحقيقة لا يهدفون لشئ سوى لتبييض صفحاتهم أمامك، من خلال النأي بأنفسهم عما يحدث هنا و هناك من أعمالٍ يقوم بها مواطنيهم، فحتى لو كان بعضها سيئاً، إلا إن العلاج لا يكون بالتجاهل و الإخفاء، بل يجب الوقوف عندها بعقلٍ متفتح وضميرٍ صاحٍ، و رجولة، لمعالجتها، و وضع الحلول الناجعة لها. إن هؤلاء يزينون لكم الأمور لأنهم يعيشون عندكم في قصورٍ مشيدة، في حين أنك لا زلت تسعى، دون جدوى، لجمعهم على كلمةٍ سواء، و الأمر غير مُجدٍ معهم، لأنهم ليسوا بحاجة للوحدة، لأن هذه الوحدة ستؤدي إلى نزولهم من على مقاعدهم الوثيرة و العمل في سبيل قضية شعبهم، و لماذا يعملون أصلاً إذا كان كل شئ متوافر لهم، أنظر إلى ثيابهم الأنيقة و بطونهم التي تكرشت، هل ترى فيهم ملامح من هو في طريقه إلى العمل، كأنهم يعيشون مرحلة التقاعد بعد حياة حافلة بالنضال المثمر. لقد أصبح هؤلاء مثل (الأفندية) الذين ذكرتهم حضرتك مرةً عندما سأُلت عن إستعداد شعبك للعودة إلى حمل السلاح في حال تعرض كُردستان للخطر، لا سمح الله.
أرى سيدي العزيز أن تضعهم في واحدٍ من تلك المخيمات تحت طائلة البقاء فيها في حال عدم الوصول إلى برنامجٍ موحد، و تحمل المسؤولية التي يستفردون بها دون فائدة، و سترى بأم عينك وحدةً ناجزة حقيقية خلال أيام قليلة، و ليست مثل رفع العتب الذي يقومون به حتى الآن، أو قُم ـ لو تكرمت ـ بقطع المعونة عنهم لبعض الوقت، و سترى رأيهم الحقيقي بكَ و بكُردستان و الكُردايتي أيضاً. لقد قصر هؤلاء للأسف نضالهم في سبيل الكُرد و كُردستان على نشر صوركم بأشكال مختلفة، و ذلك بعد تزيينها و كتابة عبارات النفاق عنها، و أنا على يقينٍ تام بأنهم لو كانوا قد كرسوا بعضاً من وقتهم الذي يصرفونه في تدبيج مدائح النفاق تلك لبعضٍ من القضايا المُلحة، لما كانت هناك مُخيمات الآن، و لما فقدنا سليماً واحداً، أصلاً لم يكن شعبنا الآن على دروب التشرد.
قد يقول قائلٌ هنا بأنه لو حُلت مشكلة المخيمات، و تم توطين الكُرد السوريين عندكم، فربما لن يفكروا بالعودة ثانيةً إلى ديارهم، لكن الحقيقة هي أنكم إذا أسكنتوهم في أفضل منتجعات كُردستان و العالم فسيعودون عند أقرب فرص إلى قامشلو و شقيقاتها، فهكذا هو الكُردي لا يستغني عن مسقط رأسه مهما كان مُقامه الطارئ مُريحاً، و لنا في البرزاني الخالد قدوةً، فقد كان رحمه الله يعود بعد كل رحلةٍ إضطرارية إلى كُردستان، كما أن لنا في كُرد كركوك أمثولةً، حيث يعودون إليها رغم المخاطر الإرهابية التي تتهددهم، مؤمنين بدورهم بعودة كركوك إلى حضن كُردستان، و ها نحنُ نعيش مع أهلنا بمشاعرهم و آلامهم و آمالهم، رغم بُعد السنين و المسافات.
هناك قضية أُخرى تشغل بالي أخي الرئيس، إذ أنكم رعيتم قبل مُدة إتفاقاً بين فصائل كُردية من خلال جهودٍ صادقة تُشكرون عليها، لكن الإتفاق لم ينفذ حتى الآن و لن يُكتب له النجاح برأيي المتواضع، و أعتقد أن الأسباب لا تغيب عن جنابك، ذكرت الأمر فقط لتذكيركم بالإرتباط العضوي لأحد أطراف الإتفاق بأجندة غير كُردية تحول دون تنفيذه لأي إتفاق، مهما كان متواضعاً، مع أطراف كُردية. جذور المشكلة و بصراحة متناهية هي أن من يدير دفة هؤلاء هو النظام السوري الآيل للسقوط و من خلفه إيران، للأسف حول هؤلاء جبل قنديل إلى ما يشبه المكوك الذي تقع خيوطه في أيادي الأنظمة الغاصبة لكُردستان، و حالياً يدير هذا المكوك أكثر من يد، و لا يسعني هنا سوى التذكير بوقف تلك الجهة الحزبية نشاطها على الجبهة الإيرانية منذ بدء الثوة السورية، رغم وجود عمليات كثيرة له قبل ذلك على تلك الجبهة، كان من نتيجتها سقوط العديد من الشهداء الكُرد، قام النظام الإيراني بتنفيذ عمليات إعدام في بعضهم، هناك عاملٌ آخر يدفع هؤلاء إلى عدم التنفيذ ألا و هو الرغبة في توجيه طعنة نجلاء لمصداقيتكم، و بالتالي محاولة إخراج الملف الكُردي السوري من بين يديكم الكريمتين، ليكونوا هم، و من يقف خلفهم، البديل الوحيد الذي يستفرد به، فقد جاء إتفاق هولير كما تعلمون بعد أن توتر الموقف في المنطقة الكُردية إلى درجة تنذر بشرٍ مستطير، و بذلك تركز الإهتمام الشعبي على ما سيصدر عن هولير بعد توجه الجميع إليها، إن مجرد حمل الإتفاق لأسم هولير، و رعايته من قبلكم قد لعب دوره في تهدأة الخواطر و زرع الأمل في قلوب شعبنا من جديد، و لكن قيام حزب العُمال الكُردستاني بإجراءات على الأرض تخالف بنود الإتفاق و روحه، جعل الإتفاق و كأنه لم يكن، و إنعكست نتائج ذلك على الشارع بصورة أكثر سلبيةً، و قد دفع ذلك بالبعض إلى التململ من كل ما يمكن أن يصدر من كُردستنان، لكن الإهتمام الإعلامي بقي بالإتفاق كبيراً، و لا زال الطرف الذي لا ينفذه يزرع آمالاً كاذبة من خلال اللعب بالكلمات و إغراق الناس بالتفاصيل، و هذا ما يجعل اليأس في أوساط الناس أكبر، و قد يدفعهم إلى إغلاق بوابة الأمل الوحيدة مع هولير، و فتح أُخرى جانبية رغماً عنهم قد تكلفهم غالياً، و هو ما سيؤدي إلى حصول أشياء لا تحمد عقباها، و إذا كان جميع الأخوة قد ذهبوا إليكم في هولير بملأ إرادتهم فلماذا لا تذهب هولير إليهم في قامشلو، إن لجوئهم إليكم دليلٌ على تمتعكم بالمصداقية ـ و هي حقيقة ـ و بالتالي قبولاً بما تقررونه كمحكم يضع الحلول لمشاكلهم، إن الأفضل أن يتم الحل في عين المكان بدلاً من وقوع الإشكالات و إنتظار وصولها مع أمواج اللاجئين، و كما تعلمون فقد أصبح إفراغ المنطقة الكُردية السورية من سكانها و إغراق كُردستان بموجات اللجوء مسألة علنية حيث إفتتحت تلك الجهة الإشكالية، و بعد كل ذلك التضييق على الناس، مكاتب تهريب علنية في ديرك و قامشلو و غيرها، و تقوم بتسجيل أسماء المرغمين على الهجرة، فتتقاضى منهم مبلغاً معيناً قبل أن تجلبهم إلى حدود كُردستان، فإذا كان هؤلاء يدعون أنهم حرروا المنطقة، و إنهم طردوا إدارات النظام منها، إذاً ممن يفر الكُرد السوريون، و لماذا يتركون بيوتهم و يقتحمون الحدود حيثُ ينتظرهم مصيرٌ مجهول وراءها، قد يصل إلى الموت أحياناً، كما كان عليه الحال قبل بضعة أيام في حادث غرق الكثير منهم في البحر عندما كانوا على متن السفينة التركية قبالة أزمير، أليست تصرفات هؤلاء هي السبب المباشر الذي يدفع الناس إلى الفرار، رغم أن الوضع في منطقتنا لم يصل إلى السوء الذي هو عليه في المناطق السورية الأخرى، اللهم إلا تلك السلبيات التي يسببها هؤلاء. إن الحل الوحيد هو مساعدة الناس حيث هم، لتكن المنطقة الكُردية منطقةً آمنة خالية من السلاح الحزبي، و لتتوجه القوة الكُردية السورية تحت إشراف البشمركة للإمساك بالأمور على الأرض، و تأمين إحتياجات المواطنين جميعها، و مساعدتهم، و توفير الأمان لهم، و في الوقت ذاته تأمين ظهر أخوتنا السوريين الذين يقارعون نظام الإستبداد.
سيادة الرئيس
في موضوعٍ آخر لكنه مرتبط بما أثرته حتى الآن، فقد حدث قبل أيامٍ شئٌ في غاية الخطورة تمثل بإعتقال صحفي كُردي سوري في السليمانية بناءً على شكوى من حزب العُمال الكُردستاني، و تعلم حضرتك أن هذا الحزب لم يؤمن يوماً بشئ أسمه عدالة، و لم يلجأ يوماً للقضاء، العدالة الوحيدة التي عرفها هي عدالة المحاكم الميدانية، و ملاحقة الخصوم و تشويه سمعتهم و تصفيتهم معنوياً و جسدياً. بعد أن فشل ذلك الحزب في تصفية ذلك الصحفي الشاب أو إحتوائه أو تحييده أسوةً بمعظم معارضيه، و ذلك بسبب إكتسابه ما يشبه الحصانة بعد إفتضاح أمرهم معه، و جدناهم يلجؤون إلى محاولة تصفيته أدبياً، و هو ما يفعلونه مع معظم من لا يتفق مع نهجهم، إذ أن كمية الشتائم و التهديدات التي نتلقاها، و التخوين الذي يطالنا، و طريقة التعرض لأهالينا و الإساءة لهم و حشرهم في خلافهم معنا، يجعلنا نقارن أفعال هؤلاء بجرائم نظام الأسد الذي لم يكن مستوى بعضها معنا قد نزل إلى مثل هذا الدرك، علنياً على الأقل، و كما هو معلوم فإن تعامل الكُرد السوريين مع بعضهم البعض، لم يصل يوماً إلى الحد الأدنى من هذا المستوى من الإساءات التي يوجهها هؤلاء لهم، رغم التاريخ الممتد للحركة السياسية الكُردية في سوريا، فقد أحضر معهم هؤلاء ثقافة غريبة لم تكن معروفة سابقاً هي ثقافة القتل و الغدر و التشويه و التخوين و الشتم، وزعوها بشكلٍ عادل على أجزاء كُردستان المختلفة و منها إقليم كُردستان. إن فتح مثل هذا الباب، باب ملاحقة الخصوم في محاكم الإقليم، لتنظيمٍ بالمواصفات التي لا يجهلها أحد، يُسئ لصورة الإقليم، لأنه يظهره للأسف الشديد بصورة الشريك في ملاحقة المختلفين معه في الرأي، فذلك الحزب كما لا يغيب عن جنابكم أساء للكُرد قبل أن يسئ لنفسه، بعد أن تسبب في وسمهم عالمياً بالإرهاب، و هو التنظيم الكُردي الوحيد، إن لم يكن الأول عالمياً الذي عليه مثل هذا الإجماع الدولي، إن الكُرد هم جزءٌ من هذا العالم، و هم لا يستطيعون العيش في عزلةٍ عنه، و تجاهله، فكيف بمواجهته، إذ أن من الغير المجدي أن ننتظر أن يتغير العالم كله، و يخضع لوجهة نظرنا و شروطنا، في حين أن المنطق يتطلب أن نُعيد نحنُ تقييم تجاربنا و دراستها و خاصةً الفاشلة منها، فنلقيها جانباً و نغير أنفسنا لنندمج نحنُ في المجتمع الدولي، و هنا يجب أن لا يغفل المرء الإشارة إلى أن معظم دول العالم تتعاطف مع حقوقنا المشروعة، و تنظر بإحترام إلى حركتنا المطالبة بهذه الحقوق، و ليس هناكٍ من داعٍ للتوسع في التذكير بالإحترام الذي يكنه العالم لكم شخصياً، و ذلك في الحقيقة مصدر فخر لنا حميعاً.
أنا متأكد أيها الأخ الرئيسي بأنك تقوم بأعمال كبيرة في خدمة قضيتنا القومية، لكن كل شئ لا يذكر في الإعلام، و يمكن للمرء أن يلمس الأمر من الأمان الذي يرفل فيه أهلنا في أقليم كُردستان، هناك أخطاء أيضاً و نحن نتفهم ذلك، لأن من يعمل يُخطأ كما يُقال، و لكننا نريد أن تكون كُردستان مثالية، نحنُ ننتقد و لكننا نُحبك لدرجةٍ تصل إلى بناء الأساطير حولك، قبل عدة سنوات كان هناك إضراب عن الطعام نفذه كُرد سوريا في العاصمة الألمانية برلين، و صادف أن كنتَ في زيارةٍ إلى ألمانيا، و مر موكبك في طريقه إلى وزارة الخارجية بالقرب من موقع الإضراب، قال هؤلاء الأخوة بأنك بحثت وضعهم مع الألمان، رغم أنهم لم يعرفوا ماذا دار في إجتماعكم، لقد إفترضنا حُسن النية فيك، و أعتبرناك ممثلنا دون تكليفٍ رسمي، و هذه حقيقةٌ تُسعدنا.
و قد حدث قُبيل إنعقاد كونفرنس هولير للجاليات الكُردية السورية الذي إلتئم قبل شهور في إقليم كُردستان أن إمتلكت الشجاعة في كتابة مقالٍ بعنوان (لأنها كُردستان فإلإدانة أشد)، إنتقدت فيه ما تعرض له مُعارضٌ عربي سوري بارز، و صديق مُخلص للشعب الكُردي في مطار هولير من معاملةٍ قاسية و إهانات وصلت إلى حد إرجاعه من المطار، رغم أنه كان يحمل فيزا رسمية من سلطات الأقليم، كما إنتقدتُ مثل العديد من الزملاء الكتاب و الناشطين آلية الدعوة إلى مؤتمر هولير ذاته و التي تسببت في حضور بعض من لا يشتغل على الهم الكُردي، و إستبعاد بعض من لهم بصماتٌ لا تُنكر فيه، أنني لا زلت أعتقد أن ذلك من الأسباب التي جعلتني أدفع شخصياً ثمناً لذلك إقصائي من حضور المؤتمر، الذي و رغم مرور مدة طويلة على إنعقاده، لم يحقق أية نتيجة مفيدة حتى الآن، إلا أن ذلك كله لم يؤثر في المحصلة على متابعة العمل، و حسب إمكانياتنا، فيما نعتقده مُفيداً لخدمة قضية شعبنا، و لم يقلل من محبتنا لكم، و لم يشوه الصورة العامة للأقليم، الصورة التي نطمح دائماً أن تكون نقيةً، و سنبقى نجهد للإشارة إلى الشوائب و إنتقاد النواقص التي تشوهها، تمهيداً لإزالتها، لتتحول كُردستان واقعاً مثالياً أجمل من الحلم الذي داعب خيالنا، فكُردستان هي ملكٌ لجميع أبنائها، و لا يمكن أن يستفرد أياً منهم في التصرف بما تحت يديه و كأنه ملكه وحده، بما يُسئ إلى الآخرين، حتى لو كانت الإساءة معنوية، كما أراد جدنا (حمو) أن يقول.
هذا ما كان في قلبي سيدي الرئيس، أحببتُ أن أطلعكم عليه، و أعتذر عن الإطالة.
هل نجحت في الإبلاغ، اللهم فأشهد.
تمنياتي لكم الصحة و الموفقية

و تفضلوا بقبول فائق الإحترام
حسين جلبي
كاتب و مُحامي كُردي سوري/ ألمانيا
12.09.2012








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=13937