لاجئو القوارب : العلويّون ربما سيركبون البحر كما الفيتناميين .
التاريخ: الثلاثاء 28 اب 2012
الموضوع: اخبار



  لورانس سولومون / الفاينانشال بوست
ترجمة: مسعود الحسن

  في حال خسر الرئيس السوري بشار الأسد و معه الاقلية العلوية ، الحرب الأهلية الدائرة لصالح الأغلبية السنية فإن _ و كما قد تنبأت الحكومات الغربية منذ أكثر من سنة – حمّام الدم الحقيقي سيبدأ للتو . فمن المؤكد ان السنّة - كرد فعل انتقامي على عقود من حكم آل الأسد المليئة بالقتل - سيسعون للأخذ بثأر 20000 ألفا قتلوا بوحشية من قبل الأسد في ال 18 شهرا الماضية ، و كذلك ال 10000 آلاف الذين تم محوهم من قبل حافظ الاسد والد بشار الاسد ، و ما لا يحصى من المظالم و التعدي على الكرامات التي حفلت بها فترة حكم الأقلية العلويّة على الأغلبية السنية .


مع توقع مذابح بالجملة – تكثر الدعوات إلى إبادة جماعية ضد العلويين - فإن العديد إن لم نقل أن معظم علويّ هذا البلد الذين يشكلون اكثر من مليونين سيفرون مذعورين .  فليس من احد من جيران سوريا في الشمال أو في الجنوب و في الغرب  لديهم القدرة أو الرغبة في استقبال أعدادا كبيرة من العلويين - الذين ينظر اليهم كهراطقة من قبل المسلمين السنة كما المسلمين الشيعة على حد سواء – العديد من العلويين سيركبون البحر في محاولة للوصول إلى الغرب . هذا من شأنه ان يخلق أزمة هجرة كبيرة للدول الغربية لم تشهدها منذ نهاية الحرب الاهلية الفيتنامية في السبعينات من القرن الماضي و التي شهدت احتجاز ، و من ثم إعادة توطين اكثر من مليون من اللاجئين (الفارين بالقوارب) في سنوات السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي . و بالتالي فإنه تتكشف بوادر كارثة إنسانية على نطاق ملحمي ، الامر الذي سيؤدي إلى إرهاق ميزانيات الدول الغربية في هذا المرحلة من التقشف – كلفة احتجاز اللاجئين الفيتناميين في الثمانينات من القرن الماضي ، عندما كانت قضية الامن أقل أهمية من اليوم ، وصلت إلى 75 الف دولار أمريكي لكل فرد سنويا .
لا يزال من الممكن تجنب هذه التكاليف و بطبيعة الحال تجنب هذه الكارثة الانسانية التي تلوح في الافق ، ليس من خلال الاستراتيجية الغربية بتغيير النظام – احلال حكم من تحالف سني محل نظام الأسد مع الحفاظ على الحدود السورية سليمة – بل من خلال إنشاء دولة علوية ضمن الحدود السورية الحالية تضم السكان العلويين . في الحقيقة  مثل هذه الدولة – كانت تدعى الدولة العلوية – وجدت في أعقاب الحرب العالمية الأولى عندما تمرد العلويّون ضد الحكم الفرنسي الاستعماري على طول اراضيهم في السواحل الشمالية الغربية  للدولة السورية الحالية . و التي استمرت و- بمباركة عصبة الامم - من عام 1920 الى 1936 عندما انضمت إلى سوريا ، و ذلك كمحمية ضمت اقليات متعددة متباينة أُنشئت من قبل القوى الاستعمارية .
استطاع العلوييون – المعروفون ببراعتهم العسكرية – في أن يصبحوا لاحقا قوة في حزب البعث الفاشي الذي حكم سورية بدكتاتورية عسكرية . نظام حزب البعث الفاشي و كما غيره من الانظمة العلمانية  الاخرى في الشرق الاوسط ، يتداعى الآن ، و معظم هذه الانظمة هي من صناعة الفرنسيين و البريطانيين بعد الغنائم التي حصلوا عليها من الامبراطورية العثمانية .
إذا كانت القوى الغربية غير مصرة على الحدود السورية الحالية فإن دولة علوية محتملة قادمة ، فالعلويّون ، في الحقيقة ، يحصنون اراضيهم التاريخية من أجل الانكفاء اليها عند الضرورة كآخر حل . و كذلك يفعل الكرد السوريون بتحصين اراضيهم ليجنبوا انفسهم حمام الدم بغض النظر عن من ستؤول  إليه السلطة . لكن الغرب يعارض فكرة تفتيت سوريا ، كما جيران سوريا الاقليميين ايضا ، فالكل يخشى من تبعات ان يشكل ذلك سابقة تشجع التطلعات القومية لأقليات اخرى موجودة في الشرق الاوسط . ذلك ان حربا طائفية محلية يمكن ان تندلع في هذه المنطقة من العالم ، المملوءة بالضغائن  .
ان تبعات الاصرار على الابقاء على حدود سوريا دون تغيير ، و إجبار العلويين و الاغلبية السنية على العيش معا ستكون غير معقولة ، فاستمرار قتل الأبرياء من السنة على ايدي القوات العلوية ، سيُتبع بقتل الابرياء من العلويين في حال فوز السنة . في المقابل ، فإن الاسراع بتشكيل دولة علوية لهو امر ملح ، لأسباب ، ليس أقلها زيادة احتمالات تقصير مدة ، و تقليل احتمال نهاية بشعة للحرب الاهلية الدائرة اليوم . ، نرى العلويين يقاتلون بضراوة بسبب  أنهم لا يملكون ملاذا آمنا في دولة تعود لهم ، و في حال الضرورة قد يلجؤن إلى استعمال الاسلحة الكيميائية ، و إذا خسروا الحرب ، و قام المنتصرون السنة بغزوهم في معاقلهم و فرض حصار على عاصمتهم (اللاذقية) الواقعة على البحر المتوسط ، فإن ظهورهم ستكون إلى البحر  .
ستشهد اللاذقية ، الميناء البحري الأكبر في البلاد ، حركة إجلاء واسعة النطاق للسكان ، و سيشهد الغرب مشكلة لاجئين واسعة النطاق ، من صنعها هي .
عن الفاينانشال بوست – لورانس سولومون
 لورنس سولومون: عالم كندي مهتم بشؤون البيئة و تاثيرها بالاقتصاد ، مستشار للرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر .
ترجمة : مسعود الحسن







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=13804