الحركة الكردية في سوريا بين الحاضر و المستقبل محاضرة ألقاها المهندس عبد الباقي علي في منتدى اوصمان صبري
التاريخ: الجمعة 10 اب 2012
الموضوع: اخبار



اقيم في منتدى اوصمان صبري (مكتب حزب يكيتي الكردي بقامشلو) محاضرة بعنوان (الحركة الكردية في سوريا بين الحاضر و المستقبل) ألقاها المهندس عبد الباقي علي و بحضور عدد من الفعاليات السياسية و الثقافية و الشبابي  بقامشلو , حيث ذكر فيها واقع الحركات السياسية من بدايتها عام 1957 حتى نشوء المجلس الوطني الكردي و تداعيتها على الوضع الكردي في كوردستان سوريا و هذه نص المحاضرة :


الحركة الكردية في سوريا بين الحاضر و المستقبل
زمة التي نحن الحركة السياسية الكردية في سوريا ليست وليدة المرحلة ولكن تأسست بشكل منظم في إطار سياسي محدد على شكل حزب والذي سمي بالبارتي بعد تشكيل دول وحكومات بعد الحرب العالمية الثانية وبروز الفكر القومي فتبلورت القوة السياسية للكرد في سوريا بتشكيل حزب سياسي عام 1957 ونتيجة الصراع الدولي بين الشرق الاشتراكي  والغرب الرأسمالي تعرضت الحركات التحررية في جميع أنحاء العالم إلى الشرخ والانقسام بين اليسار الاشتراكي والليبرالي الغربي وديني إسلامي بعض الأحيان. وهذا ما ألقى بظلاله على حركتنا الكردية هنا في سوريا فتشكلت عدة أحزاب صغيرة وضعيفة القوام(انشقت من بعضها)  تنشط بعض الوقت وتضمحل في أوقات أخرى وأصبحت تعيش في واقع مريروتتخبط بين النظرية والتنظير ناسية التكليف الجدي لتشخيص هذا الواقع .
وبالرجوع إلى ادبيات وسيرة هذه الأحزاب وأسباب صراعاتها نستطيع أن نقول :
لايكفي أن توضع قائمة بالحقوق والمطالب وترفع الأيدي إلى الله منتظرين منه تحقيقها بالدعاء والتمني ولكن ثمة عوامل أساسية هي التي تتحكم بذلك وهي:
1- الظروف الموضوعية: وتشمل الظروف التي تحيط هذا الشعب من خارجه وخاصة الدول التي تقتسم كردستان فان النظام السوري ضعيف وعلى وشك السقوط وهناك العراق الفدرالي وفيه إقليم كردستان يتمتع بالحكم الفدرالي وداعم رئيسي للقضية الكردية في سوريا والنظام التركي والذي حقق خطوات كبيرة باتجاه دخول الاتحاد الأوربي ويحاول ولو بشكل خجول الانفتاح على الكرد . وكذلك دعم القضية الكردية في سوريا من قبل المنظمات الدولية الرسمية وغير الرسمية ونحن كشعب سوري في الظروف الحالية نحظى بالتضامن الواسع خارجيا من قبل منظمات دولية حقوقية وإنسانية وحتى بعض المنظمات الرسمية كسفارات ووزارات وبرلمانات الدول الأوربية (نمسا ـ نرويج ـ فرنسة.......) وحظى الشعب السوري بدعم دول الأصدقاء العربية والغربية ودعم هذه المنظمات للمطالب الحقوقية للحريات و الديمقراطية والإعلام و حقوق الأقليات وتمسك بعض الدول بهذه الحقوق في سوريا الجديدة.إذا هذه الظروف ملائمة لقضيتنا وعلينا استثمارها يشكل مناسب.
2-  الظروف الذاتية وتشمل الظروف التي ينطلق منها الشعب حسب قدراته وإمكاناته ومدى اندماجه بمطالبه والسبل التي يمكن أن يسلكها للحصول على هذه المطالب من احتجاجات وتظاهرات سلمية داخليا وخارجيا  ومدى تحريض وتهيئة الجماهير للخروج والمطالبة بحقوقه ونحن كشعب كردي يمكن أن نلعب دورا أساسيا بتهيئة هذه الظروف بحيث تكون مناسبة  فالبرامج السياسية التي تضعها النخب (التنظيمات )تلعب دورا مهما بتهيئة هذه الظروف.
أشكال النضال السياسي
1-  الشكل الأول: هذا الشكل السياسي يتمثل بتيار يرى نفسه أكثر عقلانية من غيره وهو يرى انه بالعقل والحوار وكتابة القلم هي الأدوات الحصرية التي يمكن الحصول بها على الحقوق وهذا الشكل يقتدي به الحركات المعارضة في البلدان المستقرة والديمقراطية مثل الدول الأوربية وهذا الأسلوب مجدي في تلك البلدان ولكن الغريب في الأمر إن أصحاب هذا الرأي يسقطون هذا الأسلوب على البلدان الدكتاتورية والبلدان التي تفتقر إلى ابسط إشكال الحريات والديمقراطية إذا هذا الأسلوب فاشل في مثل هذه البلدان ومنها الشرقية والبلدان العربية خاصة مثل المعارضة السورية (لجان المجتمع المدني – لجان حقوق الإنسان وووو.........).نستطيع أن نسمي هذه المعارضات بالمعارضات الدبلوماسية.
2-  الشكل الثالث: ربما ستغرب المستمع بترتيب هذه الإشكال ولماذا الشكل الثالث قبل الثاني عند استعراض الإشكال الثلاث يعرف السبب.
إن هذا الشكل يعتمد في النضال على أسلوب الفعل ورد الفعل وما يؤخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة ويعتمد هذا الشكل أساليب الكفاح المسلح في سبيل الحصول على الحقوق وهذا الأسلوب يتسم بالتطرف والعنف وربما في هذه الأيام بالإرهاب في الدول الديمقراطية والمستقرة كالدول الأوربية كحركة إلباسك في أسبانية وهذا من حقهم لأنه ثمة أسلوب اخرسلمي للحصول على الحقوق وليس بالعنف والتطرف.
ولكن في البلدان اللاديمقراطية / الشرقية والشرق أوسطية خاصة / لا يتسم هذا الأسلوب بالعنف والتطرف بل يتسم بالأريحية والأحقية والتأييد من قبل الجماهير كونها مطالب محددة وواضحة وعادلة ومقرة في المواثيق الدولية كحركة حماس والجهاد في فلسطين.
إن هذا التيار هو المضحي والخاسر ميدانيا / ماديا. معنويا. وحتى على مستوى الإفراد المرتبطين بهذا الاتجاه يتعرضون الاستهداف كالاستبعاد من الوظائف والمصالح المرتبطة مع الدولة............/  .
ولكن هذا التيار له برنامج واضح ومطالب واضحة ومحددة بالأرقام وعلى جغرافية خاصة ومحددة لا كما تنظيم القاعدة ذا مطالب غير محددة وعلى جغرافية غير معينة.
  3 -   الشكل الثاني: وهو الشكل الذي يراه المراقب من الخارج بأنه هو الأنسب
 والأفضل فهو يتراوح   بين الشكل الأول والثالث ويتفق مع الشكل الثالث من حيث المبدأ في تحديد الحقوق والمطالب
أما من حيث تحديدا لآليات وأساليب الاختيار للمطالبة يتفق كثيرا مع الشكل الأول فهو عبارة عن صلة وصل بين الشكل الأول والشكل الثالث كحركة فتح في فلسطين   
فإذا كان هذا التيار ذا إيديولوجية واضحة و برنامج واضح  بالمطالب المتفقة مع  الشكل الثالث  ووضع خطط وبرامج متوسطة ومكتسبة من الشكلين لكان هذا التيار   موفقا بطرحه.
  إما إذا تطفل على الطرفين كان ينتظر الطرف الأول فينتقده دون إن يقدم البدائل العملية شيئا فيكون بذالك قد يكتسب تأييدا محدودا ومؤقتا وبنفس الأسلوب ينتظر
 الطرف الثالث ما يفعله وما يقدم  من التضحيات في سياق إيديولوجيتيه العملية فينتقده أيضا ويصفها بأنها غير عقلانية وعبارة عن معركة خاسرة ويجب توفير طاقات هذه المعركة تحت ذرائع الوقت والظروف غير المناسبة فهم بذلك ومع مرورالزمن يتحولون إلى الشكل الأول وقد يدفع بالشكلالثالث بهذه الطريقة الى شيء من التطرف كرد فعل على هذا الأسلوب.
وحال حركتنا الكردية في سوريا ليس كحال حركات العالم وحتى لا العربية المحيطة ولا الكردية الشقيقة .
 فالشكل الأول في حركتنا الكردية يرى وكأنهم في السويد أو نرويج أو نمسااو.....  بمجرد بيان أو رسالة إلى مسؤول داخليا أو خارجيا  قد يحل المشكل وان لم يحل  يتم  التكرار وهكذا يتم العمل ضمن هذاالسقف المسموح دون غيره.والتسمية التقليدية.لهذه
 الاحزاب تعرف بالأحزاب اليمينية و الشكل الثالث الذي نراه في حركات العالم والتي تتسم بالعنف والتطرف هو غير موجودة أصلا في  حركتنا الكردية في سوريا.  
  لا احد يدعو إلى العنف والسلاح والأساليب غير السلمية في النشاطات والأعمال المطلبية فكل البرامج السياسية للحركة الكردية تنبذ العنف وتدعو إلى النضال بالطرق السلمية/ الاحتجاج والاعتصام والتظاهر والمسير والإضراب والعصيان وربما االتفكير بالتسليح حاليا في ظل الظروف الحاليةتكون دفاعية وتسيير الامور  الحياتية لانه هناك احتمالات حدوث فراغ اداري ولكن حتى الآن لاتوجد أية تيارات تتبنى التسليح والمقاومة المسلحة.
 إذاً حركتنا الكردية لها شكلان في النضال الأول والثاني ولايوجد الشكل الثالث ( المتطرف ) .
 والشكل الثاني في حركتنا ينقسم إلى تيارين الأول يرى بأنه يتسم بالعقلانية والقدرة على الحوار والحركة ضمن المسموح وبشيء من توسيع المسموح بدون أي نشاط عملي وأية خسائر تقع على عاتقه أو عاتق جماهيره. فهو اقرب إلى الشكل الأول بأساليبه ونشاطاته وتحركا ته ويقترب بفكره وبرامجه إلى الشكل الثالث ( المتطرف) ولكن يرفض أساليب واليات هذا الشكل ( المتطرف ) من العنف والسلاح ورد الفعل إلى غير ذلك من الأساليب المعروفة لهذا الشكل.
 فهذا التيار أي الأول يفتقد إلى آليات وأساليب واضحة وعملية للمطالبة ببرامجها فبحكم الواقع كونه لايجيد أساليب أخرى للعمل والنضال يصنف مع الشكل الأول (المساوم) على الأقل بالياته.وهذه التيارات تسمى بالوسطية في حركتنا والتيار الثاني من الشكل الثاني يحاول خرق هذه الأساليب والآليات الرومانسية 
 ويحاول إيجاد آليات وأساليب خاصة لخرق هذه القاعدة المتبعة من الشكل الأول(المساوم ) والتيار الأول من الشكل الثاني فيتبع أساليب  الاحتجاج والتظاهر والاعتصام والمسير ونبذ كل إشكال العنف حتى نبذ إلقاء حجرة صغيرة أو إلقاء حبة بندورة أو بيضة على الشرطي الذي يستخدم جميع اساليبه الوحشية ليفرق 
  هذا الاحتجاج أو التظاهر أو المسير والاعتصام أو.............وهذه التيارات تسمى  باليسارية في حركتنا . والغريب في الأمران الشكل الأول وما يتبعه يصفون التيار الثاني من الشكل الثاني بالتطرف والعبث بمصير الجماهير الكردية في سوريا.هنا يجب أن ندخل مفهوم.  المعايير ويمكن أن نرتب أحزابنا وفق السياق النضالي المذكور.
 فعلا نحن أمام معضلة كبيرة ثمة فجوة واسعة بين هذه الإشكال والتيارات وتختلط الأوراق فالبعض  منهم قد يضيع الهدف الأساسي ويعمل وفق نظرة ضيقة ومزاجية قد يكون بعيدا عن القضية.
   ففي الحركات العالمية ثمة روابط وصلات مقدسة بين الإشكال المذكورة فان المتطرف لا يلغي المساوم أو العقلاني ولا المساوم أو العقلاني يلغي المتطرف أو العملي لأنه ثمة قناعة مقدسة لدى الكل لان القضية الأساسية هي مشتركة وتحتاج إلى جهود كل الإطراف ومن حق كل طرف يعمل بأسلوبه وينتقد الطرف الآخر بحيث أن يكون ذلك أيضا في خدمة القضية.وهذا يدفعناجميعا بانشاء ائتلافات كبيرة وعامة تضم هذه القوى جميعا .كالمجلس الوطني الكردي في سوريا.
   ولكن هذه الائتلافات يجب إن يكون لها برامج واضحة وعامة وحتى تصورات في ادارة الكيانات تعبرعن الحالة العامة الكردية لجميع هذه التيارات وهذا نوعا ما متوفر في حالة المجلس ولكن آليات عمله في الواقع ضعيفة وغير فعالة ولاتناسب المرحلة وهنا تكمن الأبصددها وسنواجه مستقبلا عليلا
 فعلينا أن نعمل على منحيين :
1-  المنحى الاول: تهيئة الفرد واحساسه بالمسؤولية وبمعرفته بثقافة الحقوق والمطالب وذلك من خلال مؤسسات (مجتمع المدني- نقابات – روابط – جمعيات – نوادي – اتحادات – منظمات ...................) وهذا المنحى هادئ وبطيئ يمكن العمل عليه في فترات الاستقرار القلق
اما في ظروف الثورات يمكن العمل على التمحور حول شخصية القائد/السياسي/ وهذا ليس بالخطأ وخاصة في المجتمعات الشرقية.والقائد يستطيع أن يفرض نفسه إذا اتسم بـ
1-الجرأة والشجاعة والاخلاص والتضحية
2-القدرة المعريقية للواقع وتفهمه له بشكل دقيق أي تشخيص الواقع ومعرفة عناصرادارة المرحلة الثورية
3-رؤية مستقبلية واضحة أي أن يكون له مشروع  لما بعد الواقع الراهن
2-  المنحى الثاني:العمل في مجال الجماعات ويتم بإنشاء تنظيمات رائدة جماهيرية شعبية واسعة تعبر عن تطلعات المجتمع بشكل عام لها برامج سياسية واضحة وخطط عمل إدارية كاملة لإدارة المرحلة الراهنة واستراتجيات مستقبلية تعبر عن تطلعات الفرد والمجتمع وذلك من خلال احتضان الفرد عبر مؤسسات المجتمع المدني على  تكون هذه التنظيمات مؤسساتية كالتالي:
1-مؤسسة القيادة :قيادة مضحية وجريئة ومتفهمة للواقع وعناصره وتتسم بالحكمة في اختيار القرار الصائب في اللحظة المناسبة وتعتمد على الكفاءة في توزيع المهام
2مؤسسة اقتصادية مالية لتامين مصادر التمويل(مشاريع- استثمارات-رؤوس أموال........)
3-مؤسسة أمنية لها قوة عند اللزوم ليس بالضرورة كفاح مسلح مهمتها جمع المعلومات عن كل ماقد يحدق بالجماعة من مخاطر فتقوم بتامين حماية لتلك الجماعة أو التنظيم (حصانة للجماعة – تهيئة المناخ المناسب أحيانا لعمل الجماعة- اعتبارها خلايا امنية ونواة لقوى الأمن الداخلي عند اللزوم)
4مؤسسة إعلامية تعتمد على كادر إعلامي مختص بالإعلام والنشر بوسائل الاتصال الحديثة (فضائيات – انترنيت و..............)
5مؤسسات اجتماعية (اتحادات – نقابات – مكاتب – جمعيات – روابط )مهماتها توعية الفرد الكردي وارتباطه العضوي والوثيق بهذا التنظيم أو هذا العمل المنظم
مهمتها الاتصال المباشر مع الجماهير من جهة تقوم بتامين مستلزمات الفرد والمجتمع حتى يرتبط عضويا بهذه الجماعة ومن جهة اخرىتقوم  بتنظيم الفرد والمجتمع وتنميته  وتثقيفه على كافة مستويات الحياة بغية خلق فرد مدني حضاري ليتفاعل مع محيطه بشكل ايجابي
ويجب أن يكون دور الشباب اولا  المرأة ثانيا هاما وفاعلا ومميزا في تلك المؤسسات المذكورة.
ويمكن إن تكون هذه الانطلاقة من بعض التنظيمات التي نوعا ما قريبة من الجماهير وذلك بايجاد اتحادات قوية وواسعة وإنشاء تلك المؤسسات التي تم ذكرها  وهذا يكون موفرا لعامل الزمن إذا تم انجازه
والا قد تحدث هزات وانقلابات ثورية  على حالة التنظيمات المتشرزمة وغير المناسبة للمرحلة و ستفرز تنظيمات جديدة منسجمة ومتناغمة مع المرحلة الثورية بعد أن نكون قد خسرنا كثيرا من الوقت والتضحية.















 





أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=13674