افتتاحية جريدة صوت الكورد *
بقلم هيئة التحرير
صبيحة الرابع والعشرين كان الخبر /الصاعقة على أذهاننا وأذهان أبناء شعبنا الكوردي والسوري ، لقد رحل عنا دعامة من دعامات الكوردايتي ، الذي نذر نفسه منذ طفولته في خدمة هذا النهج الذي تربى عليه في عائلة وطنية لاغبار عليها ، لينتسب إلى صفوف البارتي وهو مؤمن بأن النهج الذي يسير عليه هذا الحزب هو السبيل لخلاص شعبه من نير الإضطهاد وجور الأنظمة التي إغتصبت حقوقه دون وجه حق وتحكمت بمصيره ومستقبله.
نعم هذا هو أبا خالد المفكر والباحث, السياسي والمؤرخ الذي اجتمعت فيه طهارة الروح وطيبة القلب, ارادة العظماء وصمود الأبطال وشهامتهم إنتزع محبة الآخرين بصدقه مؤمنا بأن الصدق مع الذات يعتبر الأساس ليكون المرء صادقا مع الآخرين،
لقد كانت محبته للآخرين نابعة من حب التفاني من أجلهم، وقد ترجم تلك القناعة على أرض الواقع مثل ما ترجم بقية قناعاته وفي مقدمتها أن بقى حريصا على العهد الذي قطعه على نفسه الوفاء لنهج البارزاني الخالد حتى آخر لحظة من عمره ..دون أن تنثيه عن ذلك شتى الضغوطات والعقبات والإغراءات ومن شتى الجهات ،شأنه في ذلك شأنه مع المرض الذي لم يستطع أن يثني عزيمته ونبرته الخطابية وهو يعلم بهول المرض الذي ألم به . . حتى إنه لم يرضى بأن يستقبل ضيوفه وهو طريح الفراش ، بل كان يفضل أن تكون اللقاءات بعز وشموخ لا مكان لمظاهر الضعف فيها ..
هكذا كان ابا خالد مثل ما رأيناه وهو في أوج صحته يقود دفة الحزب والنضال ، نحو تحقيق وحدة الصف الكوردي .. نحو توحيد الخطاب الكوردي .. نحو نبذ الخلافات الثانوية نحو العمل باتجاه كل ما يخدم القضية الكوردية ، بل والأكثر من ذلك كان رائدا في السعي نحو توثيق عرى التعاون والتحالف مع الآخرين من مكونات المجتمع السوري أفرادا وجماعات وقوى سياسية وفعاليات اجتماعية .. وعلى هذه الأرضية إستطاع أن يقود مع رفيقه المناضل المعتقل حسين عيسو أول تظاهرة جماهيرية، تضم مختلف أطياف المجتمع في مدينة الحسكة معلنة إنضمامها العملي إلى الثورة السورية واهدافها المتمثلة باسقاط النظام الاستبدادي ومرتكزاته .واستطاع بحكمته أن يجنب المدينة ومن خلالها المناطق الكوردية ويل الصراعات الداخلية مثلما أراد لها أزلام النظام ومرتزقته ..لا بل اسس ورسخ للتعاون والتعاضد بين الشباب من مختلف المكونات الاجتماعية في المحافظة لتكون الخطوة الرائدة في انتشار مفهوم التنسيقيات الشبابية التي ساندها الفقيد بكل قواه وناصرها بكل امكانياته حتى بات مرجعا للشباب الكوردي والعربي الثائر ضد الطغيان لما اثبت لديهم من مصداقية ومقارنة القول بالفعل ..ولما كان يبديه من الحرص عليهم ، حرصه على رفاقه وابنائه إيمانا منه بأنهم دعامة الثورة وعنوان ديمومتها حتى الإنتصار ،لأنهم يعبرون عن ضمير الشارع ومعاناته .
هكذا استطاع أبا خالد أن يغذي نبتة التضحية لدى الشباب دون تمييز ، وأيا كان موقعه في الخارطة السياسية لتتجذر في اعماقهم ومن خلالهم في الوسط الكوردي والسوري عموما..هذا الوسط الذي ظل وفيا له حتى يوم رحيله جسدا، عندما أبى ان يسير ابا خالد محمولا في سيارة بل لابد وأن يسير معهم محمولا على الأكتاف وهذا أقل ما يمكن أن يقدم له ليذكرنا بصور من مهرجناته الخطابية التي كانت تهز أركان الجلادين . وترسخ روح التضحية والفداء في وجدان أبناء الشعب الكوردي وكل الشرفاء من أبناء سوريا ، رافضا الظلم والاستبداد وكل اشكال القهر متحديا إياها بإرادة صلبة ، غير عابئ بما كان يترتب على ذلك من أضرار بمصالحه الشخصية والأسرية بل كان همه الوحيد قضيته المركزية .. حرية الشعب الكوردي .. وحرية الشعب السوري ..
* الجريدة المركزية للبارتي الديمقراطي الكوردي – سوريا