«حملة نوروز الاغاثية», حملة لا تحتاج الى ترجمة
التاريخ: السبت 26 ايار 2012
الموضوع: اخبار



  حفيظ عبدالرحمن
- غداّ سأكون عندكم, أتمنى ان تحضر معنا تسليم حمولة الشاحنة!
بهذه العبارة انهى السيد سردار مراد مكالمته الهاتفية, وهو يعبر نقطة "ابراهيم خليل" الحدودية, آتياً من اربيل الى انطاكيا. مذكراً بلقاءنا الاخير, وعزمه كممثل لتيار المستقبل الكوردي في اربيل  بالعمل لحملة مساعدات انسانية لاغاثة اهلنا في المناطق المنكوبة اثر ثورة الحرية والكرامة التي اعلنها شعبنا منذ ما يقارب الخمسة عشر شهرا .
حينها استذكرت مجموعة من مشاريع الحملات المماثلة التي اخبرني بها العديد من الاصدقاء والتي كانت تُختصر في النهاية بحاويات من الالبسة والاحذية المستعملة الاوروبية,  التي تطعن بكرامة انساننا اكثر من الايفاء بحاجته الماسة.


واذكر ان الصديق سردار استفسر مطولاً عن  ظروف حياة و اوضاع اللاجئين والجرحى وسبل تقديم الدعم المناسب, واولويات هذه الاحتياجات. وعن الطرق والوسائل الآمنة و الكفيلة بايصال المساعدات الى المناطق الاكثر تضررا. كاشفاً عن مشروع "حملة نوروز الاغاثية" لتقديم المعونات الطبية اللازمة للحالات الاسعافية ومستلزمات المشافي الميدانبة, التي اصبحت ظاهرة ملازمة لتحرك "مكنة حرب" النظام. اثر مرورها بالمدن والبلدات مخلّفة اضافة الى التدمير والقتل آلاف الجرحى الذين لا يثقون بالمشافي بعد تحولها لمعتقلات تعذيب وتصفية جسدية من جهة, ولفقدان الادوية والمواد الاسعافية  الضرورية من جهة اخرى اضافة الى ازدياد الحاجة اليها طردا مع استمرار عمليات القصف و الاستهداف الممنهج واليومي  للمناطق الآهلة بالسكان .
خلال هذه الفترة الوجيزة ورغم انشغالاته تمكن سردار و رفاقه من الإعلان عن حملتهم وتجييش أصدقاءهم والتواصل مع وزارة الصحة في اقليم كردستان ومديرياتها وجهات اخرى لتامين ما يسد جزءاً من الحاجة, قليلة بحجمها,  كثيرة بمعانيها, تعيدنا الى شعارات الشارع السوري "الشعب السوري واحد"  والهم واحد, الجرح واحد, والإحساس بحجم الكارثة واحد, بعيدا عن توافقات واختلافات  جلسات الحوارات و الرؤى بين فصائل المعارضة السورية.
بعد مسيرة ما يقارب اليومين, وبحضور ممثل جمعية IHH التركية ونخبة من الناشطين الكرد السوريين في مدينة انطاكيا, تم إفراغ محتويات الشاحنة في احدى المستودعات ريثما يتم نقلها الى الداخل.
جدير بالذكر ان غالبية الادوية تعتبر من نوع المستلزمات الضرورية لإسعاف جرحى الإصابات, وان زنتها يقارب 18 طن غالبيتها من انتاج شركات عالمية رائدة في مجال تصنيع الادوية , وقدرت نقطة الحدود التركية في سلوبي قيمتها باكثر من 132 الف دولار.
واعتبر السيد سردار هذه الحملة كـعربون وفاء لقيم شهيد الوطن مشعل التمو وتجسيداً لآراءه وقناعاته حين قال: كل شيء يهون لأجل الشعب, وانا أدفع الان ثمن الكلمة الحرة.
شكراً لهم, وشكرا لكل يد تجيد دور الضماد في بياضها.

انطاكيا. 25-05-2012







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=12873