رأي آخر
التاريخ: الأربعاء 23 ايار 2012
الموضوع: اخبار



موسى زاخوراني
كوردستان الجنوبية – هه ولير

كثرت في الأشهر الأخيرة وعلى صفحات المواقع والفيسبوك كماً هائلاً من المقالات النقدية تناولت على الغالب ثلاثة أشياء هي: شخصيات سياسية او حزبية كردية سورية او الحركة الحزبية الكردية في سورية او شخصية الإنسان الكردي. وأنا ككردي سوري قضى جل عمره في العمل الوطني الكردي ومثل العديد من أقرانه ونظراً لإطلاعي الواسع على تاريخ الحركة الحزبية وعملي المديد في صفوفها وحتى منتصف التسعينات من القرن الماضي ولمعرفتي الكافية بشخصياتها وسلوكهم ومواقفهم وممارساتهم ومحطات الحركة وتشقلباتها بل والمعايشة المباشرة مع كل كوادرها منذ تأسيس اول تنظيم كوردي وحتى يومنا هذا


وبعد تردد وصبر طويلين لأسباب شتى يلح الواجب الدلوَ في هذه الأمور الثلاثة –موضوع النقد – وفاءً لحقائق ووقائع منسية أو متناسية أو مغيبة وإمتثالاً لحق التعبير بل وضرورته وكل أمرٍ على حده فأنا أعتقد إن من الصواب القول بالنسبة للأمر الأول و الثاني تحديدا و لكل كاتب والناقد حول ذلك: حدث ولا حرج ولكن ليس دون واقٍ – كمام - خشية عدوى الأنانية و... المتجذرة عميقاً في نفوس الأغلبية الساحقة منهم فهم يعيشون في عوالمها الخاصة بهم وحدهم كفانا الله شرهم وامرهم وتقاريرهم أيضاً وليكن الله ومن اعتصم بحبله في عون البلاد والعباد اللذَين إبتليَا بهم وهناك الكثير الكثير من القرائن والأدلة الدامغة القريبة والبعيدة التي تشهد على ذلك و ليس بوسعي الجزم بأنهم يجهلون بمعرفة الناس بحقيقتهم و أولوياتهم و كذلك ثانوياتهم و ما نأيي عن ذكر الأسماء الا خشية ان لا تكفيهم صفحة المقال هذه ولا شك لديَ في أن إقتراف الذنوب سراً أفضل –نسبياً- من إقترافها جهراً وعلى رؤوس الاشهاد وهذا ما أريد قوله للمتفاخرين الذين يبررون أفعالهم المشينة بأنهم أقدموا على ذلك علناً وليس سراً كأخرين فيا لهذا العذر وهذا المبرر خاصة في نظر من يعرف بما خلف الأكمة..... أما ما يتعلق ويخص الحركة الحزبية فالتاريخ يعرف عنه الكثير مما يخجل منه كل ذي ضمير فالحركة ودون أدنى شك على مقاس وإيقاع واجهاتها وأعمدتها الأساسية ومما يدعو للإستغراب والإستهجان إدعائها بتمثيل الشعب ومن دون تحمل عناء إلقاء تحية او سلام على أحد أبناء هذا الشعب اللهم إلا إذا كان من حزبه لا بل من كتلته ناهيك عن رعايته او إعانته او التضحية من أجله وتحقيق أهدافه ومصالحه والوقوف معه في السراء والضراء فيا له من تمثيل ما إشتهاه أحد لإفتقاده لأي دليلٍ او سند فمعظم ما تجري فيها تندرج تحت عنوان صدق أو لا تصدق طبعاً في أحسن الأحوال والجميل المفيد الذي يبعث البهجة في النفوس إن دائرة الوعي تتسع ويوماً إثر يوم وتتحسن مستوى الرؤية ويوم المحاسبة العادلة والحضارية ليس ببعيد وما على أبناء الشعب وهم الأكثرية الكافية إلا أن يحجبوا أصواتهم عن كل من أساء إلى هذا الشعب المغبون في الإنتخابات الديمقراطية المنتظرة عبر صناديق الإقتراع الحقيقية بل وعن كل من تقاعس عن أداء واجبه الوطني او القومي.........
 أما الأمر الثالث الذي كتب عنه كثيراً وأعني به شخصية الإنسان الكوردي فأعتقد إن الكثير الذي ورد عن ذلك يفتقر إلى الموضوعية والواقع والأمر بحاجة إلى أبحاث علمية عميقة وإستطلاعات واسعة والأمر غير مرهون بالرغبات او وجهة نظر هنا وأخرى هناك ولا بحالات فردية متناثرة فالكوردي ما زال يحتفظ بالكثير مما قيل عنه من صفات وطبائع وتأثره النسبي بظروف خارجية أمرٌ طبيعيٌ ولا مفر منه ولا أدري لماذا نغض الطرف عن سوانا من الشعوب وخاصة تلك التي تتشابه معنا ظروفاً وتاريخاً وشروطاً وقدراتً.......... الا يزال المجلس الوطني الفلسطيني يسبح في الصحراء ثم أين الإمبراطورية الأشورية وأين اللاز وما حال بلد أفلاطون وأرسطو وما هو حال الأرمن وسواهم الكثيرون ممن لهم حظٌ أوفر ومن أكثر من ناحية.... وأعتقد لو أن الظروف التي أحاطت بالكورد أحاطت بسواهم لما كانوا خيراً مما نحن عليه الآن. وإضافة على ذلك فإن العديد من الكتابات حول هذا الموضوع تفوح منها التعميم والسلبي منه على وجه الخصوص وكأن الأمة الكردية كلها تسكن الجزء الغربي من موطنها فقط !








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=12839