لقمان سليمان: اي مؤتمر فيه إقصاء لأي كان لا يخدم القضية الكردية
التاريخ: الأربعاء 15 شباط 2012
الموضوع: اخبار



حاوره مسعود عمر
 
لقمان سليمان ناشط سياسي كردي معروف , احد المؤسسين الاوائل لائتلاف شباب سوا , مطلوب حيا او ميتا لدى فروع الاجهزة الامنية السورية , توارى عن الانظار ملاحقا يبحث عن مكان آمن يحميه من شر الطغمة الحاكمة , هدد اكثر من مرة بتصفيته جسديا من قبل الامن السوري وشبيحته  بعد استشهاد المناضل مشعل التمو, عانق الثورة بعهده الكردي متحديا الموت باشكاله , وابى ان يصمت على ما يحدث , حمل راية الثورة عاليا منذ البداية مع شرارتها الاولى التي فجرتها اطفال درعا البواسل , من دعاة الاوائل لاسقاط النظام الهمجي الفاسد , لبناء دولة سورية الجديدة ذات دستور علماني يقر ويعترف بالواقع وفسيفسائه المتنوعة , عربا وكردا وبقية مكوناته .


1 -  الراهن الحالي للنظام السوري الفاشي والاعيب ومهل الجامعة العربية المخزية اجبرت الكثير من النشطاء الذين لم تتمكن ايادي الغدر والخيانة من الوصول اليهم بعد في التواري عن الانظار كيف تفسرون ذلك ؟

ان طبيعة الانظمة التوتاليتارية لم يتورعون عن القتل والتدمير بكل ما تعني الكلمة من معنى  لاسكات اي صوت لم يكن في فلكهم ومدحهم ناهيك لمن يطالب بحريته. اما بالنسبة لنشطاء الثورة السورية فان جميعهم مشاريع موت مستهدفين حيا او ميتا من قبل الطاغية وشبيحته المجرمة  في كافة المناطق السورية , فحاول النظام منذ البداية وحتى هذه اللحظة القضاء على كل من لم يكن معه  باي وسيلة كانت واهما بانه سيتمكن بهذه الطريقة القضاء على الثورة وفطس صوتها من خلال السجن والتنكيل والتدمير لابل القتل العشوائي متناسيا بان الشعب السوري من صغارهم وكبارهم نسائهم وشيوخهم اصبحوا نشطاء يفدون الحرية والوطن بدمائم . وقالوا كلمتهم الموت او الحرية ... والشعب كله يريد اسقاط النظام .

2 -  كيف تفسرون بقاء الثورة السورية رغم بشاعة الاساليب  بحقها يتيمة دون اي اهتمام عربي او دولي ؟

طبعا حتى اللحظة رغم القتل والتدمير الهمجي بحق الشعب السوري لم يحرك المشاعر الانسانية لدى المجتمع الدولي تجاه مايجري من المذابح التي تندى لها جبين الانسانية وخاصة في المدن الثائرة  كحمص عاصمة الثورة وحماة وادلب وريف دمشق وغيرها من المدن وهذا  باعتقادي مرتبط ارتباطا وثيقا بثروات بلدنا سوريا مما لم نجد بعد اي اندفاع دولي او عربي لصالح ثورتنا واذا نظرنا الى التجربة الليبية نرى ان دول العالم  بيما فيه حلف الناتو خلال فترة زمنية قصيرة جدا قياسا بالثورة السورية وتضحياتها ساعدوا الشعب الليبي في اسقاط المجرم  العقيد معمرالقذافي , لانهم ادركوا سلفا بان ثمن فواتيرهم مؤمنة من البترول والثروات الليبية  بينما في سورية الوضع مختلف من حيث الثروات والموقع الجيوسياسي والفسيفساء السوري المتنوع من القوميات والطوائف والمذاهب , اضافة الى كل هذا وذاك الدعم الروسي والصيني في مجلس الامن لحماية الطاغية بشار والدعم الايراني الغير محدود وازلامهما في المنطقة مما زاد في الوضع تعقيدا وهذا يدفع شعبنا السوري ضحاياه على طاولة المهل والمؤامرات الدولية والاقليمية .
 
3 – كيف تفسرون صمت بعض المدن السورية – حلب مثالا - وعدم مشاركتها في الثورة مع بقية المدن المنتفضة ؟ 

هذا له اسباب عديدة فمدينة حلب مركز تجاري هام هناك تشابك المصالح والمواقف مما ضيعت البوصلة نعم ان المدينة  لها ثقلها التجاري والسياسي والثقافي وهي مليئة برجال الاعمال وهذا بحد ذاته يزيد من التركيز الامني وتشديد المراقبة على جميع مفاصل الحياة في المدينة , والنظام يدرك جيدا مدى خطورة انخراط المدينة في الثورة مما استعان باسياده الايرانيين المجرمين من اعلى المستويات , واجاب الفرس المجوس لطبله على الفور بارسال اهم الضباط المختصين بالمدن الكبيرة ومنع قيام اية مظاهرات فيها , ولكن املنا باهلنا في حلب كبير وكل المدن السورية وسينخرطون في الثورة عندما تسمح لهم الظروف ولكن الجميع يعرفون بان مدينة حلب هي كبيضة القبان في الثورة السورية مما يزيد النظام من شدة قبضته على المدينة ونشطائها لمنعها من اي مشاركة في الثورة او على الاقل تأخيرها . 
 
4 – ماهي الحلول الممكنة برأيكم لتوحيد القوى الشبابية الكردية في سوريا ؟؟

اعتقد ان الحلول المفيدة لتوحيد الجهود والكلمة  بعيدة في الظروف الراهنة إذا ما نظرنا الى الحالة التشتتية للحركة الشبابية بسبب التدخلات المتنوعة والمتضاربة في المواقف والمصالح لذا ان التفكير بالحلول قبل تجاوز هذه الحالة واسقاط النظام بكل رموزه قد يكون صعبا  لان المرض المزن الذي اصاب الحركة السياسية الكردية منذ اربع عقود من التشتت والتجزئة والانانية والانتهازية  وووو اصاب القوى الشبابية ايضا  وهناك تجازبات واضحة بين بعض القوى الشبابية و بعض اطراف من الحركة السياسية و بمعنى اخر هناك تدخلات حزبوية اخترقت بعض التنسيقيات الشبابية  ونخرت جسمها وهذا موضوع معقد فعلا وبحاجة الى تحليل معمق ودراسة مستفيضة ولايستطيع المرء توضح الامور ووضع النقاط على الحروف لاجاد الدواء اللازم  الا بوجود كوادر الاطراف المذكورة بصورة مباشرة للوقوف على اهم مفاصل الموضوع بجزئياتها لذا اقول اننا بحاجة الى لقاءات عديدة بوجود مراقبين محايدين من المثقفين الكرد بغية الوصول الى المبتغى وتذليل الوقع المشرذم وفق مصلحة شعبنا الكردي.

5 -  مالسبب في تشتت الحركة الكردية باحزابها وتنسيقياتها ومستقليها ؟؟

اعتقد ان الاجابة على هذا السؤال لايختلف  كثيرا عن السؤال الرابع , ولكن التشتت الكردي باحزابه وتنسيقياته  ومستقليه له اسباب عديدة منها : امنية بامتياز اي بسبب تدخلات امنية سرية منها وعلنية في شأن الشعب الكردي وحركته السياسية  , ومنها ذاتية مرتطبة بانانية الاشخاص ومصالحهم , ومنها كردستانية ....... ومنها بسبب الجهل وعدم الالمام بواقع الشعب الكردي والظروف الاقليمية والدولية .
 
6  - كيف تنظروف الى الاطر الكردية .. المؤتمر الوطني الكردي .. اتحاد القوى الديمقراطية .. مجموعة التنسيقيات ...المستقلين السياسيين الكردي.؟؟-

من الطبيعي ان يكون للشعب الكردي اطر سياسية متنوعة في الرؤى والاليات والافكار , ولكن من المفروض ان يعمل الجميع  لخدمة القضية الكردية , اما الحالة القائمة لايبشر بالخير حيث المؤتمر الوطني الكردي الذي ينضوي في فلكه مجموعة من الاحزاب الكردية التي لم تتقرب حتى اللحظة كما يجب مع مطاليب الشارع السوري والثورة الباسلة حيث الاقصاء والابعاد بات سياسة دارجة لمجموعة مايسمى بالمؤتمر الوطني الكردي , وللاسف كان من المفروض ان يكون المجلس الوطني الكردي ممثلا شرعيا للشعب الكردي من خلال العمل على احتواء جميع القوى الفاعلة من الشباب والمثقفين والمستقلين والاحزاب بغض النظر عن ارائهم وافكارهم وهذا للاسف لم يحصل , اما اتحاد القوى الديمقراطية الذي يحتوي في ظله مجموعة احزاب اقل شعبية من احزاب المؤتمر ولكن اشد حزما وتضامنا مع مطاليب الشارع الكردي وهذا بحد ذاته بحاجة الى بعض الوقت والمثابرة في زيادة الوتيرة النضالية , اما بالنسبة للتنسيقيات والقوى الشبابية  فليست لهم اي مشروع سياسي وانما حالة جماهيرية مؤقتة حتى اسقاط النظام , اما المستقلين والسياسيين لهم مهمة كبيرة وشاقة برأي وهي محاولة لملمة شمل هذه الاطر وتوحيد الموقف والكلمة من خلال القيام بدعوات متكررة للجميع واقامة ندوات بهذا الخصوص , وفضح كل من لم يجاوب معهم لتنفيذ هذه المهمة المقدسة .   
 
7 – الى اين تتجه الثورة في سورية في رأيكم ؟؟

ما عندي اي شك بانتصار الثورة وهي تتجه وتتقرب رويدا رويدا نحو النصر بإرادة ذاتية كون ارادة الشعوب هي الاقوى من كل انواع الاسلحة بما فيها الاسلحة الفتاكة والمدمرة .كما قال الشاعر التونسي .
إذا الشعب يوما اراد الحياة      فلابد ان يستجيب القدر 

8- هناك من يعارض التدخل الخارجي لصالح الثورة تحت مبررات لامعنى لها .. الا تعتبرون الموقف الروسي والتدخلات الايرانية وحزب الله وجماعة مقتدى الصدر تدخلا خارجيا لصالح النظام وازلامه .؟؟ 


 كما تفضلتم ان الايرانيين والروس والصينيين وحزب الله وجماعة مقتدى الصدر تدخلوا منذ اللحظات الاولى للثورةالسورية لصالح النظام ضد إرادة الشعب السوري الذي يطالب بالحرية والكرامة الانسانية والتحرر من الانعتاق والعبودية , فلماذاالكيل بمكيالين والسماح بالتدخل لصالح الاقوى وهوالنظام الذي يملك القوة والعتاد ونرفضه لصالح الشعب الضعيف الذي رفع منذ البداية شعار سلمية الثورة حتى النصر مقابل القوة المجرمة للنظام , فالتدخل موجود وحاصل لصالح النظام فلماذا نرفض التدخل لحاية المدنيين الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ من القتل البربري الوحشي , واعتقد ان اي رفض لحماية الدنيين هو مساعدة للنظام نفسه وتقويته بل اطالة عمره ليقتل المزيد , وهؤلاء يتحملون قسما من المسؤلية الاخلاقية والسياسية والقانونية مع النظام في قتل الشعب , لذلك اعتقد ان الكل يدرك بان اسقاط مثل هذا النظام لايتم الا بالقوة والتدخل الخارجي.

9 – هل انتم كائتلاف شباب سوا مع تدويل القضية الى امم الالمتحدة والتدخل الخارجي بصورة واضحة ؟؟

بدون ادنى شك اننا كائتلاف شباب سوا كنا وما زلنا مع تدويل القضية الى مجلس الامن الدولي وهذا للاسف الشديد قد فشل بسبب التعنت الروسي ومعهم الصين , لذا ندعوا لرفع القضية الى جمعية الامم المتحدة خاصة بعد الفيتو الروسي اللعين والصيني لايجاد آلية سياسية وقانونية لتجاوز الفيتو الذي بات كضوء اخضر للنظام في الامعان بالقتل والتدمير , وفي الوقت نفسه ندعوا جميع الدول العربية منها والعالمية لدعم الجيش السوري الحر لحماية المدنيين من القتل والتدمير الهمجي الوحشي ونبقى مصرين على دعوتنا للتدخل العسكري المباشر لصالح الشعب السوري وثورته الباسلة ضد نظام الطاغية بشارالاسد الذي يقصف المدن السورية الثائرة بجميع انواع الاسلحلة الثقيلة بما فيها الطائرات , ايمانا منا بان الانظمة الشمولية والاستبدادية كما هو الحال في سورية لاتفهم سوى لغة القوة والعنف مثل حلفائه الذين قضوا نحبهم بسبب تعنتهم  - العراق وليبيا – مثالا - وللعلم لسنا من دعاة تدمير وطننا ولكن للاسف ليس هناك سبيل غير الاسلوب العسكري للتخلص من هذا الجرثوم المعدي الذي بات وجوده مشكلة ليس فقط للشعب السوري وانما لدول المنطقة كلها . 
 
10 – لماذا لم تشارك ائتلاف شباب سوا في المؤتمر الوطني الكردي السوري الذي انعقد في هولير ؟؟ 

 نحن في ائتلاف شباب سوا طالبنا منذ البداية  بانعقاد مؤتمر كردي بحيث يشمل الجميع دون اقصاء او ابعاد احد و إيدنا مبادرة المثقفين المستقلين في هذا الخصوص ولكن عندما استولت الاحزاب الكردية على مبادرة المستقلين وعينت المحددات وفصلت آليات وادوات و الرؤية السياسية حسب مقاسهم , عارضنا تلك السطوة والسيطرة على اليات المبادرة وابعاد من هم خططوا وبذلوا جهودا مضنية في هذا الاتجاه بغية الوصول الى رؤية سياسية موحدة لذا قررنا نحن في ائتلاف شباب سوا بعدم المشاركة في هكذا مؤتمر لانه شكل شرخ واضح في الحركة السياسية الكردية الموجودة في الساحة السورية  بين التنسيقيات والاحزاب والمستقلين نتيجة الاقاصاءات المقصودة التي حصلت عند انعقاد المؤتمر الحزبوي الاول في مدينة القامشلي  , ولم يكن مؤتمر هولير الا نسخة منه لذا رأينا وفق رؤيتنا بأن اي مؤتمر فيه إقصاء لأي كان  لا يخدم القضية الكردية في هذه الظروف العصيبة والحساسة بقدر ما تخدم مصالح بعض الاطراف الاقليمية والحزبوية الضيقة على حساب القضية .
 
وفي الختام الشكر والتقدير لجهودكم مع المنيات لكم ولنا ولثورتنا الباسلة بالنصر







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=11709