الإجرام من الحمير إلى الخدّج
التاريخ: الأربعاء 08 شباط 2012
الموضوع: اخبار



د. آلان كيكاني

يحتاج الخديج من المواليد من العناية ما لا يحتاج إليه غيره من حديثي الولادة الذين أتوا بعد تمام الحمل وكمال النمو في الحياة الجنينية , فهو , أي الخديج , يولد قبل أوانه حين تكون بعض الأعضاء من جسمه غير مكتملة النمو ولا تستطيع القيام بوظائفها كما ينبغي وخاصة عضو التنفس الرئة . ويتناسب الفشل في هذا العضو وعدد الأيام التي اختصرها الخديج في بطن أمه فمن أكمل ثمانية أشهر في الرحم  ليس كمن جاء وعمره في الرحم سبعة أشهر , وأمام حالة الخديج لا بد من الاستشفاء الذي قد يدوم شهراً كاملاً يتم فيه مساعدة الخديج على التنفس بأجهزة اصطناعية لإيصال الأوكسجين الضروري للحياة إلى كل خلايا جسمه وإلا مات , أي أنه يحتاج إلى رعاية مركزة وقسم خاص يسمى قسم الخدج .


غير أن الخدج في سوريا يلقون في هذه الأيام , أسوة بذويهم , عناية خاصة لم ترد في أي مدرسة من مدارس الطب البشري ولا في مدارس الطب البيطري , وأكاد أجزم أنها لم ترد في طب الجن والشياطين , فناهيك عن لعلعة السلاح ودوي المدافع ودبيب الدبابات في الأزقة والشوارع التي تحدث ضجيجاً يؤرق الخديج الذي يحتاج إلى أكثر من عشرين ساعة من النوم في اليوم الواحد يتم قطع الأكسجين عنه ليتحول إلى قطعة لحم زرقاء لا نبض فيها , أو يتم قصف المستشفى الذي يرقد فيه ليموت بين الركام .
أول أمس كان ذوو القلوب يرفعون عقائرهم داعين إلى حماية الحمير من المجازر في هذا البلد المنكوب والمغلوب على أمره , وفي الأمس دعوا إلى إنقاذ الرجال والنساء , ثم إلى إنجاء الأطفال , واليوم لم يبق سوى الخدج كي يصيح الناس مطالبين بالرحمة بهم والشفقة عليهم , ولا ندري في الغد سيصرخ الناس دفاعاً عن من أوعن ماذا !
ترى ما ذنب الخدّج ؟
لماذا يُقصفون ؟
ولماذا يُقطع عنهم غاز الحياة ؟
هل ينظر إليهم النظام نظرة فرعون إلى مواليد بني إسرائيل بعدما فسَّر العرافةُ حلماً له بأن مولوداً من بني إسرائيل سيشكل خطراً على الوهيته وملكه , فانبرى يقتل كل مولود جديد لهم ؟
هل ينظر إليهم على أنهم طلائع ثوار المستقبل ضد سلطة أبنائه وأحفاده ؟
أم ينظر إليهم على أنهم جزء من مؤامرة خارجية يجب وأدها قبل أن يستفشي أمرها ؟
أم أن الإجرام بات ثقافة يومية ليس له حدود في دولة البعث , وقد أثبت إجرام البعث منذ نشأته أنه ذو طعم خاص وقد يطال الحمير من الحيوانات والخدج من بني البشر .







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=11617