عن PYD وأزمته
التاريخ: الثلاثاء 07 شباط 2012
الموضوع: اخبار



  حسين جمو

يمر حزب الاتحاد الديمقراطي PYD بواحدة من أسوأ الأزمات التي واجهها طيلة تاريخه القصير منذ عام 2004. هذه الأزمة تهدد كيان الحزب والبنية الفكرية التي يستند عليها، وليس من المبالغ القول إنه يخاطر بدخوله مرحلة الانعزالية على غرار حركات اليسار التركية التي سبقت ظهور العمال الكردستاني في تركيا.
 المقاربة التي قدمها PYD للتغطية على ما جرى في عفرين الأسبوع الماضي هي أحد علامات الانعزالية التي يقترب منها الحزب. وإذا كانت مقولة "الحزب الجماهيري" هي النقطة التي يتمسك بها أنصار الحزب للرد على "الاتهامات المغرضة" و"المؤامرة" التي تتعرض لها الحركة،


 فإن التاريخ مليء بأمثلة إفلاس الأحزاب ذات القاعدة الجماهيرية العريضة، ففي العراق شهدنا كيف تراجع المجلس الأعلى للثورة الاسلامية لحساب تيارات وقوى جديدة، إضافة إلى القاعدة البشرية مافوق الطائفية التي كان يحظى بدعمها حزب الله اللبناني.

بداية التآكل لشعبية PYD ظهرت بعد الساعات الأولى لاعتداء بعض أنصارهم على المتظاهرين المعارضين للنظام في عفرين، وإذا لم يكن هذا الكلام مقنعاً لهم فإن أهم ما يفعله الانسان في حياته هو الانتظار لرؤية النتيجة. هذه الرؤية التي أقوم بطرحها ليست موجهة للنيل من PYD بل لتدارك الأزمة الخفية التي يتعرض لها من داخله، ولعل الكثير من قيادييه يذكرون حادثة رفع صور أوجلان وأعلام العمال الكردستاني في مظاهرة تأييد لبشار الأسد في بيروت قبل شهور قليلة، يضاف إليها حادثة الاعتداء في عفرين وغيرها مما لم يظهر في الاعلام بعد من حوادث اجتماعية هنا وهناك. هناك إذاً علامات استفهام كثيرة حول ما يجري، خاصة أن محاولة القيادة الاعلامية للحزب بالتغطية على اعتداء عفرين ببيان ركيك و"دنيوي" (من قناة الدنيا) هي نتيجة منطقية لمحاولة إظهار "وحدة القيادة والقرار". وأحد أوجه احتمال انعدام هذه الوحدة داخل جسم الحزب هو أن قيادات ورموز جماهيرية في عدة مناطق ينفون صلتهم بالنشاطات التي تدفع الحركة إلى ساحة النظام، لأن هناك أشخاص جدد جاؤوا من قنديل يتولون اتخاذ القرارات الميدانية، كما أن هناك شريحة جديدة استوعبها الحزب خلال الشهور الماضية ، وغالبيتها أشخاص لديهم ميل نفسي لاستخدام العنف كأفضل السبل لحل المشاكل.
إن على القيادة المدنية للحزب الوعي بالأخطار التي تستهدف خطها الذي يفترض ان يكون مناهضاً، ولا يخفى الخسائر التي منيت بها خلال الفترة الماضية، ويكفي رصد الأقلام التي تكتب لـ PYD حتى نعرف بسهولة جانباً من خسائرها.
لقد استغرق مني إعلان موقفي الرافض للعقلية العسكرية التي ظهرت في الحزب أكثر من تسعة شهور كانت فترة نقاشات ومحاولات فاشلة لإحداث نوع من التأثير مع وعبر مجموعة من مثقفي PYD ، وكتبت خلالها مقالات تدافع عن PYD في عدة صحف ومواقع وثبت أن بعض الوقائع التي أوردتها غير صحيحة –وليس هذا هو المهم – بل إن السبب الذي دفعني إلى التريث لتوضيح موقفي المنفصل عنه هو خطورة انكشاف الحزب على الاعلام كطرف يعيق الوصول إلى هدف الثورة بإسقاط النظام. فعندما ينكشف إعلامياً فإنه سيكون أشد خطورة من التماهي – ولو إعلامياً – مع الثورة. وهذه هي المرحلة التي تدشنت مع حادثة عفرين.
ولسوء الحظ فإن بقية الأحزاب الكردية ليست أفضل حالاً من حيث وضوح الموقف من النظام بعيدا عن البيانات، لكن أحداً منهم لا يدّعي احتكار الشارع كملكية خاصة. أما نقطة الجماهيرية، فعدا عن أنه يستحيل أن لا يطاله الانهيار، فإن التاريخ مليء أيضاً بالأمثلة التي تؤكد أن الجماهير ليست دائماً على حق. نحن لدينا قضية كردية سورية، ولسنا خدماً لبعض أكراد تركيا ولا لأكراد العراق. ليس لنا عداء مسبق وبدون تجربة مع أي طرف سياسي أيديولوجي. أكراد تركيا بقيادة حزب العمال الكردستاني خاضوا تجارب مع حكومات يمينية ويسارية (وسط) وإسلامية (أردوغان) أما أكراد سوريا فخاضوا تجربة واحدة فقط مع الحكومات القومية العنصرية.
آن الأوان لبناء هوية سياسية ندّية لأكراد سوريا في غرب كردستان مع الأجزاء الأخرى، ومخطئ وحالم من يعتقد أن الكرد في هذا جزء أطفال.. ومن يعتبرنا أطفالاً نتمنى منهم أن يعاملونا على الأقل كأطفال في عائلة مدنية مثقفة وليس بالصراخ والضرب.. أساليب التربية المتخلّفة!.








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=11601