ندوة حول جمهورية مهاباد في فانكوفر - كندا
التاريخ: الخميس 02 شباط 2012
الموضوع: اخبار



أمين عثمان

في قاعة دوغلاس كوليج  حضر الجالية الكردية في فانكوفر ندوة حول دور جمهورية مهاباد والشهيد قاضي محمد
بحضور الاستاذ عبدالله حجاب ممثل حزب الديمقراطي الايراني وبمشاركة الرابطة الكندية الكردية لحقوق الانسان وتفاعل الجمهور مع الفنان عادل عثمان الذي قدم باقة من أغاني محمد شيخو . وكان للاستاذ قهارحسكو مداخلاته القيمة.


و كلمة الاستاذ أمين عثمان ممثل الرابطة الكندية الكردية لحقوق الانسان:
يتقدم الرابطة الكندية الكردية لحقوق الانسان والمركز الثقافي الكردي بخالص التهاني والتحيات الى حزبكم ، حزب الديمقراطي الكردستاني  والى كافة اصدقائه وكوادره ومؤيديه ويهنأكم يا رفاق الطريق الاعزاء بمناسبة الذكرى الـ 62 لقيام جمهورية كردستا  بقيادة القاضي محمد  في 22 |1 | 1946 في مدينة مهاباد
يرتبط اسم القاضي محمد رئيس جمهورية كردستان (بجمهورية مهاباد) وبأهمية التجربة الوطنية الكردية ،
عقدت الأمة الكوردية برمتها آمالها في التحرر والانعتاق على جمهورية كوردستان في مهاباد، وشخصت في قيامها اللبنة الأولى في صرح مستقبلها ومكانتها بين الأمم والشعوب المتحررة. فقد تدفق على الجمهورية الفتية أكراد العراق بمقاتليهم ومثقفيهم وشاركوامؤسساتها وجاءها ممثلو أكراد تركيا وسورية وزارها أكراد المهجر قادمين من مختلف بقاع العالم، واحتضنت الجمهورية جميع هؤلاء بكل صدق وحرارة إلا أن جمهورية كوردستان كانت وحيدة وصغيرة ومحاطة بأعداء أقوياء، من الداخل ومن الخارج، وبأصدقاء ضعفاء وبحركة كوردية كانت في حالة جزر وانكماش
إن جمهورية مهاباد الكوردية لم تعش سوى عشرة أشهر, لكنها تركت جرحا في صميم الشعب الكوردي . لقد كانت رغم عمرها القصير ثرية بإنجازاتها الحضارية والفكرية محققة خطوات إصلاحيةواسعة عملية في كافة المجالات السياسية والإجتماعية والثقافية والإقتصادية. فإليها يعود الفضل في إنشاء أول مسرح كوردي وإستعمال اللغة الكوردية في التعليم وجعلها اللغة الرسمية في الجمهورية وإنشاء جيش كوردي وإذاعة كوردية وتكوين نقابات مهنية و في إغناء الصحافة الكوردية والإصلاحات الزراعية والإدارية وفي إعطاء الدور للمرأة وتطوير الفن الكوردي وتحريك القضية الكوردية دوليا .... إلخ . لو كتب البقاء للجمهورية الكوردية لكانت اليوم مركزا حضاريا مشعا ومتقدما تتميز عن غيرها من دول المنطقة , ولكانت قد غيرت توازن القوى السياسية لصالح حركات التحرر وقوى السلام وشعوب المنطقة , ولكانت سندا قويا للمظلومين والمقهورين والمضطهدين من شعوب إيران التي ترزح منذ عقود تحت نير الآلة العسكرية المتسلطة ولكانت قد ساهمت وبشكل فعال في تحرير وإستقلال الأجزاء الأخرى من كوردستان
لكن القاضي محمداً ـ رحمه الله ـ كان قد كتب وصيته قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه، ونقل الوصية إلى اللغة العربية الأستاذ الكريم الفاضل الكاتب الكردستاني محسن جوامير. ومما جاء فيها
إنني عاهدتُ شعبي على أن أدافع عنه حتى آخر قطرة من دمي، فكيف أتركه وحده في مثل هذه الظروف؟
     اقتيد البطل أسيراً إلى طهران بعد انتهاء المعركة، وحوكم وصدر بحقه حكم الإعدام، ونُفِّذ الحكم به يوم 30/3/1947م، في ساحة جوار جرا
(chwar chira) الساحة التي أعلن منها إعلان الاستقلال وقيام الجمهورية، رحمه الله رحمة واسعة وتقبّله شهيداً .
   يا أبنائي وإخوتي الأعزاء !
  يا إخوتي الذين هضمت حقوقهم!
   يا شعبي المظلوم !
   ها أنا ذا في اللحظات الأخيرة من حياتي، أقدم لكم بعض نصائحي:
    ـ تعالوا أناشدكم بالله أن لا يبغي بعضكم على بعض.. توحدوا وتعاضدوا.. اثبتوا أمام عدوكم.. لا تبيعوا أنفسكم لعدوكم بثمن بخس.. وإنَّ تودّدَ عدوكم لكم محدود، وينتهي حين تتحقق أهدافه.. فهو لا يرحمكم أبدا، ومتى وجد الفرصة واستنفدت أغراضه، فانه ينتقم منكم لا محالة ولا يعفو عنكم ولا يرحم.
    إن أعداء الكورد كثيرون، هم ظلمة، مستبدون ولا يرحمون.. وعلامة وطريق نصر أي شعب أو امة، يكمن في وحدتهم وإتحادهم، وكذلك في المناصرة، وإلا فهم يرزحون تحت وطأة المتجبرين.
    أيها الشعب الكوردي!
   لستم بأقل من أي شعب على وجه البسيطة، إنما انتم في الرجولة والشهامة والقوة متقدمون على كثير من الشعوب التي تحررت.. فالشعوب التي تخلصت من قبضة المستبدين، هم أمثالكم، ولكن أولئك كانوا متحدين.. كفتكم العبودية.. وإن تحرركم مرهون فقط بالوحدة ونبذ الحسد ورفض العمالة للأجنبي ضد شعبنا.
    إخوتي!
    لا يخدعنكم العدو.. فعدو الكورد عدو أيا كان لونه وجماعته وقومه.. لا شفقة له ولا ضمير، ولا يرحمكم، ويوقع بينكم الفتنة والتقاتل، ويثير بينكم الأطماع.. وعن طريق الخدعة والأكاذيب، يُحرضُ بعضَكمْ ضد بعض.
    والعجم هم أعدى أعدائكم، فهم أكثر ظلما وألعن وأكثر فسقا وأقل رحمة من الجميع.. لا يتورعون عن إقتراف أي جريمة بحق الشعب الكوردي.. وهكذا كانوا دائما، فالبغض والكراهية متأصلان فيهم طوال التأريخ ولحدّ اللحظة.
    أنظروا كيف تعاملوا مع زعماء شعبكم، بدءاً ب " إسماعيل آغاي شكاك " وإنتهاء بأخيه جوهر آغا وحمزة المنكوري وآخرين كثر.. لقد خدعوهم جميعا، حيث تعاملوا معهم بالمرونة واللين في البداية، ومن ثم فرقوا جمعهم وشملهم، وأخيرا قاموا بكل خسة  ودناءة بتصفيتهم.. لقد خدعوهم بأن أقسموا لهم بالقرآن، وأوحوا إليهم بأن نية العجم تجاههم صافية وإنهم يحسنون صنعا معهم.
   ولكن وا أسفاه على سرعة تصديق الكورد الذين انخدعوا بيمين وعهود العجم التي قطعوها لزعماء الكورد، وكل ما قطعوه لم يتجاوز حدود الكذب والخداع.
     لذا، أناشدكم وكأخ صغير لكم بالله، وأقول : إتحدوا ولا تتفرقوا.. وتيقنوا بأن العجم لو منحوكم العسل، فإنهم يدسون السم فيه.
     لا يخدعنكم قسم وعهود العجم.. فإنهم لو حلفوا يمينا وبالقرآن ألف مرة ووضعوا أيديهم عليه ووعدوكم، حينئذ تأكدوا بأنهم يريدون خيانتكم ومخادعتكم.
    ها أنا ذا في اللحظات الأخيرة من حياتي، أنصحكم لله.. أقول لكم بأن ما كنت قادرا على فعله قد فعلته، والله أعلم.. لم أقصر في تقديم النصائح وتبيان الطريق الصحيح.. والآن وفي هذا الوقت والحال، أعيده عليكم وأطالبكم بألا تنخدعوا أكثر بالعجم ولا تصدقوا حلفهم بالقرآن ولا بعهودهم وعقودهم، لأنهم لا يعرفون الله ولا يؤمنون به ولا برسوله ولا بيوم القيامة ولا بالحساب والكتاب.. وما دمتم كوردا، فإنكم في نظرهم مجرمون ومحكومون، حتى لو كنتم مسلمين.. من اجل ذلك، فإن رؤوسكم وأموالكم وأرواحكم مباح وحلال بنظرهم، ويعتبرون كل ما يقومون به ضدكم هو غزوة.
    ما كنت أتمنى أن أغادر الحياة وأترككم وأنتم تعانون من ظلم هؤلاء الأعداء الحاقدين.. لقد فكرت كثيرا في ماضينا ورؤسائنا الذين خدعهم العجم باليمين والكذب والحيل ومن ثم ألقوا القبض عليهم وبالتالي قتلوهم.. وقد حدث هذا بعد أن عجزوا عن هزيمتهم والانتصار عليهم في معارك البطولة ولم يصمدوا أمامهم، فأقدموا وعن طريق الكذب والاحتيال والدجل على خداعهم وبالتالي قتلهم.
     أنا أتذكر كل ما حصل لأولئك الزعماء، ولم أثق في يوم ما بالعجم.. وقبل أن يعودوا إلى هنا، وعن طريق الرسائل والتوصيات وإرسال شخصيات كوردية وفارسية، وعدوا وعاهدوا كثيرا ومن دون أي وفاء بهما بأن دولة العجم وعلى رأسها الشاه تريد لهم الخير وليس في نيتها أن تسقط قطرة دم واحدة في كوردستان.. وها أنتم الآن ترون بأم أعينكم نتائج الوعود التي قطعوها.. ولو أن رؤساء القبائل والعشائر لم يخونوا ولم يبيعوا أنفسهم للعجم، لما حصل لنا ولكم ولجمهوريتنا ما حصل.
    نصيحتي ووصيتي لكم هي:
   أن تحثوا أبناءكم على طلب العلم، فإننا لسنا بأقل من الشعوب الأخرى ولا ينقصنا شيء غير العلم.. تعلموا، حتى لا تتأخروا عن ركب الشعوب.. فالعلم لدى عدوكم هو سلاحه القاتل في وجهكم.
    تأكدوا لو أنكم اتفقتم واتحدتم وأوليتم العلم اهتمامكم، فإنكم سوف تنتصرون على أعداءكم نصرا عزيزا.
    لا ينبغي أن يُحبطكم ويقضي على عزيمتكم مقتلي ومقتل أخي وأبناء أعمامي، لأنه ومن أجل أن تصلوا إلى آمالكم وأهدافكم، يجب أن يقدِّم الكثير من أمثالنا التضحيات من أجلها.. وأنا على يقين بأن هناك الكثير من الآخرين الذين سوف يُقضى عليهم بالحيل والنفاق.
    أنا على قناعة بأن هنالك الكثير من الذين هم اعلم وأقدر منا، سوف يقعون في شرك وخداع ومؤامرات الأعاجم.. لكنني آمل أن يكون مقتلنا درسا وعبرة للمخلصين من أبناء الشعب الكوردي.
    لدى نصيحة أخرى وهي :
     إن ترجو من الله سبحانه وتعالى أن يكون نصيركم ومعينكم في نضالكم من أجل هذا الشعب.. حينئذ أكون على ثقة بأنه سوف يمدكم من عونه.
    قد تسألونني لماذا لم أنتصر وأفز ؟! وعند الجواب أقول لكم: والله لقد انتصرت وفزت.. أي نعمة وأي نصر وفوز اكبر من أن أفدي برأسي ومالي وروحي في سبيل شعبي ؟!
     تأكدوا بأن مطلبي في الحياة كان أن أموت موتة تجعلني وأنا أواجه الله والرسول وشعبي وقومي، مرفوع الرأس.. إن هذه الموتة هي نصر لي.
أحبائي!
     كوردستان هي بيت الجميع.. كما أن كل فرد في البيت يقوم بعمل محدد فيه ولا يحتاج الأمر أن يتدخل الآخر في شأنه، وكذلك الأمر مع كوردستان، فإن مثلها كمثل البيت.. عندما تعرفون بأن عضوا في هذا البيت بإمكانه القيام بعمل ما، دعوه ليعمل، وليس هناك داع ومسوغ لوضع العوائق أمامه أو تكتئبوا وتأخذكم الغيرة لكون أحدكم تحَمَّل المسؤولية الكبرى.. لأنه حينما يتحمل شخص ما عملا عظيما ويديره، يعني هذا أنه عالم به ويحمل على عاتقه مسؤولية عظمى أمام هذا الواجب.
    تأكد بأن الكوردي أفضل لك.. والعدو يحمل البغض والكراهية في قلبه.. ولو لم أكن أتحمل مسؤولية كبيرة على عاتقي، لما كنت الآن واقفا تحت حبل المشنقة.. لذا يجب أن لا يستبد بكم الطمع تجاه بعضكم.
    الذين لم ينفذوا أوامرنا، لم يقتصروا فقط على عدم التنفيذ والطاعة فحسب، إنما عادونا أيضا.. وبما أننا اعتبرنا أنفسنا خداما لشعبنا، فهم الآن في بيوتهم وبين أولادهم، ينامون وهم مرتاحو البال.. لكننا بسبب كوننا خداما لشعبنا، ها نحن الآن واقفون تحت حبل المشنقة، وأنا بصدد إنهاء آخر لحظات حياتي بهذه الوصية.. ولو لم أكن أتحمل المسؤولية الكبرى، كنت أغط الآن في نوم عميق.
     وهذه النصيحة التي أقدمها لكم، هي أيضا من إحدى المهام التي على عاتقي.. وأنا على يقين بأنه لو كان هناك شخص آخر تحَمّل مسؤولياتي، لأصبح  هو الآن في مكاني تحت حبل المشنقة.
     وأنا الآن ومن أجل أن أرضي الله وطبقا للمسؤولية التي على عاتقي، وككوردي خادم للشعب ومن اجل العمل الطيب ( الأمر بالمعروف ) قدمت لكم بعض النصائح.. أرجو أن تأخذوا منها لاحقا العبر وان تنصتوا إليها تماما، على أمل أن ينصركم الله تعالى على أعداءكم:
1ـ أن تعتقدوا بالله و ( بما جاء من عند الله ) وتعبدوه، وتؤمنوا برسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ويكون أداؤكم للفرائض الدينية قويا ومتينا.
2ـ أحفظوا وحدتكم واتفاقكم في صفوفكم.. لا تقترفوا الأعمال المشينة تجاه بعضكم، ولا تكونوا طماعين ولاسيما عند تسلم المسؤولية.
3ـ اجتهدوا في رفع مستوى الدراسة والعلم ودرجة تحصيلكم، حتى لا تنخدعوا بالعدو كثيرا.
4ـ لا تثقوا بالأعداء، لاسيما العجم، لأنهم يعادونكم بأشكال مختلفة، فهم أعداء شعبكم ووطنكم ودينكم. والتأريخ أثبت بأنهم يبحثون عن كل ذريعة للإيقاع بكم، ويقتلوكم لأدنى سبب ولا يتورعون عن القضاء على الكورد بتاتا.
5ـ لا تبيعوا أنفسكم للعدو طمعا في بقاء زائل في هذه الدنيا الدنية، لان العدو هو نفس العدو ولا يمكن الاعتماد عليه.
6ـ لا يخن بعضكم بعضا، لا في السياسة ولا في الأرواح ولا في الأموال ولا في الأعراض.. لأن الخائن ذليل ومجرم عند الله والناس، والمكر السيئ يحيق بصاحبه في الأخير.
7ـ لو أن أحدا منكم تمكن من أداء أعمالكم، فتعاونوا معه، ولا يجعلنكم الاستئثار والطمع أن تقفوا ضده أو لاسامح الله أن تتجسسوا عليه لصالح العدو.
8ـ  المذكور في وصيتي هذه، هو من أجل صرفه على المساجد والمستشفيات والمدارس.. عليكم أن تطالبوه جميعا وتستفيدوا منه.
9ـ لا تتوقفوا عن النضال والدأب والجهاد، حتى تتحرروا كباقي الشعوب من نير الأعداء.. لا قيمة لمال الدنيا.. لو أصبح لكم وطن وامتلكتم الحرية وأصبحت أموالكم وأرضكم ووطنكم لكم، عند ذاك يمكن أن يقال بأنكم حقا أصحاب أموال وثروة، وكذلك أصحاب دولة وعزة.
10 ـ ما أظن أن لأحد علي حق، سوى حق الله.. ولكن لو أن أحدا يعتقد أن له عليّ حق، فإنني تركت ثروة كبيرة، فليذهب إلى الورثة ويأخذه منهم.
     ما دمتم غير متوحدين، فإنكم لن تنتصروا.. لا يظلم بعضكم بعضا، لأن الله يقضي على الظالم بأسرع وقت ويخزيه.. وهذا وعد الله من دون زيادة أو نقصان.. الظالم سوف يسقط  ويخزى، والله ينتقم من ظلمه
جمهورية مهاباد تجربة كردية فريدة بحاجة الى دراسات وابحاث وتسليط الضوء عليها وخاصة اعلاميا وهي نموذج ودروس وعبر للاكراد والآن تدرس هذه التجربة بامعان وتركيز في اقليم كوردستان في العراق وايضا بين مثقفي الكرد في سورية
بهذا اليوم المبارك ونتمنى لكم كل الموفقية والتقدم والنجاح وكوردستان حرة وديمقراطية.






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=11520