حوار بسيط مع فيصل قاسم
التاريخ: الأثنين 27 تشرين الثاني 2006
الموضوع:


 شهاب عبدكي 

كلـــما قرأنــا مقالاً للــدكتور فيصل القاسـم نشتــم رائحــة الرواج لبقـــاء الدكتاتوريات وأنظمــة الاستبـــداد بطريقة سهلة وغير مكشوفة  ، ويبــدو انـــه عاش كثيرا في ديار هؤلاء الأســياد الــذين نهبوا الوطن والمواطن ، ففي مقالته المنشورة في الشرق القطرية يهاجم  الإصلاح والتغير في الوطن العربي ويوكل نفسه عن الأمة بعدد كبير من الأصوات يبلغ قدرها 99.99بالمئة ويتكلم بلسانهم  عن استيائهم لكل مصطلح يعبر عن التغير والإصلاح والديمقراطية مبررا عن ذلك ما يحصل في العراق من مذابح يومية

وللأسف هذا كلام حق ولكن يراد به باطل كون ما يحصل في العراق ثمن كبير لعدة أمور هامة أولها رأس صدام حسين الطاغية والدكتاتور الذي نهب عراق واغتصب العراق، ثانيها ثمن الديمقراطية والحرية ، ثالثها تحول في المنطقة لصالح الشعوب وليس لصالح الأنظمة التي تحتل مقاعد السلطة ، وبذلك يتجاهل المآسي التي تلحق بالشعوب العربية من جراء الممارسات اليومية من تلك الأنظمة من سجن وقتل وتجويع لشعوبها في سبيل بقائها على كرسي السلطة دون أي اهتمام لتحويل الدولة إلى دولة المواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات .
ليس لدينا النية في مناقشة الســــيد فيصل القاسم لماذا هذه الكتابات لأننا قد  نعتبرها وجهة نظر خاصة به يعبر من خلالها عن استيائه لما يجري ، ولكن هذا لا يمنع من مناقشة الواقع الحالي للدول العربية والتي بات معروفا أنها تشكو من أزمة حقيقية تهدد كيانها نتيجة الاعمال التي قامت بها ، خلال الفترة الحكم ورفع شعارات لاحصر لها  من الاستقلال والتحرير والتطوير ، ومضى أكثر من نصف  قرن على الاستقلال الوطني وتسليم الحكم لحكومات وطنية والشعار يتغير دون تقديم أي خدمة لشعار الذي سبقه أي تغير من أجل التغير وترك كل الأمنيات في الخلف وتجاهلها  وتسخير الإعلام لهذا التغير لمصلحة الحاكم فقط وتقديم كبش الفداء عن كل مرحلة لتهدئة النفوس ولصيرورة الأماني المخــــتلـــقة .
الوضع في أوطان الذي يدافع عنها ويحجب عن نفسه الحقيقة نستطيع أن نعبر عنها بالمأساوي نظراً لعدم قدرة هؤلاء لمواكبة التغيرات العالمية ولعدم القدرة على حمل مسؤولية المواطن ، ففي عملية التحرير والتي لم تبدأ أصلاً لازالت الأراضي المحتلة كما هي وكلما اعتمدنا على هذه الأماني اقتطعت أمتار أخرى منها لصالح العدو والسبب لايحتاج إلى تنظير  لأن المواطن غير محرر في وطنه.
 والاستقلال لا يتم بوجود هؤلاء لسبب بسيط وهو أن الأنظمة تعيش في ظل غطاء الاستعمار الجديد وعندما بدأ التغير في سياسية هذه الدول  وبدأت الدول الكبرى تدرك مصالحها من خلال الشعوب وليس الأنظمة بدأ الحكام في نقد ومهاجمة هذه الدول ، وحتى لا يفهم من كلامنا إننا مع وجود الاحتلال وما شابها من الأسماء  هو إن المصالح تلتقي ويمكن للشعوب العربية إن تستفيد من هذه التفاعلات الايجابية  ،  وما يجري في بعض الدول من عرقلة لنهوض أسس الديمقراطية هي نتيجة فعل وأفعال الآخرين الذين يتمنون الفشل خوفاً من الامتداد  والتوسع ، حتى لو أفرغوا خزينة الدولة على ذلك  لأن المكاسب من السلطة سوف تغنيهم كلما كان الفشل سريعا  ، وهذا لا يمنع من نقد الدول الكبرى ولعدم جديتها في طرح التغير بأسلوب ديمقراطي.
أم التطوير والتحديث هذه المصطلحات الرنانة التي تنتشر في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء بات يحفظ عن ظهر قلب ليس لفعاليتها أنما لسخرية القدر في طرحها ولاستعمالها في النكت  ، لأن المستوى المعيشي في أغلب الدول متدني جدا وهي لا تتناسب مع  حجم الثروات الموجودة ، والفساد منتشر في جميع مفاصل الحياة ، لذلك هذا المصطلح أو الشعار لايحتاج إلى جهد كبير لتفعيله بشكل صحيح حتى نكون من عداد الدول التي تكون مستوى المعيشة فيها جيد نسبياً ، فالمشاركة الشعبية من خلال أحزاب ولجان المجتمع المدني سوف تكون في صالح المواطن وهي آلية حقيقية في تطوير وتعزيز أسس الديمقراطية وبناء الدولة الحديثة.
وحتى لانظلم الدكتور فيصل القاسم هل نفهم من كلامه أنه يبكي على الاطلال أما انه يتمنى إن يبدأ التغير من الداخل وإذا كان التمني هوالتغير من الداخل فهذا مطلب كل الشعوب ولكن الوسائل ضعيفة وتتطلب الاستفادة من الضغوطات الخارجية وهذا لايعني التقدم بجيوش0000 كما حصل في العراق رغم إن الأمر لازال في صالح الشعب العراقي وتمثال صدام حسين لم يسقط إلا بمساعدة القوات الامريكية  وقد حالوا أن ينجحوا في ذلك ولكن استعصى الأمر فتدخلوا فوراً لأن المصالح تلعب دوراً كبيراً في هذا الزمن ومنظور المصالح تغير .
وحتى نطمئن السيد فيصل القاسم  أن التغير حقيقة وواقع وليس خيالاً وهي في طريقها إلى المنطقة وهي لصالح الشعوب ، ويبقى على أصحاب القلم وهم الفئة الواعية والتي تدرك أين خلاص الشعوب أن تعمل في الاتجاه الصحيح بعيداً عن المصالح الشخصية والارتباط المزيف .
  






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=1148